مازال مسلسل التهديد والوعيد يطرق أبواب الساحة السياسية من جديد بين الجانبين العملاقين الايراني-الأمريكي حول ملف ايران النووي, إنما هذه المرة يقوم مقام التصعيد في لغة التحذير الأمريكي-الأوروبي في حظر صادرات النفط الإيراني وبين وعود الأخيرة في غلق مضيق هرمز إذا ما قوبلت الرغبة المزمع تنفيذها بتطبيقها رسميا على الواقع .وتأتي هذه الأزمة في ظل مشاهد متفرقة يعيشها العالم تتمثل ابرزها بالأزمات الاقتصادية الذي يعاني منها الداخل الامريكي و الأوروبي الذي يستورد وحده حوالي 500 ألف برميل يوميا من للنفط الايراني , ليتضح لنا أن هذه القرارات الأخيرة ستشكل محل مخاطرة لكل الجوانب , إذا ما استبعدنا قيام حرب عالمية ثالثة تنتطق معالمها من مضيق هرمز .
إيران رغم العقوبات السابقة عليها وصمودها النسبي حيالها, أدركت أن العقوبات المتعلقة بالنفط هي غاية خطيرة لا يمكن الأستمرار والتشديد عليها بالحظر الرسمي وذلك بعد الأنخفاض الملحوظ في انتاجاتها النفطية عقب العقوبات الدولية عليها عام 2010, وبالتالي هي ليست مستعدة تماماً لخسارات إضافية جديدة إذا ما علمنا إن حجم صادرتها ومبياعتها للنفط تشكل حوالي 2.3 مليون برميل نفط يومياً , لكونها ثالث أكبر مصدري النفط بعد السعودية وروسيا .وبالتي الإقرار الأوروبي الأمريكي لحظر الصادرات النفط سيؤدي الى عقبات اتضحت معالمها حتى اللحظة بالاستنكار الروسي والصيني والاوربي والكوري الجنوبي مع تزايد الضغوطات الأمريكية للدعوة الدولة الموردة لخفض إستيراد الخام الإيراني تطبيقاً للعقوبات .
إن سياسىة الذعر الامريكي – الاوروبي الذي ساقته من الحراك الايراني النووي جعلها تدرس عقوبات جديدة شملت حظر تعاملات البنك المركزي الايراني الذي يمثل نبض الاقتصاد الايراني , مما يعني حظر وتوقف التسويات والمعاملات المالية لمشتريات الخامات الإيرانية , وهذه بحد ذاته قد لا يشكل تهديدا في شل حركة ايران وحدها, إنما على السوق نفط العالم , وذلك بارتفاع أسعاره إلى أسعار خيالية , ويضيف بذلك تأثير سلبي إلى نمو اقتصادات العالم , ولكن هذه الخطوة قد تعوض تدريجيا وقد تحافظ على اسعار النفط على حد اقتراح أحد رؤوس الإدارة الامريكية كون أن الخسائر ستعوض من الدول التي تمتلك احتياطات نفط فائضة ويعود السبب إلى أن الجزء الاكبر من صادرات النفط الايراني يتكون من النوع الثقيل .
والواضح من كل هذا أن السعودية باتت تلعب الدور المنقذ والبطل في طمأنة الدول المتخوفة من أضرار عقوبات الحظر ,وذلك بإشارتها لتعويضها من النفط لايراني في حال تطبيق الحظر , وهذا طبعا يأتي عقب املاءات دبلوماسية مع حليفتها امريكا. ومع الطمأنة السعودية والقادرية الاماراتية في التعويض إلا أن تعويض الأمدادات النفطية الناقصة إبان الثورة الليبية لا يجعلها اطلاقا محل قياس لأزمة نقص النفط اللايراني الذي يشكل اضعاف مضاعفة مقارنة بالإمدادات النفطية الليبية آنذاك . فالسعودية عرفت كونها عامل يقف في مقدمة المشيدين لأي أدوار تقف ضد الجانب الإيراني .فعلى أية حال كل شي مازال غير واضحا بشكل متكامل للنظر ما وراء الكواليس وعن وجود ترابط بين عناصر المسرحية دائما , وعن النوايا الغير مباشرة في شل حركة ايران الاقتصادية النفطية . فإيران من جانب آخر مازالت تطمئن العالم أنها تبحث عن مشترين جدد للنفط في حال تطبيق الحظر وانهاء العقود من بعض الدول, أي بذلك ستكون هناك مطالبة لتخفيض اسعار السوق ضمن عقود المشتريات الجديدة وإملاء شروط جديدة بشكل مغاير عما عليه الان ,وبذلك ستكون العائدات والارباح ضئيلة جدا مقابل طموحات التعزيز النووي الايراني,وبالتالي هذه الاهداف الغير مباشرة وضعت محل تخطيط العصبة الاوروبية الامريكية,بل والخليجية إن صح القول.
إن رسم القرارات والعقوبات الأمريكية بشكل أحادي بات يقلق ويزعج الصين وروسيا ,فالصين التي تعتبر اكبر مورد للنفط الأيراني والذي يشكل حوالي20% من اجمالي الصادرات الإيرانية مازالت ترى صعوبة ومخاطرة بالغة في اتخاذ الاستراتيجية الجديدة في تطبيق الحظر. فرئيس الوزاء الصيني الذي بدأ زيارته للشرق الأوسط يوم أمس قد يعلل من أن زيارته متعلقة بإيجادة لضمان واضح لسد نقصان الأمداد الإيراني النفطي , بحيث انه أن سبق واعترف أن هذه المقامرة ستشكل تهديدها للإقتصاد الصيني والطاقة الصينية , وهذا ما يضفي شكوك حيال تنفيذ الحظر رسيما إذا ما استمرت الصين بالرفض كونها تمثل المستثمر الأكبر لعائدات النفط الأيرانية بالرغم إنها قد تطالب خصم وبتخفيضات على العقود النفطية القادمة . فضلا أن الدول الأوروبية الموردة من النفط الأيراني قد سارعت في تمديد العقد وهو ما جعلها تطالب بتأجيل فترة التطبيق , فكل هذه المؤشرات ,والتهديدات الأيرانية بغلق مضيق هرمز يجعل من خيار الحظر محل مراجعة قد تعيد الولايات المتحدة النظر إليه خلال الإجتماع القادم بعد أيام بشأن قرار التطبيق .
إن التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز لم يكن بالشيئ الجديد ضمن ساحة الأحداث المتوالية, إلا أن المناورات التي باتت تتكرر والتدريبات العسكرية والملاحية على عرض البحر وتكثيف الإشارة على ردع العقوبات بالغلق باتت محل قلق القوى العالمية الذي يرى أن وبغلق المضيق هو شل لحركة أقتصادات العالم وسببا رئيسيا لارتفاع اسعار النفط الذي من المتوقع أن يصل إلى 170 دولار تقريباً , إنما حسب التقديرات , فإيران غير قادرة بشكل واضح على السيطرة التامة على القوة الملاحية في المضيق والقيام بغلقة او الإعتداء على السفن النفطية بشكل دائم , إذا ما عرقل عليها وجود الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين,والذي بدأ يناور بشكل تدريجي للحيلولة دون تنفيذ أياً من المخططات التي ترمي إليها ايران سوى عبر الصواريخ أو السفن الصغيرة أو بالألغام ,والذي سيقابل الأخير بفشل ذريع بسبب وجود كاسحات الألغام الأمريكية عرض المضيق, فمن الواضح جدا ان الأسطول الخامس أصبح منطلقاُ بمعالجات ورادعات ضد اي منطلق ايراني يتم تدبيره للغلق ,إنما هذا لا يجعلنا إطلاقا محل المشككين بقوة ودهاء التخطيطات الأيرانية والعسكرية إزاء غلق المضيق فهذه الرغبة لم تكن وليدة لحظة ,إنما عايشتها ايران فترة طويلة قد تجعلها قادرةعلى تطويقها بحلول ذكية لا يطالها الأسطول, وهذا ما جعل من الدول الخليجية تسارع وتبحث عن مشاريع ودراسات لإيجاد مسارات نفطية أخرى كحل مغاير إذا ما تم غلق المضيق كخط البحرالبحر الأحمر والأنبوب الخليجي المشترك المزمع تنفيذه او خط حبشان – الفجيرة الذي بصدد ان ينفذ في الامارات .
إذن أمام الجميع الآن وضع لابد أن يتم إخضاعه إلى أبعاد مستقبلية بعيدة المدى ’ فغلق مضيق هرمز يعني اشتباك ايراني –امريكي , أي ما يعني تحجيم القضية وتعزيزها إلى اشتباكات دولية متفرعة, فرغم تكرار الولايات المتحدة إنها تستبعد تماما خيار الحرب ضد ايران , إلا أن هذا لا يجعلنا مستبعدين تماما إنها قد تنطلق إلى حروب غير مباشرة معها, فأمريكا وعلى رأسها اوباما من جانب آخر يمر الآن بمرحلة انتخابية تجعله يكرس إلمامه بهذا الملف ليضيف من رصيد شعبيته ,وبذلك فهو يحاول ضرب عصفورين بحجر على حساب المخاطر الغير المترقف لها . فأمريكا تعيش الآن ازمة داخلية اقتصادية ,وضلوعها ومخاطرتها لهذه القضية يجلعنا ندرك إنها لا تريد من هذا القرار الحازم إلا أن تجر ايران لتنطق بتهديدات خطيرة تثير من خلالها ذعر العالم وزيادة ذعر الخليج منها, وبالتالي زيادة المخاوف منها وعزلتها. وعندها يجد سوق صفقات بيع الاسلحة الأمريكية رواجا كثيرا للمتوهمين بالخطر الإيراني , ومن الواضح إنها وبلعبتها هذه قد لا تسعى إلا لزيادة الفرقة والصراع بينها وبين العالم عموما والخليج خصوصاً ,بصرف النظر عن ذريعة السلاح النووي .
المصدر : المقاومة الوطنية العمانية
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions