عواصم - وكالات الانباءاعلن مصدر امني في دمشق ان الجيش السوري سيطر على حي بابا عمرو في حمص بالكامل. وقال المصدر «سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه». من جهته، نفذ «الجيش الحر» امس انسحابا «تكتيكيا» من حي بابا عمرو .وقال قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد ان قواته «انسحبت من بابا عمرو انسحابا تكتيكيا حفاظا على ما تبقى من الاهالي والمدنيين».وقال المرصد السوري في بيان «استشهد 17 مواطنا في بساتين حي بابا عمرو التي اقتحمتها القوات النظامية السورية وبدات حملة مداهمات واعتقالات فيها». وفي وقت سابق، اكد النظام السوري عبر التلفزيون الرسمي ان الجيش النظامي سيطهر حمص قريبا من «الإرهابيين»، فيما حذرت المعارضة من حدوث مذابح في المدينة ، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان من أن القوات النظامية قد ترتكب «المزيد من المجازر» في حمص. وقال إن القوات الحكومة تعهدت بدخول المناطق المحاصرة «حتى لو كان ذلك على جثث الآلاف من المدنيين والمنشقين»، وفي هذا الاطار ، قال دبلوماسي غربي بارز «كل الدلائل من حمص تشير الي انهم يحاولون القضاء على المقاومة».
وواوضح الناشط ابو عطا من حمص ان الجيش «نصب مدافع جديدة في محيط حيي بابا عمرو والخالدية، وانه وجه اليوم انذارات عبر مكبرات الصوت الى السكان لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء». واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع، وانه «سيقتحم المدينة». وأوضح الناشط محمد الحمصي أن الجيش السوري يحاول إدخال مشاته من خلال ساحة الباسل لكرة القدم، لافتا إلى أن هناك مواجهات شرسة بالبنادق الآلية والمدفعية الثقيلة.
من جانبه، قال مهيمن الرميض عضو بالمجلس العسكري الثوري الاعلى الذي يشرف على الجيش الحر ان مقاتلي المعارضة في بابا عمرو يتصدون بالرشاشات وقذائف المورتر لاكثر من سبعة الاف جندي من القوات الحكومية مدعومين بالمدفعية الثقيلة والصواريخ ، مؤكدا ان مقاتلي المعارضة دحروا محاولة للقوات الحكومية للتقدم الي بابا عمرو من منطقة حكورة على المشارف الشمالية للحي. ووعدت قوات المعارضة بتصعيد هجماتها في اماكن اخرى في سوريا لمحاولة تخفيف الضغط على حمص. وقال الرميض من منطقة في تركيا قرب الحدود السورية «ستكون بابا عمرو هي التي تقصم ظهر النظام من القامشلي شرقا الي درعا جنوبا والي ادلب شمالا.. اليوم جميع كتائب الجيش السوري الحر اتصلت بنا وتتوعد بعمليات عسكرية للانتقام من الهجوم على بابا عمرو وعمليات لتعطيل وصول الامدادات الي حمص». وتمكن «الجيش الحر» حتى صباح امس من صد هجوم الجيش النظامي على حي بابا عمرو.و قالت مصادر قيادية في «الجيش الحر»، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط « إن «عناصره لا تزال تتصدى لقوات الأسد التي لم تتمكن من دخول سوى أطراف للحي». وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ان «عناصر الجيش الحر تمكنوا من صد محاولة اقتحام بابا عمرو، وهم صامدون فيه»، مضيفا «لم يدخل الجيش النظامي الحي، الاشتباكات تدور في الخارج».
