مسقط - يوسف البلوشي
-

ينظمها "الطيران العماني" بالتعاون مع وزارة السياحة
وصلت مسابقة إعلاميون في بحث عن الكنز التي نظمها الطيران العماني بالتنسيق مع وزارة السياحة العمانية إلى مرحلتها النهائية بمشاركة خمس فرق من الصحفيين الأوروبيين، والذين استمتعوا بالمناظر الطبيعية والتراثية في سلطنة عُمان، هذا البلد المتفرد بجماله وروعته الأخاذة، يأتي ذلك في إطار البحث عن القرائن التي تؤكد على ثراء البلاد بهذه المعالم الثرية.

انطلقت رحلة البحث عن الكنز من فندق شيدي مسقط، بعد إحاطة جميع المشاركين بكل المعلومات المطلوبة والتي حددت طبيعة المغامرة والتأكيد على ضرورة تحقيق أقصى قدر من الاستمتاع. أيضا، تم التأكيد على أن رحلة البحث عن الكنز التي تستغرق ستة أيام سوف تغطي عددا كبيرا من المواقع في سلطنة عمان، والمكوث في كل موقع من 30 دقيقة إلى 3 ساعات بهدف الاستكشاف. إضافة إلى ذلك، سيتم تغطية أحداث المغامرة بواسطة 7 فرق تصوير تلفزيوني.

بعد التدريب على كيفية استخدام أجهزة تحديد المواقع (جي بي اس) حضر الصحفيون المشاركون حفل عشاء نظم ترحيبا بقدومهم، وذلك قبل الحصول على قسط من الراحة استعدادا لأنشطة اليوم الأول.

رحلة البحث عن الكنز التي ينظمها الطيران العماني بالتنسيق مع وزارة السياحة هي بمثابة تجربة ثرية وممتعة وفريدة من نوعها، تتم بمشاركة بعض من الصحفيين المرموقين في أوروبا، وتهدف نحو اكتشاف الجمال الطبيعي والمعالم الثقافية والتاريخية في البلاد. على مدى عدة أيام، استمتع كل مشارك بأجمل المناظر وأشهر المعالم السياحية والثقافية في كافة أنحاء البلاد.

في اليوم الأول لهذه المغامرة، بدأت الخمس فرق من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا وسويسرا بزيارة جامع السلطان قابوس الأكبر، وبعد زيارة هذه المعلم الكبير، قادتهم القرائن لدار الأوبرا السلطانية المذهلة قبل أن توجههم إلى مطرح لزيارة سوق مطرح وبيت الزبير، والذي يعد من أهم المتاحف التي تعبر عن التاريخ العماني، وأثناء اليوم كانوا يبحثون عن الدليل، وفي المساء فقد كان من الواضح أن الفريق الايطالي قد حقق المركز الأول، بعد أن كانت الريادة للفريق البريطاني.


شهد اليوم الثاني نوعا آخر من التحدي تمثل في التوجه لزيارة نزوى، حيث تجولت الفرق في سوق البهارات الشهير الذي وفر لهم أول دليل في الرحلة، والذي كان قد دس في أكياس الليمون المجفف. توجهوا بعد ذلك إلى منطقة الجبل الأخضر حيث تجولت الفرق المشاركة في القرية الخلابة مسفاة العبريين التي لا زالت تروى بنظام الافلاج القديم. كانت زيارة كهف الهوتة هي نهاية المطاف في ذلك اليوم، وتم العثور على الدليل، وقد احتفظ الفريق الايطالي بالصدارة وحصل على المركز الأول عند غروب الشمس في اليوم الثاني من بدء المغامرة.

بعد قضاء ليلة ممتعة في فندق سحاب، بدأت الفرق يومها الثالث في عبور طريق الواصل المنترب الى رمال الشرقية، وقد تمكنت الفرق من تصوير عدد من المشاهد التي تحبس الأنفاس وتسابقوا فوق كثبان الرمال الرائعة. ولكن الأمور لم تمض في سلاسة، حيث علقت المركبتين الخاصتين بالفريق السويسري والايطالي أيضا في الرمال، إلا أن الفريق السويسري تمكن من تحرير مركبته بنفسه وتقدم ليحقق النصر في هذا اليوم، قبل أن ينضم إليهم باقي المشاركين لقضاء ليلة رائعة تحت النجوم في مخيم صحراوي فاخر.

في الصباح الباكر لليوم الرابع، بدأت المغامرة بركوب الإبل والقيام برحلة عبر الكثبان الرملية وصولا إلى فنار صور وموقع بناء القوارب الخشبية القديمة، ثم تقدم الركب ليصل إلى قارب قديم في وادي شاب، حيث كان من المقرر أن تبدأ الخطوة التالية من هذه المغامرة. لاحقا، وعند وصول الفرق إلى شانجريلا بر الجصة الفاخر، وهو عبارة عن مجموعة من الفنادق الفاهرة تقع على الساحل على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من مسقط، ابتدأت المعركة للحصول على المركز الأول والتي تقاسمها لهذا اليوم كل من الفريقين السويسري والايطالي، استرخى أعضاء الفرق المشاركة ولكن مع ذكريات الرحلة العمانية المثيرة خلال الأيام الأربع الأولى، والتي سوف لن تنمحي من الذاكرة مدى الحياة.

الأربع والعشرين ساعة الباقية من رحلة البحث عن الكنز شهدت توجه الخمس فرق جنوبا إلى مدينة صلالة، بمحافظة ظفار. هناك، لم يستمتع المشاركون فقط بكرم الضيافة العمانية الأصيلة والمعالم الثقافية الرائعة، ولكن أيضا بالمناظر الطبيعية والخضرة المنبسطة والجبال الشاهقة والأودية العميقة، يوم آخر لا ينسى، حيث تسابقت الفرق باستخدام مركبات الدفع الرباعي وصولا إلى موقع البليد التاريخي حيث وجدوا الدليل في بيت التاجر.

في الساعات الأخيرة من رحلة البحث عن الكنز، سوف تعود كل الفرق إلى مسقط لحضور حفل عشاء وداع في فندق قصر البستان. وهناك، سيتم الإعلان عن الفائزين في هذه المغامرة التي ستبقى في الذاكرة بعد قضاء أسبوع مذهل من المغامرة والاكتشاف.