تقرير خطير يكشف:
أسماء الضباط الذين يقودون المقاومة العراقية
من يقود المقاومة العراقية الشرسة والمتصاعدة ضد قوات الاحتلال الأمريكي؟ هل هو صدام حسين وحزب البعث؟! أم مقاتلون أجانب حسب ما تردد بعض العناصر الأمريكية؟!
مجلة 'الوطن العربي' التي تصدر في باريس نشرت في عددها الأخير تقريرا خطيرا، أوضحت فيه نقلا عن مراسلها في نيقوسيا رياض علم الدين أن ضباط صدام وعناصر حزبه وفدائيي صدام ورجال الحرس الجمهوري الخاص هم الذين يقودون تلك المقاومة..
و'الأسبوع' إذ تنشر هذا التقرير الخطير نقلا عن مجلة 'الوطن العربي' يأتي إداركا منها لانسجام ما يرد فيه من معلومات مع التصريحات الأخيرة لكبار المسئولين الأمريكيين والغربيين والتي تتهم صدام حسين بالوقوف خلف ما يحدث، كما أن نشر تلك المجلة والمعروفة بخلافها مع سياسات الرئيس العراقي السابق صدام حسين لا يمكن أن يحسب ما تنشره في إطار الدفاع عنه.. ومن هنا تبدو أهمية التقرير بالغ الإثارة، والذي يتضمن للمرة الأولي الكشف عن أسماء الضباط الذين يقودون عمليات المقاومة، وتفاصيل الاجتماعات التي يعقدها صدام حسين معهم في مواقع سرية في العراق.
وعلي الرغم من أننا نري في 'الأسبوع'.. أنه من الظلم أن تنسب المقاومة العراقية إلي صدام وبعض رموز نظامه السابق، وبرغم إيماننا أن المقاومة المتصاعدة ضد قوات الاحتلال الأمريكي تمتد لتشمل كافة فئات المجتمع العراقي، حتي ممن اختلفوا مع النظام السابق، إلا أننا ننشر التقرير منسوبا إلي مجلة 'الوطن العربي'، ووفقا لما ورد فيه دونما تدخل من جانبنا.
'الأسبوع'
وجود صدام حسين في العراق لم يعد مجرد تكهنات، وظهور شبح الرئيس العراقي السابق في هذه المدينة أو تلك، أو حتي في أحياء بغداد، وبالقرب من الحواجز العسكرية الأمريكية لم يعد مجرد شائعات وحكايات شعبية مازال أصحابها يعيشون كابوس سنوات القمع والاستبداد كهاجس يطاردهم بعد أكثر من ستة أشهر علي سقوط النظام.
وفي آخر المعلومات التي حصلت عليها مجلة 'الوطن العربي' من مصادر عراقية _ مطلعة جدا، وجهات استخباراتية عربية تنشط في العراق أن صدام حسين الذي مازال حيا يرزق، ليس مجرد هارب من فرق المطاردة الأمريكية يتنقل سرا في الليالي من منزل إلي آخر بصحبة ثلاثة من المرافقين، ولا يجرؤ علي الظهور حتي بالشكل الجديد الذي اختاره.
والمعلومات التي نقلتها هذه المصادر تكشف سرا لم يعلن عنه حتي الآن ولم تجرؤ قيادة الاحتلال الأمريكي علي مواجهته بغير القول إنها لا تملك معلومات مؤكدة بأن الرئيس العراقي المطارد علي علاقة بقيادة عمليات المقاومة أو التخطيط لها أو تنفيذها.. وبعد دخول عمليات المقاومة مرحلة تصعيدية لا سابق لها مع بداية شهر الصوم الفضيل اختار الأمريكيون التخفيف من دور صدام حسين فيها وحرصوا علي طلب مساعدة 'رموز سابقين' في السلطة لنفي أية قدرات للرئيس العراقي علي قيادة المقاومة.
