
صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تقول إن تطورات الأوضاع الجيوسياسية حول إيران وسورية، تدفع روسيا للإسراع في تحديث تشكيلاتها العسكرية، المرابطةِ في مناطق ما وراء القوقاز، وبحر قزوين، والبحر الأسود، والبحر الأبيض المتوسط.
ذلك أن ثمة تسريباتٍ تتحدث عن أن الكرملين، حصل على معلومات تفيد بأن هجوما مباغتاً ووشيكاً على المنشآت النووية الإيرانية، سوف تنفذه إسرائيلُ بدعم أمريكي. ومن المتوقع أن يكون الرد الإيراني على تلك الضربة في حال حصولها، سيكون سريعا وعنيفا، وقد تتطور الأوضاع إلى نشوب حرب واسعة النطاق، من الصعب التكهن بنتائجها.
وتفيد مصادر مقربة من الكرملين أن هذه القضية طرحت بشكل جدي على طاولة المباحثات في قمة روسيا - الاتحاد الأوروبي، التي التأمت أمس في بروكسل، بمشاركة الرئيس دميتري مدفيديف. أما موقف الكريملين من هذه القضية، فعبر عنه، قبيل القمة، ممثل روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، الذي حذر من أنّ إقدام الولايات المتحدة أو إسرائيل على توجيه ضربة لإيران، ينطوي على عواقب كارثية. وأوضح أن الأثار السلبية لمثل تلك الضربة، في حال حصولها، لن تقتصر على المنطقة، بل ستتعداها لتأخذ بعدا أوسع. ولقد بات معلوما أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا مع الاتحاد الاوروبي ومع المجتمع الدولي بشكل عام، بخصوص المشكلة الإيرانية، بدأت منذ فترة قصيرة، وتحديدا بعد التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن برنامج إيران النووي.
وفي معرض تعليقه على تطورات هذه المسألة الشائكة، يرى المحلل السياسي فلاديمير بوبوف أنه ليس من المستبعد أن تقف روسيا بحزم إلى جانب إيران، إذا ما تعرضت الأخيرة لخطر هزيمة عسكرية كاملة، في مواجهة قوات برية تابعة للولايات المتحدة، أو لحلف الناتو. علما بأن الدعم الروسي يمكن أن يكون إما على شكل مساعدات تقنية، أو حتى على شكل دعمٍ عسكري، وهذا أسوأ السيناريوهات. فمن المعروف أن قطعا حربية روسية تابعة للأُسطول الشمالي، بقيادة حاملة الطائرات "أدميرال كوزنيتسوف" سبق لها ان تحركت باتجاه شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وهي تنوي الدخول إلى ميناء طرطوس السوري. وبهذا الصدد، قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية للصحيفة، إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي المعلومات التي تتحدث عن توجه غواصات نووية روسية، تابعة لنفس الأُسطول، إلى تلك منطقة.