الرؤية- محمد حاردان
-
يكثر بين فئة الشباب والمراهقين نتيجة للفراغ والملل
"هي نشوة مؤقتة تنسيني الدنيا".. هكذا يخدع أحد متعاطي القات نفسه بمثل هذه المقولات، مبررا تعاطيه لهذه النبتة المخدرة بأسباب غير حقيقية، حيث يرى متعاطو القات أنه "ينتشلهم" من الملل والضجر والاكتئاب الذي يشعرون به، في تغييب تام للعقل والمنطق، نظرا لما يسببه القات من مشاكل صحية تؤثر على نحو كبير على القلب فضلا عن التأثير السلبي على الصحة الجنسية.
وانتشرت في محافظة ظفار منذ منتصف التسعينات هذه الظاهرة التي لم يعهدها المجتمع العماني من قبل، ونظرا للحدود المجاورة مع الجمهورية اليمنية استشرت هذه النبتة بكثرة منذ ما يقارب سبع سنوات بين اوساط فئة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 الى 30 عاما، منهم المتعاطي واخرون لكسب المال، وتصل قيمة الحبة الى ما يقارب 25 ريالا.
والقات هو ورقة او فروع شجرة صغيرة دائمة الخضرة يبلغ طولها من متر الى مترين وقد يصل الى ستة امتار واحيانا الى خمسة وعشرين مترا، وتنمو على سطح مرتفعات بعض مناطق افريقا وفي الجمهورية اليمنية. وهناك طرق مختلفة لتعاطي القات والاكثر استخداما هي مضغ الاوراق، حيث يقوم المتعاطي بمضغ الاوراق لاستخراج العصارة وابتلاعها، ولكي يسهل المتعاطي هذه العملية يقوم بشرب الكثير من الماء وبعض الشاي المضاف إليه جرعات مركزة من السكر ويتم تخرين البقايا في جوانب الفم بين الخد من جهة والاسنان والفكين من جهة اخرى، وهناك طرق اخرى منها شرب عصارة القات وتدخينه وغيرها من الطرق التي تؤدي الى دمار الصحة.
دوافع الإدمان
ولعل السؤال الأبرز هو ما هي الاسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي القات، في السياق يؤكد محمد سالم أن اهم الاسباب هي "الضجر والفراغ"، مضيفا أنه باحث عن عمل وليس لدية ما يشغله في يومه ولا يوجد في صلالة أماكن للترفيه او اندية مخصصة للشباب، كما أنه يلجأ الى القات حيث يشعره بـ"الانسجام" ولو لساعات محددة.
وتابع سالم أنه في اليوم التالي لتعاطي القات يشعر بحالة من الخمول والتعب والإجهاد ويعقب ذلك شعور بالكسل والقلق والاكتئاب ما يدفعه إلى الاتصال باحد الاصدقاء لتخزين القات.
وأوضح "س.أ" أحد المتعاطين أنه يتواصل مع مروجي القات عبر الهواتف النقالة بواسطة شفرات وكلمات رمزية تحسبا من أن تكون الهواتف مراقبة من قبل السلطات، وذكر مثالا للحصول على القات بالقول: "اشعر بصداع قوي ودوار ارجو ان ترسل لي 3 اقراص من الصيدلية" او "نحن في المكان الفلاني نود 4 عبوات لمشروب غازي"، إلى أخره من الرموز.
منافذ وصول القات
في المقابل، يقول سعيد (أحد تجار القات والذي رفض الإفصاح عن اسمه كاملا) إنه يتسلم القات عبر الحدود اليمنية سواء من حدود "المزيونة شحن" او منفذ صرفيت عبر طرق غير شرعية، حيث يتم تهريبه من خلال اشخاص يتم الاتصال بهم مسبقا، ويتم منح الشخص الذي يقوم بهذه العملية مبلغ يتراوح بين 500 الى 1000 ريال عماني، كما يتم تحديد الزمان والمكان لاستلام البضاعة وتسليم المبلغ، وتتم عملية البيع من خلال وسطاء موثوق بهم، على حد وصفه.
