ضرورة التقارب الفكري من أسس التكافؤ الزوجي

    • ضرورة التقارب الفكري من أسس التكافؤ الزوجي

      السلام عليكم


      تقارب الزوجين في الأفكار والثقافة والتعليم من أسس التكافؤ الزوجي. ولكن المرأة قد تتنازل أحياناً عن هذا الأساس، وتتزوج رجلاً أميّاً أو رجلاً يقل عنها تعليماً، فتفاجأ بعد الزواج بأن حياتهما الزوجية أصبحت سلسلة متصلة من الشجار والشقاق لأوهى الحوادث، ولو أن السبب الحقيقي هو شعور الرجل بالنقص أما امرأته المتعلمة.
      ومن الأسباب التي تدفع الجامعية إلى قبول الزواج من رجل "أُمي": العامل الاقتصادي، والتكوين النفسي، وضحالة علاقات الأسرة، والفقر، وضعف شخصية الأب، والابتعاد أو الانفصال عن الأم.
      اختارت باحثة خمس حالات من الزواج غير المتكافىء، بين امرأة جامعية ورجل غير متعلم. وكان النساء كلهن طالبات جامعيات من جامعة المنصورة.
      وتراوحت أعمار النساء بين 18 و 27 سنة. واستمر الزواج ما بين سنتين وسبع سنوات (2_7 سنوات)، وما زال مستمراً.
      وكانت مهن الأزواج (الرجال) متقاربة، فهم جميعاً أصحاب محال ومعارض وورش صناعية (كوافير، معرض أثاث، مصنع ملابس جاهزة، محل أكسسوار سيارات، ميكانيكي سيارات).
      وكان فارق السن بين الزوجين يتراوح بين 12 إلى 20 سنة.
      واستمرت دراسة الحالات 21 شهراً (من أول يناير 1988 إلى آخر سبتمبر 89).
      اختيار الزوج
      اختارت كل امرأة زوجها بمحض إرادتها. ولم تتعرض في ذلك لضغط من الأسرة، بل وجدت معارضة من الأهل والأقارب، واللذين وجدوا أنه زواج غير مناسب من الناحية العلمية.
      تغير نفوس النساء
      اختبرت الباحثة نفوس الزوجات اختباراً نفسياً، فتبين اندفاعهن الشديد، وميلهن إلى الكذب والإجرام.
      وتناول البحث أسئلة هامة منها:
      1_ هل يحقق مثل هذا الزواج الاستقرار والسعادة؟
      2_ كيف تكون علاقة المرأة المتعلمة بزوجها غير المتعلم؟
      دوافع الزواج غير المتكافىء
      أوضح البحث أن جميع هؤلاء النساء عانين الفقر المادي، وسوء حالة العيش في الصغر.
      ورأين الأب ضعيفاً سلبياً، وعاجزاً عن الوفاء باحتياجات أولاده المحرومين من مطالب الحياة ومن مساندته وعطائه.
      وحين اختارت كل منهن زوجها، حرصت على أن تتوافر فيه بعض صفات الأب، من حيث السن وضعف الشخصية.
      وتعلقت به تعلق الطفل الشديد، القائم على الأخذ المادي وحده.
      وهكذا كانت العلاقة الزوجية (بينها وبين زوجها) تعاني تفسخاً وانفصالاً، يغمرها الحزن وسوء التفاهم، وينقصها التواصل.
      فأساس الزواج هنا مادي صرف، قائم على ابتزاز أموال الزوج، فالرجل هنا مجرد ممول.
      وتعيش كل منهن في مستوى مادي مرتفع جداً، وفي مسكن من أحدث طراز، ويغير بعضهن أثاث المسكن وزخرفه كل سنة، وينعمن برحلات وهدايا ثمينة.
      عدم التوافق الحسي
      ظهر في هذا النوع من الزواج: عدم التوافق الحسي، وعدم إدراك المشهد الجنسي، حيث التغافل والامتناع عن إدراكه، مع ترك الأمور "تجري في أعنّتها".
      ولا تتصف الملامسة بين المرأة المتعلمة وزوجها الأمي بالإمتاع والاستمتاع. "فالفعل الجنسي (المضاجعة) هنا ليس فعلاً ممتعاً وليس فيه شهوة".
      وظهرت في هؤلاء النساء ميول استعراضية جنسية. واتضح وجود شهوة الفم عندهن بدرجة زائدة.
      وهناك صراع بين ضبط الحوافز الجنسية وبين التعبير عنها.
