مسقط - رياض السيابي
-

بدأ سليّم بن راشد العبري من وادي السحتن بولاية الرستاق، منذ العاشرة من عمره، في صناعة الحبال المستخرجة أليافها من شجرة "المسد"، التي تتخذ من ضفاف وادي السحتن؛ موضعا لتكاثر زراعتها.
وقال: تصنيع حبال المسد يبدأ أولا بقطاف ورقها، ثم تستخرج الألياف بعد إزالة لحاء الورق الذي يضمها، فتأخذ رزمة من تلك الألياف بتفريقها عبر تمريرها بين عصاتين مغروستين في جذع نخلة، ثم تجيء مرحلة تصنيع الحبال وتشكيلها بالنحو الذي يرغب فيه صانعها. وأثناء ذلك أخذ الوالد سليّم بتطبيق مراحل تصنيع حبال المسد، كما أنه لا يتوانى عن تعريف مرتاديه خطوات هذه الصناعة كلما أقبلوا عليه معجبين بما يصنعه.
ويضيف: كانت صناعة حبال المسد - التي توارثناها أبًا عن جد - لها سوق رائجة في ظل غياب نوعية الحبال التي تشهدها أسواقنا في الوقت الحالي، ومن شجرة المسد تصنع الحبال المستخدمة لطلوع أشجار النخيل، وحبال الزيجرة، وشباك صيد الأسماك، إلى جانب تجميع ألياف المسد التي تمتاز بصلابتها لتكون في حجم قبضة اليد؛ لدواعي استخدامها في تنظيف جسم الإنسان، وتدخل في صناعة الدمية التي تغرس بين المزروعات لإبعاد الطيور عن أكل ثمارها، إلى جانب استخدامها في الوقت الحالي في صناعة الميداليات ومحافظ للهواتف النقالة.
ويذكر أنه رغم أهمية هذه الحرفة، إلا أن غزو الحبال ذات الصناعة الحديثة لأسواقنا تسبب في غياب الإقبال على تصنيع حبال المسد، ولكن هذا التبرير لا يجد قبولا من جانبه كونه مستمرا في حرفة آبائه وأجداده، ويسعى بكل ما أوتي من طريقة لتسويق ما يصنعه من شجرة المسد في العديد من الفعاليات التي تجاوزت النطاق المحلي؛ حيث يذكر أن بداية مشاركاته قد بدأت منذ 1993، كمشاركته في مناسبة أقيمت بمركز سابكو التجاري، وفعاليات أخرى على مدى أربع مرات أحتضنها مركز عمان الدولي للمعارض، يجيء على رأسها مشاركته في فعالية تشرفت بزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- وأيضا مشاركته في ملتقى بولاية البريمي، وأخرى بإمارة أبو ظبي، وهذه المشاركات تجيء بالتنسيق مع الهيئة العامة للصناعات الحرفية.
ويختم سليّم العبري بأن شجرة المسدد يُذهب إليها لأخذ ورقها على مدار العام، وذلك بأخذ ما يقارب أربع أو خمس ورقات من الشجرة الواحدة، ولا تعاود الكرة عليها إلا بعد مضي شهر تقريبا، وأن المسد شجرة تمتاز بنموها السريع.