[COLOR='FF0000']م[/COLOR][COLOR='F90003']ح[/COLOR][COLOR='F20007']م[/COLOR][COLOR='EC000A']د[/COLOR][COLOR='E6000E'] [/COLOR][COLOR='E00011']خ[/COLOR][COLOR='D90015']ي[/COLOR][COLOR='D30018']ر[/COLOR][COLOR='CD001B'] [/COLOR][COLOR='C6001F']ا[/COLOR][COLOR='C00022']ل[/COLOR][COLOR='BA0026']ب[/COLOR][COLOR='B30029']و[/COLOR][COLOR='AD002D']ر[/COLOR][COLOR='A70030']ي[/COLOR][COLOR='A10033']ن[/COLOR][COLOR='9A0037']ي[/COLOR][COLOR='94003A']:[/COLOR][COLOR='8E003E'] [/COLOR][COLOR='870041']م[/COLOR][COLOR='810045']ر[/COLOR][COLOR='7B0048']ح[/COLOR][COLOR='74004C']ب[/COLOR][COLOR='6E004F']ا[/COLOR][COLOR='680052']ً[/COLOR][COLOR='620056'] [/COLOR][COLOR='5B0059']ب[/COLOR][COLOR='55005D']ك[/COLOR][COLOR='4F0060']م[/COLOR][COLOR='480064'] [/COLOR][COLOR='420067']م[/COLOR][COLOR='3C006A']ش[/COLOR][COLOR='36006E']ا[/COLOR][COLOR='2F0071']ه[/COLOR][COLOR='290075']د[/COLOR][COLOR='230078']ي[/COLOR][COLOR='1C007C']ن[/COLOR][COLOR='16007F']ا[/COLOR][COLOR='100082'] [/COLOR][COLOR='090086']ا[/COLOR][COLOR='030089']ل[/COLOR][COLOR='030189']ك[/COLOR][COLOR='090386']ر[/COLOR][COLOR='100482']ا[/COLOR][COLOR='16067F']م[/COLOR][COLOR='1C087C'] [/COLOR][COLOR='230978']إ[/COLOR][COLOR='290B75']ل[/COLOR][COLOR='2F0D71']ى[/COLOR][COLOR='360E6E'] [/COLOR][COLOR='3C106A']ح[/COLOR][COLOR='421267']ل[/COLOR][COLOR='481464']ق[/COLOR][COLOR='4F1560']ة[/COLOR][COLOR='55175D'] [/COLOR][COLOR='5B1959']ج[/COLOR][COLOR='621A56']د[/COLOR][COLOR='681C52']ي[/COLOR][COLOR='6E1E4F']د[/COLOR][COLOR='74204C']ة[/COLOR][COLOR='7B2148'] [/COLOR][COLOR='812345']م[/COLOR][COLOR='872541']ن[/COLOR][COLOR='8E263E'] [/COLOR][COLOR='94283A']([/COLOR][COLOR='9A2A37']م[/COLOR][COLOR='A12B33']ر[/COLOR][COLOR='A72D30']ا[/COLOR][COLOR='AD2F2D']س[/COLOR][COLOR='B33129']ل[/COLOR][COLOR='BA3226']و[/COLOR][COLOR='C03422'] [/COLOR][COLOR='C6361F']ا[/COLOR][COLOR='CD371B']ل[/COLOR][COLOR='D33918']ج[/COLOR][COLOR='D93B15']ز[/COLOR][COLOR='E03C11']ي[/COLOR][COLOR='E63E0E']ر[/COLOR][COLOR='EC400A']ة[/COLOR][COLOR='F24207'])[/COLOR][COLOR='F94303'].[/COLOR][COLOR='FF4500'] [/COLOR]
نحاول في هذه الحلقة أن ندخل إلى عمق إسرائيل للبحث في آثار انتفاضة الأقصى على الإسرائيليين ونستمع إلى آراء إسرائيلية تتفاوت بين الدعوة إلى العودة إلى التفاوض مع الجانب الفلسطيني وعدم جدوى العنف واستحالة وقف العمليات الفلسطينية، وبين أخرى تتحدث عن فشل سياسات (شارون) الأمنية وإبداء كثيرين السعادة بسبب إحباط عمليات فلسطينية قبل وقوعها.
ومن العراق نستعرض تقريراً يتحدث عن مصير أسلحة الجيش العراقي منذ وقوع البلاد تحت الاحتلال الأميركي والبريطاني، ونرى مقابر تلك الأسلحة وكيف باتت مشاعاً للعابثين والمحتاجين وألعاباً يتلهى بها الأطفال بعد أن كانت قوة ضاربة تدخل في صلب معادلة موازين القوى الإقليمية، كما كانت سبباً معلناً في شن الحرب على العراق.
ومن إندونيسيا نبحث في بيئة وخلفيات وأصول منفذي عملية بالي التي سقط فيها مئات القتلى والجرحى من السياح المدنيين، وندرس طبيعة ونفسية منفذي العملية الذين ظل أحدهم مبتسماً حتى بعد النطق بحكم إعدامه، نتحدث عن الدوافع ونرى كيف استطاع المنفذون خداع الجميع وإبعاد الشكوك عنهم فترة طويلة.
ومن اليمن نطرح قضية يراها يمنيون غاية في الخطورة وهي اقتداء النساء بالرجال في إيجاد مجالس تخزين للقات خاصة بهن الأمر الذي يفاقم مشكلات الأسرة اليمنية ويجعل مستقبل الأطفال في مهب الريح في وقت تنشط فيه جمعيات يمنية لمكافحة القات والتوعية بمخاطره على الأفراد والمجتمع.
أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
آثار انتفاضة الأقصى على الإسرائيليين
استنفار الأمن الإسرائيلي شبه الدائم بسبب الانتفاضة
تشير الإحصائيات إلى أن خسائر إسرائيل من جنودها خلال انتفاضة الأقصى الفلسطينية يفوق ما خسرته خلال عشرين عاماً من احتلالها لجنوب لبنان، فقد بلغ معدل العمليات الفلسطينية سبع عشرة عملية في اليوم الواحد، نُفذ منها 96% داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما نُفذ 4% داخل العمق الإسرائيلي من بينها عشرات العمليات التفجيرية، العمليات التي أسفرت عن إلحاق أفدح الأضرار بالاقتصاد الإسرائيلي علاوة على الخسائر البشرية، على المستوى السياسي تراجعت أحزاب اليسار الإسرائيلي وفقدت الأحزاب العربية قوتها ككتلة مانعة وعجزت قوى السلام الإسرائيلية عن تسيير مظاهرات كبيرة ضد حكومة شارون الأمر الذي حوله إلى حاكم مطلق حسب رأي الكثيرين.
المجتمع الإسرائيلي من الداخل في تقرير إلياس كرَّام.
تقرير/ إلياس كرَّام - مدينة العفولة: الأمن والسلام شعاران حملهما رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون في فترة ولايته السابقة والحالية، شعاران يرى فيهما البعض تحييداً للقضية الفلسطينية عن مسارها السياسي ومحاولة لتحويلها إلى قضية أمنية.
سنوات الانتفاضة الثلاث التي انقضت أنهكت المجتمع الإسرائيلي اقتصادياً ونفسياً وجعلت أمنه الشخصي مهدداً، فالعمليات الفلسطينية التي استهدفت مراكز المدن الإسرائيلية أوقعت آلاف القتلى والجرحى ووضعت قوى الأمن الإسرائيلية في حالة استنفار قصوى شبه دائمة في محاولة لإشعار المواطنين أن الأمور تحت السيطرة وأن ما يسمى بالإرهاب لن يشوش مجريات الحياة الطبيعية.
يعقوب بورفسكي (قائد الشرطة في شمال إسرائيل): ليس كل عدم نجاح يعتبر فشلاً وكل عملية تجري تسبب لنا الألم وفي بعض الأحيان الإحباط، لكننا رغم ذلك نتصرف بشكل مهني، وفعلاً النتائج تشير إلى نجاح كبير في إحباط ومنع وقوع العمليات وإنقاذ الكثير من الأرواح.
يتسحاق ميرون (رئيس بلدية العفولة): واضح لنا أنه من المستحيل توفير أمن مطلق، لكنني على ثقة من أن قوات الأمن تعمل كل ما بوسعها ونحن نشعر بذلك ونشعر بالمزيد من الأمن.
يعقوب بورفسكي: الشعب محصن ويمارس حياته الطبيعية في بعض الأحيان بفرحة كبيرة وليس لدينا ثمة شك في أن الإرهاب مُني بالفشل الذريع.