في هذه الاثناء، اعلن المجلس الوطني المعارض تشكيل «المجلس العسكري» المكلف الاشراف على المقاومة المسلحة. وقال رئيس المجلس برهان غليون «قرر المجلس الوطني «انشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين... لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة».واضاف غليون ان المجلس سيعمل على «توفير كل ما تحتاجه المقاومة والجيش الحر من اجل القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه وتأمين الحماية اللازمة للمدنيين ورعاية الثوار».وتابع ان المجلس «سيعمل على الحيلولة دون حالة التشتت والفوضى في انتشار واستعمال السلاح، ومنع أي اختراقات
أو تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة السورية والمصلحة الوطنية العليا». وقال انه تباحث مع العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر والعميد مصطفى الشيخ الذي يتزعم «المجلس العسكري الثوري الاعلى وهما «موافقان على الانضمام الى المكتب».
في التعاطي الدولي مع الاحداث، قررت بريطانيا سحب كل موظفيها الدبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها «لاسباب امنية» .وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «اود ان ابلغ مجلس العموم بانني اتخذت القرار بتعليق خدمات سفارة بريطانيا في دمشق وسحب كل الموظفين الدبلوماسيين لاسباب امنية». من جانبها، اعلنت الحكومة السويسرية انها أغلقت رسميا سفارتها في دمشق بعد ثلاثة أسابيع من اغلاقها بشكل مؤقت وبعد أن حثت رعايها على مغادرة البلاد واستدعت سفيرها في اب الماضي للتشاور.
ياتي ذلك فيما تبنى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان قرارا يدعو مرة اخرى الحكومة السورية الى وقف انتهاكات حقوق الانسان في سوريا ويدعو نظام الرئيس بشار الاسد الى السماح للامم المتحدة وللوكالات الانسانية ب»الوصول بدون عائق» الى البلاد. وقامت الدول ال47 الاعضاء في مجلس حقوق الانسان بالتصويت على مشروع القرار الذي تم تبنيه بتاييد 37 صوتا ومعارضة ثلاثة (الصين وروسيا وكوبا) وامتناع ثلاث دول هي الاكوادور والهند والفيليبين. وفي الوقت الذي اعلنت فيه دمشق استعدادها «للتشاور حول موعد» لزيارة مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الى سوريا،اعلن كوفي انان، الموفد الجديد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، انه يأمل التوجه «قريبا» الى دمشق وتسليمها «رسالة واضحة: اعمال العنف يجب ان تتوقف وان تصل الوكالات الانسانية» الى السكان.
ورغم البحث المحموم عن سيل اغاثة المدنيين ، وصف هيثم المناع، من لجنة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي السورية المعارضة فكرة اقامة ممرات انسانية بـ»السيئة جدا» ، داعيا لاقتراح» افكار قابلة للتطبيق»، معتبرا ان «الاجدى هو عقد اجتماع بين البلدان المعنية والتوصل الى اتفاق سياسي»، مقترحا ان يضم الاجتماع الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا والدول العربية المعتدلة مثل مصر وتونس والمغرب.
عربيا، اعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون الاربعاء المقبل في السابع من اذاراجتماعا مع نظيرهم الروسي لبحث الاوضاع في سوريا. واكد الوزير ان دول مجلس التعاون ستعبر عن خيبة الامل الخليجية من الموقف الروسي» ازاء الازمة وستدعو روسيا لاتخاذ موقف يلبي طموحات الشعب السوري».
من جانبه، اكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني ستعداد بلاده لدرس «كل الخيارات» لانقاذ الشعب السوري. وقال في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز «علينا ان ندرس كل الخيارات لانقاذ الشعب السوري ..من المهم جدا وقف المجازر»،نفيا بشكل قاطع وجود جنود قطرييين في الاراضي السورية.
في المقابل، اعلن وزير خارجية فنزويلا رافايل راميريز انه مستعد لارسال المزيد من المحروقات الى سوريا اذا ما طلبت منه ذلك. وسلمت فنزويلا شحنتين من 300 الف برميل لسوريا في الاونة الاخيرة.واعتبر راميريز ان سوريا «تتعرض للمضايقة من الامبريالية التي تسعى لقلب» نظام الرئيس بشار الاسد.