قال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية: تمتلك السلطنة ثروة إبل كبيرة تصل إلى 50 ألف رأس ويمكن الاستفادة منها لصناعة المنتجات ،
مؤكدا في ذات الوقت على أن هذه الثروة مرتبطة بقيم وتقاليد المجتمع،
وأضاف: الخطة الموجودة الآن هو كيفية الاستفادة من الإبل فيمكن إنتاج الحليب والألبان واللحوم وانتقاء السلالات الطيبة وتعزيز إنتاجها،
ولدينا مشروع الفكرة والدراسة جاهزة لإنشاء مصنع ألبان لإنتاج منتجات الأبقار والإبل في محافظة ظفار،
وخلال الفترة القادمة سنجتمع مع بعض الخبراء حتى نتيقن بأن الدراسة استكملت كل مقوماتها وتطرح كمشروع تجاري بدعم من الوزارة،
كما لدينا برنامج تطويري وإنشاء شركات للألبان واللحوم، وأن مؤتمر ومعرض اليوم يفتح التفكير للنظر للمسألة بشكل أوسع.
وذكر الساجواني : أصبح اليوم إنتاج الإبل حقيقة واقعة وهناك دول تصنع وتصدر منتجاتها لدول مختلفة في العالم،
وأن هذه المنتجات بها نسبة قليلة من الكلسترول وبالتالي لها آثاره الإيجابية على الصحة العامة،
ومحليا لم تستغل الإبل الاستغلال الكافي ولكن نأمل في الفترة المقبلة أن نحسن استغلالها وإدارة الثروة الحيوانية عموما بشكل أفضل،
وهذا سيعود بالنفع اقتصاديا للبلد وأيضا تقليل الآثار البيئية الناتجة عن ذلك كالتصحر وغيرها.
جاء ذلك خلال افتتاحه للمؤتمر الثالث للجمعية الدولية للبحث والتنمية في مجال الإبل والذي نظمته كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس،
واشتمل المؤتمر على كلمة الدكتور عاصم كاظم رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر والذي قال : إن شعار المؤتمر
هو "التحديات التي تواجه الإبل في عالم متغير"
ويوفر المؤتمر الثالث للجمعية الدولية للبحث والتنمية في مجال الإبل الفرصة لالتقاء الباحثين من الدول المختلفة
لتبادل الأفكار العلمية والبحثية في مجال تربية وعلم الإبل.
وذكر كاظم : بالرغم من قلة أعداد الإبل في العالم مقارنة مع بقية أنواع الحيوانات إلا أنه له أهمية كبيرة
في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وكذلك المناطق الجبلية والتي تمثل ثلث اليابسة في الأرض.
ويظهر اهتمام المجتمع العلمي العالمي واضحاً في مجال بحوث الإبل مما مكن من استقطاب
أكثر من 200 مشارك من 39 دولة حيث يتم إلقاء أكثر من 100 محاضرة والإطلاع على أكثر من 80 ملصق علمي.
تتراوح مواضيع محاور المؤتمر بين الأمراض المعدية والتشريح والكيمياء الحيوية والجراحة ووظائف الأعضاء والتناسل والتغذية ونظم التربية وإنتاج الحليب واللحوم.
توفر المواضيع المختلف معلومات علمية وفيرة والعديد من الفرص للنقاش.
وأكد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: تأتي عمان في محلة متقدمة ضمن دول العالم في مجال السياحة ومدينة مسقط معروفة كواحدة من مدن العالم النظيفة والآمنة والجميلة,
فهي مطرزة بسواحل رائعة وجبال وقلاع تاريخية وحصون.
إن جمال سلطنة عمان مقرون بطيبة ورحابة صدور الشعب العماني.
أنني متأكد بان المشاركين في المؤتمر بالإضافة إلى ما سيحملونه من معلومات علمية جيدة عند رجوعهم إلى أوطانهم في نهاية المؤتمر, تكون قلوبهم وأذهانهم مملوءة بذكريات جملية عن عمان.