واضاف سعيد أنه لكي يتخلص من كميات القات يقدم عروضا لكل وسيط بحيث يحصل على حبة مقابل بيعه 5 حبات ومقابل تسويق 10 حبات يحصل على 3 حبات مجانا، ما يسهل امر بيع القات بسرعة كبيرة.
أماكن التعاطي
ويكشف خالد- وهو أحد الوسطاء- أن أغلب المتعاطين يتواصلون معه حوالي السابعة مساء بعد حلول الظلام، موضحا أنه يأتي إلى اماكن تواجدهم واغلبهم يفضلون الجلوس في السيارات والبعض وسط الجبال واخرون يستأجرون شققا واغلبهم يبتعدون عن الاماكن المعروفة التي سبق وان داهمتها الشرطة والمهام الخاصة.
مخاطر صحية
ومن وجهة نظر الأطباء فإن القات تسبب امراضا عديدة وينتج عن تعاطيها مختلف الآلام والمشاكل الصحية، حيث يقول الدكتور احمد بن طاهر برهام باعمر المدير التنفيذي بمستشفى السلطان قابوس اخصائي وبائيات إن دراسة بحثية حديثة كشفت أن المصابين بعسر الهضم المزمن الذين يتعاطون القات أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء من غيرهم، واثبتت الدراسة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين تعاطي القات والتشوهات الخلوية "ديسبليزيا" في الجزء السفلي من المريء وهي مرحلة ما قبل تكون الخلايا السرطانية الذي يشكل أحد المضاعفات الصامتة والخطيرة لعسر الهضم المزمن.
واضاف باعمر أن مدمني القات يعانون من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان، مما قد يسبب انبعاث رائحة الفم الكريهة، كما أن إدمان القات يؤدي إلى إرتخاء اللثة مما ينتج عنه ارتخاء الاسنان وتشويهها واغلب متعاطي القات يعانون من تواجد التسوسات.
زيادة ضربات القلب
واشار باعمر إلى ان المواد الكيميائية في نبتة القات تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتضيق في الأوعية الدموية، مما يرفع ضغط الدم عند المصابين بالضغط ويجعل من الصعب على علاجات ضغط الدم أن تعمل على تخفيض الضغط , بالإضافة إلى أن هذه المواد تجعل الشخص السليم أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم
وتابع المدير التنفيذي بمستشفى السلطان قابوس اخصائي وبائيات أن القات يضعف من قدرة المتعاطي على التحكم في البول، وقد يؤدي إلى سلس البول، حيث تم اكتشاف تضخم في البروستاتا في بعض الحالات، كما أنه سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية غير الإرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ، وذلك لتأثير القات على البروستات والحويصلة المنوية، وما يحدثه من احتقان وتقلص فيساعد على تضخم البروستات ويؤدي ذلك كله إلى الضعف الجنسي.
مخاطر على الجهاز الهضمي
والقات مسبب رئيسي لفقدان الشهية والإمساك، مما يؤدي إلى مرض البواسير وسوء التغذية في عمليات عسر الهضم، ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين.
ويتصف متعاطي القات بحدة الطبع والعصبية بعد إنقضاء فترة النشاط الكاذب، كما يميل متعاطي القات للكسل الذهني بعد ساعات من التعاطي ثم سرعان ما يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالإكتئاب والنوم المتقطع.
كما لاحظ الأطباء ارتباطا بين ازدياد حالات سرطانات الفم والفك وبين إدمان القات في الدول التي يكثر فيها تعاطي نبتة القات خاصة في السنوات الأخيرة، إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالميا ترش عليه أثناء زراعته، بالإضافة إلى عملية "التخريش" (التخزين) للفم أثناء عملية تعاطيه والتي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الفم مما يساعد في حدوث السرطان.
القات والسكري
وأثبت الاطباء أن تعاطي القات بشكل مستمر القات يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، كما أن المصاب بالسكري لا يستفيد كثيرا من علاج الإنسولين إذا كان من متعاطي القات.
-
يكثر بين فئة الشباب والمراهقين نتيجة للفراغ والملل
"هي نشوة مؤقتة تنسيني الدنيا".. هكذا يخدع أحد متعاطي القات نفسه بمثل هذه المقولات، مبررا تعاطيه لهذه النبتة المخدرة بأسباب غير حقيقية، حيث يرى متعاطو القات أنه "ينتشلهم" من الملل والضجر والاكتئاب الذي يشعرون به، في تغييب تام للعقل والمنطق، نظرا لما يسببه القات من مشاكل صحية تؤثر على نحو كبير على القلب فضلا عن التأثير السلبي على الصحة الجنسية.
وانتشرت في محافظة ظفار منذ منتصف التسعينات هذه الظاهرة التي لم يعهدها المجتمع العماني من قبل، ونظرا للحدود المجاورة مع الجمهورية اليمنية استشرت هذه النبتة بكثرة منذ ما يقارب سبع سنوات بين اوساط فئة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 الى 30 عاما، منهم المتعاطي واخرون لكسب المال، وتصل قيمة الحبة الى ما يقارب 25 ريالا.
والقات هو ورقة او فروع شجرة صغيرة دائمة الخضرة يبلغ طولها من متر الى مترين وقد يصل الى ستة امتار واحيانا الى خمسة وعشرين مترا، وتنمو على سطح مرتفعات بعض مناطق افريقا وفي الجمهورية اليمنية. وهناك طرق مختلفة لتعاطي القات والاكثر استخداما هي مضغ الاوراق، حيث يقوم المتعاطي بمضغ الاوراق لاستخراج العصارة وابتلاعها، ولكي يسهل المتعاطي هذه العملية يقوم بشرب الكثير من الماء وبعض الشاي المضاف إليه جرعات مركزة من السكر ويتم تخرين البقايا في جوانب الفم بين الخد من جهة والاسنان والفكين من جهة اخرى، وهناك طرق اخرى منها شرب عصارة القات وتدخينه وغيرها من الطرق التي تؤدي الى دمار الصحة.
دوافع الإدمان
ولعل السؤال الأبرز هو ما هي الاسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي القات، في السياق يؤكد محمد سالم أن اهم الاسباب هي "الضجر والفراغ"، مضيفا أنه باحث عن عمل وليس لدية ما يشغله في يومه ولا يوجد في صلالة أماكن للترفيه او اندية مخصصة للشباب، كما أنه يلجأ الى القات حيث يشعره بـ"الانسجام" ولو لساعات محددة.
وتابع سالم أنه في اليوم التالي لتعاطي القات يشعر بحالة من الخمول والتعب والإجهاد ويعقب ذلك شعور بالكسل والقلق والاكتئاب ما يدفعه إلى الاتصال باحد الاصدقاء لتخزين القات.
وأوضح "س.أ" أحد المتعاطين أنه يتواصل مع مروجي القات عبر الهواتف النقالة بواسطة شفرات وكلمات رمزية تحسبا من أن تكون الهواتف مراقبة من قبل السلطات، وذكر مثالا للحصول على القات بالقول: "اشعر بصداع قوي ودوار ارجو ان ترسل لي 3 اقراص من الصيدلية" او "نحن في المكان الفلاني نود 4 عبوات لمشروب غازي"، إلى أخره من الرموز.
منافذ وصول القات
في المقابل، يقول سعيد (أحد تجار القات والذي رفض الإفصاح عن اسمه كاملا) إنه يتسلم القات عبر الحدود اليمنية سواء من حدود "المزيونة شحن" او منفذ صرفيت عبر طرق غير شرعية، حيث يتم تهريبه من خلال اشخاص يتم الاتصال بهم مسبقا، ويتم منح الشخص الذي يقوم بهذه العملية مبلغ يتراوح بين 500 الى 1000 ريال عماني، كما يتم تحديد الزمان والمكان لاستلام البضاعة وتسليم المبلغ، وتتم عملية البيع من خلال وسطاء موثوق بهم، على حد وصفه.
