* تتمتع القرية التي تتاخم جبال ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة بطقس لطيف حيث الأشجار الجبلية المتنوعة والأحياء البيئية المتعددة الأصناف.

تحقيق – محمد بن هلال الخروصي

تزخرُ السلطنةُ بمقومات سياحية جمة؛ حيث التنوع البيئي والطبيعة البكر كالتضاريس المختلفة من الجبال والسهول والصحاري والبحار والأودية والمزارع الغنّاء. ونظرا لما تشكله السياحة الداخلية من مقومات اقتصادية واجتماعية ونفسية كثيرة وبناء على المساحات الشاسعة للسلطنة وتعدد الأماكن السياحية عكفت الحكومة على تطوير قطاع السياحة في ربوع السلطنة، وبذلك تبذل وزارة السياحة جهودا جبارة في جعل القطاع السياحي نشطا ومزدهرا يتمتع بكافة معايير الجودة العالمية وفي شتى المجالات. من ذلك ما نراه جليا في قرية (وكان) المتاخمة لجبال ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة حيث الطقس اللطيف والأشجار الجبلية المتنوعة والأحياء البيئية المتعددة الأصناف.

"الشبيبة" قامت بزيارة لتلك القرية التي ترتفع مئات الأمتار عن سطح البحر والتقت بعدد من السياح فماذا قالوا...؟

* موقع القرية

إن الزائر لولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة لا بد وأن يُعرّج على عين الثوارة الساخنة والتي تنبع من جبالها على مدار العام كما يعد جريانها منظرا بديعا أبدعه الخالق، ثم قد يزور قلعتها التاريخية الموغلة في القدم كل ذلك بين جنبات النخيل والأشجار على جانبي الطريق الداخلي للولاية. بعدها يتوجه القاصد لقرية (وكان) بوادي مستل غربا من ولاية نخل لمسافة لا تتعدى عشرين كيلومترا لينعطف يسارا باتجاه الجنوب ليمر بقرى وادي مستل على ضفاف الجبال كقرية الغبرة والجيلة ووجمة ومياقع وإمطي والظاهر وصولا إلى قرية الهجار، وقد يرغب بزيارة وادي بني حرّاص غربا ليتمتع بالقرى الريفية والجبلية أيضا ثم يعود أدراجه ليكمل المشوار باتجاه الجنوب الشرقي إلى قرية (وكان) - علما بأن طريق وادي مستل في مرحلة الرصف والتأهيل الجديد حاليا ليتسنى دخول السيارات الصغيرة، كما يوجد بهذا الوادي مستشفى حكومي ومدرسة للتعليم الأساسي. بعدها يبدأ الصعودَ للجبل بسيارة ذات الدفع الرباعي. بعدها ينتهي بك الطريق إلى قرية (وكان) الجبلية بعد صعود عشرات الأمتار لتركن سيارتك وتبدأ بالسير في المدرجات إلى أعلى والتي أعدتها وزارة السياحة وذلك بين أشجار العنب والبوت والمشمش والرمان والتين والزيتون وغيرها الكثير، كما يمكن زيارة الجارتين قرية القورة وحدش. كذلك يمكن الوصول إلى الجبل الأخضر سيرا على الأقدام من هذه القرية.

* الطقس المعتدل

عندما تصل الحرارة في كثير من قرى السلطنة إلى مستويات عالية وقياسية يمكنك أن تلجأ إلى قرية (وكان) الجبلية ذلك ما بدأ به هلال بن سعيد العامري حديثه حيث قال: قرية وكان بوادي مستل بولاية نخل هواؤها عليل وطقسها معتدل صيفا وبارد شتاء؛ وهذه أول زيارة لها حيث شعرت بالراحة والاستجمام وخاصة بأني أمشي بين مختلف الاشجار الوارفة الظلال وأقول لمن لم تسنح له الفرصة لزيارتها سابقا لا تدع فرصة تمر دون الوقوف على جنباتها، وأضاف العامري الحمد لله بأن القرية تتمتع بمقومات سياحية خلابة و تزخر بالعديد من الخدمات وأن القرية باعتبارها من القرى السياحية الوارفة بين أحضان الجبال المطلة على الجبل الأخضر بحاجة إلى بعض المقومات السياحية فمثلاً دورات المياه مغلقة ومكسرة وغير نظيفة كما يوجد هناك بعض المحولات الكهربائية مكسرة بفعل فاعل أو ربما تعرضت للأحوال الجوية.

أما علي بن سعود الصلطي أشار: هذه الزيارة الأولى لقرية وكان بوادي مستل وبصراحة القرية جميلة جدا وجوها بارد هذه الأيام ولاحظتُ هناك العديد من الأشجار تُزرع وأشجار تَنبتُ طبيعيا ولا دخل ليد بشرية فيها لا بالزراعة ولا بالري أو غيره! فسبحان مقسم الأرزاق، ومن أهم تلك الأشجار المستقلة هي شجرة (البوت) الشهيرة: كما تشتهر الجبال بأشجار متنوعة كالعلعلان والعتم وغيرها، وقد مررنا بكثير من أشجار المشمش والرمان والخوخ والجوز وأشجار أخرى متنوعة، وقد أبدعت يد العماني منذ قديم الزمان في طريقة استصلاح تلك الأراضي الصلبة وتحويلها إلى مدرجات زراعية بنظام دقيق تمخرها مياه الأفلاج المنبثقة من أعالي العيون الجبلية لترويها بتقسيمات محددة سلفا. ويضيف الصلطي: أقول وبحق إن من يزور هذا المكان سيرغب حتما بزيارته مرات عديدة. وأشاد علي الصلطلي بأن الجهات المختصة أبدعت في عمل تلك المدرجات الجميلة والسهلة والتي تتماشى والطبيعة ولكن لا نرى إنارة لهذه المدرجات فالزائر لا يستطيع التأخر ليلا في أعلى القرية لأن النزول يصبح صعبا بدون إضاءة في تلك المدرجات كما أن الطريق الترابي المؤدي إلى القرية يحتاج إلى مزيد من التطوير ونقترح توسعته ورصفه وإنارته، وزيادة عدد مواقف السيارات.

* سكان طيبون

أما أحمد بن حمود العامري من ولاية السيب -المعبيلة الشمالية يقول: إن الزائر للقرى الجبلية بالسلطنة مع كثرتها يرى سمات الجود والكرم لدى أهلها؛ حيث يرى الابتسامة تعلو محياهم ويلمس الحب الظاهر على وجوههم، يستقبلون الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم دونما تمييز، ولا يضجرون من الزوار مطلقا، وأن وزارة السياحة مشكورة وضعت لافتات تنبيه وتعليمات ليتقيد الزوار بها كاللباس المحتشم وعدم إصدار الضجيج أو اصطحاب الآلات الموسيقية ومكبرات الصوت، كذلك وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والثمار، وعدم تصوير الأشخاص دون استئذانهم.

* ملاحظات بسيطة

كما أوضح أحمد العامري: تهتم وزارة السياحة بالمواقع السياحية اهتماما بالغا وتسند الكثير من المناقصات والمشروعات لتطوير هذا القطاع الحيوي؛ ونظرا لتعدد المواقع السياحية بالسلطنة وكثرتها وانتشارها على ربوع عماننا الحبيبة من شمالها إلى جنوبها فإن هذا الاهتمام يكون مضاعفا وموزعا على هذه المواقع في جميع الولايات. وقرية (وكان) أحد هذه المواقع التي حظيت باهتمام وزارة السياحة؛ فقد قامت الوزارة بتطوير القرية والاهتمام بجمالياتها، فقد أنشأت المدرجات لمسافات طويلة تتوسط المزروعات ليتمتع الزائر برؤية واضحة للمناظر البديعة، واستحدثت دورات مياه ولكنها مغلقة ومكسرة.

أكثر...