أستغفال أم أستهبال؟

    • أستغفال أم أستهبال؟

      من الرزايا التى أبتليت بها عمان الحبيبة صحافة ميّتة وعقول بعض المسئولين المتحجّرة، نعم هذه هى الحال بالنسبة لصحافتنا الموقّرة ولأعلامنا المجيد، أنتم تذكرون قبل سنوات فى حادثة أختطاف السفير العمانى فى الجزائر .. كيف وصلتكم الأخبار؟ لمدة يومين أو ئلائة كانت قناة الجزيرة تنشر هذا الخبر بتفاصيله وبعدها نهضت صحاقتنا العتيدة من بياتها الشتوى ونشرت هذا الخبر فى سطور قليلة جدا لا تتعدى الثمانية أسطر، وحتى تكمل هذه المسرحية الهابطة تم تظليل هذا الخبر باللون الأزرق وذلك برأيهم حتى يعطى الأهمية المناسبة.

      أما بالنسبة للأحداث الأخيرة التى جرت فى السلطنة عن مقتل سائح أجنبى قرب السفارة البريطانية فقناة الجزيرة كان لها قصب السبق فى نشر هذا الخبر، ثم تناقل هذا الخبر مواقع الأنترنت المحلية بشئ من التحليل وصحافتنا -والتى تستحق أن يطلق عليها بجدارة لقب الصحافة المدرسية- كانت لا تزال تغط فى سباتها العميق، أى أن تكرمت علينا جريدة الوطن اليوم -5 ديسمبر- بنشر خبر وهو بمثابة التنويه عن هذه الأحداث وأن الشرطة تقوم بالازم، أنطر يا ...، الملفت للنظر أن مساحة هذا الخبر تعادل بالضبط مساحة خبر أختطاف السفير قبل سنوات ألا أنه هذه المرة لم يكن الخبر مظلّلا بالأزرق .. هل لأن الخبر هذه المرة أقل أهمية؟ .. لا أدرى.

      رسالة وتساؤل ألى الأعلام والمسئول العمانيين:-

      ألى متى هذا الأستغفال والأستهبال بحق المواطن العمانى؟ متى برأيكم يحق للمواطن أن يعرف ماذا يجرى فى بلده وهو يعرف ماذا يجرى فى أقاصى الدنيا من شرقها ألى غربها ومن شمالها ألى جنوبها،؟ متى ستحترمون عقلية هذا المواطن وتعاملونه كشريك فى بناء الدولة وفى صنع حاضرها ومستقبلها وليس كما تعتبرونه مجرّد قاصر تسيّرونه كما تشاؤون؟ أن مثل هذه الأحداث تنقّص من قيمة الأعلام المحلّى ومصداقيّته عند المواطن العمانى، خذوا هذين المثالين الحيّين والخطيرين:-

      1- نشر الصحافة -المحلّية- قبل أشهر عن بدء العمل فى مشروع مصفاة صحار .. لعلّكم لا زلتم تذكرون هذا الخبر، أثنان من المسئولين فى هذه الشركة -مصفاة صحار-أكّدا لى أن الشركة لم تحصل بعد على التمويل الازم لبدء المشروع حتى عند كتابة هذا الموضوع، أذا ماهى مصادر أعلامنا وصحافتنا الموقّرة وهل يتأكّدون من الخبر قبل نشرة أم أن المسألة لديهم نسخ وتلزيق.

      2- عمل أستفتاء فى جامعة السلطان قابوس أشترك فيه جمع كبير من الطلاّب والأكاديميّين والأساتذة فى الجامعة، وكان موضوع هذا الأستفتاء عن أهم المصادر الصحفيّة التى يلجئون أليها عندما يحتاجون ألى مصادر صحفيّة، هل تعلمون من فاز فى هذا الأستفتاء؟ جريدة الخليج الأماراتية، وهذا قليل من كثير.

      يبقى هنا دور المسئول الذى يحدّد ماذا يجب أن يعرف المواطن ومتى وكيف وماذا يجب أن لايعرف، وهذا المغفّل لا يدرى أن الدنيا كلّها أصبحت سماء مفتوحة لمن يريد أن يعرف فما عليه ألاّ أن يقلّب قنوات التلفزيون -الغير محليّة طبعا- والأنترنت جاهزة لتمدّك بآخر الأخبار.

      نرجع ونتسائل .. ألى متى ..
    • شكرا أخي حكيم العرب فقد اصاب قلمك كبد الحقيقه ، فعلا ما تزال صحافتنا وللاسف الشديد تمشي كالرجل المريض الذي لا يقوى على الحركه ، أحداث كثيره تحصل هنا في ارض الغبيراء ولكن للاسف الشديد التكتم لمثل هذه الاخبار لهو الشيء المحزن في هذا ، ولكن في اعتقادي الشخصي هو ليس تكاسلا او تهاونا او عدم مبالاة ، بالعكس فمثل هذه الاخبار الجيده ستعطي بلا شك زخما قويا ومردود في عمليات البيع لأي جريدة تنشر مثل هذه الاخبار ، ولكن السبب القوي والوحيد في ذلك ، هو التكتم وتكميم افواه الصحافه من قبل الحكومه .

      وفي موضوع مقتل السائح الالماني تطالعنا الجرائد المجاورة وقصدي المجاورة صحافة دولة الامارات العربية المتحده في نشر مثل هذا الخبر من فتره ، مما استدعت الحكومة الرشيدة بأن تقوم الصحافة العالمية المحليه بنشر خبر صغير جدا مثل خبر ( هروب عامل )

      والرابط لصحيفة البيان ستجده هنا :
      albayan.ae/servlet/Satellite?p…&c=Page&cid=1051779430164