أدارت الندوة - سعاد العريمية
متابعة - عهود الجيلانية - مدرين المكتومية
-
المشاركون في الندوة
- المكرم مسلم بن علي المعشني عضو مجلس الدولة - نائب رئيس اللجنة الاجتماعية بالمجلس
- دكتور صالح البراشدي موجه أئمة وخطباء أول بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية
- دكتور صالح بن راشد المعمري خبير بمكتب الأمين العام لمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية
- دكتورة شمسة بنت حبيب المسافر تخصص دراسات بمكتب مساعد الأمين العام لمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية
- الدكتور صالح الفهدي كاتب وشاعر ورئيس مركز قيم
- حمد الراجحي نائب مدير دائرة العلوم الإنسانية للتربية الإسلامية بوزارة التربية
- سوسن البلوشية - محامية
الندوة الأولى للعام 2012
أكدوا أن المجتمع العماني لا يحتاج إلى غرس القيم وإنما تعزيزها
المشاركون في ندوة "الاخلاق والمجتمع": خارطة طريق لتوطيد أركان الأمن الأخلاقي المجتمعي.. وتحصين المنظومة القيمية ضد التأثيرات السلبية الخارجية
- التقوى هي جماع الأخلاق كلها
- التحولات يتعاظم تأثيرها إذا لم تكن هناك قاعدة للمبادئ
- المحافظة على المكتسب الأخلاقي أسوة بالمكتسب المادي
- لابد من إرساء السبل الكفيلة بالحفاظ على المنظومة القيمية وتحصينها ضد التأثيرات السلبية الخارجية
- الحاجة إلى القيم بأبعاد ثلاثية مع التركيز على الجانبين الوجداني والسلوكي
أكد المشاركون في ندوة "الرؤية" على ضرورة وضع خارطة طريق؛ للحفاظ على المنظومة القيمية للمجتمع العماني، وصونها من رياح التأثيرات التي تهب بكثافة في ظل اتساع الفضاءات الإعلامية المفتوحة، في عصر ثورة الاتصال والانفجار المعلوماتي.
ورأوا أن المجتمع العماني لا يحتاج إلى غرس القيم، وإنما تعزيزها والمحافظة عليها؛ من خلال تفعيل دور المحاضن التربوية في تدعيم البناء الأخلاقي للنشء، إضافة إلى تكاتف الجهود المجتمعية للحفاظ على القيم الأصيلة للعمانيين.
وأبرزوا الحاجة إلى منظومة قيمية بأبعاد ثلاثية مع التركيز على الجانبين: الوجداني والسلوكي، داعين إلى ترسيخ مبدأ الرقابة الذاتية للحفاظ على المنظومة القيمية، وإعادة النظر في دور الإعلام في ظل معطيات التطور المعرفي.
واستهل الندوة حاتم الطائي رئيس التحرير، بالإشارة إلى أن الندوة التي تحمل عنوان : "الأخلاق والمجتمع"، تأتي في مستهل ندوات "الرؤية " للموسم الخامس؛ امتدادا لسلسلة الندوات التي دأبت على تنظيمها منذ الأيام الأولى لصدورها، مرسيةً بذلك نمطا جديدا في المعالجات الصحفية لقضايا المجتمع وهمومه؛ من خلال استضافة نخبة من المختصين لتشريح هذه القضايا، وسبر أغوارها؛ بغية الوصول فيها إلى حلول واقعية ومقنعة.
وقال: إن الرؤية تستمد قوة الدفع والحماس لمواصلة هذه الندوات، من التشجيع والدعم والمؤازرة من قراء الصحيفة، والذين يطالبون باستمرارية الندوات وتوسعها لتشمل مختلف القضايا التي تهم جميع أطياف المجتمع تحقيقا للرسالة التنويرية التي آلت الصحيفة على نفسها النهوض بها منذ صدور عددها الأول قبل أكثر من عامين.
ويضيف: جاء اختيار موضوع "الأخلاق والمجتمع"؛ ليكون فاتحة الموضوعات التي تناقشها ندوة الرؤية في العام الجديد؛ لأهمية هذا الموضوع وأثره الكبير والمتشعب على الجميع، خاصة في هذا العصر الذي طغت فيه الماديات على حساب الأخلاق والقيم بتأثير من عوامل متباينة.
ويمضى قائلا: ولأن المجتمع العماني جزء من العالم، فهو يتأثر بما يجري فيه من تغييرات قيمية؛ مما يستوجب تحصين النشء ضد طوفان الأفكار المناهضة للقيم والأخلاق المتسللة عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الإنترنت، والمنداحة في الفضاءات المفتوحة، حيث تأثر الجيل الجديد بالتحولات والتطورات الحادثة مع انتشار التكنولوجيا والإنترنت والهواتف الذكية.