إلياس كرام: مدينة العفولة الواقعة شمال جنين كانت واحدة من المدن الإسرائيلية التي تعرضت لسلسلة من العمليات الفلسطينية، خاصة وأنها لا تبعد سوى بضعة كليو مترات عن الخط الأخضر، بعض سكان هذه المدينة يرون أن التواجد الأمني المشدد فيها إلى جانب عمليات الاغتيال والتوغل وقمع الفلسطينيين في المناطق المحتلة هو الحل الوحيد الذي يمكنهم من ممارسة حياتهم الاعتيادية دون خوف.
يتسحاق ميرون: حتى لو شعر المواطنون بانعدام الأمن أحياناً، حيث هناك ضرر كبير في الأمن الشخصي إلا أن الناس يواصلون عيش حياتهم الطبيعية، وهذا ليس بالأمر الجديد، دائماً كان هناك وضع أمني صعب في دولة إسرائيل والناس يدركون ذلك ويعرفون كيف يتجاوزون ذلك وهو ما سيفعلونه الآن أيضاً.
أحد سكان مدينة العفولة: كل العمليات التي تم تنفيذها في المناطق الفلسطينية تجتث كل أولئك الذين تلطخت أياديهم بالدماء.
يتسحاق ميرون: لا أعتقد أنه بالإمكان الحديث بعمومية عن ذلك، أعتقد أنهم يعرفون كل من يستعد لتنفيذ هجوم أو التخطيط له ولذلك يجب شله بطريقة ما، بالإمكان تسمية ذلك تصفية أو أي اسم آخر، كما هو واضح لست مؤيداً لعمليات الانتقام وإنما يجب القيام بعمليات تمنع الإرهاب.
إلياس كرام: وإلى جانب من يعتبر أن أمنه قد تحقق بفعل ممارسات جيش الاحتلال في المدن الفلسطينية، فهنالك من يحمِّل المستوى السياسي المسؤولية عن عجزه في إحلال الأمن والاستقرار ويرى أن ممارسات الاحتلال لا تجدي نفعاً، وأن الانتقام يجر الانتقام.
بات شيبع جابي (من سكان مدينة العفولة): عملية تجر عملية وراءها، السلام لم يحقق شيئاً، يجب أن يجلس الطرفان ويصنعان السلام، هذا الوضع أن ينتقم الواحد من الآخر لن يحقق السلام.
عميرام غولدن (من سكان كيبوتس متسبي أفيف): للأسف الشديد ليس بوسعي القول إن هذه السياسة قادرة على تحقيق الأمن، فنحن نعاني من عمليات قتل يومياً ومتواصلة تقود إلى الانتقام الذي يقود إلى انتقام من جانب الطرف الآخر وعملية تجر عملية، وهذا للأسف لا يجعلني أرى نهاية لها، ومخاوفي تزداد يوماً تلو الآخر.
إلياس كرام: وإذا كان الشارع الإسرائيلي منقسماً على ذاته بين مؤيد ومعارض لسياسة الاغتيالات ولعمليات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف الفلسطينيين، فهنالك بعض الفئات اليهودية التي تنظر إلى القضية من منظور ديني وترى بالمسيح المنتظر سبب رجائها وتعزيتها.
مشارك إسرائيلي: نحن نريد أن يظهر المسيح المخلص كي تصبح الحياة جيدة للجميع.
إلياس كرم: عميرام غولدن أب يهودي ثكل ابنه عُمري في العملية التي استهدفت حافلة ركاب إسرائيلية قرب مدينة صفد في شهر آب العام الماضي، غولدن قرر كسر حاجز الصمت الذي يعيشه الشارع الإسرائيلي وجنَّد إلى جانبه عدداً من العائلات الثكلى اليهودية للاحتجاج على سياسة الحكومة.
عميرام غولدن: همومي ناجمة عن أنني من ناحية لا أستطيع مواصلة السكوت، ومن الناحية الأخرى فأنا أتقلب في فراشي كل ليلة منذ أن قتل ابني عُمري، هذه الدماء التي تسفكها عمليات الانتقام والانتقام المضاد كان ابني ضحيتها، فعندما اغتالوا صلاح شحاده وقتلوه فإن القنبلة قفزت وانتقلت من خان يونس إلى ميرون ابني.
إلياس كرام: أما كتلة السلام الإسرائيلية التي عجزت طيلة سنوات الانتفاضة عن تجنيد آلاف الإسرائيليين للتظاهر ضد سياسة الحكومة، رأت برسالة طياري سلاح الجو الإسرائيلي الذين أعلنوا رفضهم تنفيذ أوامر الاغتيالات التي تصدر لهم بحق القادة الفلسطينيين منفذاً للتعبير عن تضامنها مع موقف الطيارين وضد مشاركتهم بما وصفته بجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، تلك التظاهرة المتواضعة التي جوبهت بالشتائم والعبارات النابية من قبل بعض اليمينيين الذين مروا من جانب موقع التظاهرة.
أوري أفنيري (من قادة حركة السلام الإسرائيلية): كلي ثقة وتقدير وإعجاب بالطيارين الذين أعلنوا رفضهم الخدمة، فهذا يكشف عن صحوة ضمير وشجاعة، هؤلاء أناس لم يأتوا من هامش المجتمع، فقد جاءوا من صلب الجيش الإسرائيلي، لذلك لما يفعلوه ويقولوه تأثير كبير، فمثل هؤلاء الأشخاص يقولون: نحن نرى في هجمات سلاح الجو جرائم حرب، ويقولون بالمقابل: سنضع حداً للاحتلال.
إلياس كرام: وإذا كان المستوى السياسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار الصهيوني يؤمن أن سياسة الاغتيالات هي الرد الشافي على العمليات التي ينفذها الفلسطينيون، فإن البعض يتساءل فيما إذا كان الشارع الإسرائيلي الذي أصبح أمنه الشخصي مهدداً سيستفيق من سباته العميق، ويبدأ بتشكيل ضغط على حكومته لإنهاء سياسة الاغتيالات وفتح حوار لإنهاء الاحتلال. إلياس كرَّام - لمراسلي الجزيرة - مدينة العفولة
نحاول في هذه الحلقة أن ندخل إلى عمق إسرائيل للبحث في آثار انتفاضة الأقصى على الإسرائيليين ونستمع إلى آراء إسرائيلية تتفاوت بين الدعوة إلى العودة إلى التفاوض مع الجانب الفلسطيني وعدم جدوى العنف واستحالة وقف العمليات الفلسطينية، وبين أخرى تتحدث عن فشل سياسات (شارون) الأمنية وإبداء كثيرين السعادة بسبب إحباط عمليات فلسطينية قبل وقوعها.
ومن العراق نستعرض تقريراً يتحدث عن مصير أسلحة الجيش العراقي منذ وقوع البلاد تحت الاحتلال الأميركي والبريطاني، ونرى مقابر تلك الأسلحة وكيف باتت مشاعاً للعابثين والمحتاجين وألعاباً يتلهى بها الأطفال بعد أن كانت قوة ضاربة تدخل في صلب معادلة موازين القوى الإقليمية، كما كانت سبباً معلناً في شن الحرب على العراق.
ومن إندونيسيا نبحث في بيئة وخلفيات وأصول منفذي عملية بالي التي سقط فيها مئات القتلى والجرحى من السياح المدنيين، وندرس طبيعة ونفسية منفذي العملية الذين ظل أحدهم مبتسماً حتى بعد النطق بحكم إعدامه، نتحدث عن الدوافع ونرى كيف استطاع المنفذون خداع الجميع وإبعاد الشكوك عنهم فترة طويلة.
ومن اليمن نطرح قضية يراها يمنيون غاية في الخطورة وهي اقتداء النساء بالرجال في إيجاد مجالس تخزين للقات خاصة بهن الأمر الذي يفاقم مشكلات الأسرة اليمنية ويجعل مستقبل الأطفال في مهب الريح في وقت تنشط فيه جمعيات يمنية لمكافحة القات والتوعية بمخاطره على الأفراد والمجتمع.
أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
آثار انتفاضة الأقصى على الإسرائيليين
استنفار الأمن الإسرائيلي شبه الدائم بسبب الانتفاضة
تشير الإحصائيات إلى أن خسائر إسرائيل من جنودها خلال انتفاضة الأقصى الفلسطينية يفوق ما خسرته خلال عشرين عاماً من احتلالها لجنوب لبنان، فقد بلغ معدل العمليات الفلسطينية سبع عشرة عملية في اليوم الواحد، نُفذ منها 96% داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما نُفذ 4% داخل العمق الإسرائيلي من بينها عشرات العمليات التفجيرية، العمليات التي أسفرت عن إلحاق أفدح الأضرار بالاقتصاد الإسرائيلي علاوة على الخسائر البشرية، على المستوى السياسي تراجعت أحزاب اليسار الإسرائيلي وفقدت الأحزاب العربية قوتها ككتلة مانعة وعجزت قوى السلام الإسرائيلية عن تسيير مظاهرات كبيرة ضد حكومة شارون الأمر الذي حوله إلى حاكم مطلق حسب رأي الكثيرين.
المجتمع الإسرائيلي من الداخل في تقرير إلياس كرَّام.
تقرير/ إلياس كرَّام - مدينة العفولة: الأمن والسلام شعاران حملهما رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون في فترة ولايته السابقة والحالية، شعاران يرى فيهما البعض تحييداً للقضية الفلسطينية عن مسارها السياسي ومحاولة لتحويلها إلى قضية أمنية.
سنوات الانتفاضة الثلاث التي انقضت أنهكت المجتمع الإسرائيلي اقتصادياً ونفسياً وجعلت أمنه الشخصي مهدداً، فالعمليات الفلسطينية التي استهدفت مراكز المدن الإسرائيلية أوقعت آلاف القتلى والجرحى ووضعت قوى الأمن الإسرائيلية في حالة استنفار قصوى شبه دائمة في محاولة لإشعار المواطنين أن الأمور تحت السيطرة وأن ما يسمى بالإرهاب لن يشوش مجريات الحياة الطبيعية.
يعقوب بورفسكي (قائد الشرطة في شمال إسرائيل): ليس كل عدم نجاح يعتبر فشلاً وكل عملية تجري تسبب لنا الألم وفي بعض الأحيان الإحباط، لكننا رغم ذلك نتصرف بشكل مهني، وفعلاً النتائج تشير إلى نجاح كبير في إحباط ومنع وقوع العمليات وإنقاذ الكثير من الأرواح.
يتسحاق ميرون (رئيس بلدية العفولة): واضح لنا أنه من المستحيل توفير أمن مطلق، لكنني على ثقة من أن قوات الأمن تعمل كل ما بوسعها ونحن نشعر بذلك ونشعر بالمزيد من الأمن.
يعقوب بورفسكي: الشعب محصن ويمارس حياته الطبيعية في بعض الأحيان بفرحة كبيرة وليس لدينا ثمة شك في أن الإرهاب مُني بالفشل الذريع.
إلياس كرام: مدينة العفولة الواقعة شمال جنين كانت واحدة من المدن الإسرائيلية التي تعرضت لسلسلة من العمليات الفلسطينية، خاصة وأنها لا تبعد سوى بضعة كليو مترات عن الخط الأخضر، بعض سكان هذه المدينة يرون أن التواجد الأمني المشدد فيها إلى جانب عمليات الاغتيال والتوغل وقمع الفلسطينيين في المناطق المحتلة هو الحل الوحيد الذي يمكنهم من ممارسة حياتهم الاعتيادية دون خوف.
يتسحاق ميرون: حتى لو شعر المواطنون بانعدام الأمن أحياناً، حيث هناك ضرر كبير في الأمن الشخصي إلا أن الناس يواصلون عيش حياتهم الطبيعية، وهذا ليس بالأمر الجديد، دائماً كان هناك وضع أمني صعب في دولة إسرائيل والناس يدركون ذلك ويعرفون كيف يتجاوزون ذلك وهو ما سيفعلونه الآن أيضاً.
أحد سكان مدينة العفولة: كل العمليات التي تم تنفيذها في المناطق الفلسطينية تجتث كل أولئك الذين تلطخت أياديهم بالدماء.
يتسحاق ميرون: لا أعتقد أنه بالإمكان الحديث بعمومية عن ذلك، أعتقد أنهم يعرفون كل من يستعد لتنفيذ هجوم أو التخطيط له ولذلك يجب شله بطريقة ما، بالإمكان تسمية ذلك تصفية أو أي اسم آخر، كما هو واضح لست مؤيداً لعمليات الانتقام وإنما يجب القيام بعمليات تمنع الإرهاب.