لكن آخر المعلومات تؤكد العكس، والمصادر الوثيقة كشفت وتجزم بأن صدام حسين ترأس قبل ثلاثة أسابيع من بداية رمضان اجتماعا خطيرا جدا لقادة المقاومة. وفي معلومات هذه المصادر أن الاجتماع تم بعد منتصف ليل يوم خميس في أحد منازل مدينة الرمادي.. وفي التفاصيل أن عناصر من الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص ومن قيادات بعثية من الصف الثاني قدر عددهم بخمسة عشر شخصا بدأوا بالوصول تباعا إلي ذلك المنزل. وبعد ساعة من اكتمال النصاب دخل عليهم صدام حسين وهو يرتدي زيا عربيا ولحية طويلة بحيث عجز بعضهم عن التعرف علي هذا 'الشيخ' إلا عندما تقدم منه أحد كبار الضباط في الحرس الخاص وقبل يده وبدأ صدام كلامه.
صدام يقود المقاومة
وجاء في التقرير الذي أعد من هذا الاجتماع أن صدام وجه إشادة لجميع أبناء العراق النشامي الذين يواجهون الاحتلال كل بطريقته، وقال: إن كل شيء يسير علي ما يرام حسب المخطط المرسوم لطرد المحتل وإنهم سيشهدون قريبا بإذن الله البداية الفعلية لحرب تحرير العراق. وأشار صدام في كلامه إلي أنهم مهما حاولوا فرض جبروتهم وإذلال العراقيين ودفعهم إلي الخيانة والتعاون معهم إلا أننا نظل نملك الآلاف المؤلفة من المجاهدين ونملك من الأسلحة ما يكفي لمواجهتهم عشرات السنين.
وأضاف: لكننا لا نسمح للمحتل أن يدنس أرض العراق لعشرات السنين ولا حتي لسنة أخري. وأنا هنا لأبلغكم بأننا قررنا اعتماد تكتيك جديد لإرغامهم علي الرحيل والفرار بأسرع وقت.. يبدو أنهم لم يصدقوا صدام حسين عندما وجه لهم رسالة مسجلة قبل أسابيع دعاهم فيها إلي التفاوض مع المسئولين العراقيين المعتقلين لديهم علي موعد الرحيل. عرض التفاوض هذا انتهي.. وعليهم أن يرحلوا بعد اليوم في أكياس البلاستيك ومواجهة ثورة الشعب العراقي المدنية والمسلحة في آن.
وهنا تشير المعلومات إلي أن صدام قدم خطة عمل للمرحلة المقبلة تدعو إلي استخدام كل الوسائل لتحويل حياة المحتل إلي جحيم وقال: إذا كانوا يهددون العراقيين بالفوضي في حال مغادرتهم فنحن سنهددهم بجهنم في حال بقائهم وسنمنعهم من تنفيذ أي جانب من مخططهم التآمري.. وفصل صدام خطة التحرك المقبلة ب:
1 دعوة جميع البعثيين والعراقيين رافضي الاحتلال إلي تنظيم تظاهرات دورية وأيام عصيان مدني تقفل فيها المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات الرسمية والخاصة. ومن يخالف هذه الأوامر سيكون حسابه عسيرا.
2 تكليف كتائب الاغتيالات وعناصرها السرية المتواجدة في كل المدن والأحياء وحتي الإدارات بأن توجه تحذيرات شديدة اللهجة لكل الخونة والمتعاونين مع قوات الاحتلال مهما كانت نسبة التعاون أو حجم الخيانة، فكل عراقي سواء كان سائقا أو شرطيا أو قاضيا أو مسئولا في إدارات الاحتلال مطلوب منه التوبة والمقاطعة الكلية لهذه الأعمال وإلا وقع تحت طائلة الإعدام بتهمة الخيانة الوطنية ولن يكون هناك تهاون بعد اليوم مع أي خائن أو عميل.
