تعزيز الكلية بأفضل الخبرات العالمية والبرامج المدرسية المصممة طبقا للمعايير -
تغطية وتصوير – سيف المعمري وعبدالله المعمري:-- رعى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد صباح أمس حفل افتتاح مبنى كلية عمان البحرية الدولية في مقرها الدائم بولاية صحار وذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة الوكلاء وأصحاب السعادة ولاة شمال الباطنة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وجمع من الشيوخ والأعيان بولايات المحافظة.
بعد ان عزفت الفرقة الموسيقية بالبحرية السلطانية العمانية السلام السلطاني وقدمت بعضا من معزوفاتها الموسيقية ألقى سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية رئيس مجلس ادارة الكلية كلمة بهذه المناسبة اوضح فيها اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بالتعليم والتأهيل بكافة انواعه.
وأضاف سعادته: لقد حظي التعليم والتأهيل بكافة انواعه باهتمام مبكر ومتواصل من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - حيث اكد جلالته على ان الإنسان هو هدف التنمية وغايتها وأنه في الوقت ذاته اداتها ووسيلتها وبقدر ما تكون هذه الأداة فاعلة تكون قادرة على تحقيق التنمية.
وقال سعادته في كلمته: وتأتي كلية عمان البحرية الدولية اليوم لتأكيد الدعوة الى النهوض بالموارد البشرية وتطوير قدراتها العلمية ومهاراتها الفنية وخبراتها التقنية. كما اشار سعادته الى الدور العماني في الملاحة البحرية وريادة البحر عبر العصور.
وأضاف سعادته: لقد أكد المؤرخون ريادة العمانيين للبحار منذ العصور القديمة بتسميتهم رواد الملاحة، مما مكنهم من اقامة علاقات تجارية وثقافية مع مختلف الحضارات الممتدة عبر البحار، ومع بزروغ الإسلام لمح دور الموانئ العمانية ومن ابرزها ميناء صحار الذي اكتسب شهرة واسعة في المجال التجاري والعسكري. وفي الوقت الذي نستحضر فيه تاريخ عمان البحري العريق والذي يشكل جزءا مهما من هويتنا الوطنية، فإننا اليوم نؤكد تواصلنا مع ماضينا التليد بافتتاح هذا الصرح العلمي – كلية عمان البحرية الدولية، كأول مؤسسة علمية متخصصة في الهندسة وعلم الملاحة البحرية في السلطنة.
كما أكد سعادة وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية في كلمته على دور الحكومة في تعزيز هذا الصرح العلمي بأفضل الخبرات العالمية في المجال ذاته.
وقال سعادته: ان حكومتنا قد ارتأت تعزيز هذا الصرح العلمي بأفضل الخبرات العالمية في مجال علوم الملاحة البحرية، فاستعانت بالمجموعة الهولندية (STC) في روتردام بمملكة هولندا والتي لديها عدد من الكليات حول العالم المتخصصة في هذا المجال، لتكون شريكا مساهما في امتلاك وإدارة المشروع بنسبة 30% وبالتعاون مع هذه المجموعة والقطاعات ذات الصلة بالملاحة والنقل البحري وعمليات التصنيع، تم تصميم البرامج الدراسية في الكلية طبقا لمعايير المنظمة البحرية العالمية.
كما أشار سعادته في كلمته الى البرامج الدراسية التي تطرحها الكلية حاليا قائلا: تطرح الكلية حاليا أربعة برامج دراسية تمنع من خلالها شهادة الدبلوم والبكالوريوس في التخصصات التالية (الهندسة البحرية، والملاحة، والموانئ وعمليات الشحن، وتقنيات التشغيل) كما تقوم الكلية بإعداد دورات قصيرة في مجالات (هندسة عملية التشغيل، وإدارة الشحن والنقل البحري، والملاحة البحرية) وتولي اهتماما خاصا بالدورات الإلزامية لكافة العاملين في السفن وذلك تلبية لشروط منظمة الملاحة البحرية العالمية. ليختتم سعادته كلمته بتقديم الشكر لصاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد على رعايته هذا الحفل، اضافة الى توجيهه كلمة شكر وتقدير للشركات (داخل وخارج السلطنة) والتي تعاونت بصورة مستمرة مع ادارة الكلية في تقديم الدعم الكامل لتنفيذ التدريب العملي الإلزامي على متن السفن، والشكر موصول لشركة متسوي (O.S.K) لاين على تبرعها بأجهزة المحاكاة الأساسية لعمليات تعليم قيادة وتشخيص وتصليح محركات السفن.
بعدها توالت فقرات حفل الافتتاح حيث تم تقديم ست لوحات فنية غنائية والتي دلت كلماتها على تاريخ عمان البحري القديم والحديث وقد جاءت اللوحات بالتوالي (شمس الحضارة، علوم بحرية، هيلي كلية، عمان محلاها، كلية صحار، حنا بوجوده نرفع الراس)، كما اشتمل الحفل على إلقاء قصائد شعرية مغناة لعدد من شعراء محافظة شمال الباطنة.
بعدها قام صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد راعي المناسبة بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا بالافتتاح الرسمي للمبنى الجديد للكلية، كما قام سموه يرافقه أصحاب المعالي الوزراء والحضور بجولة بين مرافق الكلية، حيث استمع سموه الى شرح تفصيلي لكافة محتويات الكلية من فصول دراسية وقاعات وحلقات تدريبية ومرافق خدمية اخرى.
ويتألف مبنى الكلية من مجموعة من المجمعات المتكاملة حيث يشتمل المبنى الرئيسي على قسم استقبال ومكتبة مزودة باحدث المراجع ومصادر المعلومات المتعلقة بتخصصات الكلية وقسمي شؤون الطلاب والقبول والتسجيل، وأقسام الإدارة والموارد البشرية والمالية واللغة الإنجليزية ونظم المعلومات هذا بالإضافة الى مسرح يتسع لـ(400) شخص، وقسم الإسناد اللوجستي والمخازن. كما يحتوي الدور الثاني من المبنى الرئيسي للكلية على (15) فصلا دراسيا مزودا بأحدث وسائل التدريس وأجهزة العرض المرئية و(4) قاعات متعددة الأغراض تسع كل قاعة لـ(84) شخصا. أما الدور الثاني من المبنى فيشتمل على مكاتب الإدارة العليا و(5) فصول دراسية اضافية مع قاعة كبرى للمؤتمرات و(5) مختبرات للحاسب الآلي واللغة الإنجليزية تم تأسيسها بمواصفات حديثة عالية التقنية مزودة بأحدث الأجهزة والبرمجيات المتعلقة بتخصصات الكلية. هذا إلى جانب مبنى مجمع أجهزة المحاكاة الذي يحتوي على اجهزة محاكاة تعتبر فريدة من نوعها في المنطقة لتدريب الطلاب وهي تدار من مدربين متخصصين، وتتمثل اجهزة المحاكاة في جهاز محاكاة غرفة قيادة السفن وجهاز محاكاة غرفة المحركات وجهاز محاكاة الرافعات، وجهاز محاكاة مناولة البضائع السائلة والمحركات، وجهاز محاكاة عمليات الشحن وإدارة الموانئ، وجهاز النظام البحري العالمي للاستغاثة والسلامة ( GMDSS). أما مبنى مجمع الورش والمختبرات فيضم عددا من الورش عالية التقنية تتناسب مع تخصصات الكلية تتمثل في ورشة الميكانيكا واللحام، وورشة الكهرباء، وورشة محركات السفن، وورشة البحارة، وورشة البتروكيماويات، وورشة محاكاة تقنية التشغيل، أما المختبرات فهي مختبر الفيزياء ومختبر الكيمياء ومحتبر اجهزة التحكم، ومختبر قياسات المواد. كما يضم المبنى الجديد مجمعا رياضيا ومساكن للطلاب ومطعما.
هذا ومن المتوقع ان تخرج الكلية هذا العام الدراسي (2011/ 2012م) (170) طالبا وطالبة منهم (106) بدرجة الدبلوم، و(64) بدرجة البكالوريوس.
شهاب بن طارق : نقلة نوعية في مجال التعليم العالي ونطمح لكوادر عمانية مؤهلة في النقل البحري
هنأ صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد راعي المناسبة عقب افتتاح مبنى كلية عمان البحرية الدولية طلبة الكلية وإدارتها وولاية صحار وقال سموه في تصريح لوسائل الإعلام: ان هذه الكلية هي نقلة نوعية في مجال التعليم العالي وتواكب النهضة الصناعية والاقتصادية والبحرية في هذه الولاية العريقة، والكلية فريدة من نوعها في المنطقة، لهذا فإن لها أهميتها بلا شك، كما أتوجه بالشكر الى الشركاء وهم شركة STC الهولندية على مساهمتها في انجاح هذا المشروع ومساهمتها الكبيرة في ذلك، والحمد لله ان المبنى قد تم افتتاحه وبكافة مرافقة ومكوناته، ونطمح ان نرى كوادر عمانية مؤهلة في النقل البحري والملاحة البحرية من مخرجات هذا الصرح العلمي.