من جانبه قال الدكتور حمد بن سليمان السالمي نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية في كلمته : يعلم الجميع ما يشكله قطاع الثروة الحيوانية
من أهمية كبيرة وواسعة ومساهمته في الاقتصاد الوطني، وتأتي الإبل في مقدمة الحيوانات التي تحتل مجالا رحبًا للدراسات والبحوث في دول الخليج العربي،
وتسعى الجامعة من خلال تنظيمها واستضافتها لهذا المؤتمر في الإسهام في مناقشة التحديات التي تواجه الإبل في العالم،
وفي ضوء تغييرات المناخ، ففي الآونة الأخيرة واجه قطاع الإبل كثيرًا من التحديات، ليس في دول الخليج فحسب بل شمل جميع المناطق الجافة وشبه الجافة في العالم،
ولعل أهم هذه التحديات، الجفاف والتصحر، لانخفاض معدلات هطول الأمطار، والتغيرات المناخية الحاصلة،
وكذلك ازدياد نسبة التملح والأمراض الحيوانية، إضافة إلى المنافسة القائمة مع المنتجات الحيوانية المستوردة.
ولذلك جاء تنظيم هذا المؤتمر ليكون فرصة سانحة لالتقاء العلماء المتخصصين في مجال إنتاج وصحة الإبل من أنحاء العالم المختلفة لتبادل الآراء،
وعرض أحدث نتائج البحوث العلمية ومناقشتها. وإننا نرجو من هذا المؤتمر، من خلال جلساته ومحاوره التي اعتمدها،
أن يكون إضافة نوعية في تعزيز دور البحث العلمي الأساسي والتطبيقي في مجال الإبل، وأن يكون معينًا للجهات المختصة في إعطاء هذا القطاع الحيوي المهم العناية الفائقة، وهذا ما نطمح إليه.
كما كان هناك كلمة للدكتور غالب الحضرمي رئيس الجمعية الدولية للبحث والتنمية قال فيها : قبل ست سنوات
أطلقنا الجمعية الدولية للبحث والتنمية في مجال الإبل مع ما صاحب ذلك من شكوك وتحديات كبيرة إلا أن لقاءنا اليوم في مسقط يثبت نجاحنا.
وأؤكد لكم اليوم تقبل مجتمع علماء الإبل للجمعية كهيئة أساسية في تعزيز البحث والتطوير في مجال بيولوجيا الإبل، وإنتاج الجمال والنظام الزراعي.
ولقد ذكرت في جربة كرئيس سابق، إن مؤتمر العين كان بمثابة مؤتمر للإنشاء وأن مؤتمر جربة هو مؤتمر التعزيز،
والآن نأمل أن يكون مؤتمر مسقط مؤتمرا للاعتراف، الاعتراف بمكانة الجمعية الدولية للبحث والتنمية في مجال الإبل في المجتمع العلمي.
الإبليات الصغيرة والكبيرة هي نموذج رائع لعلماء البيولوجيا وإمكانية أن يكون الإنتاج ملحوظا في المناطق النائية من العالم،
وبوصفها الأداة الرئيسية للتنمية في الأراضي القاحلة أو الجبال العالية في العالم.
ويجب الإقرار بضرورة دعم جميع الأنشطة البحثية لا في البلدان التي تكون فيها الإبليات الكبيرة والصغيرة جزءا من تراثها الثقافي فحسب،
ولكن أيضا في الدول الغربية حيث يتم تجاهل الدور الرائع لتلك الحيوانات في كتير من أجزاء العالم على نطاق واسع.
وذكر أيضا : للجمعية الدولية للبحث والتنمية في مجال الإبل اليوم أكثر من 400 عضو مسجل في الشبكة العنكبوتية،
وها هي تعقد مؤتمرها الثالث، ولديها مجلة علمية. ومع ذلك، فمن المهم أن تكون معترف بها في المجتمع الدولي والعلمي،
وفي وسائل الإعلام المختلفة وأن تكون شريكا مع وكالات التمويل.
ونعتقد بصدق أنه خطوة هامة لنخرج من التهميش حيث أن العدد الصغير من الإبليات في العالم (ونتيجة لذلك، العدد القليل نسبيا من العلماء) يحد من قدراتنا.