3 إعداد خطة عسكرية أكثر هجومية وشمولية لإفهام قوي الإذلال والاحتلال ومن يتعاون معها أنها لن تجد شبرا آمنا في أية منطقة عراقية. وتطلع صدام إلي أحد الضباط المسئولين عن منطقة بابل وقال له: يا رفيق علي، إن شيعة الجنوب إخوة لنا في الجهاد وأنت تعرف أننا أعددنا عشرات من مخازن الأسلحة في النجف وكربلاء والناصرية والعمارة ولدينا مئات المجاهدين من الحزب والأنصار والفدائيين وكنت آمل أن تكون مقاومتنا هناك في حجم مقاومة أبطال الرمادي والفلوجة وبعقوبة وأبطال الموصل وكركوك وتكريت والأبطال الذين يواجهون الاحتلال في قلب بغداد. وهنا تطلع صدام إلي ضابط آخر وقال له: يا أخ زهير يبدو أن الأخ علي في حاجة إلي مساعدة وأنا أدعوك للتنسيق معه لمده بما يلزم من خلايا ومجاهدين، لأن المرحلة المقبلة هي مرحلة إعلان حرب التحرير علي كل الأراضي العراقية وطرد المحتل من كل شبر عراقي.
حرب رأس السنة!
4 في مرحلة الأسابيع المقبلة يجب أن نسجل نقلة نوعية تكون مفاجأة جديدة للمحتل تجعله يفهم كيف يقاوم صدام حسين وما هي قدراته وقواعده الشعبية. لن نكتفي بعد اليوم بالكمائن والاغتيالات لقوات الاحتلال وعملائه بل سنقوم باستعادة أراضينا وقرانا ومدننا المحتلة شبرا شبرا وحيا حيا. لن تعود عمليات المقاومة علي طريقة اضرب واهرب. بل سنبرهن لهم عن عزيمتنا وإرادتنا للتحرير بإعلان مناطق محررة. وعلي أبطال المقاومة أن يقوموا باختيار أحياء في بعض المدن لاحتلالها في الليل والسيطرة عليها والدفاع عنها لأطول فترة ممكنة حتي ولو سقط لنا شهداء. خطة التحرير يمكن أن تبدأ حيا حيا. وذلك عبر سيطرة المقاومة علي بعض الأحياء في الليالي. وإذا نجحت المقاومة في استعادة العراق ولو في الليل فقط نكون قد بدأنا الانتصار والتحرير فلا يعود عراقي يجرؤ علي التعامل مع الاحتلال في النهار ونكون قد سجلنا هزيمة نفسية وعسكرية نكراء تمهد لمرحلة الحسم قبل نهاية السنة.
5 هذه المرحلة يجب أن نستعد للانطلاق في تنفيذها بتفجير أكبر وأضخم موجة عمليات ضد قوات الاحتلال في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة. بابا نويل لن يجلب سوي الدم والموت إلي جميع بيوت الأمريكيين ويجب ألا يبقي مواطن أمريكي لا يعيش كارثة احتلال العراق. العراق لن يكون فيتنام هذه المرة بل أخطر بكثير وأسوأ بكثير وسيرون كيف ستتحول احتفالاتهم بالأعياد إلي جنازات يومية لأبنائهم ولن تتوقف قريبا بإذن الله حتي يرحلوا عنا عن بكرة أبيهم ويدفع بوش الصغير ثمن مؤامراته علي شعب العراق والعرب والمسلمين.
ونقل عن صدام قوله: إننا لا نخوض فقط حربا لتحرير العراق. بل إنها أيضا حرب لإنقاذ أمة العرب والمسلمين من الهيمنة والتسلط والجبروت والإذلال الأمريكي. ونحن وإيران وسوريا في جبهة واحدة وفي خندق واحد كما أن جميع العراقيين سنة وشيعة في خندق واحد.
وتضيف المصادر أن الاجتماع لم يدم أكثر من ساعة التقي في نهايتها صدام حسين 'قادة المقاومة' من ضباط ورموز بعثية، كلا علي حدة. ووصف التقرير هؤلاء بأنهم يشرفون علي قيادة 'مناطق المقاومة' حسب خطة تقسيم جغرافي كان صدام حسين قد أعدها قبل سقوط بغداد بالتعاون مع نجله قصي وسلم قياداتها إلي رموز عسكرية وبعثية بعضها لم يكن معروفا إلا من الحلقة الضيقة المحيطة بصدام.
واستنادا إلي آخر المعلومات تتوزع مناطق المقاومة علي دوائر الشمال وتشمل كركوك والموصل والسليمانية وحتي القائم وصلاح الدين وتشمل تكريت والسماوة وبعقوبة، والرمادي وتضم الفلوجة، وبغداد ومنطقة بابل الممتدة من النجف حتي البصرة. وعرف من قادة هذه المناطق الذين حضروا لقاء صدام الأخير ضباط من الحرس الخاص مثل نايف محمد وزهير الرحامين ونوفل سعد ومسئول بعثي سابق هو علي عبد الجليل. وتشير هذه المعلومات إلي أن صدام اختار شخصين لقيادة عمليات تنسيق المقاومة وهما هاني طلفاح التكريتي وزهير الرحامين وأن الأخير يلعب دورا مهما في تنسيق نشاطات المقاومة المنضوية تحت اسم صدام من الفدائيين والحرس الخاص وعناصر الاستخبارات السابقة والبعثيين من الجماعات الإسلامية، وخصوصا أنصار الإسلام ومجاهدي 'القاعدة' والمقاومين العرب الذين يتسللون إلي العراق ويجري استيعابهم في منطقة الرمادي. حيث يتم فرزهم علي خلايا جهادية تعمل بتعاون وثيق مع خلية خاصة من عناصر استخبارات صدام في تنسيق العمليات وتأمين الأسلحة والمعدات من المخابئ التي يقال إنها أكثر من 2500 مخبأ موزعة علي كل الأراضي العراقية.
أسلحة سرية
وفي معلومات 'الوطن العربي' أن الجهات الاستخباراتية العربية التي اطلعت علي محضر اجتماع صدام مع قادة المقاومة تعاملت معه بتحفظ شديد في البداية واعتبرته جزءا من سلسلة الشائعات المرتبطة بشبح صدام وأسطورته.
لكن المعادلة تغيرت بعد سلسلة العمليات التي انطلقت مع بداية رمضان وشكلت بالفعل نقلة نوعية واستراتيجية تصعيدية تنذر بالأعظم. وازدادت المخاوف من استراتيجية صدام هذه بعد عملية اسقاط طوافة شينوك العسكرية بصاروخ 'سام 7'. وإذا كانت هذه العملية عززت الخشية من استمرار وجود أكثر من 1500 صاروخ 'سام 7' في مخابئ جماعة صدام حسين ووجود عناصر مقاومة مدربة تدريبا جيدا علي إطلاق هذه الصواريخ. فإن التقارير الاستخباراتية بدأت تتعامل بجدية لا سابق لها مع المعلومات التي تتحدث عن 'قيادة' صدام حسين للمقاومة وتوزع جماعاته والغارة وعناصره علي خلايا عنقودية وتنظيمات مسلحة واحتمال أن يكون هناك فعلا ضباط ارتباط وتنسيق وقيادة موحدة.
وتضيف معلومات 'الوطن العربي' أن عمليات رصد وتحليل أساليب تنفيذ كل العمليات التي جرت مؤخرا من اغتيالات للمتعاونين وإطلاق صواريخ علي مقرات القيادات العسكرية الأمريكية في قلب 'المنطقة الخضراء' المحمية في بغداد توحي بوجود 'قيادة موحدة' ومحترفة لهذه المقاومة وأن صدام حسين هو من يقف وراءها لأنه الوحيد الذي يملك هذه العناصر البشرية والإمكانات المالية والقدرات العسكرية الموزعة علي كل المناطق وربما بعض الأسلحة السرية التي قد تدخل قريبا ساحة حرب الجهاد والمقاومة. وفي هذا الصدد علمت 'الوطن العربي' أن عملية تدمير دبابة 'إبرامز' قبل أسبوعين في كركوك مازالت تثير تساؤلات خطيرة جدا في أوساط خبراء البنتاجون الذين أرسلوا علي عجل لتفحص الدبابة في العراق بعد تحقيق أولي يتحدث عن سلاح غريب ومجهول استخدم في تدمير هذه الدبابة.