      وظهر عندهن ابتعاد عن الأم وانفصال عنها. وظهرت بين المرأة وأمها أزمة ثقة متبادلة. (ولو أنها تتشبث بصورة الأم وتتعلق بها).
      وعجزت كل امرأة عن التواصل مع الآخرين، مع استبصارهن بذلك.
      وحدث التواصل فقط على المستوى المادي، فأدى إلى شعورهن الشديد بالوحدة، وافتقاد الأمن عامة.
      وظهر عندهن خَوَاء (فراغ) عاطفي شديد، وشعرت نفوسهن الخاوية بأن البيئة المحيطة بهن معادية لهن.
      شهوة العدوان
      ظهرت في هؤلاء النساء، مشاعر عدوانية شديدة ضد الرجال. وكانت كل امرأة منهن ترى أن الرجل شيطانيّ الملامح. وترى أن صورته سلبية للغاية، لا يستطيع أن يقوم بواجباته نحو الأسرة، ويتسم بالنظرة السطحية وعدم النضج.
      وتستبد بكل زوجة منهن رغبة داخلية للقضاء على زوجها.
      وتتراوح أحلامهن بين أن يقع للزوج حادث يدخله المستشفى، دون أن يخرج منها، أو يقذف بنفسه في البحر.
      وظهرت في هؤلاء النساء جميعاً حالة قلق ومظاهر اكتئاب، تتضمن نزوعاً إلى الانطواء والوحدة والانزواء عن العالم. وذكرت كل منهن أنها لا تحب الاختلاط بالناس.
      واستبد بهن شعور عام بالنقص والعجز عن الحركة، وعدم الاستقرار على رأي، وافتقاد القدرة على اتخاذ القرارات.
      وظهرت فيهن اتجاهات فصاميّة، وخصائص شبه فصامية، تتركز حول الذات، وحول الميول النرجسية الشديدة.
      وانتابهن عجز عام عن الإدراك والتركيز والتخطيط والتنظيم والتوقع. وتثبت كل منهن على صورة أمها وتتعلق بها تعلقاً شديداً.
      تأكدت في كل امرأة بعض صفات الذكور: مثل المثابرة على العمل، والرغبة الشديدة في أن تكون أقوى من الرجل، وأكثر منه ظهوراً.
      وتتمنى كل منهن أن تحل محل زوجها، وتكون أقوى منه في توجيه الأسرة وباختصار المرأة تود إزاحته.
      دور المرأة
      ودور المرأة في هذا الزواج دور تقليدي، يتركز في تربية الأطفال ونظافة البيت، وهي تشعر دائماً بحاجتها إلى الدفء والحنان: ونظرتها نحو الرجل عدوانية، فهي "نرجسية" اعتادت الأخذ وحده وعلاقتها به علاقة امتلاك: تأخذ ولا تعطي.
      الأماني
      تتمنى كل امرأة متعلمة تزوجت أمياً أن تشعر بالدفء.
      وتحس كل منهن بحاجتها إلى الحنان، والرغبة في التواصل، وتنتابها رغبة تعويضية في الاتصال بالواقع وبالآخرين، وتتمنى زيادة الاعتماد عليهم (على الآخرين) وتنتابها نزعة إلى العزلة والوحدة والانزواء والنزعات الانطوائية مع صراع جنسي غير ناضج، وشعور بنقص الكفاءة، وعدم الاستقرار على رأي.
      وتود كل منهن أن يتعلم زوجها، أو يتثقف، أو يحتل مركزاً مرموقاً، فيوصف بأنه: رجل أعمال، أو أستاذ جامعي، أو عالم أو دبلوماسي.
      وهن يخجلن من ذكر عمل الزوج، بالرغم من تأكيد كل منهن أن "الموظف" رجل عاجز عن "فتح ببيت".
      وهكذا انزلقت كل منهن إلى زواج مادي وحسب، بسبب تكوينها النفسي (البدائي).
      وأدى ذلك إلى خلق مناخ عام من الإحباط والاكتئاب. وأغلق البعد المادي أمامهن الطريق لأي علاقة سويّة من الحب في حياتهن.
      وهكذا تنازلن عن كل شيء في سبيل المادة.
      قيمة البحث
      ترى الباحثة أن حالة واحدة (لا خمس حالات) كانت تكفي للخروج بهذه النتائج، ما دامت تخضع للمقاييس الصحيحة والتحليل العلمي.
      وتتزايد الآن حالات الجامعيات اللائي يتزوجن الأميين أصحاب الأموال. وينظر الناس إلى هذه الحالات نظرة حزينة أو ساخرة، ولكنها تدل على انهيار كبير في المجتمع




      منقول وعذرا على الاطاله
      :eek: