لست أدري من أين أبدأ ! هل أُبدي امتعاضي الذي طالما احتفظت به لنفسي أم أنني أستطيع انتزاعه من الداخل نزعاً لأرميه وسط أرض ضاقت بثقافة اللاثقافة.
أناس غرّهم من أنفسهم ما يحسبون أنه علمٌ و اطلاعٌ و وعي وانفتاح أو ما يوزاي هذه المرادفات، التي ما عادت بسببهم ذات معان واضحة، تشوهت وجوهها بعد إذ شاهت وجوه قوم!
أناس أمسكوا بزمام الأمور رغماً عن أنف المجتمع، كيف ذلك ؟ سؤال يعرف الجميع إجاباته المتعددة و المتنوعة في زمان أصبح ينتشر فيه المستور أسرع من النار في الهشيم
أناس طبلوا وغنوا ورقصوا يتسلقون على رقاب مطبلين وراقصين آخرين في ذات الميدان الموشح بملاءات النفاق والرياء والكذب و الحسد.. واللاوطنية
وهنا .. وطنٌ يأن
وطنٌ يحسبه الضمآن ماء ، ولكنه سراب،،، نراه من بعيد و نعشقه كعشق الماء ، ولكن لا تصل إليه أيدينا ولا أفواهنا، فهناك ما يكمم الأفواه و يكبل الأيادي
....
أشرقت علينا صحيفة " عمان " بملحق تهللت له أسارير وجهنا أملاً أن يحمل عنوانه ما يحمله من معنى ماءً لا سراباً ، و كم أضحى يعز المعين الذي يبحث عنه الشباب و هو بين أيديهم!
ملحق يهتم - كما تدّعي الكلمات المنمقة التالية - : "وذلك بهدف ملامسة القضايا الشبابية بكافة أطيافها وما تفرضه مقتضيات الحياة المعاصرة من تطوير مستمر، لاسيما أن الشباب يمثل القلب النابض للمجتمع.
يشار إلى أن الملحق يهتم بالشباب وأخبار الجامعات والمدارس بالسلطنة وربط الجيل الصاعد بمهارات الحياة المختلفة بما يمكنهم من القيام بأدوارهم ومسؤولياتهم في البناء الوطني والمساهمة في صياغة التطلعات "

يا له من حلم شائق آه لو أنه يكون حقيقة .. و ربما يهيأ لنا أنه يكاد أن يكون!
فما أحوج مجتمعنا - بما فيه من " بلاوي شبابية" - إلى أمر كهذا، إلى حقيقة كهذه التي تكاد أن تكون ، ما أبعد كثير من الشباب عن وطنهم! ما أبعد كثيرٌ منهم عن دينهم! ما أبعدهم عنا !!
إن احتجت أن تشرب كأساً من الغم فقم بجولة في أرجاء أحد الأسواق أو الشواطيء أو.. مؤسسة راقية كجامعة أو كلية أو .. وحتى في المساجد ! لن أشكي الحال ، فجميعنا يعلم كيف الحال و ما الأخبار وما هي العلوم !!
مو العلوم ؟ العلوم وفاة ثلاثة شباب اليوم في حادث بسبب التهور، القبض على شاب يروج مخدرات، محاكمة شاب في ..... نعم هذه هي العلوم الجديدة المتجددة كل يوم .
وحال صحفنا وثقافتنا ، ما يهتم منها بالشباب ، وما لا يهتم هي كالتالي :
لا عفوا - هذا حال البعض منها ، ومنها ما كان أدهى و أمر ..
ملحق شباب عمان يستعرض اهتمامه الكبير بالشباب وقضاياهم ، وما تفرضه الحياة المعاصرة ، وربط الجيل الصاااعد بمهارات الحياة،، مهارات الحياة ،، والمساعدة في صياغة التطلعات..
أوه .. معاصرة ، مهارات، تطلعات .. "وطن" ، " دين " ، ضميران مستتران ، وما أكثر الضمائر المستترة بعيداً في غياهب الثقافة.
وينشر - الملحق - بعض تلك " التطلعات " القوية التي نحتاج أن يصوغها الشباب في البناء الوطني، وهي الصورة التالية:
صورة تتضح فيها ملامح التطوير و " الانفتاح " الضروري للحياة المعاصرة البعيدة عن الأصالة والتطرف والغلو، ذاك زمانٌ ذهب دينه معه !
صورة توضح "عمق" القضية الكبرى التي يعاني منها شبابنا ، أحسنت الاختيار أيها الملحق الفذ ،،،
صورة تلخص ما وصلت إليها ثقافتنا العتيدة من شأن سامق، تهفو له القلوب وترنو إليه الأبصار !!
صورة تزيد الطين بلة..

أما " المعاني " التي نستوحيها من الصور التالية -التي تكرم بنشرها الملحق الشبابي- فهي بعض ما تفرضه الحياة المعاصرة من "تطوير مستمر للشباب"
تطوير يلامس شغاف الدين، بعيداً عن التقاليد والمعتقدات البالية التي تتعارض معه، تطوير يلامس أعماق الشباب لينقذهم من صخب الدنيا ويحملهم إلى أعالي مراكز السمو،
حيث تسمو الروح ، حيث يتفتح العقل، حيث يلقى الجسد حقه، حيث يُغرس حب الله ورسوله، حيث ينمو حب الوطن ويترعرع، حيث تطهر النفس وينبض الضمير الحي..
هنا التطوير الذي ينشده كل بيت خرت أركانه حطاماً بسبب الفساد و الانحلال الخُلُقي لابنائه وبناته !

شكرا لكل من أراد التطوير من حيث أراد التحوير
ولكل من أراد أن يبني من حيث أراد أن يفني
شكرا لكل من يهتم بالتطوير بهذه الصورة القبيحة
ورحم الله شباباً ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا