حرااااام

    • حرااااام

      بسم الله الرحمن الرحيم

      بصراحة لا أعرف من أين أبدأ فأنا لا أجيد الكتابة اللغوية ولكنني سوف أحاول. القصة معروفة وحدثت أكثر من مرة في نفس المكان ولكنني أريد أن أعيدها لكي لا ينسى الناس ما يحدث في مجتمعنا الذي يحتوي على أسس كثيرة ومبادئ أكثر ولكنها لا تطبق لأننا سمعنا الكثير ولكن لم نجد أي شيء إلى الآن.
      أعزائي: إلى كل من يقرأ هذه الكلمات.
      (المكان: مستشفى توام.( العين التاريخ: 22- 9- 2002م.
      الساعة: 7:00م.
      اليوم: الأربعاء.
      في هذا التوقيت وقبله بيوم كنت أدرس بالمرحلة الثانوية من الدوام المسائي
      كان قد انتهى دوامي المدرسي بحدود الساعة 8:00م. وصلت إلى البيت وإذا بي أرى أبي وأختي مع السائق كانوا سوف يذهبون إلى المستشفى وأنا حائرة لا أعلم ما الذي يحدث. دخلت إلى البيت وإذا بأختي تخبرني بأن أخي سوف يموت خلال أيام وأنه الآن في غيبوبة وكانت أمي في حالة يرثى لها لم تستطع أن تستوعب أن إبنها البكر والذي طالما أحبته أكثر منا سوف لن تراه مرة أخرى. ذهبت مع أبي وأختي إلى العين إلى مستشفى توام وقد شاهدت الشيء الذي لم أكن أريد أن أشاهده في حياتي فقد وجدت أخي في غرفة عادية جدا كأنها غرفة مريض لا يشكو من مرض خطير فقد كان أخي مريض بالسرطان فقد أحضرناه أكثر من مرة لمعالجته ولكنهم في كل مرة يقولون أنهم لا يستطيعون أن يعطوه أي دواء قبل أن تصل إليهم أوراق التقارير من أمريكا ولكن الدكتور المعالج كان يسأل أخي عن الدواء الذي كان يأخذه وكان أخي يجاوبه ولكن الدكتور تنكر وقال أن أخي ليس بوعيه وهو يهذي الآن من شدة الألم . في مستشفى توام مثل ما نعرف يوجد قسم خاص لرعاية ومعالجة مرضى السرطان ولكنني وجدته في قسم الباطنية وعندما سألناهم قالوا لنا أنه لا يوجد سرير له في قسم السرطان هل هذا جواب ؟ نحن مواطنون وليس لنا حقوق ومن يتمتع بالحقوق هم الأجانب والوافدين ماذا نفعل ؟ أخي سوف يموت أين الدكتور برأيكم لم نجد أي دكاترة لنسألهم عن حالة أخي وما يحل به وكنا قد وصلنا المستشفى حوالي الساعة 12:00ص. ولم يكن موجود معه سوى زوجته . أين الممرضات ؟ أين ملائكة الرحمن؟ أين الدكاترة؟ لم نجد أحدا. ثم طلبت من أبي وأختي أن يرجعوا إلى البيت وأنا وزوجته سنبقى. بقيت وتمنيت أنني لم أبقى , لم يغمض لنا جفن أبدا . الخوف من المجهول , الحزن المرير, البكاء المستمر, الرهبة من الموقف ,الدعاء والصلاة لله سبحانه وتعالى لكي يفرج من همنا , ويشدد من أصرنا , ويصبرنا على بلوانا وعلى مصيبة الموت. ونحن ندعوا ونطلب من الله الرحمة له وأن يرجعه لنا , نحن لا نريده لنا , ولكن لابنه الصغير الذي لم يهنأ به. بابنه الذي أكمل عامه الأول بدونه فقد كان يعالج خارج الدولة كان في أمريكا وكان سوف ينهي العلاج وكانت حالته ليست بخطيرة ولكن الوله للزوجة والولد والأهل والديار هم الذين أجبروه على الرجوع . ولو لم يرجع من كان يدري ربما كان يعيش بيننا الآن ولكن ماذا نقول؟ ولكن الغريب أننا كنا ننتظر طويلا في المستشفى لكي يأتي إلينا أحد ونسأله عن صحة أخي ولكن لا جدوى, المغذي سوف ينتهي ولا أحد هنا , ذهبت لكي أبحث عن الممرضة ثم جاءت وقالت أنه بعد قليل سوف ينتهي , ولكن أنا لا أرى سوى القليل منه , وماذا سيحدث إذا أبدلته ؟! وبعد أن دخلنا معها في نقاش حاد أبدلته. بعدها ذهبت إلى قسم السرطان لم أجد سوى أعداءنا هناك كلهم أجانب لا يعرفون العربية كيف سوف يكون التفاهم معهم أخبروني؟!!!!! كنت لا أجيد اللغة الإنجليزية آنذاك , فلم أستطع الكلام مع أحد , فرجعت خائبة لا أعرف ماذا أفعل. ذهب الليل وظهر الصباح لم يأتي الدكتور حتى أنني ظننت أن المستشفى بلا أطباء. إلى أن جاء الدكتور في الساعة السابعة صباحا وكان أجنبي ولكن يجيد العربية فسألناه عن صحة أخي فلم يجب وأخذ يتمتم في الكلام حتى أنه لا يعرف شيء كان يريد أن ينهي كلامه فقط ويذهب كان اسمه الدكتور بينيني , إلى الآن لا تغيب عن عيني صورته جاء في تلك اللحظة ولم يأتي بعدها جلسنا ننتظر وننتظر وما أصعب تلك اللحظات علينا كانت صعبة جدا أنتظر موت أخي الكبير وأنا أسترجع شريط ذكرياتي معه , صحيح أن علاقتنا ببعض لم تكن قوية وكانت كلها مشاكل وقسوة , وصحيح أنني لم أكن أحبه ولكنني أحببته الآن بعد فقدانه بعد أن عرفت قيمته بقلبي . أحسست أنني بحاجة ماسة إليه لا أعرف لماذا؟ ولكن هذا إحساسي من ناحيته , وعلى هذه الذكريات غفلت عيني لساعة فقط ثم استيقظت على صوت أهل زوجة أخي وهم يحضرون ابن أخي الصغير الذي كنا لا نراه دائما بسبب المشاكل العائلية بيننا وبين وزوجة أخي وكان عمر ابن أخي آنذاك سنة و3 أشهر كان فرحا مسرورا يلعب معنا وقلب الجو علينا من الحزن إلى الفرح وكان يهز سرير والده كأنه يطلب منه الاستيقاظ وعدم تركه وحده يتيما بلا أب يأخذ بيده ويحنو إليه. ومع هذا الجو ومجيء أبي لكي أذهب أنا وينام هو مع أخي وقد أخذ إجازة من عمله ولكنه لن يبقى ولن ينام معه لأن القدر أقوى من ذلك ومع انتهاءنا من أداء صلاة المغرب ذهبت لأرى أخي فرأيته لا يتنفس فأخبرت زوجة أخي فأسرعت للممرض إلى أن أخبرنا بالصدمة والواقعة التي لم تخطر على بالنا أبدا . أخي سوف يرحل بعد دقائق انهرت ولم أعرف ماذا أفعل ولكن ماذا نفعل إذا كانت حياة الإنسان ليست لها قيمة الآن ولكن الغريب في الموضوع أين الحكومة من هذه الأمور التي تحدث هل هي نائمة ؟أم أنها لا تعلم بما يحدث في مستشفياتها الآن ؟ كيف والعديد من الناس ذهبت أرواحهم سدا ومنهم : بشاير العامري؟ أم أنه أصبح أمر طبيعي أن يموت الإنسان بلا رحمة بين أيدي الأعداء؟ ولكن للأسف هم يعلمون بكل هذا ويوافقون على مجيء الأجانب لكي يقتلونا بسمومهم وينتقمون لدينهم لأننا مسلمين . هل لأننا عرب يفعلون بنا هذا ولكن الذي أتمناه أن تحس الحكومة بمعاناة الشعب لأنه بيوم ما سوف يستيقظ هذا الشعب اليائس ولن يسكت عن حقوقه مهما كان , والعاقبة ستكون وخيمة يومها. ولكن إلى الآن أتساءل : هل يعلم الدكتور أن مريضه قد مات بسبب إهماله أم لا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
      ولا ننسى قوله تعالى: ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) صدق الله العظيم.....................

      منقووول من الإيميل
    • الذي يحصل هذا ليس في كل المستشفيات وليس من كل الدكاترة والممرضات والذي حصل هذا ربما يحصل في كل دول العالم ..

      صحيح ان هذا يحصل في اكثر مستشفياتنا لان وزارة الصحة نايمة ومرتاحة واللوم يلقى الى كل مسؤول في وزارة الصحة وفي مقدمتهم الوزير #h