ظاهرة مقلقة تتزايد في لبنان عمالة الأطفال أشغال شاقة جديد نبض التراب

    • ظاهرة مقلقة تتزايد في لبنان عمالة الأطفال أشغال شاقة جديد نبض التراب


      [TD='width: 200, align: left']الجمعة ,04/02/2011
      [TABLE]
      [TABLE]


      [/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD]بيروت - رنة جوني:[/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD]
      [TABLE='width: 379, align: right']
      [TR]
      [TD][/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD]
      [TD='width: 27'][TD='bgcolor: #D9E0E2']
      1/1

      [TD='width: 27']

      [/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD='bgcolor: #EDF0F1']


      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]


      خلع “علي” حقيبة المدرسة وارتدى بزة العمل باكراً ظناً منه أن العمل أسهل من الدرس، غير أنه لم يدرك أن عمله في محل حدادة السيارات سيقضي على حياته، وقع عليه جسر حديدي أثناء العمل، مات “علي”، هذا ما يقوله رفيقه “محمد” ودمعه يجرح خده الذي أكله الغبار والسواد .

      اختبر محمد العمل في سن الحادية عشرة في محل الألمنيوم لصناعة الأبواب والشبابيك، غير مدرك للمخاطر المحدقة به كل يوم، نسي طفولته البريئة، حلت مكانها رجولة مبكرة وكان يردد: “رح صير معلم وإفتح محل عمّ جمّع مصاري”، هذا هدفه من الحياة، يمضي محمد يومه بين أصوات ألواح الألمنيوم وشفرات قطعها والبراغي والمفكات، بدلا من أن يكون على مقاعد الدراسة، يتكلم لغة الشارع . اكتسب عادات سوء . . يدخن نرجيلة وسيجارة، يتصرف كما لو كان عمره 30 عاماً، هذا ما فرضه الواقع الاقتصادي المتردي على كثير من العائلات دفع بهم الأمر إلى دفع أولادهم صغارا نحو العمل .

      في حكاية “علي”، حكاية مئات من أطفال دفعت بهم ظروفهم الاقتصادية أو كرههم للمدرسة وفشلهم فيها، إلى العمل باكرا، 200 طالب تسرب من المدرسة عام ،2003 وهذا العدد يتزايد عاما بعد آخر، ولا يوجد إحصائيات حول هذا الأمر . يقول الناشط في عمل الأطفال أحمد مروة، يحظر المرسوم رقم 700 الذي صدر في 25 مايو/أيار 1999 استخدام الأحداث قبل سن السابعة عشرة، ومع ذلك نرى انتشار عمل الأطفال واتساع دائرتها، حتى بتنا في وضع يهدد التركيبة الاجتماعية والحالة الثقافية في ظل تردي الوضع الاقتصادي . وأكثر من ذلك أنه لا يوجد قانون واضح يحمي الطفل في لبنان بل لا توجد رقابة على الأماكن التي يعملون فيها .

      وتعتبر المنطقة الصناعية في “مرج حاروف” جنوبي لبنان من أكثر الأماكن التي تستقطب أطفالاً عاملين، وأيدي عاملة رخيصة، وأصحاب عمل قادرين على التحكم بهم، واستغلالهم إلى أقصى الدرجات جسدياً ومادياً .

      هناك ترى الأطفال من عمر الثامنة حتى الخامسة عشرة إنهم أطفال يعملون في أشغال شاقة يومية، صقلت جسدهم الصغير الطري فتحول إلى خشونة الرجولة المبكرة، في كلامهم تلحظ أنهم كبروا قبل أوانهم، يعملون أكثر من الكبار في محل “المعلم علي” لعوادم السيارات مثل “يوسف” الذي بدأ عمله في عمر التاسعة . توفي والده فخرج للعمل ليساعد أمه على المصروف، ينزل في الحفرة داخل المحل يحمل “شليمون” التلحيم ويبدأ بتصليح عوادم السيارات، فيما يجلس المعلم على كرسيه يصدر الأوامر وليس هناك من رقيب ولا حسيب، يقول الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان “ان طفلاً في مرحلة الخطر هو طفل لا يستطيع الانتظار”، وهذا ينطبق على وضع يوسف، الذي احترقت يده وهو يحمل آلة التلحيم ولحقه الأذى الكبير ولكن لم يجد من يعوض عليه .

      لا يكترث “حسين” لواقعه الذي فرض عليه . أجبره والده على ترك المدرسة والعمل في كهرباء الابنية، لا يخفي كرهه لوالده، ويسعى لأن يتمكن يوماً من إكمال دراسته . يقول “قست الأيام عليّ وحرمتني متعة العلم، كنت احلم ان اصبح مهندساً” . بغصة تخرج منه الكلمات، لكنه سرعان ما يتدارك الامر، يكمل “تنقير الجدران” يحمل الازميل والمطرقة، بقبضة قوية يضرب الحجر تتطاير أحجار صغيرة، يسقط معظمها على وجهه الذي اعتاد ان تلامسه هذه الأحجار لساعات طويلة من النهار، أحاول أن أجمع ما يبقى من المال الذي اتقاضاه كي أكمل دراستي يوماً ما، اتمنى ان تساعدني الظروف فأنا أعول أمي وأخي فيما والدي يمضي نهاره في لعب الورق وشتمنا” .

      شغل مركز حماية الأحداث في النبطية مكانة مهمة في جذب الاطفال العاملين عبر تقديم خدمات ووسائل مشجعة، خصوصاً أنه مجهز بأحدث الوسائل والتقنيات التي تساعد الأطفال وتوجههم نحو الطريق المستقيم، من مكتبة إلى ناديين للسينما والرياضة ومسرح وكمبيوتر . “كان صديقا لهم، غير انه أقفل أبوابه بعد انتهاء تمويل البرنامج من منظمة العمل الدولية”، يقول “مروة”، ولم يكن العمل على إعادة فتح أبوابه مجدداً في ظل غياب التمويل، ما يطرح التساؤل كيف يمضي الاطفال أيامهم؟ ما وسائل اللهو التي يلجأون إليها؟ بماذا يحلمون وكيف يفكرون، وهل هناك قانون يحمي طفولتهم التي غرقت في غياهب العمل المبكر؟

      تراهم يحيكون لحياتهم إطارا خاصا بهم، يرسمونها كما أجبرتهم ظروفهم على تلوينها بألوان معظمها رمادي، يتسعكون عصرا على جنبات الطريق، أو يقودون الدرجات النارية ويقدمون عروضا بهلوانية، فهذا علي حمادة (14 عاما) يجلس على دراجته النارية بثياب العمل الملطخة بالغبار والنجارة، وخلفه يجلس “حسين”، وأحياناً “حسين” وزميله، يعمل على رفع دراجته والسير بها على عجلة واحدة يقول: “ما بخاف تعودت، كل يوم بس خلص شغلي بالمنشرة، بجي لهون، وقعت اكثر من مرة، مرة كسرت أيدي ورجلي”، تراهم لا يأبهون لحالهم وكأن قساوة الحياة رسمت خيوطها القاسية على تصرفاتهم .

      عدائية، رجولة مبكرة، اضطراب نفسي، مسؤولية مبكرة، استغلال جنسي إلى إعاقات، أمراض رئة، ادمان، رفاق سوء وانحراف . . هذا ما ينتجه العمل على شخصية الطفل العامل . يعيد الدكتور بيار فلفلي اسباب عمل الاطفال “إلى الحروب والكوارث الطبيعية، وغياب الاختصاصيين النفسيين عن المدارس والاغراءات المادية، وطبعا الضحية الكبرى هي الطفل” . ولا يتردد في تحميل المسؤولية إلى الدولة أولا ثم الأسرة . فالمدرسة والمجتمع المدني والاعلام على حد سواء، مشيراً إلى انه “لو تكاتفت الوزارات المعنية ومعها الجمعيات التي تعنى بالطفل والأسرة لأمكن الحد من عمل الأطفال” . ويقول مروة “حين ننحت صحيحاً يكون مجتمعنا وأطفالنا اكثر أمانا، ولكن لا توجد وصفة يمكن اعطاؤها للحل إن لم تكن هناك رغبة مترافقة مع برامج تدخل تحمل القضية وتضع خطة عمل واضحة بالتعاون مع المجتمع المحلي لنصل إلى الحد من عمل الأطفال”.
      [/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD][/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]

      [/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD]
      [/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD]
      [TD='bgcolor: #EDF0F1']
      [TD='bgcolor: #EDF0F1'][TABLE]
      [TABLE]


      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]


      كل الأمل من قلب فقد الأمل






      المصدر نبض التراب


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions