كل هذه الكاميرات لمن؟ - جديد عبدالله المهيري

    • كل هذه الكاميرات لمن؟ - جديد عبدالله المهيري

      عندما ترغب في شراء سيارة وتريد سيارة محددة لأنك معجب بها فهذا يعني أنك قررت إلغاء كل الخيارات الأخرى وركزت على خيار واحد لسبب ما أو ربما لا تعرف ما السبب فأنت فقط تحب هذه السيارة وليس هناك تفسير آخر تحتاجه لتبرير ذلك، كذلك الأمر مع كل شيء آخر، عندما تقرر أنك تريد شيئاً محدداً فهذا سيختصر عليك الوقت والجهد لأنك إن لم تحدد ما تريده بدقة ستكون الخيارات المتوفرة لك كثيرة، تصور فقط أنك تريد شراء سيارة والشيء الوحيد الذي يهمك فيها أن تكون بأربعة أبواب، كم عدد الخيارات المتوفرة لك في السوق؟

      لكن من الصعب أن يحدد الإنسان بدقة ما يريده في كل مرة يريد شراء شيء، أحياناً المرء لا يعرف ما الذي يريده، قد يرغب في شيء مثل هاتف أو كاميرا لكنه لا يعرف ما الذي يريده من مواصفات في هذا الهاتف أو هذه الكاميرا، فمثلاً تصور أنك تريد شراء كاميرا رقمية ومتطلباتك بسيطة، تريدها صغيرة وتلتقط صوراً جيدة، هذه المتطلبات يمكن للعديد من الكاميرات تحقيقها فأي كاميرا تشتري؟ لنرى الخيارات التي توفرها شركات الكاميرات الرقمية:

      كانون: 22 كاميرا، هذا المتوفر في موقع كانون الإمارات مع عدم إضافة الكاميرات الاحترافية.
      باناسونك: 13 كاميرا.
      نيكون: لم أستطع عدها، المهم أكثر من 50.
      فوجي: 51.
      سوني 15 كاميرا.
      بينتاكس: 3 كاميرات ... وهذه معجزة
      سامسونج: 21 كاميرا.
      أولمبس: 15.
      هذه الشركات هي أكثر ما ألاحظه في أسواقنا وكما ترى الخيارات المقدمة من كل الشركات يفوق 150 خياراً فهل حقاً نحتاج لكل هذه الخيارات؟ لو نظرت جيداً في ما توفره الشركات ستجد أن الفروق بين بعض كاميراتها طفيفة بل تكاد تكون معدومة ومع ذلك الشركات تعتبر هذا منتج وهذا منتج آخر ولكل واحد منهما اسم خاص به، وهذا يزيد من حيرة الناس فلا أحد يريد شراء شيء سيء في حين حتى لو اشترى المرء منا خياراً جيداً ستبقى في ذهنه فكرة أنه بإمكانه شراء شيء أفضل وقد يخبره بذلك أحد زملائه.

      الخيارات الأكثر من اللازم تزيدنا تعقيداً ولا تزيدنا سعادة، اقرأ كتاب The Paradox of Choice أو شاهد هذا المقطع:






      ما أستغربه هو أن الشركات يمكنها أن توفر بعض المال وتحصل على هامش ربح أكبر بتقديم منتجات أقل وأفضل ومع ذلك قليل منها يفعل ذلك وأبل مثال ممتاز على شركة تفعل ذلك، أبل لديها هاتف واحد ينافس في سوق يحوي مئات الهواتف، لديها أربع مشغلات صوتية تحمل اسم آيبود، لديها حاسوب لوحي واحد، 3 حواسيب مكتبية، حاسوبان محمولان، وهذا كل ما تقدمه أبل من أجهزة، قارن هذا بشركة مثل ديل وأتش بي وغيرهما وستجد أن هذه الشركات تقدم خيارات كثيرة ولا يعني هذا أن كل خيار مختلف عن الآخر بل هي في الغالب خيارات متشابهة متقاربة تزيد حيرة المرء.

      أخيراً لدي نصيحة بخصوص شراء الكاميرات، اختر شركة واحدة واشتري كاميراتها، هذا سيقلل عدد الخيارات التي تحتاج لشرائها، نقطة ثانية عليك أن تدرك بأن أنواع الكاميرات يمكن تقليلها إلى التالي:
      كاميرات صغيرة خفيفة يمكن وضعها في جيبك ومناسبة للتصوير اليومي.
      كاميرات أكبر قليلاً وتحوي خصائص أكثر ويمكنها التقاط صور أفضل من النوع السابق، حجمها ووزنها قد يجعلانها غير مناسبة لوضعها في الجيب إلا إن كان جيبك خالي من أي شيء آخر.
      كاميرات شبه احترافية وكبيرة الحجم لكن لا يمكن تبديل عدساتها وهذه أفضل من النوعين السابقين وبعضها يلتقط صوراً جيدة حتى في ظروف إضاءة منخفضة.
      كاميرات يمكن تبديل عدساتها وهي تتراوح ما بين الموجهة للمصور الهاوي إلى الكاميرات الموجهة للمحترفين.
      كاميرات متخصصة وهذه تأتي على شكل كاميرا مصممة لتحمل الظروف الصعبة ويمكنها التصوير تحت الماء أو كاميرا تلتقط صوراً ثلاثية الأبعاد أو كاميرا تحوي آلة عرض للصور تمكنك من عرض صورك على أقرب جدار.
      في البداية عليك أن تنسى الكاميرات المتخصصة إلا إن كان هذا ما تريده، ثم فكر بما يهمك، هل تهتم بالتقاط صور جيدة أم يهمك أكثر أن تحمل الكاميرا في جيبك؟ لا يعني هذا أن الكاميرات الصغيرة لا تلتقط صوراً جيدة هي فقط لا تلتقط صوراً بمستوى الكاميرات الأكبر، هل يهمك أن تصور تفاصيل حياتك اليومية أم أن تصويرك فني تمارسه في أيام محددة؟ نصيحتي أن تنسى كاميرات الجيب ما لم ترغب في أن تكون الكاميرا معك كل يوم.

      إن كنت لا تعرف ما الذي تريده فنصيحتي أن تبدأ بأصغر وأرخص كاميرا، واحدة لا يزيد سعرها عن 800 درهم وجربها لأشهر وستعرف ما الذي تريده بممارسة التصوير، بعد ذلك يمكنك أن تقرر إن كنت ترغب في شيء أفضل أم لا، وإن كنت تملك هاتفاً ذكياً وخصوصاً آيفون فلست بحاجة لشراء كاميرا صغيرة.

      ملاحظة: هناك من يقدم دليل شراء يختصر عليك الوقت، اتبع نصائحه Wirecutter




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions