[TABLE='width:70%;background-color:skyblue;background-image:url();border:4 solid red;'][CELL='filter: glow(color=orange,strength=2);']
البحـــر
أتدري أيها البحر عن سر الشعور الذي يدفعني إلى الانسجام معك ؟
فكل ما أدريه أني بت أمثل حال نفسك ، وتقلب وجدانك .
وجدت نفسي مضطرا متفاعلا معك في ثورتك وهدوئك وفي صفائك وكدرك ، منذ الوهلة التي وطئت فيها قدماي شاطئك شعرت بائتلاف روحي معك ، وانجذاب عواطفي إليك حيث تملكني شعور ممتع بك فرض سلطانه على نفسي ، فكيف لي بتحرر ذاتي منك ، وقد بت أتردد عليك مما يجعلني في وله وشوق وحنين دائما إليك ، إنك لتبهر النفس جمالا ، وتخضع القلب خشوعا ، وتأسر العقل تأملا ، مما دفع الناس بأن يتهافتوا بالمجيء إليك حاملين آمالهم ، ومعاناتهم ، فارين من ألم الواقع ، ومن صخب الحياة ، وهرجها ومرجها ، ليرموا فيك أثقال همومهم ومتاعبهم ، وليلقوا عليك بعذاب مآسيهم ، وماضي الذكريات الأليم ، يأتوا ليسلوا ، وينسوا ، وليستجموا ويستمتعوا بسماع إيقاعات موجك الشجية ، وألحانها العذبة المنسابة بالحزن والمتدفقة بالشجن مما يزيد فيهم المواجع ، ويعزف على أوتار جراحهم وآلامهم التي جاؤوا بها لتضمدها لهم ومع هذا تجدهم يشعرون بالراحة .
لكنهم يا صديقي .. لم يفهموك كما أفهمك ، ولا يشعرون فيك ، مثل ما أشعر ، فمنذ أن بدأت رحلتي الخيالية معك ، وتأملي لملامحك ، وقراءتي لأفكارك صرت أشعر فيك ، وأحس بمعاناتك واضطرابك ، إن التعبير عن مكنونات الذات يا صديقي .. لا ينقصه أبدا صدق الشعور ، إنك تستطيع طرح همومك وآلامك ، ولفظ عذاباتك وأحزانك ، وتقدر أن تفرغ الشحنة المكبوتة في داخلك .. لكنك لا تستطيع التخلص من مرارة مأساتك ، ومن ظلام الوحشة المسكونة في أعماقك ، ولا من عذاب الملوحة العالقة في دمائك .. لكنك مع هذا تملك مزاحا شاعريا ، ونفسا حرة ، وقلبا يحس بآهات الحزانى ، وبأنات الحيارى ، والمعذبين ، وتستطيع هز العواطف ، وتحريك المشاعر والأحاسيس ، فيالك من سخي وعظيم .
[/CELL][/TABLE]أتدري أيها البحر عن سر الشعور الذي يدفعني إلى الانسجام معك ؟
فكل ما أدريه أني بت أمثل حال نفسك ، وتقلب وجدانك .
وجدت نفسي مضطرا متفاعلا معك في ثورتك وهدوئك وفي صفائك وكدرك ، منذ الوهلة التي وطئت فيها قدماي شاطئك شعرت بائتلاف روحي معك ، وانجذاب عواطفي إليك حيث تملكني شعور ممتع بك فرض سلطانه على نفسي ، فكيف لي بتحرر ذاتي منك ، وقد بت أتردد عليك مما يجعلني في وله وشوق وحنين دائما إليك ، إنك لتبهر النفس جمالا ، وتخضع القلب خشوعا ، وتأسر العقل تأملا ، مما دفع الناس بأن يتهافتوا بالمجيء إليك حاملين آمالهم ، ومعاناتهم ، فارين من ألم الواقع ، ومن صخب الحياة ، وهرجها ومرجها ، ليرموا فيك أثقال همومهم ومتاعبهم ، وليلقوا عليك بعذاب مآسيهم ، وماضي الذكريات الأليم ، يأتوا ليسلوا ، وينسوا ، وليستجموا ويستمتعوا بسماع إيقاعات موجك الشجية ، وألحانها العذبة المنسابة بالحزن والمتدفقة بالشجن مما يزيد فيهم المواجع ، ويعزف على أوتار جراحهم وآلامهم التي جاؤوا بها لتضمدها لهم ومع هذا تجدهم يشعرون بالراحة .
لكنهم يا صديقي .. لم يفهموك كما أفهمك ، ولا يشعرون فيك ، مثل ما أشعر ، فمنذ أن بدأت رحلتي الخيالية معك ، وتأملي لملامحك ، وقراءتي لأفكارك صرت أشعر فيك ، وأحس بمعاناتك واضطرابك ، إن التعبير عن مكنونات الذات يا صديقي .. لا ينقصه أبدا صدق الشعور ، إنك تستطيع طرح همومك وآلامك ، ولفظ عذاباتك وأحزانك ، وتقدر أن تفرغ الشحنة المكبوتة في داخلك .. لكنك لا تستطيع التخلص من مرارة مأساتك ، ومن ظلام الوحشة المسكونة في أعماقك ، ولا من عذاب الملوحة العالقة في دمائك .. لكنك مع هذا تملك مزاحا شاعريا ، ونفسا حرة ، وقلبا يحس بآهات الحزانى ، وبأنات الحيارى ، والمعذبين ، وتستطيع هز العواطف ، وتحريك المشاعر والأحاسيس ، فيالك من سخي وعظيم .