الفضيحة الثالثة التي تكشفت جوانبها الخفية في التربية

    • الفضيحة الثالثة التي تكشفت جوانبها الخفية في التربية

      الفضيحة الثالثة التي تكشفت جوانبها الخفية، وصارت مدار همس وغمز ولمز في أروقة وزارة التربية، هي إقصاء مسؤول تربوي مواطن، قضى 18 عاما من عمره في خدمة الوزارة والقضايا التربوية، بتهمة كشف فضائح الوزارة للصحافة والصحفيين وإعطائهم معلومات عما يجري في إدارات وأقسام الوزارة من تجاوزات!
      وعلى الرغم من عدم صدور قرار الإقصاء رسميا حتى لحظة كتابة هذه السطور، إلا أن بعض الخبثاء والمغرضين تسابقوا إلى إبلاغ هذا المسؤول بقرار إقصائه من مكانه ونقله إلى إدارة أخرى يكون فيها بعيدا عن أعين الصحافة والصحفيين·· ويبدو أن الذين أبلغوه بقرار إقصائه من منصبه دون أي مراعاة لكل السنوات التي قضاها في عمله بنجاح، هم من الشامتين، فالأكثر قرفا وإثارة في مثل هذه المواقف هو شعور الشماتة والسعادة المكتومة التي تنفرج عن أسارير الكثير ممن نسميهم إخواننا وزملائنا في محيط العمل، فإذا بهم ينقلبون إلى شخصيات ''ديستوفيسكي'' في رواية ''الأخوة كرامازوف''·
      ولو أن قرار إقصاء هذا المسؤول التربوي صدر لأسباب تتعلق بالمهنة والكفاءة والانتاجية، لما اعترض عليه أحد، فهذا حق للوزير ووكيل الوزارة يمنحه لهما القانون، ولكن أن يصدر مثل هذا القرار عقابا له على حرصه على المصلحة العامة ومقاومة الفساد وفضح التجاوزات وكشف كل ذلك للصحافة، فإن هذه فضيحة لا تقل فضيحة عن إنجاح طالب راسب·
      المسؤول الذي تلقى صفعة الإقصاء جزاء له على فعلته ''الشنيعة'' بتوجيه الصحفيين وإطلاعهم على بعض المعلومات الدقيقة كما اتهمته الوزارة، شعر بأنه دفع ثمن التحلي بالشجاعة والحرص على المصلحة العامة والابتعاد عن ''مسح الجوخ'' والنفاق والدجل والتطبيل· وهنا وجد نفسه في ''بوز المدفع'' كما يقولون، فتهمة مثل ''توجيه الصحفيين'' وإطلاعهم على معلومات عما يجري خلف أبواب الوزارة المغلقة، كفيلة بأن تثير جنون المسؤولين، لأنها قد تثير الحكومة وكبار الشخصيات على الوزارة، وتفتح أعينهم على ما يقع من تجاوزات وخروقات وضرب للقوانين والأنظمة عرض الحائط·
      تهمة هذا المسؤول الذي ينتظر قرار الإقصاء أنه يؤمن بأن من حق الصحافة الإطلاع على ما يجري في الوزارات، فهو لا يؤمن بعمل أقسام العلاقات العامة التي تعطي الصحفي ما هو غير مفيد وتحرمه مما هو مفيد·· وتهمته أيضا أنه يؤمن بأن الصحافة هي جهة رقابية، وأن الوزارات والدوائر والمؤسسات ستتردد كثيرا في التمادي في التجاوزات والخروقات إذا هي شعرت بأن هناك من يراقبها·
      أتمنى من الجهات العليا التي تهمها مصلحة الوطن المواطنين التدخل لإيقاف مهزلة إقصاء هذا المسؤول التربوي وعدم تركه لقمة سائغة للشامتين·

      #h هذه حكومتنا الرشيدة وما تفعل #h
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      أخي زعيم الإمارات نتمنى أن يأخذ كل ذي حق حقه وأن لا تخلط الأوراق ببعضها حتى تُعرف الحقوق ويُعرف الظالم من المظلوم وأعتقد لو وصل الموضوع لأولي الأمر لاتخذت الإجراءات اللازمة بدون شك ...
      [/CELL][/TABLE]