بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدالله ورسوله .. وبعد ..
فإن صلاح الفتاة المسلمة من أعظم الأسس التي يقوم عليها صلاح المجتمع كله ، فهي لبة المشع بالإشراق ، وقلبه النابض بالإشفاق .. ومتى تعطل نبضه أصيبت الأمة بالضياع والإخفاق ، وصلاح الفتاة الطالبة مكسب عظيم .. ومطلب غنيم لأنها بأنوثتها وصلاحها وتعلمها تكون الزوجة المثالية الصالحة ، والأم المربية الناصحة ..
وما من خصلة بر ولا حكمة خير ؛ إلا وتفيض منها على أبنائها وأسرتها في القريب ..
فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ..
أختي المسلمة ..
ولكي تكوني على بينة من طريقة طلب العلم السوية ، وتجتنبي الطرق الردية ، إليك هذه النبذ المختصرة تبين لك بعض المخالفات المشتهرة التي تواجه الطالبات في طريقهن لطلب العلم والعلا ، وأعظم به من طريق ..
1- عدم الإخلاص في طلب العلمإن حياة الفتاة المسلمة كلها عبادة لله عز وجل ، كما قال الله سبحانه وتعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) وطلب العلم من أجل العبادات التي تقوم بها الطالبة المسلمة من مؤسستها التعليمية ، ولها في ذلك أجر وثواب إن هي أخلصت لله في دراستها وقصدت من طلبها للعلم رفع الجهل عن نفسها وأمتها والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بما تتعلم من علوم دينية أو العلوم البحتة كالطب والرياضيات ونحوها ، والرياء في طلب العلم والدراسة من أخطر المخالفات العقدية التي تقع فيها الطالبة لأن الرياء شرك أصغر وهو أكبر الكبائر بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يُبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة ) .. رواه ابو داوود .. وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سمّع سمّع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ) .. رواه البخاري ومسلم .
. 2- الاعتراض عن تعلم العلم الشرعي فإن من مقتضيات الإسلام أن تفقه المسلمة دينها وعقيدتها سواء كانت طالبة ، أو غير ذلك لأن الله جل وعلا لا يعبد إلا بالعلم ، كما قال تعالى : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين ) [محمد : 19]. وقال عزوجل : (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ). وقال صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين).
3- الركوب مع السائق منفرداً للذهاب والعودة من المدرسة لأن ركوب الطالبة مع السائق منفرداً من الخلوة التي نهى عنها الشرع لأن هذا في حكم الخلوة .. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لايخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ). أما في السفر فليس للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) [متفق عليه] ولا فرق بين كون السفر من طريق الأرض أو الجو أو البحر .. والله ولي التوفيق.
4- عدم المحافظة على الحجاب الشرعيومن المخالفات الشائعة التي يقع فيها بعض الطالبات ؛ عدم الإلتزام بالحجاب الشرعي ، والتساهل في شروطه التي لا يتم الاحتجاب الكامل إلا بها .. ومن المعلوم أن الحجاب الذي فرضه الله على نساء المسلمين، مشروط بشروط تبينه وتوضحه ، وتميزه عن غيره من الألبسة التي تخالف الحياء والحشمة وتكون مطية للرذيلة والأمراض .. قال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) [الأحزاب : 59].
[وتذكري أختي الطالبة الوعيد الشديد الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في حق من تتهاون بحجابها حيث قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ولإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) [رواه مسلم] .
5- الإفتخار بالأزياء والموضة فمما شاع وانتشر وأشغل النساء والرجال واشتهر، ما يسمى في الألبسة الحديثة ( باسم الموضة )، وهم يعنون بذلك مسايرة الألبسة المستجدة أولا بأول ، فصلاً بفصل ، وشهراً بشهر ، وموسماً بموسم. وهذه البدعة لم تعرف عند المسلمين إلا في السنين المتأخرة ، وهي تنبي عن مدى القابلية للتقليد الأعمى في كثير من الشباب والشابات . ولعل أكبر عوامل الإهتمام بمستجدات الموضة ، التباهي والإفتخار ، لأن القاعدة في قضية الموضة ليس لبس الجديد فقط، وإنما لبس الجديد الذي اصطلحت عليه دور الأزياء في هذا الوقت بالذات ، فلا يصلح لمن يتابع أحوال الموضة أن يلبس اللباس الذي يخالف اختراعاتها ، وإن كان نقياً جديداً !! فتبين أن القضية هي تقليد وافتخار، تتطلب الإسراف والتبذير، والتنازل على الحياء والشرف من أجل مواكبة مستجدات الموضة ، دون الحرج من صفات اللباس ونعوته .. ودون رجوع إلى الشرف أو العرف. وهذا هو الواقع المر الذي تعيشه بعض الطالبات، فتجدهن قد امتلك حب الموضة عقولهن، يتبعنها في المجلات والجرائد ويستفسرن عنها في المحلات والأسواق، لكيلا يعاب حالهن إن هن فاتهن الجديد. أختي الطالبة .. إن العلم الذي أنت تحملين بعضه ، وعاقدة الأمل على حمله كله ، ليستصرخ فيك نخوة الإيمان وصلابة العقيدة والإسلام، لتتجنبي كل تبعية عمياء .. والسلامة لا يعدلها شيء.