جريدة الاسبوع هذا اليوم
أسماء الضباط الذين يقودون المقاومة العراقية
من يقود المقاومة العراقية الشرسة والمتصاعدة ضد قوات الاحتلال الأمريكي؟ هل هو صدام حسين وحزب البعث؟! أم مقاتلون أجانب حسب ما تردد بعض العناصر الأمريكية؟!
مجلة 'الوطن العربي' التي تصدر في باريس نشرت في عددها الأخير تقريرا خطيرا، أوضحت فيه نقلا عن مراسلها في نيقوسيا رياض علم الدين أن ضباط صدام وعناصر حزبه وفدائيي صدام ورجال الحرس الجمهوري الخاص هم الذين يقودون تلك المقاومة..
و'الأسبوع' إذ تنشر هذا التقرير الخطير نقلا عن مجلة 'الوطن العربي' يأتي إداركا منها لانسجام ما يرد فيه من معلومات مع التصريحات الأخيرة لكبار المسئولين الأمريكيين والغربيين والتي تتهم صدام حسين بالوقوف خلف ما يحدث، كما أن نشر تلك المجلة والمعروفة بخلافها مع سياسات الرئيس العراقي السابق صدام حسين لا يمكن أن يحسب ما تنشره في إطار الدفاع عنه.. ومن هنا تبدو أهمية التقرير بالغ الإثارة، والذي يتضمن للمرة الأولي الكشف عن أسماء الضباط الذين يقودون عمليات المقاومة، وتفاصيل الاجتماعات التي يعقدها صدام حسين معهم في مواقع سرية في العراق.
وعلي الرغم من أننا نري في 'الأسبوع'.. أنه من الظلم أن تنسب المقاومة العراقية إلي صدام وبعض رموز نظامه السابق، وبرغم إيماننا أن المقاومة المتصاعدة ضد قوات الاحتلال الأمريكي تمتد لتشمل كافة فئات المجتمع العراقي، حتي ممن اختلفوا مع النظام السابق، إلا أننا ننشر التقرير منسوبا إلي مجلة 'الوطن العربي'، ووفقا لما ورد فيه دونما تدخل من جانبنا.
'الأسبوع'
وجود صدام حسين في العراق لم يعد مجرد تكهنات، وظهور شبح الرئيس العراقي السابق في هذه المدينة أو تلك، أو حتي في أحياء بغداد، وبالقرب من الحواجز العسكرية الأمريكية لم يعد مجرد شائعات وحكايات شعبية مازال أصحابها يعيشون كابوس سنوات القمع والاستبداد كهاجس يطاردهم بعد أكثر من ستة أشهر علي سقوط النظام.
وفي آخر المعلومات التي حصلت عليها مجلة 'الوطن العربي' من مصادر عراقية _ مطلعة جدا، وجهات استخباراتية عربية تنشط في العراق أن صدام حسين الذي مازال حيا يرزق، ليس مجرد هارب من فرق المطاردة الأمريكية يتنقل سرا في الليالي من منزل إلي آخر بصحبة ثلاثة من المرافقين، ولا يجرؤ علي الظهور حتي بالشكل الجديد الذي اختاره.
والمعلومات التي نقلتها هذه المصادر تكشف سرا لم يعلن عنه حتي الآن ولم تجرؤ قيادة الاحتلال الأمريكي علي مواجهته بغير القول إنها لا تملك معلومات مؤكدة بأن الرئيس العراقي المطارد علي علاقة بقيادة عمليات المقاومة أو التخطيط لها أو تنفيذها.. وبعد دخول عمليات المقاومة مرحلة تصعيدية لا سابق لها مع بداية شهر الصوم الفضيل اختار الأمريكيون التخفيف من دور صدام حسين فيها وحرصوا علي طلب مساعدة 'رموز سابقين' في السلطة لنفي أية قدرات للرئيس العراقي علي قيادة المقاومة.
لكن آخر المعلومات تؤكد العكس، والمصادر الوثيقة كشفت وتجزم بأن صدام حسين ترأس قبل ثلاثة أسابيع من بداية رمضان اجتماعا خطيرا جدا لقادة المقاومة. وفي معلومات هذه المصادر أن الاجتماع تم بعد منتصف ليل يوم خميس في أحد منازل مدينة الرمادي.. وفي التفاصيل أن عناصر من الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص ومن قيادات بعثية من الصف الثاني قدر عددهم بخمسة عشر شخصا بدأوا بالوصول تباعا إلي ذلك المنزل. وبعد ساعة من اكتمال النصاب دخل عليهم صدام حسين وهو يرتدي زيا عربيا ولحية طويلة بحيث عجز بعضهم عن التعرف علي هذا 'الشيخ' إلا عندما تقدم منه أحد كبار الضباط في الحرس الخاص وقبل يده وبدأ صدام كلامه.
صدام يقود المقاومة
وجاء في التقرير الذي أعد من هذا الاجتماع أن صدام وجه إشادة لجميع أبناء العراق النشامي الذين يواجهون الاحتلال كل بطريقته، وقال: إن كل شيء يسير علي ما يرام حسب المخطط المرسوم لطرد المحتل وإنهم سيشهدون قريبا بإذن الله البداية الفعلية لحرب تحرير العراق. وأشار صدام في كلامه إلي أنهم مهما حاولوا فرض جبروتهم وإذلال العراقيين ودفعهم إلي الخيانة والتعاون معهم إلا أننا نظل نملك الآلاف المؤلفة من المجاهدين ونملك من الأسلحة ما يكفي لمواجهتهم عشرات السنين.
وأضاف: لكننا لا نسمح للمحتل أن يدنس أرض العراق لعشرات السنين ولا حتي لسنة أخري. وأنا هنا لأبلغكم بأننا قررنا اعتماد تكتيك جديد لإرغامهم علي الرحيل والفرار بأسرع وقت.. يبدو أنهم لم يصدقوا صدام حسين عندما وجه لهم رسالة مسجلة قبل أسابيع دعاهم فيها إلي التفاوض مع المسئولين العراقيين المعتقلين لديهم علي موعد الرحيل. عرض التفاوض هذا انتهي.. وعليهم أن يرحلوا بعد اليوم في أكياس البلاستيك ومواجهة ثورة الشعب العراقي المدنية والمسلحة في آن.
وهنا تشير المعلومات إلي أن صدام قدم خطة عمل للمرحلة المقبلة تدعو إلي استخدام كل الوسائل لتحويل حياة المحتل إلي جحيم وقال: إذا كانوا يهددون العراقيين بالفوضي في حال مغادرتهم فنحن سنهددهم بجهنم في حال بقائهم وسنمنعهم من تنفيذ أي جانب من مخططهم التآمري.. وفصل صدام خطة التحرك المقبلة ب:
1 دعوة جميع البعثيين والعراقيين رافضي الاحتلال إلي تنظيم تظاهرات دورية وأيام عصيان مدني تقفل فيها المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات الرسمية والخاصة. ومن يخالف هذه الأوامر سيكون حسابه عسيرا.
2 تكليف كتائب الاغتيالات وعناصرها السرية المتواجدة في كل المدن والأحياء وحتي الإدارات بأن توجه تحذيرات شديدة اللهجة لكل الخونة والمتعاونين مع قوات الاحتلال مهما كانت نسبة التعاون أو حجم الخيانة، فكل عراقي سواء كان سائقا أو شرطيا أو قاضيا أو مسئولا في إدارات الاحتلال مطلوب منه التوبة والمقاطعة الكلية لهذه الأعمال وإلا وقع تحت طائلة الإعدام بتهمة الخيانة الوطنية ولن يكون هناك تهاون بعد اليوم مع أي خائن أو عميل.
3 إعداد خطة عسكرية أكثر هجومية وشمولية لإفهام قوي الإذلال والاحتلال ومن يتعاون معها أنها لن تجد شبرا آمنا في أية منطقة عراقية. وتطلع صدام إلي أحد الضباط المسئولين عن منطقة بابل وقال له: يا رفيق علي، إن شيعة الجنوب إخوة لنا في الجهاد وأنت تعرف أننا أعددنا عشرات من مخازن الأسلحة في النجف وكربلاء والناصرية والعمارة ولدينا مئات المجاهدين من الحزب والأنصار والفدائيين وكنت آمل أن تكون مقاومتنا هناك في حجم مقاومة أبطال الرمادي والفلوجة وبعقوبة وأبطال الموصل وكركوك وتكريت والأبطال الذين يواجهون الاحتلال في قلب بغداد. وهنا تطلع صدام إلي ضابط آخر وقال له: يا أخ زهير يبدو أن الأخ علي في حاجة إلي مساعدة وأنا أدعوك للتنسيق معه لمده بما يلزم من خلايا ومجاهدين، لأن المرحلة المقبلة هي مرحلة إعلان حرب التحرير علي كل الأراضي العراقية وطرد المحتل من كل شبر عراقي.
حرب رأس السنة!
4 في مرحلة الأسابيع المقبلة يجب أن نسجل نقلة نوعية تكون مفاجأة جديدة للمحتل تجعله يفهم كيف يقاوم صدام حسين وما هي قدراته وقواعده الشعبية. لن نكتفي بعد اليوم بالكمائن والاغتيالات لقوات الاحتلال وعملائه بل سنقوم باستعادة أراضينا وقرانا ومدننا المحتلة شبرا شبرا وحيا حيا. لن تعود عمليات المقاومة علي طريقة اضرب واهرب. بل سنبرهن لهم عن عزيمتنا وإرادتنا للتحرير بإعلان مناطق محررة. وعلي أبطال المقاومة أن يقوموا باختيار أحياء في بعض المدن لاحتلالها في الليل والسيطرة عليها والدفاع عنها لأطول فترة ممكنة حتي ولو سقط لنا شهداء. خطة التحرير يمكن أن تبدأ حيا حيا. وذلك عبر سيطرة المقاومة علي بعض الأحياء في الليالي. وإذا نجحت المقاومة في استعادة العراق ولو في الليل فقط نكون قد بدأنا الانتصار والتحرير فلا يعود عراقي يجرؤ علي التعامل مع الاحتلال في النهار ونكون قد سجلنا هزيمة نفسية وعسكرية نكراء تمهد لمرحلة الحسم قبل نهاية السنة.
5 هذه المرحلة يجب أن نستعد للانطلاق في تنفيذها بتفجير أكبر وأضخم موجة عمليات ضد قوات الاحتلال في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة. بابا نويل لن يجلب سوي الدم والموت إلي جميع بيوت الأمريكيين ويجب ألا يبقي مواطن أمريكي لا يعيش كارثة احتلال العراق. العراق لن يكون فيتنام هذه المرة بل أخطر بكثير وأسوأ بكثير وسيرون كيف ستتحول احتفالاتهم بالأعياد إلي جنازات يومية لأبنائهم ولن تتوقف قريبا بإذن الله حتي يرحلوا عنا عن بكرة أبيهم ويدفع بوش الصغير ثمن مؤامراته علي شعب العراق والعرب والمسلمين.
ونقل عن صدام قوله: إننا لا نخوض فقط حربا لتحرير العراق. بل إنها أيضا حرب لإنقاذ أمة العرب والمسلمين من الهيمنة والتسلط والجبروت والإذلال الأمريكي. ونحن وإيران وسوريا في جبهة واحدة وفي خندق واحد كما أن جميع العراقيين سنة وشيعة في خندق واحد.
وتضيف المصادر أن الاجتماع لم يدم أكثر من ساعة التقي في نهايتها صدام حسين 'قادة المقاومة' من ضباط ورموز بعثية، كلا علي حدة. ووصف التقرير هؤلاء بأنهم يشرفون علي قيادة 'مناطق المقاومة' حسب خطة تقسيم جغرافي كان صدام حسين قد أعدها قبل سقوط بغداد بالتعاون مع نجله قصي وسلم قياداتها إلي رموز عسكرية وبعثية بعضها لم يكن معروفا إلا من الحلقة الضيقة المحيطة بصدام.
