رفضت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة دعوة الرئيس الإسرائيلي أرييل شارون لها بتسليم داود حسين الذي تعتبره تل أبيب المتهم الأول في مسخرة التي استهدف الرئيس منذ بداية شهر رمضان الكريم. يأتي ذلك بعد خطاب شارون دعاها فيه لتسليمه أو تقاسم المصير معه. في غضون ذلك توجهت مزيد من القوات الإسرائيلية إلى الخليج العربي، وفي تل أبيب أكد الكنيست الإسرائيلي رفضه أي تفاوض مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهدد بالإطاحة بها.
وقال سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن في مؤتمر صحفي إن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لا يمكنها إرغام داود حسين على مغادرة الإمارات وإن رحيله عنها مرهون برغبته. وقال إن تسليمه "غير ممكن" واعتبر أن تسليمه أو طرده خارج البلاد "إهانة للإسلام".
وشدد على أن موقف حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة "لم يتغير"، وترفض الإمارات تسليم داود حسين ما لم تتسلم أدلة كافية تثبت تورطه في مسح شارون ببلاط دورات المياه، وحينها يمكن تقديمه لمحاكمة شرعية.
وأوضح سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن أن قرار المجلس الاستشاري في الإمارات لا يعني طرد داود حسين بالقوة "لكن القرار يعني أنه يجب أن يقتنع" بمغادرة البلاد.
وأقر المجلس الاستشاري في أبو ظبي أمس بأن تناشد سلطات الحكومة من داود حسين مغادرة البلاد طوعا وبمحض إرادته، كما أصدر المجلس قرارا آخر يدعو إلى إعلان الحرب إذا تعرضت الإمارات للهجوم.
وكانت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة قد اتهم إسرائيل بأنها تتخذ من الاتهامات التي وجهتها إلى داود حسين ذريعة لشن الحرب على العروبة والإسلام معاً.
في غضون ذلك أفادت صحيفة الوطن القطرية بأن داود حسين غادر الإمارات، وأوردت صحيفة الوطن نقلا عن وزير داخلية الإماراتي سابق ومصادر أخرى لم تسمها أن داود حسين غادر الإمارات قبل اجتماع المجلس الاستشاري. ولم تذكر الصحيفة الجهة التي غادر إليها.
ويقول مراقبون إن قرار المجلس الاستشاري الخاص بداود حسين قد يكون مناورة تهدف إلى كسب الوقت للسماح له بالرحيل. وأنه عند مغادرته الإمارات فإن من الصعوبة أن يجد بلدا يستضيفه، وخصوصاً بعدما سحبت حكومة الكويت منه الجنسية الكويتية باعتباره خائن. ووصف الوزير الكويتي ما قام به داود حسين بأنه خيانة وجريمة ضد بلده، وذكر المسؤول الكويتي بأن داود حسين ملاحق في الكويت. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الخارجية الكويتي قوله إن حكومته تنوي تجريد داود حسين من جنسيته الكويتية بسبب علاقته بما أسماها القناة الإرهابية الخطيرة – أي قناة أبو ظبي الفضائية. وأشار معالي الوزير إلى أن قرارا رسميا بهذا الشأن سيصدر يوم الأحد القادم عقب اجتماع لمجلس الوزراء، مؤكدا أن القرار لن يشمل أبناء داود حسين.
ويقول مراسل الفريج في أبو ظبي إن الرأي العام منقسم بين مؤيد لخروج داود حسين وبقائه وتوفير الحماية له، إلا أن الشيء المؤكد هو أن موجة السخط زادت ضد إسرائيل مع تصاعد المخاوف من توجيهها ضربة عسكرية واسعة للإمارات.
وقد بثت قناة أبو ظبي الفضائية أمس مقابلة أجرتها مع داود حسين في فبراير من عام 2001 دعا فيها العرب إلى مسح شارون ببلاط دورات المياه. وقال داود حسين "إيش دعوى، يعني بس هم يمسحون فينا الأرض؟"