6- الإهتمام الشديد بالمجلات المذمومة فإن بعض الطالبات تستهويها أخبارالفنانات ، والمطربات والمغنيات والممثلين والممثلات أكثر من أي شيءآخر .. فتجدها حريصة على اقتناء مجلات تفتقدإلى الحياء في مقالاتتها وصورها وحواراتها ، وقد يكون هذا الانشغال المذموم الذي يملأ عقل الطالبة ، هو أحد أسباب فشلها في الدراسة ، وإخفاقهافي النجاح ، بل إن السموم التي تنفثها تلك المجلات لتهلك الطموح والإيمان في قلوب الطالبات . فعلىالأخت المسلمة أن تكون كيسة نبيهه ، ومتحكمة في عواطفها ، لا تستهويها الصور الخادعة ، ولا تجذبها المظاهر الجوفاء .. وأن ترسم لنفسها طريقاً تحمد سلامته ، وذلك بالتفاني في طلب العلم والدراسة، والتزود من خير الدنيا ولآخرة واجتناب مواطن الشبهات ومواضع الهلاك. والأولى لها أن تعتبر بالفنانات التائبات : كشادية ، وسهير البابلي، والمطربة حنان وغيرهن كثير ، ممن دخلن في مغامرات الفن وظلماته ، ثم رجعن وهن من الندامة والحسرة في نهاية ... وها هن قد أصبحن مثلاُ يحتذى .. ورمزاً يقتدى به في الخير والصلاح .. فمن يقتدي؟!
7- المعاكسات ولقد تداعت في الناس أخبارها ، وتبين في الآفاق آثارها ، وظهرت للعيان أضرارها ، فهي مطية هتكة الأعراض ، ومكيدة قتلة الفضيلة! والطالبة المسلمة أذكى من أن تضع أقدامها على موضع يضيع فيه شرفها ويسقط فيه حياؤها .. فهي بإيمانها تتقي مواضع الشبه ، وبعقلها وعلمها تجتنب الضر والسفه! يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) [النور : 21]. فاحذري .. من خطوة المعاكسة .. فإنها بداية طريق مظلم أوله لهو ولعب .. وآخره آلام وندامة. أختاه لا تعاكسي ..... بهاتف فتنكسي وتندمي وتلبسي ..... ثوب الصغار الأوضع مغبة المعاكسات ..... جميعها تحسرات فاعتبري قبل الفوات ..... والتزمي واستمعي 0
8- مصاحبة رفيقات السوء فمن أخطر المخالفات التي لا تنتبه لها الطالبات مصاحبة رفيقات السوء، والثقة بهن ، ومبادلتهن المودة والمحبة .. فإن الطالبة قد تكون مهذبة في نفسها، يغمرها من الخير والحياء ما يغمرها ، ولكنها تبتلى برفقة سيئة الطباع تقتل فيها كل خصلة طيبة ، وتنفث فيها شرورها وسمومها تعلمها السهر أمام الفضائيات ، وتحبب إليها المعاكسات ، وتقتني لها توافه المجلات ، وتقعسها عن كل خير ولا تدلها إلا على ما فيه هلاكها. فاختاري أختي المسلمة من تجالسين! فإنك لابد آخذة من جليستك خلقها إن خيراً فخير.. وإن شراً فشر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك : إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحة طيبة ، ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحة منتنة ).
9- الإنشغال عن الواجبات المدرسيةولا ينبغي للطالبة أن تحيد عن طريق الجد والإجتهاد لأنها ما اختارت طريق الدراسة إلا لتجد وتكابد الصعاب من أجل تحصيل العلم والعرفان .فالإجتماعات،والمجالس السلبية المطولة، والمكالمات المطولة، وكثرة النوم، وتضيع الأوقات وهدرها أمام شاشة التلفزيون، كل ذلك يقوض عزيمة الطالبات، ويشغلهن عن الهدف من دراستهن. وقيل : العلم إن أعطيته كلك ، أعطاك بعضه. فعلى الطالبة الجادة أن تنظم وقتها ، فوقت للمذاكرة وووقت للحفظ والمراجعة ووقت للكتابة، ووقت للراحة ، وهكذا تقضي يومها بحسب الجدول الذي تراه مناسباً لأداء مسؤولياتها الدراسية دون أن تغلب جانباً على جانب أو تتشاغل بالأمور الصغيرةعلى حساب الأمور المهمة.