ويستطرد الطائي: لا يختلف اثنان على أهمية الأخلاق ودورها المحوري في البناء المتوازن للمجتمعات، كما أن هذه القيم كانت محور رسالات السماء خاصة الإسلام، وفي هذا الصدد يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ولا شك أن مجتمعا يغفل دور القيم في نهضته، ويركز على الماديات فقط، محكوم على حضارته بالفناء والزوال، على عكس تلك التي تقوم أسس راسخة من الدائم الأخلاقية، والتي بدونها يبدو العالم موحشا ومقفرا وخاليا من الجمال والود والتراحم؛ فعندما يكون البناء المادي لا يحمل رسالة واضحة يكون عرضة للانهيار، كما يدفع المجتمع ضريبة تراكمية للقيم السلبية تؤثر على تقدمه وتطوره.
قيم المواطنة
ويستهل الندوة المكرم مسلم بن علي المعشني عضو مجلس الدولة، بالتأكيد على تأثير التحولات الكبرى التي يعيشها المجتمع على المنظومة القيمية، خاصة في ظل عالم اليوم الذي أصبح مفتوحا على بعضه البعض، وبمثابة قرية كونية صغيرة؛ نتيجة ثورة الاتصالات والانفجار المعلوماتي، وعُمان جزء لا يتجزأ من هذا العالم تتأثر بما يحدث فيه من تغييرات وتحولات، خاصة المتعلقة بالأنماط القيمية، رغم الخصوصية التي تتمتع بها بلادنا؛ فالمجتمع العماني يختلف عن الكثير من الدول، وإن كان بيننا تشابه إلا أن العمانيين لهم خصوصياتهم، وغيرها من الجوانب التي نعتز بها، ولكن لا تغنيه عن التأثر بالتحولات والتطورات العصرية من التكنولوجيا والإنترنت.
ويرى المعشني أن الأحداث الأخيرة التي حدثت في السلطنة من واقع تأثير ما يسمى بالربيع العربي، والمطالب التي نادى بها العمانيون، باعتبارها حقًا شرعيًا تعزز المطالب السابقة التي تمت المطالبة بها في فترة سابقة، وقد استجابت القيادة الرشيدة لهذه المطالب، فصاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه- يعي دائما ما يريده شعبه ويعمل على تلبية تطلعاته؛ فالتحولات الحالية بتوسيع الصلاحيات التشريعية والرقابية لمجلسي الدولة والشورى (مجلس عُمان)، استجابة لمطالب سابقة، ويضيف: بحكم أنني كنت عضوًا سابقًا في مجلس الشورى، أعلم أن هذه الأمور كانت معدة ومرفوعة مسبقا من مجلس الشورى للمقام السامي، ولكن الأحداث الأخيرة أسرعت من بعض الأمور.
ويشير المعشني إلى أن العدالة الاجتماعية هي أساس المجتمع، ومتى ما وجدت استقامت بقية أموره، أما مطالب الشباب من التعليم والتوظيف والحقوق المكتسبة، فلا أعتقد أن حكومة بالمنطقة استجابت لمطالب الشباب كاستجابة الحكومة الرشيدة للسلطنة، كما أن الأوامر والتعليمات لا تنفذ إلا من قبل الجهات ذاتها، وتشكيل لجان مجالس الشورى والدولة والوزراء ما هي إلا البداية لتسريع العمل، خاصة في التنسيق ما بين مجلسي الوزراء والدولة؛ ففي الشهور الأولى كانت كل العملية إجرائية من تعيين وانتخاب وبعد ذلك يبدأ العمل.
ويتطرق المعشني إلى تعزيز قيم المواطنة في نفوس المواطن والنشء الذي ناقشه مجلس الدولة، باعتبار أن المجتمع العماني لا يحتاج إلى غرس القيم وإنما تعزيزها، وسيتم إعداد الخطة المستقبلية لدراسة الموضوع ونسعى للعمل؛ فالجهود متبادلة وتكاملية ما بين الحكومة والمجتمعات.
