أذكر لتُذكر !

    • أذكر لتُذكر !






      "]~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
      ذِكْر الإنسَان يَرْفَع ذِكْرَه

      ~~~*~~~*~~~*~~~*~~~

      مَن ذَكَر الله في ملأ .. ذَكَره الله في ملأ خير منهم ..

      يُذكَر ابن آدم باسْمِه في ملأ الملائكة ..

      ومَن الذي يَذْكُره ؟
      إنه رب العالمين .. وإله الأولين والآخِرين .. الذي بِيَدِه الـنَّفْع والضُّرّ .. وله مَقاليد الأمور ..

      يقول رب العزّة سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :
      أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يَذْكُرني ؛ إن ذَكَرَني في نَفسه ذَكَرْته في نفسي ، وإن ذَكَرَني في ملأ ذَكَرْته في ملأ هُم خَيْر مِنهم .
      رواه البخاري ومسلم (1).


      قال الربيعُ بنُ أنس : إنَّ الله ذاكرٌ مَنْ ذكرهُ ، وزائدٌ مَنْ شكره ، ومعذِّبٌ مَن كَفَرَه .


      قال ابن رجب : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُوْنِي أَذْكُرْكُم) وذِكْر الله لِعَبْدِه :
      هو ثناؤه عليه في الملأ الأعلى بين ملائكته ومُبَاهاتهم به ، وتَنْويهه بِذِكْرِه . اهـ .


      وأوصَى الألبيري ابنه فَكَان مما قال :

      وَأَكْثِرْ ذِكْرَهُ فِي الأَرْضِ دَأْباً = لِتُذْكَرَ فِي السَّمَاءِ إِذَا ذَكَرْتَا


      إن ذِكْر الله تعالى أفضل الأعمال ، وارفعها في الدَّرَجات ، وأفضل مِن إنفاق الذهب والفضة ..

      سأل النبي صل الله عليه وسلم يوما أصحابه : أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ،
      وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ،
      وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟
      قَالُوا : بَلَى . قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .
      وصححه الألباني والأرنؤوط (2).


      قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : مَا عَمِلَ امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ .


      وتنافس أغنياء الصحابة وفقراؤهم على الذِّكر ، وتسابقوا فيه ..

      فقد أتَى فُقَرَاء الْمُسْلِمِينَ إلى رَسُول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ .
      قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟
      قَالُوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي , وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ , وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ ،
      وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ .
      فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
      أَفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ , وَتَسْبِقُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ ،
      وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ , إلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟
      قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ .
      قَالَ : تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ : ثَلاثاً وَثَلاثِينَ مَرَّةً .
      قَالَ أَبُو صَالِحٍ – أحد رواته - : فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ , فَقَالُوا :
      سَمِعَ إخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا , فَفَعَلُوا مِثْلَهُ .
      فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ . رواه البخاري ومسلم . (3)


      قال ابن دقيق العيد : وَقَوْلُهُ :
      " لا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ " يَدُلُّ عَلَى تَرْجِيحِ هَذِهِ الأَذْكَارِ عَلَى فَضِيلَةِ الْمَالِ ،
      وَعَلَى أَنَّ تِلْكَ الْفَضِيلَةَ لِلأَغْنِيَاءِ مَشْرُوطَةٌ بِأَنْ لا يَفْعَلُوا هَذَا الْفِعْلَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ الْفُقَرَاءُ . اهـ .


      وقال ابن رجب : فَكَان الفقراء يَحزَنُونَ على فواتِ الصَّدقة بالأموال
      التي يَقدِرُ عليها الأغنياء ، ويَحْزَنُون على التخلُّف عن الخروجِ في الجهاد ؛
      لِعَدَم القُدْرَة على آلَتِه . اهـ .


      وينبغي أن يُعْلَم أن ذِكْر الله على ثلاث مراتب :


      المرتبة الأولى :
      ذِكْره عند أمْرِه ، امتثالا لأوامره ، وأداء لِفرائضه .
      قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)
      وقوله عَزّ وَجَلّ : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)
      قال مجاهد : أقِم الصلاة لِتَذْكُرني فيها .
      قال القرطبي في تفسيره : اخْتُلِف في تأويل قوله : (لِذِكْرِي) ؛ فقيل : يُحْتَمل أن يُريد : لِتَذْكُرني فيها ، أو يُريد : لأذْكُرَك بِالْمَدْح في عليين بها .


      المرتبة الثانية :
      ذِكْر الله عند نواهيه ، فيَحْمِل على الكفّ عن الفواحش ،
      والانتهاء عن المعاصي ، حياء مِن الله ، وإجلالاً له تبارك وتعالى .


      ومِنه قوله عَزّ وَجَلّ : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
      وفي قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ،
      أن أحدهم توسَّل إلى الله بِتركه للحَرام واستعفافه عنه بعد أن قَدَر عليه .

      ففي الحديث أنه قال :
      اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إليّ ، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني
      حتى ألَمَّتْ بها سَنة مِن السنين ، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار
      على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قَدرت عليها قالت :
      لا أُحِلّ لك أن تفض الخاتم إلاّ بِحَقِّه ، فتحرجت من الوقوع عليها ، فانصرفت عنها
      وهي أحب الناس إليّ ، وتركت الذهب الذي أعطيتها .
      اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ،
      فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ... الحديث . رواه البخاري ومسلم .(4)

      وفي رواية لمسلم : فلما وَقَعت بين رجليها قالت :
      يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلاَّ بِحَقِّه ، فَقُمْت عنها ،
      فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ، ففُرِج لهم .


      قال عمر رضي الله عنه : أفضل مِن ذِكْر الله باللسان ذِكْر الله عند أمْره ونَهْيِه .


      ودَخَل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على سلمان يعوده ، فقال :
      يا أبا عبد الله اعْهَد إلينا بِعَهْد نأخذ به بعدك . قال :

      فقال : يا سعد اذْكُر الله عند هَمِّك إذا هَمَمْت ، وعند يَدك إذا قَسَمْت ، وعند حُكْمك إذا حَكَمْت .(5)



      المرتبة الثالثة :

      ذِكْر الله تعالى بالقلب واللسان ، وهو على مراتب :
      الأولى :

      أن يكون انبعاث الذِّكْر مِن القلب تعظيما وحُبّا وحَمْدًا لله عَزّ وَجَلّ ثم يتبعه اللسان .
      فهذه أفضل المراتب .

      الثانية : أن يكون الذِّكْر باللسان ثم يتبعه القلب ، إذا تفكَّر في معاني الأذكار .

      الثالثة : - وهي أضعف المراتب – وهي ذِكْر الله باللسان وحده ،
      وهذه يُؤجَر عليها صاحبها ، لقوله تعالى في الحديث القدسي :
      أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ .
      رواه الإمام أحمد ابن ماجه وابن حبان ، ورواه البخاري

      فَدُونك هذه العبادة التي لا تحتاج إلى جُهد ، ولا إلى مكان مُعين .. بل تَذكُر الله بلسانك وبِقَلبِك حيثما كُنت ..

      وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يُرغِّب أصحابه بالذِّكْر ..
      فكان مما قاله عليه الصلاة والسلام : لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
      أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ،
      وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ
      أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً .


      وقال عليه الصلاة والسلام :
      خُذُوا جُنَّتَكُمْ .

      قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ ؟

      قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ ؛ قَوْلُ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،
      وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ ،
      وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ .
      رواه النسائي في الكبرى والطبراني والحاكم ،

      وقال عليه الصلاة والسلام : لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
      إِلاَّ حَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ
      وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ . رواه مسلم .


      وإن أردت فوائد الذِّكْر ،

      فعليك بـ " الوابل الصيب " لابن القيم ،
      فقد ذَكَر أكثر مِن مائة فائدة لِذِكْر الله تعالى .


      . . . لاشيء يتغير, الأحداث باردة وغرف القلب باردة و العالم كومة صقيع...,, . . .


    • اللهم ارزقنا لسانآ ذاكرآ وقلبآ خاشعآ
      اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

      \\
      \\

      طرح قيم
      بارك الله فيكِ وجزاكِ الجنه
      ضاع من عمري الشباب وانا احلم بالرجوع ..
    • سلم الله خطاكم ..
      وحشركمـ مع الشهداء والصديقين وظللتم بعرشه يوم لا ظل الا ظله ..

      دمتمـ ع.آلطــآآآآآآعةةةةةةةة ...
      . . . لاشيء يتغير, الأحداث باردة وغرف القلب باردة و العالم كومة صقيع...,, . . .