حمود بن علي الطوقي
-


لم أكن اتوقع أن "رابطة عمان المدينة الفاضلة" والتي أنشأتها قبل فترة بسيطة في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك نالت هذا النجاح والاشادة من قبل قاعدة عريضة من الجمهور داخليا وخارجيا, الفكرة كانت بسيطة جدا تتمحور في نشر القيم الأصيلة التي تميز بها العمانيون منذ الأزل وأصبحت هذه القيم مفخرة لكل من زار عمان, ردود أفعال ايجابية أكدت أن كل من زار هذه الرابطة يرى أن بلادنا بما حباها الله من أمن واستقرار وامتدحها الرسول صل الله عليه وسلم ومن بعده صحابته الكرام جديرة أن تكون المدينة الفاضلة ليست في قاموس افلاطون ولكن في قاموسنا نحن العمانيين .
الملفت ان زوار " رابطة عمان المدينة الفاضلة " يتزايدون ويتكاثرون يوما بعد يوم والكل يدلو بدلوته ويقدم شهادته نحو ما يمز عماننا عن غيرها من البلدان في هذه البسيطة, الجميع يتفق ان الأخلاق الحميدة والفاضلة والنبيلة احدى السمات اللصيقة بالشعب العماني .
قد تكون شهادتنا نحن العمانيين في حبنا لعمان مجروحة ولكن إذا جاءت تلك الشهادات من أناس يزورون عمان لأول مرة ويكون انطباعهم عن عمان مختلف عن ما كان يدور في خاطرهم عن هذا البلد قبل أن تطأ اقدامهم أرضها ويرون في عمان النموذج الفريد لمدينة يمكن أن يطلق عليها فاضلة باستحقاق وجدارة , لعل هذه الاشادات التي تصلنا من اشقائنا واصدقائنا تجعلنا نفتخر لان الاشادة هنا جاءت صادقة وبعيدة عن المجاملات.
عندما أكون متفائلا فلا يعني أن ثمة ممارسات خاطئة تنتج من البعض ولكن أقول إن السواد الاعظم من العمانيين يتصفون بأخلاق وقيم نادرة في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل , لهذا جاءت اطلاق هذه الرابطة حتى نساهم في التغلب على كل شيء يعكر صفونا ونطلق شعارات هادفة تساهم في انشاء منتدى للحوار الجاد بين الشباب العماني من الجنسين, هؤلاء الذين يتحاورون ويتناقشون من أجل عمان؛ يقدمون مقترحات جادة وجديرة بالمناقشة .
لعل ما جعلني أكتب عن هذه الرابطة وأجدد القول إن عمان هي المدينة الفاضلة في تقديري هي الاشادة التي كتبها الطالب السعودي محمد الخميس ونشرها في مدونته هذا الطالب الذي يزور لأول مرة السلطنة برفقة عدد من زملائه حيث كانوا يشاركون في الملتقى الطلابي الخليجي الثامن لطلبة كلية الطب والذي اقيم بضيافة كلية الطب بجامعة السلطان قابوس ومما قاله الطالب السعودي وأفرحني كما اثلج صدر المئات ممن قرأوا مقاله حيث جاء في مقاله والكلام هنا للطالب السعودي محمد الخميس " هذه هي زيارتي الأولى لعمان، ولم أحظ قبلها بمخالطة أيٍّ من الأشقاء العمانيين والتعرف على عاداتهم وطبائعهم، ولم أكن على اطّلاع بالتركيبة الاجتماعية لذلك الشعب.
لقد وجدت حفاوة الاستقبال، الابتسامة، الترحيب، سلامة النفس، كرم الضيافة، كلها كانت فوق الوصف والتخيل. خلت في البداية أن هذه الأخلاق والأفعال إنما هي مصطنعة من طلاب الطب المستضيفين في جامعة السلطان قابوس كوننا ضيوف عليهم، لكنّي دهشت عندما رأيت الجميع يعاملنا بالمثل: سائق التاكسي، الرجل البائع في المحل، المارة والسائقون في الطرقات، كلهم على روعة من الخلق والتعامل، ليس لها مثيل. ومن باب التحدي: اتفقت أنا ومن كان معي من الزملاء السعوديين "المدهوشين مثلي" أن نحاول البحث عن عمانيّ "معصّب" واحد لمدة يوم كاااامل ، وللأسف كانت النتيجة في نهاية اليوم: لا أحد ! "
اختصرت فقرات عديدة من مقاله الجميل واعجبني هذا القول: " أعجز عن وصف أفعال العمانيون ! رأيت في عمان منظومة أخلاقية جديدة، يعيشها المجتمع كاملاً بلا استثناء، وجدت ما كنت أظنه مدينة أفلاطونية، وبما أن "العمانيين" اكتشفوا الطريق إليه، فإننا جميعاً -ونحن السعوديين خصوصاً- قادرون على ذلك".
وتابع: "علقت في ذاكرتي كلمة عميد كلية الطب بجامعة السلطان قابوس د. يحيى الفارسي ، عندما أجاب على تساؤلاتنا المستمرة حول سمو أخلاق العمانيون ، فقال: قد لا نكون -في عمان- من الرائدين في تشييد البنيان والعمران، لكننا صببنا اهتمامنا على بناء العقول والأرواح، وأستطيع أن أقول لكم الآن: أن الفرد العماني قد وصل إلى مرحلة سلام مع ذاته ، وهذا ما نريد".
شكرا لك ايها الاخ والشقيق السعودي فعمان هكذا نابغة في قيمها وستظل كذلك محبة للخير وناشدة للسلام والوئام
وختاما: أليس من حقنا ان نقول بفخر نعم عمان المدينة الفاضلة؟.