ويقول المعشني: لقد نالت قضية تعزيز القيم الصحيحة في الآونة الأخيرة أهمية قصوى، وأضحت تحتل موقعا بارزا عند معالجة أي بعد من أبعاد التنمية بالمفهوم الإنساني الشامل. وتعد عملية تعزيز القيم الصحيحة في نفوس النشء منظومة متكاملة يشترك فيها جميع مؤسسات التنشئة في المجتمع؛ بدءا بالأسرة التي تعتبر الحلقة الأولى المهمة في تلك العملية، ومرورا بمؤسسات التعليم ورسالة المسجد والإعلام وجماعة الرفاق وغيرها من المؤسسات التي تؤكد على عملية تعزيز القيم الصحيحة، وما يندرج تحتها من سلوكيات واعية يمارسها الأبناء عبر منظومة اجرائية تهدف الى تعزيز الانتماء للزطن والولاء له وتنميته، لذا فإن تعزيز القيم الأصيلة في المجتمع العماني أمر ذو أهمية بالغة تسعى إلى تحقيقه مؤسسات التنشئة على اختلاف أنواعها.
ويشير المكرم مسلم إلى أن هنالك العديد من المعوقات التي تواجه تلك المؤسسات في سبيل تحقيقها لرسالتها، خاصة في ظل التطورات العصرية المتلاحقة على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وتداعي قيم العولمة والحداثة، خاصة مع الانفتاح العالمي في الوقت الراهن، وانعكاسه بصورة سلبية على القيم والثقافات المحلية. مشيرا إلى أن هذا ما تسعى إليه الدراسة التي تعكف عليها للجنة الاجتماعية بالمجلس لمحاولة إحياء دور تلك المؤسسات في تعزيزها للقيم الأصيلة في نفوس النشء، وذلك من خلال تقنين وتعديل القوانين واللوائح المنظمة لعمل تلك المؤسسات. والوقوف على دور مؤسسات التنشئة في تعزيز قيم النشء، والتعرف على دور المؤسسات الحكومية والأهلية الداعمة لمؤسسات التنشئة المختلفة، وإبراز أهم التحديات التي تواجه مؤسسات التنشئة المختلفة في عملية تعزيز القيم، ووضع الحلول المناسبة لتفعيل دور مؤسسات التنشئة في عملية تعزيز القيم، إضافة إلى أهمية الدور الفاعل لوسائل الإعلام، خاصة وقد أصبحت جلسات مجلسي الدولة والشورى علنية وتسليط الضوء على ما يناقش فيهما من قضايا وموضوعات ونقلها للمجتمع بكل صدق وشفافية.
تعزيز الأخلاق
ويوضح د. صالح البراشدي، أن البداية والتوطئة الأولى، لابد أن تكون في بناء قاعدة لتعزيز الأخلاق في إطار الإسلام؛ فالأولى أن تكون في هذا الجانب كما كان في الديانات الأخرى؛ حيث كان التركيز على القيم والأخلاق في المجتمع، وفيما يتعلق بجانب العقيدة والعبادات أو الحياة الاجتماعية أو السياسية.. فقد جاء الإسلام واضحا كما في قوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)، وهي تعزز مكارم الأخلاق وتوضح تسامح الإسلام، وفي جانب العبادات كلها تعزز مكارم الأخلاق كالصلاة في قوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) وهي تعين على تعزيز مكارم الأخلاق بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ فالتقوى هي جماع الأخلاق كلها وغيرها من الأمثلة.
وفي الحياة السياسية، هناك توجيه من الله سبحانه وتعالي للنبي صلى الله عليه وسلم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). وعلى كل شخص أن يتحمل المسؤولية على اختلاف مستوياتها، وفي الحياة الاجتماعية، سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، فقال: (إن الله يأمرك أن تعفو عن من ظلمك وأن تعطي من حرمك، وأن تصل من قطعك). هذه الكلمات جمعت الجانب السياسي والاجتماعي، خصوصا الأسري، وكانت السيدة عائشة تقول: )كان خلقه القرآن) حينما تمتدح النبي صلى الله عليه وسلم، إذن هذه الأساسيات والقيم التي يجب أن نركز عليها.
ويشير البراشدي إلى أن هذه التحولات يتعاظم تأثيرها إذا لم تكن هناك قاعدة للمبادئ ترتبط في الجانب التشريعي؛ فلا يمكن أن تستوعب هذه التحولات، ولماذا انقلبت إلى شيء سلبي لأنه لم تكن قواعد وإن أصبح البعض يتبع أمور أخرى.
