السلام عليكم
يواجه العمال الفلسطينيون العاملون داخل الخط الأخضر (فلسطين المحتلة عام 1948م) والمواطنون العاديون مشاكل مختلفة نتيجة التعامل القاسي الذي يتلقونه من قوات الاحتلال على الحواجز العسكرية المنتشرة على مداخل المدن والقرى الفلسطينية.

وتعتبر هذه الحواجز المكان الخصب الذي يمارس جنود الاحتلال من خلالها هواية الإذلال والإهانة للفلسطينيين بمختلف أشكالها الفعلية واللفظية.

ومن أصناف المعاناة التي يعامَل بها العمال صلبهم لمدة طويلة تحت أشعة الشمس اللاهبة، وإطلاق الكلاب المدربة عليهم، والضرب والتنكيل بهم وإجبارهم على الرقص والمشي طويلا دون أحذية، فضلا عن إجبارهم على خلع ملابسهم .

ويقول أحد الذين أجبروا على خلع ملابسهم: أجبرتني دورية عسكرية إسرائيلية في منطقة (الرماظين) بالقرب من بئر السبع جنوب فلسطين على خلع ملابسي بالكامل وفرضت علي الرجوع إلى البلدة دون ملابس، وهو ما سبب لي حرجا شديدا، فاضطررت إلى العودة متسترا أثناء الليل إلى المنزل، والسبب في هذه العقوبة أنني ذهبت للعمل دون أن يكون معي تصريح.

وفي حادثة أخرى ومع عشرة عمال آخرين احتجز الجنود بطاقاتهم الشخصية وطلبوا منهم خلع جميع ملابسهم، وأن يضعوها في مكان واحد، وبعد الانتهاء من خلع الملابس قام الجنود بإحراقها، وأمروا العمال بمغادرة المكان والعودة إلى منازلهم التي تبعد أكثر من 10 كيلومترات.

ومن أصناف الإذلال أيضا إجبار الرجال على تقبيل المجندات؛ وذات مرة أمر جنود الاحتلال ركاب إحدى السيارات بتقبيل إحدى المجندات فرفضوا جميعا وكان كل من يرفض يضرب بشدة، ونتيجة لهذا التنكيل الشديد وللتخلص من هذه المحنة قام أحد كبار السن بتقبيل المجندة فما كان منها إلا أن صفعته بشدة على وجهه.

ويقول أحد الشباب من الخليل: إنه كان يركب سيارة نقل عام مع خطيبته وستة ركاب آخرين، فأوقفهم جندي على أحد الحواجز على مدخل المدينة، وطلب من الركاب تقبيل خطيبة هذا الشاب، أو أن يتم ضربهم والتنكيل بهم، وبعد مشوار من الضرب والتنكيل أجبرهم الجندي على تقبيل الفتاة، فقبلها الأول في خدها فركله الجندي بشدة وقال له: "هكذا يقبل الرجل حبيبته.. قبلها في فمها"..وهو ما أغاظ خطيبها والحضور الذين رفضوا ذلك.. وكان عقابهم ساعات من التعذيب الشديد.

وفي حادثة أخرى على أحد الحواجز طلب الجنود من سائق إحدى سيارات النقل العمومي قيادة السيارة إلى الخلف لمسافة طويلة والعبور فوق حواجز المسامير مما أدى إلى إتلاف العجلات الأربع للسيارة، وبعدها لم يسمح له بالمرور بل أمره بالعودة وهذه الحالة تتكرر عدة مرات يوميا.

ومن أشكال المعاناة على الحواجز أيضا احتجاز الشباب والطلاب وإعطاؤهم طلبات لمراجعة مقر المخابرات للتحقيق معهم، وغالبا ما يتضمن التحقيق عروضا بالعمالة مع الاحتلال. ولوحظ في الآونة الأخيرة كثرة توجيه الطلبات للصبية ما بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة لسهولة إيقاعهم في شباك المخابرات.