* 50 متجرا للفضيات تعرض مختلف المشغولات الفضية من الحلي إلى الأواني المطلية بالفضة وغيرها.

القاهرة- وكالة الصحافة العربية

في مواجهة مسجد الحسين تحديداً بمنطقة الأزهر والقاهرة الفاطمية ؛ ومع بداية نهاية شارع الموسكي أحد أكبر وأعرق الشوارع التجارية الشعبية في مصر يمتد خان الخليلى حيث المشغولات الفضية الباهرة والمتعددة إلى أن البعض وصف الخان بالمتحف المفتوح للمشغولات اليدوية النادرة ويعد خان الخليلي من أشهر شوارع القاهرة السياحية لما يتميز به من موقع متفرد وسلع ومنتجات مميزة.. في أزقته يشتم الزائر فيه عبق القاهرة الفاطمية يمتد من أمام المشهد الحسيني المواجه للجامع الأزهر حتى حارة الصالحية التي تنتهى إلى عدة تفرعات من شوارع ودروب وحارات أشهرها وأقربها شارع المعز لدين الله والذي يعتبر أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية بما يضمه من عشرات المساجد والبيوت الأثرية ومنطقة بين القصرين.

خان الخليلي يمتليء بعشرات البازارت والمحال التجارية والتي تعتمد بضاعتها على الفن والإتقان والإبداع والمهارة في الصناعات اليدوية حتى اكتسبت شهرة عالمية لذا يعد مقصد كل السياح للتجول وشراء الهدايا التذكارية.

منذ زمن طويل ويشتهر حي خان الخليلي الشهير بالقاهرة بتجارة القلادات الفرعونية والأقراط ذات التصميمات البدوية والسوارات المزينة بالنقوش والخطوط الإسلامية والتي تعكس الطابع المصري التاريخي في قلب القاهرة، وبالتحديد في منطقة خان الخليلي، يوجد أكثر من 50 متجرا للفضيات تعرض مختلف المشغولات الفضية من الحلي إلى الأواني المطلية بالفضة وغيرها. وما أمتع أن تقضي يومك في التسوق في خان الخليلي وأن تتجول بين أروقة المتشعبة وتتناول كوبا من مشروب "العرقسوس" المنعش وتستمع إلى صوت الأذان وهو يتعالى من مئذنة الأزهر العريق، كل هذا وأنت تتنقل بين واجهات محلات الفضة وتتفحص المشغولات ذات الأشكال الدقيقة والبديعة، فكل محل من هذه المحلات له ورشة خاصة يعمل بها عدد من الحرفيين حيث يعكفون لساعات طويلة على تشكيل الفضة ونقشها بأيديهم المجردة بنقوش مصرية أصيلة تتنوع ما بين الفرعونية والبدوية والإسلامية.

يعمل محمد جمعة كحرفي بإحدى ورش الفضة في منطقة القاهرة القديمة منذ 40 عاما تقريبا، ويقول وعلى وجهه ابتسامة: كم استمتع بوقتي حينما نجلس نحن الحرفيين سويا على الأرض ونمسك بالمطرقة وباقي الأدوات في أيدينا ونغنى أو نستمع لصوت أم كلثوم ونحن نصنع أروع المشغولات الفضية. " وعادة ما يبتكر جمعة وزملاؤه أشكال المشغولات من وحي تفكيرهم وأحيانا يقومون بصنع تصميمات من ابتكار مصممين محترفين وتلقى رواجا لدى الزبائن.

تستغرق صناعة المنتجات الفضية ما بين عدة ساعات إلى عدة أيام بحسب شكل التصميم وطبيعة القطعة. ورغم أن هناك العديد من أنواع الفضة في الأسواق إلا أن : " الفضة المصرية تختلف عن أي نوع آخر حيث إنها تكون مصنوعة يدويا بالكامل. " على حد قول محمد شلبي صاحب محل فضيات في خان الخليلي.

ورغم أن محلات الفضة في خان الخليلي تعرض مختلف أنواع وأشكال وتصميمات المشغولات الفضية، إلا أن كل محل له مجال تخصصه.

يقول مدير محل فضيات فى خان الخليلي أشرف عبد العزيز: " متجرنا متخصص في الفضة القديمة والمشغولات الأثرية. يقول خبير في الفضة سمير عبد الوهاب : إنه من السهل التخلص من الصبغة الداكنة التي تغطي الفضة عندما تصبح قديمة وذلك باستخدام المادة " الكربوناتو – كربونات الصوديوم " التي تباع في محلات العطارة. " ويتعين مسح الفضة بالمسحوق لعدة دقائق لاسترجاع اللون الأصلي. " ويضيف: إنه اذا أصيب العميل بالملل من قطعة الفضة التي اشتراها، يمكنه ببساطة أن يذهب إلى أي محل فضيات ويطلب صهرها وإعادة تصنيعها في أي شكل آخر.

تأخذ المشغولات الفضية أشكالا كثيرة مثل الفناجين والأطباق والصواني التي تحمل رسوما لملوك وملكات الفراعنة، ومن الممكن أن تجد نرجيلة "شيشة " فضية عليها نقوش فرعونية أو بدوية أو إسلامية. وإذا كنت من هواة التصميمات البدوية ذات الأشكال الدائرية والمثلثة والمخروطية الفريدة، فمن الممكن أن تجد قطع حلي يغلب عليها الطابع البدوي مثل الأقراط والخواتم والسوارات والخلاخيل. وأحيانا ترصع المشغولات الفضية بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة مثل اللؤلؤ والتوباز والياقوت وغيرها ولاتقتصر المصنوعات الفضية على النساء فقط بل قد يجد الرجال أيضا بعض المنتجات التي تثير اهتمامهم.

ومن أكثر المصنوعات الفضية التي تروق للرجال السوارات التي يمكن شراؤها خلال 10 إلى 15 دقيقة، ينقش عليها البائع اسم العميل أو خطيبته أو زوحته سواء بالحروف العربية أو الفرعونية.

يقول ايان جيمس وهو سائح أمريكى كان يشتري أحد هذه السوارات: " أعتقد أن كتابة اسم صديقتي بالحروف الفرعونية هو تذكار لطيف لكلينا. " ويضيف جيمس وهو يبتسم لصديقته الكورية: " وحتى لو كان مظهره ليس ملائما فمن الممكن في نهاية المطاف أن أهديه إلى صديقتي . "

والفضة ليست باهظة الثمن، ويختلف السعر بحسب نوعية القطعة الفضية ووزنها، وهناك بعض المشغولات لا يزيد سعرها على عدة جنيهات، وهناك أشياء أخرى أثقل وزنا وأكثر قيمة وقد يصل ثمنها إلى آلاف الجنيهات.

غير أن الباعة دائما يتوقعون أن يتفاوض المشتري معهم بشأن السعر وعادة ما يخفضون الثمن قليلا عند البيع. ويقول صاحب متجر الفضيات شلبي: أكثر ما يعنينا هو راحة العميل، ونحن نحترم عملاءنا ونحرص على أن يخرجوا من المحل وعلى وجوههم ابتسامة حقيقية." ويضيف شلبي الذي يجلس راضيا داخل محله وهو ينظر إلى الزبائن من مختلف الجنسيات وهو يدخلون ويخرجون: " ترتبط صناعة الفضة بمصر وثقافتها .. ورغم أنها موجودة منذ سنوات طويلة. إلا أنها لن تندثر أبدا.

تبهر السياح

يذكر أن المشغولات الفضية في مصر تعد أحد أسباب الرواج السياحي وبشكل خاص في أسوان والأقصر حيث يبرع الصناع في رسم وتشكيل المشغولات على شكل رسوم فرعونية تبهر السياح والذين يهتمون بالتماثيل الفرعونية مثل نفرتيتي وتوت عنخ أمون وغيرهما من ملوك وملكات مصر القديمة.

أكثر...