صيرورة التحول الحضاري
وحول الخصوصية العمانية، ومدى تأثرها بالتحولات التي شهدتها المنطقة، يرى د. صالح المعمري، أن التحولات التي حصلت لبعض القيم ليست وليدة عام وإنما تراكمات لأعوام سابقة؛ لأنها ضريبة التحول وتحصل في كل مجتمع، ولابد على المجتمع - وهو في صيرورة التحول الحضاري - أن تخفت لديه بعض معاني القيم السامية التي يتميز بها من جيل إلى جيل، ونحن خلال أربعين عاما سابقة قد يكون التركيز كبير على جوانب كثيرة من المكتسبات، ولكن في جوانب أخرى كان التركيز لا يصل إلى منتهاه، وهي المكتسبات الأخلاقية في المجتمع العماني؛ سواء كان هذا الخفوت من جانب الأسرة والمجتمع والإعلام والمؤسسة الرسمية؛ مما أضعف القيم الأخلاقية في المجتمع، وعُمان كغيرها من الدول والمجتمعات تأثرت خاصة مع الطفرة الإعلامية والفضائيات ووسائل الاتصال الأخرى والحرية المطلقة الخارجة عن الإطار الأسري.
خلط في المفاهيم
ويقول: قبل عام عندما حدثت التحولات الكبيرة التي أطلق عليها مسمى "الربيع العربي"، والتي أزالت بعض الضبابية والغبار عما كان يعتقد أنه مترسخ ومتجذر من القيم الأخلاقية في المجتمع، وفي نظري حدث هناك خلط في المفاهيم بين الحق المُطالب به وبين الحرية المطلقة، خاصة أن الذين قاموا بهذا ليسوا من كبار السن، وإنما من فئة الشباب وهي فئة لا يستهان بها لعددها الكبير وطموحاتها ولتأثرها السريع بماهو قادم تيارات، ويقودنا هذا إلى الإشارة إلى أن هناك ضعفا في الاعتزاز بما نمتلكه من مقومات كثيرة في هذا الوطن قد يستغني بها عن غيره، فهذا الانبهار بالقادم هو الذي دغدغ أذهان شريحة كبيرة من المجتمع فانساقت معه، ولا يجب أن نحصر التحول الأخلاقي فيما حصل العام الماضي، فهناك سلوكيات كثيرة لا تتصل بالمطالبات التي كان ينادي بها، ويحسب للقيادة الرشيدة هذه الاستجابة السريعة للمطالب، وهذا التفاعل الكبير معها وفي أيام قليلة؛ مما يعكس تميز المجتمع العماني وترابطه قيادة وشعبا، والحكمة في اتخاذ القرار.
ويضيف: لا نشعر بتميز المجتمع العماني عندما نكون داخل عمان، ولكن عندما نسافر إلى الخارج ونقارن بما عندنا يحمد الله كثيرا على ما لدينا، فنحن ما زلنا في نعمة، ولكن علينا أن نحذر ونحافظ على المكتسب الأخلاقي؛ مثلما حافظنا على المكتسب المادي، فالعمانيون رمموا الحصون والأفلاج؛ فعلينا أن نرمم بما يتوافق مع العصر المنظومة الأخلاقية التي تحافظ على تماسك المجتمع وأخلاقه التي تحسدنا عليها الكثير من المجتمعات.
ضعف الحصانة القيّمية
د. صالح الفهدي يوضح تأثير التحولات وصداها الكبير وأثرها البالغ على المجتمعات؛ بالقول: لم يكن الأثر بالغا لولا ما واجهة في المقابل من ضعف في الحصانة القيّمية وهذه هي الإشكالية، فمجتمعاتنا وما حصل فيها من انفتاح الفضاء على مصراعيه وتسويق كلمات كالحرية التي ليس لها حدود والتي أسيئ فهمها، وحتى على المستوى الغربي تعاني المجتمعات من الحرية غير المنضبطة، وكما قال أحد رؤساء الدول الغربية: (لا حرية بدون مسؤولية)، بمعنى أن المشكلة في كلمة الحرية نفسها، وما تعاني مجتمعاتهم من خراب بسبب المفهوم السلبي للحرية، وهذا ما جاء في الدين الإسلامي وما تعارفت عليه قيمنا وأخلاقنا، وكذلك مسألة المساواة كان لها نوع من التأثير السلبي وعدم وضوح المفهوم.
كما أن هناك إشكالية تتعلق بضعف القدوة، وللأسف أصبح اللاعبون الأجانب قدوة أبنائنا ومعرفتهم بهم أصبحت أكثر مما يعرفونه عن آبائهم وأجدادهم.
ومن المؤسف عند الحديث عن دور المحاضن التربوية في تعزيز البناء الأخلاقي للنشء، يقول د. صالح الفهدي: نرى مدارس بأسماء أئمة وعلماء، ولكن الطلبة لا يعرفون عنهم شيئا إلا القلة، وهذا أول ما يجب أن يعرفه الطالب، كما لا يجب أن يتم تسمية الشوارع أو المدارس إلا بأسماء لها دلالة ولها انعكاسات بالنفس.
ويستطرد: للأسف قابل هذه التحولات التي حدثت ضعف من الناحية القيمية حتى في المحاضن التربوية، مثلا في المؤسسات التربوية أصبح هناك ضعف في المسميات، وعند تغيير مسمى منهج الثقافة الإسلامية إلى التربية الإسلامية فعلا أصبح هناك نوع من النضوج.
الخطاب الديني
ويمضي قائلًا: هناك ضعف في الخطاب الديني الموجه، وهناك إشكالية في مستوى الخطاب الذي أصبح المجتمع بشريحته الواسعة لا يعلم لمن يستمع بالأساس!! وقد أوجد هذا نوعا من التشتت، فمن يوجه الشباب؟ ومن يساعدهم على اتخاذ القرارات؟ ومن يرشدهم؟ الأسرة أم المعلم؟ هل أصبح المعلم هو القدوة؟ وعند الحديث عن القيم في التعليم، هل المعلم نفسه قدوة حسنة لطلابه؟
هذا السؤال يعيدنا إلى مؤهلات اختيار المعلم، وهل هو المجموع؟ بحكم أنه يخرج الأجيال كلها من طبيب ومهندس وغيره، فيجب أن يحمل المعلم أدق الصفات والمعايير؛ ليكون التأسيس بشكل صحيح إذا ما أردنا الحديث عن الأخلاقيات في المجتمع، وهناك توجه مادي أيضا في التعليم، في المحاضن التربوية ليس هناك التزام بالكثير من الأخلاق، فهناك خوف من تقديم النصيحة من قبل المعلم لطلابه خوفا من الآباء وغضبهم، وحتى لا تفقد بعض المدارس الخاصة الدخل المادي من قبل الطلاب في حالة انتقالهم لمدرسة أخرى.
ويرى الفهدي أن السياحة أصبحت محضنا ولها دور في التربية من حيث الثقافة السياحية؛ فلماذا لا تكون الثقافة هي الأساس؛ فالسائح عليه أن يتقيد بثقافة البلد حتى في الملبس، وليس كما نرى وما يفعله بعض السياح للأسف في شواطئنا، لذا يجب وضع قوانين صارمة في هذا الجانب.
كما أن دور حماية المستهلك يتعدى البحث عن فساد السلع أو ارتفاع أسعارها؛ حيث إنه يجب أن يكون لها دور أخلاقي في حماية المستهلك، فهناك معروضات تعرض بصورة لا تليق بمستوى ثقافة البلد وتخدش الحياء، وإن كانت عادية في الدول الغربية ولكنها غير مناسبة لبلدنا.
الأمن الأخلاقي
وتتناول د. شمسة بنت حبيب المسافر نتيجة من نتائج تأثير التحولات الكبرى في المجتمع؛ ألا وهو: "الأمن الأخلاقي"؛ باعتباره واحدًا من أكبر النتائج، وتقول: انطلاقًا من الواقع الحالي، وما يشهده من تحديات عالمية معاصرة تتدافع تأثيراتها على المجتمعات ككل، وتجسيداً للإدراك الواعي بضرورة بحث ومناقشة السبل الكفيلة بالحفاظ على المنظومة القيمية وتحصينها ضد التأثيرات السلبية الخارجية كما ورد في محاور هذه الندوة، فإنه لابد من تفعيل الأداء المجتمعي على المسار الأخلاقي اتساقاً مع رسالة المجتمع بجميع مؤسساته في الدولة وبمنطلقاتها الإسلامية، وتحقيقاً لغاياتها ومضامينها الأخلاقية، ومواءمة ذلك مع طبيعة العصر وتحدياته ذات العلاقة بالبعد الأخلاقي في المجتمع.
لقد ظهر ما يسمى بالأمن الأخلاقي أو ما يمكن تسميته بالأمن الأخلاقي والمجتمعي؛ وهو من الموضوعات القديمة والحديثة في نفس الوقت, وأرى أنه يجب أخذه في الاعتبار، وإعادة طرحه من جديد؛ لأن له علاقة وثيقة بتطوير وبناء الأوطان والمجتمعات، وفي هذا الإطار يكتسب الأمن الأخلاقي دلالة خاصة، وتتعاظم أهميته في وقتنا الراهن، وذلك لما يحمله من مفاهيم معرفية وفكرية وثقافية ذات علاقة بالأفكار والقيم والممارسات والسلوك الأخلاقي، والذي بالضرورة سيكون تأثيره إيجابيًا أو سلبيًا على أخلاقيات المجتمع بفئاته المختلفة.
وتستطرد: والسؤال الذي يحق لنا معرفة إجابته؛ هو: أين دراساتنا وبحوثنا الجادة في ظروف هذه التحديات الأخلاقية في عصر العولمة وتأثير الإعلام المفتوح والفضاء الإلكتروني من إنترنت وإكسترانت وشبكات التواصل الاجتماعي على القيم الإيجابية بالمجتمع؛ وذلك ردعا للممارسات السلبية؟ وما أثرها على الأمن الأخلاقي والمجتمعي؟ وكيف يمكن التعامل معها بغية المحافظة على الفطرة وتوجيهها نحو الصلاح؟ وما أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها في أدائنا في مختلف المجالات من أجل تحقيق الأمن الأخلاقي المجتمعي؟ إن ما تثيره هذه التساؤلات وغيرها تدفعنا إلى السعي الجاد لإثراء مجتمعنا بالكثير من الدراسات، والتي تقوم بتشخيص أهم وأبرز التحديات المعاصرة ومقوماتها وآلياتها وفاعليتها في التأثير على الجانب الأخلاقي في تكوين المجتمعات.
كما أن علينا إلقاء الضوء على مفهوم الأمن الأخلاقي باعتباره بعدا أساسا من أبعاد الأمن في المجتمع، وأصبح ضرورة لأن من خلاله يمكن دراسة بعض الأبعاد الفاعلة في التنشئة الأخلاقية المجتمعية، إضافة إلى المساهمة في الجهد الدائم لبلورة الأفكار والمقترحات للتعامل مع أخطر ما يواجهه المجتمع في الوقت الراهن من قضايا في مجال الأمن والأخلاق.
المناهج.. والأخلاق
وعن خلو المناهج الدراسية من مواضيع تركز على الأخلاق وتربي النشء التربية الصحيحة، يقول حمد الراجحي نائب مدير دائرة العلوم الإنسانية للتربية الإسلامية: النظرة السائدة للمجتمع بشكل عام للطالب في الفترة الحالية صحيفة بيضاء، أستطيع أن أخط عليها ما أشاء؛ سواء كنت معلمًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا، والنظرة هذه قاصرة أثبتت حاليا ضعفها، والنظرة الحقيقية والصحيحة التي ينبغي النظر فيها للطالب باعتباره هو المستهدف، هو إنسان متكامل لكنه غير راشد، يمتلك كل المؤهلات والشعور والوجدان والنظرة البعدية التأملية، ولكن نحن بحاجة إلى تعزيز القيم باعتبارها موجودة بالأساس؛ حيث إن بعض القيم فطرية وأسرية واجتماعية مكتسبة، وينبغي على المجتمع بشتى أطيافه ومؤسساته أن ينظر للشاب أو الطالب مع بداية صباه على أنه إنسان راشد، وانطلاقا من ذلك النظر إلى المكونات القيمية التي تتضمن جانبا معرفيا ووجدانيا وسلوكيا، وتحليل الدراسات الحالية التي تم التوصل إليها في المناهج العمانية من الصعب القول بأن المنهج مهما كان حتى الرياضيات واللغة الإنجليزية مجرد من القيم، بحكم أن التربية ذاتها قائمة على القيم، وللأسف الشديد فإن الجانب المعرفي في المناهج الدراسية، يتناول القيم بصور متفاوتة ومتباينة من مادة لأخرى، وفق طبيعة المادة، ولكن لا أتفق مع من يعتقد بخلو المناهج من أي قيمة، صحيح أن البعد المعرفي قد يكون فيه ضعف ببعض الجوانب، ولكن ما نعانيه من تفعيل هذا الجانب المعرفي، والأبعاد الأخرى من الانفعالي الوجداني القلبي والبعد السلوكي، نحن بحاجة إلى البعدين، وللأسف فإن مسألة التقليد قد تلقي بظلالها السلبية على الهوية العمانية، وتصيبها بنوع من القصور والخلل. فقد أثبتت الدراسات العالمية أن أشد الفئات تأثرا بتمحور القيم وتغيرها هي الفئة بالمرحلة العمرية للطلاب بالمدارس وهي أكثر فئة متأثرة، وأما الجانب السلوكي (الممارسة) وكما هو واضح فهو أننا بحاجة إلى منظومة قيمية بأبعاد ثلاثية مع التركيز على الجانبين الوجداني والسلوكي، في المعلم قبل الطالب؛ باعتبار أن العملية التعليمية تتمحور حول المعلم وتحتاج إلى توجيه وإرشاد؛ فمن باب أولى أن أقرب شخص للطالب هو المعلم؛ حيث يقضي ساعات طويلة من النهار معه، ومع رفاقه وهم من سنه فيتأثرون تأثيرا سلبيا ما لم يوجهون التوجيه الراشد من المعلم، ويتساءل الراجحي: كيف يمكن للمعلم أن يوجه ما دام فاقد الشيء لا يعطيه؟ فوزارة التربية والتعليم وبكل أمانة بحاجة إلى منظومة قيمية أخلاقية، أو ما يعرف بأخلاقيات المهنة ولجميع المواد من التربية الإسلامية أو اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو الرياضيات.
