ترافقت إجراءات أمنية مشددة في مناطق عدة من العاصمة السورية دمشق أمس، مع تواصل دائرة العنف حاصدة المزيد من القتلى، وأطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مفاوضات مع طرفي النزاع في البلاد، بهدف الاتفاق على وقف القتال لتوصيل المعونات للمدنيين الأكثر تضرراً، في وقت برزت دعوة أمريكية إلى تسليح المعارضين، وتحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن مؤشرات إلى تغير موقفي الصين وروسيا من الأزمة، تزامن مع تحذير صيني من اندلاع حرب بسبب التدخل الغربي، وتجديد روسي للموقف الرافض للتدخل، وإعلان تونسي عن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر “أصدقاء سوريا” الجمعة المقبل، وتأكيد من رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أنه يتعين تشجيع أطراف المعارضة على الوحدة .
وأعلن ناشطون أن نقاطاً في دمشق شهدت تعزيز الوجود الأمني، لاسيما في حي المزة، وبالقرب من المباني الحكومية ومناطق سكنية يقطنها عدد من كبار المسؤولين .* فيما قتل 16 شخصاً، بينهم 9 في قصف تعرضت له حمص (وسط) .
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تجري مفاوضات مع السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بشأن “وقف القتال”، من أجل توصيل المعونات للمدنيين الأشد تضرراً من جراء الصراع . وقالت كبيرة المتحدثين كارلا حداد “تستطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر احتمالات عدة لتسليم معونات إنسانية تشتد الحاجة إليها . ومن بين هذه الاحتمالات وقف القتال في أشد المناطق تضرراً لتسهيل دخول الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بسرعة إلى من يحتاجون إلى العون” . وأضافت أن المناقشات مع السلطات السورية و”جميع الأطراف المنخرطة في القتال” لاتزال سرية، رافضة الإدلاء بمزيد من التفاصيل .
وقالت مصادر دبلوماسية إن اللجنة التي تتولى وحدها نشر عمال معونة في سوريا تسعى إلى وقف الأعمال القتالية ساعتين في بؤر الصراع، لاسيما حمص .
على المستوى الدولي، قال العربي إن ثمة مؤشرات إلى احتمال أن تغير روسيا والصين موقفيهما إزاء سوريا . وأضاف “هناك مؤشرات تأتي بالذات من الصين وإلى حد ما من روسيا بأنه ربما يكون هناك تغيير في الموقف” . وتابع “هناك اجتماع في 24 من هذا الشهر في تونس سيكون فيه عدد كبير من الدول والهدف منه وضع المزيد من الضغوط على سوريا” . وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، رفض بلاده لأي تدخل خارجي، مشدداً على “أهمية الأمن والاستقرار في سوريا كجزء أساسي من استقرار الشرق الأوسط والعالم” . وحذرت “صحيفة الشعب” الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني من أن دعم الغربيين للحركة الاحتجاجية، قد يفجر حرباً أهلية في البلاد .
وطالب العضوان الجمهوريان البارزان بمجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي غراهام بضرورة تسليح المعارضة السورية .
وأعلن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أن “المجلس الوطني السوري”، ومجموعات معارضة، ستشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا . وقال “لا نريد حصول سيناريو عراقي آخر في سوريا، علينا الحفاظ على وحدة أراضي سوريا” . (وكالات)