إلياس كرام: وإلى جانب من يعتبر أن أمنه قد تحقق بفعل ممارسات جيش الاحتلال في المدن الفلسطينية، فهنالك من يحمِّل المستوى السياسي المسؤولية عن عجزه في إحلال الأمن والاستقرار ويرى أن ممارسات الاحتلال لا تجدي نفعاً، وأن الانتقام يجر الانتقام.
بات شيبع جابي (من سكان مدينة العفولة): عملية تجر عملية وراءها، السلام لم يحقق شيئاً، يجب أن يجلس الطرفان ويصنعان السلام، هذا الوضع أن ينتقم الواحد من الآخر لن يحقق السلام.
عميرام غولدن (من سكان كيبوتس متسبي أفيف): للأسف الشديد ليس بوسعي القول إن هذه السياسة قادرة على تحقيق الأمن، فنحن نعاني من عمليات قتل يومياً ومتواصلة تقود إلى الانتقام الذي يقود إلى انتقام من جانب الطرف الآخر وعملية تجر عملية، وهذا للأسف لا يجعلني أرى نهاية لها، ومخاوفي تزداد يوماً تلو الآخر.
إلياس كرام: وإذا كان الشارع الإسرائيلي منقسماً على ذاته بين مؤيد ومعارض لسياسة الاغتيالات ولعمليات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف الفلسطينيين، فهنالك بعض الفئات اليهودية التي تنظر إلى القضية من منظور ديني وترى بالمسيح المنتظر سبب رجائها وتعزيتها.
مشارك إسرائيلي: نحن نريد أن يظهر المسيح المخلص كي تصبح الحياة جيدة للجميع.
إلياس كرم: عميرام غولدن أب يهودي ثكل ابنه عُمري في العملية التي استهدفت حافلة ركاب إسرائيلية قرب مدينة صفد في شهر آب العام الماضي، غولدن قرر كسر حاجز الصمت الذي يعيشه الشارع الإسرائيلي وجنَّد إلى جانبه عدداً من العائلات الثكلى اليهودية للاحتجاج على سياسة الحكومة.
عميرام غولدن: همومي ناجمة عن أنني من ناحية لا أستطيع مواصلة السكوت، ومن الناحية الأخرى فأنا أتقلب في فراشي كل ليلة منذ أن قتل ابني عُمري، هذه الدماء التي تسفكها عمليات الانتقام والانتقام المضاد كان ابني ضحيتها، فعندما اغتالوا صلاح شحاده وقتلوه فإن القنبلة قفزت وانتقلت من خان يونس إلى ميرون ابني.
إلياس كرام: أما كتلة السلام الإسرائيلية التي عجزت طيلة سنوات الانتفاضة عن تجنيد آلاف الإسرائيليين للتظاهر ضد سياسة الحكومة، رأت برسالة طياري سلاح الجو الإسرائيلي الذين أعلنوا رفضهم تنفيذ أوامر الاغتيالات التي تصدر لهم بحق القادة الفلسطينيين منفذاً للتعبير عن تضامنها مع موقف الطيارين وضد مشاركتهم بما وصفته بجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، تلك التظاهرة المتواضعة التي جوبهت بالشتائم والعبارات النابية من قبل بعض اليمينيين الذين مروا من جانب موقع التظاهرة.
أوري أفنيري (من قادة حركة السلام الإسرائيلية): كلي ثقة وتقدير وإعجاب بالطيارين الذين أعلنوا رفضهم الخدمة، فهذا يكشف عن صحوة ضمير وشجاعة، هؤلاء أناس لم يأتوا من هامش المجتمع، فقد جاءوا من صلب الجيش الإسرائيلي، لذلك لما يفعلوه ويقولوه تأثير كبير، فمثل هؤلاء الأشخاص يقولون: نحن نرى في هجمات سلاح الجو جرائم حرب، ويقولون بالمقابل: سنضع حداً للاحتلال.
إلياس كرام: وإذا كان المستوى السياسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار الصهيوني يؤمن أن سياسة الاغتيالات هي الرد الشافي على العمليات التي ينفذها الفلسطينيون، فإن البعض يتساءل فيما إذا كان الشارع الإسرائيلي الذي أصبح أمنه الشخصي مهدداً سيستفيق من سباته العميق، ويبدأ بتشكيل ضغط على حكومته لإنهاء سياسة الاغتيالات وفتح حوار لإنهاء الاحتلال. إلياس كرَّام - لمراسلي الجزيرة - مدينة العفولة