واضاف سعيد أنه لكي يتخلص من كميات القات يقدم عروضا لكل وسيط بحيث يحصل على حبة مقابل بيعه 5 حبات ومقابل تسويق 10 حبات يحصل على 3 حبات مجانا، ما يسهل امر بيع القات بسرعة كبيرة.
أماكن التعاطي
ويكشف خالد- وهو أحد الوسطاء- أن أغلب المتعاطين يتواصلون معه حوالي السابعة مساء بعد حلول الظلام، موضحا أنه يأتي إلى اماكن تواجدهم واغلبهم يفضلون الجلوس في السيارات والبعض وسط الجبال واخرون يستأجرون شققا واغلبهم يبتعدون عن الاماكن المعروفة التي سبق وان داهمتها الشرطة والمهام الخاصة.
مخاطر صحية
ومن وجهة نظر الأطباء فإن القات تسبب امراضا عديدة وينتج عن تعاطيها مختلف الآلام والمشاكل الصحية، حيث يقول الدكتور احمد بن طاهر برهام باعمر المدير التنفيذي بمستشفى السلطان قابوس اخصائي وبائيات إن دراسة بحثية حديثة كشفت أن المصابين بعسر الهضم المزمن الذين يتعاطون القات أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء من غيرهم، واثبتت الدراسة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين تعاطي القات والتشوهات الخلوية "ديسبليزيا" في الجزء السفلي من المريء وهي مرحلة ما قبل تكون الخلايا السرطانية الذي يشكل أحد المضاعفات الصامتة والخطيرة لعسر الهضم المزمن.
واضاف باعمر أن مدمني القات يعانون من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان، مما قد يسبب انبعاث رائحة الفم الكريهة، كما أن إدمان القات يؤدي إلى إرتخاء اللثة مما ينتج عنه ارتخاء الاسنان وتشويهها واغلب متعاطي القات يعانون من تواجد التسوسات.
زيادة ضربات القلب
واشار باعمر إلى ان المواد الكيميائية في نبتة القات تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتضيق في الأوعية الدموية، مما يرفع ضغط الدم عند المصابين بالضغط ويجعل من الصعب على علاجات ضغط الدم أن تعمل على تخفيض الضغط , بالإضافة إلى أن هذه المواد تجعل الشخص السليم أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم
وتابع المدير التنفيذي بمستشفى السلطان قابوس اخصائي وبائيات أن القات يضعف من قدرة المتعاطي على التحكم في البول، وقد يؤدي إلى سلس البول، حيث تم اكتشاف تضخم في البروستاتا في بعض الحالات، كما أنه سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية غير الإرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ، وذلك لتأثير القات على البروستات والحويصلة المنوية، وما يحدثه من احتقان وتقلص فيساعد على تضخم البروستات ويؤدي ذلك كله إلى الضعف الجنسي.
مخاطر على الجهاز الهضمي
والقات مسبب رئيسي لفقدان الشهية والإمساك، مما يؤدي إلى مرض البواسير وسوء التغذية في عمليات عسر الهضم، ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين.
ويتصف متعاطي القات بحدة الطبع والعصبية بعد إنقضاء فترة النشاط الكاذب، كما يميل متعاطي القات للكسل الذهني بعد ساعات من التعاطي ثم سرعان ما يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالإكتئاب والنوم المتقطع.
كما لاحظ الأطباء ارتباطا بين ازدياد حالات سرطانات الفم والفك وبين إدمان القات في الدول التي يكثر فيها تعاطي نبتة القات خاصة في السنوات الأخيرة، إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالميا ترش عليه أثناء زراعته، بالإضافة إلى عملية "التخريش" (التخزين) للفم أثناء عملية تعاطيه والتي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الفم مما يساعد في حدوث السرطان.
القات والسكري
وأثبت الاطباء أن تعاطي القات بشكل مستمر القات يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، كما أن المصاب بالسكري لا يستفيد كثيرا من علاج الإنسولين إذا كان من متعاطي القات.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions