طلبتنا... هزموا حكومتنا! / محمد العوضي /خواطر قلم ~ جريدة الرأي

    • طلبتنا... هزموا حكومتنا! / محمد العوضي /خواطر قلم ~ جريدة الرأي


      جريدة الشرق الأوسط وفي الصفحة الأولى قبل أربعة أيام تقريبا نشرت وبالخط العريض: الجهات التعليمية السعودية تدرس ظاهرة التسيب في غياب الطلبة.
      وسرعان ما أسقطتُ الخبر على واقعنا التعليمي السلبي المتنامي بشكل لافت للجميع في ما يخص التسيب والإهمال.
      في السابق كانت العطلة يوم الجمعة فقط، وعطلة الربيع أسبوعان وبعض المناسبات،
      أما في هذه الأيام يكاد يكون العُرف الساري لدى الجميع بأن كل عطلة يوم أو يومين خلال العام الدراسي تتحول الى أسبوع أو أكثر (يومان قبلها ويومان بعدها) أو أكثر،
      وصار الطالب المجتهد والجاد يذهب ويجلس في الفصل وحيدا وما إن تبدأ الدراسة بساعة أو ساعتين حتى تقول له إدارة المدرسة اتصل بوالديك ليأخذاك.
      الأسرة مهزومة وإدارة المدرسة مهزومة ووزارة التربية مدحورة، والطالب الجاد يعيش في غُربة، وأما الانتصار الوهمي فقد كان من نصيب الطلبة الغائبين.

      من خلال تويتر والواتس آب يتواصى الطلبة ويتفقون على الغياب، ويحققون أمرا واقعا، ولا يمكن إغفال دور بعض المدرسين الفرحين بهذا الفلتان أو اللامبالين،
      كما لا يمكن السكوت عن بعض أولياء الأمور الذين يستوي عندهم الأمر، بل هناك أسر تكمل الإجازة في سفرها لعلمها بعدم جديّة حضور الطلبة الى المدارس
      في الأيام الواقعة بين العطل، وما قبلها وبعدها!!
      في الأمس مثلا في كل فصل دراسي حضر عندي (10) طلبة من أصل (60)!! يحصل هذا في بلد وسائل المواصلات فيه متاحة لكل إنسان في مساحة جغرافية لا تُذكر.
      هناك خلل كبير يحتاج وقفة بل محاسبة بعد تشخيص لآفة اجتماعية تربوية عامة، تكرّس كراهية الواجب وتؤسس ثقافة اللامبالاة وتخلق روح التكيف مع واقع الأمر الفاشل.
      بالأمس الساعة (12) ظهرا مررت بجوار مدرسة «دعيج الصباح الثانوية» فوجدت (4) طلبة وقفت وسألتهم كيف حضور الطلبة؟ قالوا نحن الأربعة الوحيدون في الفصل.
      وقال لي ولدي ولديه كورس (ميداني) من إحدى المدارس، يقول المدرسة خاوية من الطلبة، وحصل أمامه هذا المشهد.
      ولي أمر طالب جاء للناظر وقال: أريد ورقة طبية لولدي، فقال له الناظر: أي طبية؟! المدرسة كلها غايبة!!
      الآفة كبيرة، كيف؟!... ثم كيف استطاع طلبتنا وأطفالنا هزيمتنا وهزيمة حكومتنا؟!