الجانب القيمي
ويقول حمد الراجحي فيما يتعلق بالجاني القيمي: إنه في هذا السياق ينبغي أن نثمن ونقدر توجيهات صاحب الجلالة لاهتمامه بالجانب القيمي، خاصة في مادة التربية الإسلامية، وهناك لجان تم تشكيلها في هذا الشأن لإعادة النظر فيما يتم تدريسه ووضع مناهج جديدة.
ويضيف بأنه مع بداية العام الدراسي المقبل سيتم إضافة وحدات للصف الحادي عشر تهتم بالقيم، فضلا عن وجود لجنة مشكلة في الوزارة لمعالجة البعد القيمي في المناهج الدراسية بشكل عام. ويوضح الراجحي أن هذه اللجنة بدأت بدراسة ميدانية لمختلف القطاعات المؤثرة، ومنها المؤسسات المجتمعية؛ سواء كانت وزارة الأوقاف أو الإعلام، كما يتطلب الأمر أيضا التواصل مع أصحاب المؤسسات، وما هي القيم التي يرون ضرورة وضعها في المناهج الدراسية؟ وما توقعاتهم من الخريج؟ مشيرا إلى أن وضع المناهج الدراسية يتطلب تكاتفا مجتمعيا، وأن تشارك جميع الأطياف في صياغة المنظومة التعليمية.
ويمضي قائلا: إن غياب أي جزء من هذه المنظومة يشكل فجوة حقيقة، ولا ينبغي إلقاء اللوم بالكامل على المناهج الدراسية، دون إقرار حقيقة أنها تحتاج إلى تعديلات وإعادة النظر فيها.
ويشير الراجحي في هذا السياق، إلى أن الوزارة قدمت برامج تدريبية لتفعيل المنظومة القيمية وكيفية التعامل مع المنظومة الجديدة.
ويتطرق الراجحي إلى الحديث عن التأثير الخارجي أو الإعلامي، مشددا على أنه يحتاج إلى إعادة نظر، في ظل التطور المعرفي الهائل وانتشار وسائل الاتصالات. وفي هذا الجانب يتعين على الأسرة تفعيل الرقابة الذاتية، والتي يفقدها الطالب في مواضع كثيرة.
ويزيد الراجحي بأن الرقابة الذاتية مفقودة في المدرسة أو البيت أو حتى المؤسسات المجتمعية، وكذلك هي الحال في الخطاب الديني، مشددا على أهمية أن تقوم الرقابة الذاتية دورا بارزا في رسم الطريق السليم للفرد.
تداخل مفهومي التربية والرعاية
وتنتقل الندوة في هذه النقطة إلى الحديث عن دور المساجد والخطاب الديني في تعزيز القيم، وهنا يتدخل صالح البراشدي، بالقول: إن المسجد يرتبط بشكل وثيق مع الأسرة والمدرسة في تعزيز القيم والنهوض بالأخلاق المجتمعية. ويضيف بأنه بالمقارنة بين وضع التعليم في الماضي ونظيره في الحاضر، يتضح أن غياب مدارس القرآن الكريم أثرت بالسلب؛ حيث كانت هذه المدارس المعروفة باسم "الكُتَّاب" تستقطب الأطفال من عمر 3 سنوات وحتى سن دخول المدرسة، وكان معول عليها العديد من القيم والأخلاقيات، إلا أن كل ذلك تلاشى بعد جيل الثمانينات، كما أن غياب وسائل العقاب في المدرسة ساهم على نحو كبير في تراجع القيم المجتمعية.
ويوضح البراشدي أن هناك تداخلًا بين مفهومي التربية والرعاية، فالتربية تكون في الصغر، وبعد أن يتخطى الطفل أعوامه السبع الأولى يدخل في مرحلة الرعاية، ويسميها البعض الرقابة الأسرية، ولكن في علم النفس فإن الأنسب تسميتها بمرحلة الرعاية الأسرية لا الرقابة الأسرية؛ لأن النبي صلي الله علي وسلم، قال: "علموا أولادكم الصلاة لسبع"، أي أن يبدأ هذا السن (سن الوعي) بعد بلوغ السابعة، فإذا كان هذا في عهد النبي صلى الله وعلية وسلم، وهو يخاطبنا هذا الخطاب فما بالنا اليوم مع تعدد وسائل الاعلام؟ لعل من كان ابن سبع أصبح ابن عشر سنوات اليوم. مؤكدا أنه يتعين على الأسرة التنبه جيدا للتحولات والتأثيرات الإعلامية على النشء، وهو ما يفوق تأثير المدرسة والأسرة.
ويتابع البراشدي قائلا: إن دور المدرسة تكميلي مع دور الأسرة، مستدركا أنه لا يمكن تربية الطلاب دون وجود منظومة من القيم والأخلاق. وأوضح البراشدي بأن غياب القدوة لدى الشباب أثر بالسلب على الجوانب القيمية والأخلاقية في المجتمع؛ فالعديد من الأسر لا تعتني بأبنائها حق الرعاية، وما يؤدي في النهاية إلى عدم وجود رقيب، وتركوا الأمر برمته إلى المدرسة.
ويمضي يقول: إن العمل يمثل محضنا قيميا؛ حيث إن الوظيفة تسهم في النهوض بالأخلاق أو تراجعها؛ فالموظف في أي مؤسسة سواء حكومية أو خاصة يتعامل مع من حوله وفقا لقيم وأخلاق تتحدد، وهو ما يفرض واقعا أخلاقيا محددا على العاملين في هذا المكان، غير أن البعض يسعى للانحراف عن القيم والبعد عن الدين.
التواصل بين الأجيال
ويرى صالح المعمري في هذا الإطار، أن المجتمع فقد رحاب "المجالسة"؛ حيث يجلس كل بيت عماني يناقش فيه أفراد الأسرة أحوالهم، ويجتمعون حول رب البيت، إلا أن هذا المجلس فقد دوره ولم يعد يستغل على النحو الأمثل. ويقول: إن غياب التواصل بين الأجيال المختلفة ساهم في تراجع القيم، وفقدت الصلة بين الأجيال خاصة بين الأب والأم، وبين الجيل الثاني الذي يمثل الأبناء.
ويتابع بالقول: إن الأب في كثير من الأحيان يعمل على تراجع هذا الصلات دون إدراك منه، فتراه لا يشرك الأبناء معه في كثير من الأمور ويتركهم مع التلفاز أو الحاسوب.
ويشدد المعمري على ضرورة احترام القيم والتواصل بين الأجيال، وتعلم لغة الخطاب، ويتم ذلك من خلال الوسائل المعروفة سواء المناهج الدراسية أو وسائل الإعلام.
ويضيف المعمري في حديثه بأن المحاضن التربوية أمر غاية في الأهمية. مشيرا إلى تراجع القيم في المجتمع، فضلا عن غياب الرقابة؛ سواء من قبل الأسرة أو الجهات المعنية كل في مكان عمله.
ويعود الحديث مرة أخرى للدكتور صالح البراشدي، حيث يضيف بأنه "فيما يتعلق بالأسرة، فإن اللقاءات العائلية تسهم بشكل كبير في تعزيز منظومة القيم، وغيابها يؤثر بالسلب عليها". ويوضح أنه مع تزايد أعمال الأسرة وتوجه أفراد الأسرة للعمل، لم يعد هناك وقت لمثل هذه اللقاءات؛ مما أفقد العائلة جو الدفء الأسري. ويشير إلى أنه إذا شارك الأب مع أفراد أسرته في جلسة عائلية على أن يتناوب الجميع مثل هذه اللقاءات، لزادت الحميمية لدى الأسر، وأثر ذلك بالإيجاب على الأخلاق والقيم؛ حيث إن الأسرة هي نواة المنظومة القيمية من خلال المشاركة في الحديث المهذب، والتعلم من التقاليد التي نتوارثها من الآباء والأجداد.
ويستطرد البراشدي: إن غياب التواصل الاجتماعي في الأسرة والعائلة والواحدة، أدى إلى عدم معرفة أفراد الأسرة ببعضهم البعض.
ويوضح بأن اللقاءات العائلية تسهم في التعارف والتواصل ومعرفة جوانب التقصير بين أفراد الأسرة الواحدة، وسيتم من خلال هذه المناقشات التخطيط للمستقبل وتعزيز التآلف الأسري وعودة السبلة ودورها في تعزيز قيم التواصل والأخلاق المتوارثة.

¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions