حكيم السحر الأسود جديد nagwash

Warith AL Maawali · 30 يناير 2012، 6:33

حكيم السحر الأسود
-----------------
على فراش الموت --- بقصته الشهيرة : آتوني بحزمة الحطب ، صعبة التكسير مجتمعة ! آها يا للعجب --- إذا فرقوها ، كلِ و عوده المفرد ---- انكسر العود ! يا للعجب

إذاً هذه وصيته – قوة الفرد ضائعة ، مطموسة ، مشلولة ، عاجزة ، ربما من الأصل غير موجودة – إذاً فالفرد كائن لا وزن له معدوم بلا الآخر

حكيمنا المعروف و الأشهر ، الذي قال حكمته – وما يعلم نيتها إلا الله –--- و ربما أيضاً هو --- ليظل ناظراً من ملكوته ساخراً ، مبتهجاً بجم ما أخلفه من جهل يتبعه تعاقب أجيال الجهال رافعين له الولاء ---- شاكرين له ، عقله الجهبذ
أيعقل أن يُرتكب بنا أبشع من تلك جريمة ؟ أيعقل أن يُرتكب بنا الجرم المتعمد الأكثر علناً بفضاحته --- و ما زلنا بأجيال لأجيال نتشدق بما شمله من شرف المعانى !!!
لا تأتي القوة أبداً من الآخر – الآخر يظل و سيظل عامل تكامل مفترض تكامله زيادة عن الحاجة إطلاقاً ليس معوض نقص
اعتماد القوة و استمدادها من الآخر تُقبعنا عبودية الإذلال له ، و تهبه حق التفاضل علينا – و تنشيء بداخلنا ذيول من الكوامن عديدة المسميات من كائن عالة ، متردد ، متواكل ، منكسر ، ضعيف وصولاً لكمية كائنات عالقة ببعضها محبِطة للآمال معيقة لأي خلاق
أن تظل فكرة الجماعة هي هدف لكل نصر و الاتحاد بالآخر هو فقط مصدر القوة – فكرة تُحجم خطوات أقدامنا لمقاس موحد أرادته مشيئة الحكيم

لم تعكس الأضواء ظرف المكان لهذا الحكيم --- فبالتالي لا يحق لي حمل الضغينة له على وجه الخصوص – ربما كان فراشه المعنون ، مرقدا بمشفى للعجزة الأكثر هلوسة – أو مرقدا بركن مظلم من بيت عتيق كئيب أراد له الحكيم بث لحظاته الهزلية تخفيفا على الصغار كآبة لحظات الوداع

لا ضغينة للحكيم – الضغينة لمن يورثنا تلك الحكايات الخرافية على أنها عطايا المنابر !
مع زيادة معطيات الزمان لتنوير العقول --- صار من التخلف مداولتنا تلك الحكايات بالمدارس ، على أنها الحكم العطائية ، نبثها عقول الصغار محجمين أدمغتهم بقالب خشبي مسوس – ربما تشبهاً باليابان ، تضع أقدام الصغار بقوالب خشبية منعا للنمو الزائد غير المرغوب – نحن نضع أدمغتنا مكان ما يضع فيه اهل التقدم أقدامهم

إرث ممقوت ملعون لتكون مثل تلك الحكمة موجهة للصغار – قد نتقبلها بساحة حروب --- أو خناقة فتوات على قارعة الحارة ، بمبدأ الغلبة لأثنين ضد واحد – لكن أن نتقبلها منهاجا للحياة و شريعة أساسية لمصدر قوة ! هذا أمر آخر
هذا الميراث الثقيل الوبيل أوقعوه عنوة عاتق الصغار – لا تتوقف الهزليه لهذا الحد بل نعتبره منحة ، تفضل و عطايا قاربت بحكمتها لتكون من الحكم الإلهية --- حتى أننا فيما بيننا لنتساءل أحيانا --- أذكرت هذه الحكمة بلسان حكيم أم أحد الصحابة !
ثياب من القيم المسبوغة مسبقا تعطي الحكمة نوع ما من القدسية غير قابلة ليس للنقاش فقط ، بل غير قابلة التدقيق او التمحيص أو إعادة الصياغة أو تساؤل هدفية التوجيه ، قننوا قدسية الحكمة فقط بقدسية التنفيذ
التنفيذ الأعمى الحانق الحاقد الحاسد المهاجم بعدائية لكل مكمن للقوة الداخلية للفرد
القوة الفردية الكامنة بالتأكيد أقوى بكثير من قوة الجماعة إن لم يكن من الإجحاف لها المقارنة بها أصلا
فقوة الفرد قوة استكشافية لنفسه قوة منقبة ، نابشة ، مستمرة البحث ، طامحة التواجد ، آملة للإبداع ، متسلطة السيطرة بتفرد القوة و هيمنة النصر
أما قوة الجماعة قوة إتكالية ، كلٍ على الآخر ، قوة طامعة فيما لدى الغير ، قوة حاقدة قوة حاسدة ، قوة معيقة لأي تقدم

أنا على صواب ---- متى يمكنني قول أني على خطأ ؟ - إن قلت أن هذه حكمة – ليتداولها حكماء
فهذه مقولة فقط – ساحتها نتقبلها من رؤساء ورش صناعية حرفية مجالات تنفيذية يدوية تخص طبقة المرؤسين – نحثهم على روح الجماعة و التكامل الجماعي لعمل الروتينيات الآلية --------- هنا فقط يكون الكلام صائبا
حتى و كونها مقولة – فهي مقولة غير صالحة إطلاقا ليتلفظها القادة أو من هم أصحاب القرار كهؤلاء ربابنة السفن – هؤلاء اللذين يسيرون الغير بفكرهم و يرسمون للغير الخطى – أبدا لا تُطبق عليهم تلك المقولة
حكيم بفراش الموت – أورثنا مخطوطة للسحر الأسود --- اعتنقناها تشبها كمواعظ إلهية - يا للسخرية الهزلية

---------------- فيديو / بقيت حاوي – مسار إجباري --------

المصدر nagwash

مشاركة