واستنادا إلي آخر المعلومات تتوزع مناطق المقاومة علي دوائر الشمال وتشمل كركوك والموصل والسليمانية وحتي القائم وصلاح الدين وتشمل تكريت والسماوة وبعقوبة، والرمادي وتضم الفلوجة، وبغداد ومنطقة بابل الممتدة من النجف حتي البصرة. وعرف من قادة هذه المناطق الذين حضروا لقاء صدام الأخير ضباط من الحرس الخاص مثل نايف محمد وزهير الرحامين ونوفل سعد ومسئول بعثي سابق هو علي عبد الجليل. وتشير هذه المعلومات إلي أن صدام اختار شخصين لقيادة عمليات تنسيق المقاومة وهما هاني طلفاح التكريتي وزهير الرحامين وأن الأخير يلعب دورا مهما في تنسيق نشاطات المقاومة المنضوية تحت اسم صدام من الفدائيين والحرس الخاص وعناصر الاستخبارات السابقة والبعثيين من الجماعات الإسلامية، وخصوصا أنصار الإسلام ومجاهدي 'القاعدة' والمقاومين العرب الذين يتسللون إلي العراق ويجري استيعابهم في منطقة الرمادي. حيث يتم فرزهم علي خلايا جهادية تعمل بتعاون وثيق مع خلية خاصة من عناصر استخبارات صدام في تنسيق العمليات وتأمين الأسلحة والمعدات من المخابئ التي يقال إنها أكثر من 2500 مخبأ موزعة علي كل الأراضي العراقية.
أسلحة سرية
وفي معلومات 'الوطن العربي' أن الجهات الاستخباراتية العربية التي اطلعت علي محضر اجتماع صدام مع قادة المقاومة تعاملت معه بتحفظ شديد في البداية واعتبرته جزءا من سلسلة الشائعات المرتبطة بشبح صدام وأسطورته.
لكن المعادلة تغيرت بعد سلسلة العمليات التي انطلقت مع بداية رمضان وشكلت بالفعل نقلة نوعية واستراتيجية تصعيدية تنذر بالأعظم. وازدادت المخاوف من استراتيجية صدام هذه بعد عملية اسقاط طوافة شينوك العسكرية بصاروخ 'سام 7'. وإذا كانت هذه العملية عززت الخشية من استمرار وجود أكثر من 1500 صاروخ 'سام 7' في مخابئ جماعة صدام حسين ووجود عناصر مقاومة مدربة تدريبا جيدا علي إطلاق هذه الصواريخ. فإن التقارير الاستخباراتية بدأت تتعامل بجدية لا سابق لها مع المعلومات التي تتحدث عن 'قيادة' صدام حسين للمقاومة وتوزع جماعاته والغارة وعناصره علي خلايا عنقودية وتنظيمات مسلحة واحتمال أن يكون هناك فعلا ضباط ارتباط وتنسيق وقيادة موحدة.
وتضيف معلومات 'الوطن العربي' أن عمليات رصد وتحليل أساليب تنفيذ كل العمليات التي جرت مؤخرا من اغتيالات للمتعاونين وإطلاق صواريخ علي مقرات القيادات العسكرية الأمريكية في قلب 'المنطقة الخضراء' المحمية في بغداد توحي بوجود 'قيادة موحدة' ومحترفة لهذه المقاومة وأن صدام حسين هو من يقف وراءها لأنه الوحيد الذي يملك هذه العناصر البشرية والإمكانات المالية والقدرات العسكرية الموزعة علي كل المناطق وربما بعض الأسلحة السرية التي قد تدخل قريبا ساحة حرب الجهاد والمقاومة. وفي هذا الصدد علمت 'الوطن العربي' أن عملية تدمير دبابة 'إبرامز' قبل أسبوعين في كركوك مازالت تثير تساؤلات خطيرة جدا في أوساط خبراء البنتاجون الذين أرسلوا علي عجل لتفحص الدبابة في العراق بعد تحقيق أولي يتحدث عن سلاح غريب ومجهول استخدم في تدمير هذه الدبابة.
جريدة الاسبوع هذا اليوم