مسقط- خميس السلطي ومديحة عثمان

تقدم فرقة الرستاق المسرحية مساء اليوم على خشبة مسرح الكلية التقنية العليا بالخوير بالعاصمة مسقط، عرضها المسرحي "العرس الوحشي" والذي يأتي أول عروض مهرجان المسرح العماني الرابع، هذا العرض للكاتب العراقي فلاح شاكر والمخرج خالد الضوياني يأتي حول عبّارة بحرية تأول للغرق، أتخذها بطل العمل في دور الابن، ملكا ومأوى له، يبحث فيها عن الأمان والاستقرار والطمأنية، ومن خلال اسقاطات فلسفية متعددة حيث الحديث مع الذات والدخول في عوالم نفسية متعددة، تتصاعد وتيرة أحداث المسرحية،كما تأخذ القصة محورا آخر حول اعتداء متعمد على أم الابن الذي أخذ العبّارة كملجأ له ومدى التفكير المستمر منها هي الأخرى للتخلص من هذا الابن الذي جاء نتجية اغتصاب وقهر نفسي، فسيتمر الصراع والحديث حول الخلاص. في هذا الصدد تبقى هناك رسالة شبه مباشرة لما ستصير إليه بعض الحقائق وما يشوبها من غموض وقهر ، نتيجة اغتصاب للحقوق وسلب الذات والإعتداء على الأملاك بصورة غير شرعية ولا تمت إلى الأحقية بصلة.

المخرج خالد الضوياني توجه بالشكر الجزيل إلى كاتب النص المسرحي على الثقة الطيبة منحت لفرقة الرستاق المسرحية للدخول إلى مهرجان المسرح العماني الرابع من خلال هذا النص، كما شكر طاقم العمل الذي كان له الحضور الطيب في التحضيرات الأولية للعمل المسرحي وعلى رأسهم الفنان محمد بن خميس المعمري المشرف العام على الفرقة، والفنان علي المعمري والفنانة غادة الزدجالية، وفي السينوغرافيا زاهر السلامي ، وفي الموسيقى التصويرية عبدالوهاب السلماني وفي تصميم وتنفيذ الديكور خالد المقبالي وجمال الضوياني، وفي الملابس والمكياج خميس مسلط، وفي الأكسسورارات يوسف الصالحي، وفي الإنتاج خليل المعمري.

كما أكد المخرج الضوياني أن هذه المشاركة في مهرجان المسرح العماني هي الحضور الفعلي لاكتساب الخبرات والتعرف على أنشطة مسرحية رائعة ، كما أن نشاط تقديم المسرحيات هو من أجل الحضور البهي في المهرجان لا لاقتناص الجوائز والهدايا، على الرغم من أن هذا الأمر هو طموح كل مبدع وكل فرقة تساهم وتشارك ضمن المنظمومة المسرحية العمانية، ولكن يبقى مهرجان المسرح العماني هو مسرح عمان بأكملها وعليه يتوجب الحضور به على أكمل وجه. يعقب المسرحية ندوة تطبيقية للدكتورة آسية البوعلي.فرقة الرستاق المسرحية ..مشاركات وإنجازات

تأسست فرقة الستاق المسرحية العام 1989 وقدمت جلّ أعمالها تحت اسم فرقة "مسرح نادي الرستاق". ومن بين هذه المسرحيات مسرحية "عنترة" 1992 تأليف محمد المعمري وإخراج كمال عبدالله ومسرحية "سوالف غريبة" 1994م تأليف محمد المعمري وإخراج كمال عبدالله ومسرحية "همسة" 1996م تأليف وإخراج محمد المعمري ومسرحية "معوق ولكن" 1997م تأليف وإخراج محمد المعمري، كما تم الإشهار رسمياً من قبل وزارة التراث والثقافة شهر أكتوبر 1997م .

ومن أهم الأعمال مسرحية "خربة بمليون" تأليف محمد المعمري وإخراج وليد الخروصي وشاركت بها الفرقة في مهرجان جمعة الخصيبي للفرق المسرحية الأهلية التي أقامته بلدية مسقط وفاز الممثل محمد بن خميس المعمري بأفضل ممثل مسرحية "مجانين على الهواء" تأليف محمد المعمري وإخراج وليد الخروصي وشاركت بها المسرحية في مهرجان الأسبوع الثقافي العماني الأول، ومسرحية "أطلال البرامكة" تأليف حمود الدغيشي وإخراج محمد المعمري وشاركت الفرقة بها في مهرجان مسرح الشباب الرابع باسم محافظة جنوب الباطنة حيث فاز بها الممثل خالد الضوياني كأفضل ممل دور ثان، ومسرحية "أبو الهول والبيئة" تأليف محمد المعمري واخراج يونس ماجد المعمري وفاز بها الممثل ثاني بن لاهي السعدي بجائزة أفضل ممثل، كما شاركت الفرقة في دورات المهرجان الأول بمسرحية "تحت ظلال السماء" تأليف بدر الحمداني وإخراج محمد المعمري، وفي المهرجان الثاني بمسرحية "متهم خاص جداً" تأليف وإخراج محمد المعمري، وفي دورته الرابعة بمسرحية "العرس الوحشي" تأليف فلاح شاكر وإخراج خالد الضوياني .

كما أن هناك مشاركات خارجية للفرقة تتمثل في مسرحية "بريق في الظلمة" تأليف راحل السابقي وإخراج يوسف البلوشي 2006، ومسرحية "سلالم الشمس" تأليف محمد المعمري وإخراج خالد الضوياني 2008، ومسرحية "موهوبيا" مع فرقة مزون مهرجان الناظور بالمغرب 2009 ،بالاضافة إلى ان الفرقة شاركت مؤخراً في مهرجان الطفل لفرقة مزون بمسرحية الأطفال "الساحرة" تأليف عبدالباري العبودي إخراج علي المعمري وفازت الفرقة بسبع جوائز في إعداد النص والإخراج والتمثيل دور أول ودور ثان وجائزة لجنة التحكيم وجائزة الإضاءة وأفضل ممثل طفل.

كما تتضمن فعاليات اليوم جولة سياحية للضيوف في العاصمة مسقط، إضافة إلى اللقاء العام في النادي الثقافي، لقاء سعادة الشيخ رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان مع الضيوف في مقر إقامتهم.

وتم أمس انطلاق فعاليات وبرامج مهرجان المسرح العماني الرابع بقاعة عمان في فندق قصر البستان بالعاصمة مسقط، وبرعاية وزير البيئة والشؤون المناخية معالي محمد بن سالم التوبي، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والمهتمين بالشأن المسرحي والفني والثقافي.

تضمن الحفل مشهدا مسرحيا قدمه الفنانان عبدالله سالم شنون ووفاء البلوشية، كما كتب الحوار عبدالمطلب الموسوي وأخرجه شبير بن عبدالرحيم العجمي، كما تم الإحتفاء بالفرق المشاركة بالمهرجان وتقديم مشاهد بانورامية من عروضها، كما ألقى مدير المهرجان المسرحي الدكتور عبدالكريم جواد كلمة الوزارة والذي رحب فيها بأهل المسرح بقوله: أهلا بكم في رحاب المسرح، الفن الجميل، الذي يعبر عن ثقافات الشعوب ومدى رقيها، وأفق تطلعاتها.. انه فن التلاحم والتفاعل والتناغم الحي والمباشر بين الفنان والجمهور، إنه فن الفرجة والتألق في مساحات الفكر والجمال.

مضيفا بقوله: إن وزارة التراث والثقافة قد حرصت على تنظيم هذا المهرجان المحلي الذي نعيش دورته الرابعة هذه الأيام، بغية أن يكون المهرجان تظاهرة تسهم في تنمية الحراك المسرحي، حيث تظهر الطاقات الخلاقة، والمواهب الواعدة، فيكون اللقاء تواصلا مفعما بالعمل الفني الجاد، والتجربة المتجددة، فتزداد الخبرة وتعم الفائدة، وتتوسع مدارات العطاء في صور تكاملية بين المؤسسة الرسمية والمؤسسات الأهلية المسرحية.

مؤكدا مدير المهرجان بقوله: سيشمل المهرجان ثمانية عروض مسرحية تقدمها الفرق الأهلية التي ترشحت للمشاركة من قبل لجان فنية متخصصة، وسيعقب العروض جلسات تطبيقية للمناقشة، كما سيتضمن المهرجان حلقات عمل متخصصة في التمثيل والاخراج المسرحي، ولقاءات فكرية ومؤتمرات صحفية متعددة.

وأشار بحديثه: ويستضيف المهرجان في دورته الحالية ثلة من المسرحيين العرب الذين لهم باع طويل في مجال الابداع المسرحي سواء كفنانين معروفين أو كمديري مهرجانات مسرحية تحظى بنجاحات مشهودة، نرحب بضيوفنا أجمل ترحيب ونتمنى لهم طيب الإقامة بين زملائهم المسرحيين العمانيين في السلطنة. واختتم قوله: وفي هذه المناسبة نود أن نشكر كل من ساهم وعمل على انجاح هذا المهرجان،إلى الفنانين المسرحيين، الفرق الأهلية، الجمعية العمانية للمسرح، اللجنة المنظمة، فرق العمل المساعدة، وغاية ما نأمل أن نستمتع بعروض مسرحية قوامها فكر أصيل وكل ما هو بديع وجميل.

بعد ذلك تم تقديم ضيوف ولجان المهرجان، بعد ذلك قام معالي محمد بن سالم التوبي راعي الحفل باعلان بدء فعاليات المهرجان .

يأتي تنظيم مهرجان المسرح العماني إيمانا من وزارة التراث والثقافة لما يلعبه المسرح من دور توعوي بالغ الأهمية ، وذلك لما يمتلكه من أدوات وإمكانيات ترسخ حالة الوعي الثقافي للمجتمع، وبلورة الموروث الثقافي والفكري والشعبي العماني، بما فيه من أصالة وخصوصية في قالب فني ، تمتزج فيه الأصالة المعاصرة ، وتهيئة الجو التنافسي الإبداعي، بين المسرحيين، يمكنّهم من تطوير أدواتهم المسرحية بما يخدم التنمية الثقافية الشاملة ويسهم في تعزيز الإنجازات المكتسبة.

ضيف في سطور

د. سليم عجاج هو مدير حلقة عمل المسرحي المصاحب للمهرجان وهو أحد أهم الشخصيات المسرحية العربية والسورية، فهو عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، ولديه دكتوراه في العلوم الفنية ، قسم الإخراج من جامعة بطرسبورج للمسرح والموسيقا والسينما في روسيا.

كما ساهم في كتابة وإخراج العديد من الاحتفالات والمهرجانات المحلية والعربية من بينها مهرجان المحبة، وخان الحرير ومؤتمر المرأة والاستثمار في حلب، وكتب سيناريو مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية بالرياض.، ومن أهم أعماله المسرحية الأشجار تموت واقفة، وسيدة الفجر ، والمفتش العام، وبستان الكرز.

قدم العديد من الدراسات المسرحية مثال دراسات حول مهرجان حمص المسرحي وحماة المسرحي، له العديد من المقالات مثل (المخرج في المسرح المعاصر) و( عيوب واضحة عند الممثل العربي) و (المعاهد المسرحية بين النقل والتأويل).

أكثر...