رنه جوني

ويعود كانون...عاصفا...ماطرا يلوذه قرصات البرد...يعود كانون ويعود الحنين الى ربوع اودية الجنوب وربوع جبال كفررمان...يعود حاملا معه بشارة التغيير...بشارة نصر بعد انكفاء طويل عن المسير...هو كانون بعبقات الغيوم التي تتخبط من عزم الانين...تبرق وتصرخ برقا يسمعه الملايين...الصوت قوي..تصم عنه آذان الغرباء كي لا تسمع ...آنين الروح...ووجع فقير يلوذ حائرا بحثا عن ثمن رغيف...وعجوز شارد في الطريق...بلل المطر ثيابها المرقعة المهترئة...طفل بائس يبيع علكة على المارة...علّه يجمع ما يعود به الى والدته واخوته...يسد رمق جوعهم...

يعود كانون...بعصف رياحه القوية التي يتحمسها كل شغوف لحب الارض.... كل متعطش لنبع الحياة...ينتظر سياسيون لتحمل لهم التغيير...لتنقل من وادي جبل الى جبل أبيل....حتى لو داسوا على رؤوس جيل كبير...لا يرف له جفن رغم ما يطلقه من اقاويل...يضحك كانون من بساطة ذاك الفقير..يصدق كلام الزعم ...رغم كونه لا يطال منه سوى تصريح آثيم....يهزأ كانون من الئك المتعجرفين القابعين على هرم التبجيل والتدجيل...اللعب بمشاعر المواطنيين...يعدونهم بالتغيير، بدعم الجيل الجديد...كي يتشبص في ارض الجليل...

يضحك كانون...من يصدق هؤلاء الدجالين الذي لا يروون الا مصالحهم....ينصح كانون كل من يهوى كلام يغذيه رياح التغيير..ان يسعى كي يصون الوطن...يحميه يداغع عنه...كالرعد الذي يعصف من خل تلك الرياح...تقاوم تأخذ معها كل جذور الفتنة...والاعيب من يكن بغضاء لتدمير اركان جدرانه واعمدته....ويعود كانون وتعود روحي تنبض من جديد...كأنها ولدت حين اصطدم البرق مع الريح...فأثمر برق ومطر غزير...انذر بقدوم الوليد الجديد...يراع يحففه ارتال العناقيد..عناقيد الحب..وسرابيل الوريد...