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
10- عدم الإستفادة من الإجازات الدراسية فالإجازة الصيفية فرصة عظيمة للحفظ والمطالعة،والإستفادة، ولو وفقت الطالبة في استثمارها لاكتسبت بها خيراً عظيماُ. وكثير من الطالبات يقضين إجازتهن في المجالس التافهة، والنوم، ومسايرة وسائل الترفيه كالتلفاز ونحوه. وأقل ما ينبغي للطالبة المسلمة الإستفادة منه حفظ قسط من القرآن الكريم، وفق برنامج يومي ثابت، والمشاركة في الدورات العلمية المقامة بأقرب مسجد، أو مركز، ومتابعة دروسها والإستفادة منه. ( وانظر كتاب الوجازة في استثمار الوقت والإجازة لعبدالله التميمي، وكتاب 40 وسيلة لاستغلال الإجازة الصيفية لإبراهيم الدويش.
11- الإعراض عن خدمة الوالدين من الطالبات من تجعل من دراستها ذريعة للتهرب من إعانة والدتها على أعباء البيت وخدماته، فتجدها تتذرع بالمراجعة وكثرة الواجبات لتترك والدتها غارقة في متطلبات المطبخ والنظافة ونحو ذلك، وهذا عقوق معجل جزاؤه في الدنيا لأن بإمكان الطالبة أن تطيع والدتها فتساعدها على أعباء البيت وفي الوقت نفسه تذاكر ما عليها من واجبات. فلا شك أن في الأمر سعة ! بل ولم يكن الأمر متاحاً فإن الواجب تقديم طاعة الوالدين على كل شيء مادام ليس في معصية الله. قال تعالى ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا اللهَ وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين ) [البقرة : 83] وقال تعالى : ( فلا تقل لهما أف ) قال الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعاً: ( لو علم الله شيئاً من العقوق أدنى من أفٍ لحرمه[فتح القدير للشوكاني 218/3].
12- الخروج لغير حاجة فإن خروج المرأة المسلمة عموماً لم يشرع إلا لحاجة وضرورة، قال تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) .. وقد قيل لسودة بن زمعة: ألا تخرجين كما تخرج أخواتك؟ قالت : ( لقد حججت واعتمرت ثم أمرني الله أن أقرفي بيتي فوالله لا أخرج) فما خرجت حتى أخرجوا جنازتها، وقيل: إن معنى ( وقرن في بيوتكن) أي كن أهل وقار وسكينة، وفيه الدلالة على أن النساء مأمورات بلزوم البيوت منهيات عن الخروج .. وبعض الطالبات قد اعتدن الخروج لغير حاجة، سواء إلى الأسواق أو المكتبات أو نحوها وهو خلاف الأولى الذي فيه السلامة وإعمال أوامر الله جل وعلا ..
13 الغيبة والنميمة والحسدوهي من الأخلاق الذميمة التي يقع فيها بعض الطالبات، لا سيما وأن المدارس مضمار سباق علمي بين الأقران . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

14- تضييع الأوقات في الجلوس على الإنترنت فكثير من الطالبات يجلسن على الإنترنت لساعات طويلة وليس لهن كبير هدف منه، وإنما مجارات لغيرهن، ومحاكاة لأقرانهن وهذا يؤدي بهن إلى تضييع الوقت فيما لا طائل من ورائه. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ). ومما لا شك فيه أن الإنترنت من الأدوات المعرفية النافعة، لكن بشرط أن يستعمل لهدف نبيل، وأما اتخاذه وسيلة للمحادثات والمعاكسات وتصفح المواقع المشينة فهذا الذي يعد من المخالفات المستجده في حياة الطالبات.
15- الغش في الإمتحانات فهي من المخالفات الخلقية التي قد تقع فيها الطالبة، ومعلوم أن الغش حرام في كل شيء مطلقاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من غشنا فليس منا) والغش في الإمتحانات يدخل في هذا الوعيد الشديد لذا فعلى الطالبة المسلمة أن تجتنب الأسباب التي تدفعها إلى الغش، كالعجز عن الحفظ والكسل، أو التشاغل عن المذاكرة والحفظ، وأن تراقب الله جل وعلا في كل أمورها وأن تستعين به في أداء امتحاناتها.
منقول
تحياتي للجميع
هبة الحياة