إن موضوع المؤتمر الحالي "التحديات التي تواجه الإبليات في عالم متغير"، هو موضوع طموح جدا. وبطبيعة الحال، فإن العالم يتغير منذ كان موجودا،
ولكننا نعيش في زمن حيث هذه التغييرات تحدث مسرعة في الاقتصاد، والبيئة، وفي مجال العلوم والتكنولوجيا، وفي مجتمعاتنا.
وقد أكدت الأحداث الأخيرة وخاصة في العالم العربي هذه التغييرات. وفي هذا السياق، فإن الإبليات والنظم الزراعية التي تنطوي على الإبليات،
يجب أن تتكيف مع هذه الأوضاع الجديدة. وهكذا، يمكننا أن نلاحظ القدرات العالية لإدخال الإبليات الكبيرة والصغيرة في حداثة معينة: الاندماج في السوق الدولية،
وتكثيف الإنتاج، وتثمين منتجاتها، والتوسع الجغرافي، وهلم جرا.... إلا أنه يجب علينا أن ندرك أيضا الفجوة بين احتياجات المجتمعات في عالم متغير، وردود البحوث والتنمية الشاملة.
هذا هو التحدي الرئيسي في المستقبل لعلماء الإبل ونتيجة لذلك، نيابة عن الجمعية الدولية للبحوث والتنمية في محال الإبل،
أود أن أعرب عن الشكر الخاص لجامعة السلطان قابوس على استضافة المؤتمر الثالث.
كما أنقل امتنان الجمعية لقسم علوم الحيوان والبيطرة، وإدارة كلية العلوم الزراعية والبحرية لما بذلوه من جهود كبيرة لتنظيم هذا الحدث الهام في مسقط.
كما شهد حفل الافتتاح استعراض للهجانة السلطانية قامت بعزف بعض المقطوعات الموسيقية ورحبت بالحضور في استعراض لاقى استحسان الحضور.
المعرض المصاحب
كما افتتح راعي الحفل معالي الدكتور فؤاد الساجواني المعرض المصاحب للمؤتمر حيث تجول في أركان وأجنحة المعرض المختلفة
بمشاركة كل من الهجانة السلطانية وشرطة عمان السلطانية والاتحاد العماني لسباقات الهجن، ووزارة الزارعة والثروة السمكية،
وكذلك مجموعة من المؤسسات و الشركات المحلية والعالمية التي عرضت مجموعة كبيرة من مقتنيات الإبل وهي الشركة الوطنية لتنمية الثروة الحيوانية،
وميديكان بلاس، والمصدر العالمي للإبل ، والجمعية الدولية للبحث والتنمية في مجال الإبل، وجمعيات الإبل في السودان، والمعرض العلمي للمطبوعات،
وصيدلية مسقط، ومراكز البحوث، والتي تم من خلالها عرض الأعلاف والأغذية والأدوية البيطرية و الكتيبات التي تتحدث عن الإبل، وعرض منتجات الإبل،
والخيمة البدوية التي تشتمل على المنسوجات القديمة والتراثية.
قال محمد بن علي البلوشي من المشاركين الهجانة السلطانية: إن مشاركة الهجانة في هذا المعرض يأتي من اهتمامها بإبراز الجوانب التراثية المتعلقة بالإبل
بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات الخاصة بالإبل وهناك مشاركات مختلفة وهو عرض الإبل بالمنسوجات التقليدية والفرقة الموسيقية التي رحبت بضيوف المؤتمر.
وأضاف البلوشي إن المعرض له أهميته لتعريف الناس بما تمتلكه السلطنة من جانب تراثي وفي تربية الإبل والمحافظة عليه.
من جانبه قال الدكتور عثمان محجوب جعفر – رئيس قسم علوم الحيوان والبيطرة- بجامعة السلطان قابوس:
إن افتتاح مثل هذه المعرض جاء من ضمن التوجيهات الحكومية للاعتناء بالإبل وتعريف المجتمع العماني بمنتجات الإبل والاستفادة منها
و لا ننسى حث مربيين الإبل في السلطنة على زيارة مثل هذه المعارض إذ يعرفهم إلى ما توصل إليه العالم من التغيرات المناخية
ونتمنى تنظيم الكثير مثل هذه المعارض والفعاليات والمؤتمرات في المستقبل.