حكاية لها مائة بداية .... ( الجزء الاول ) - جديد مبرو

    • حكاية لها مائة بداية .... ( الجزء الاول ) - جديد مبرو





      ( الجزء الاول )







      كنت فين ياوعد يامقدر ... دي خزانه وبابها مسدر







      عندما بلغ سليمان العاشرةمن عمره

      بدأت حكاية جديدة



      ( 1 )

      زينة الشباب



      *** الحكايه بدأت وقتماغابت شمس النجع ونعقت الغربان فوق الشجر ، فدوي صوت الرصاص في ليله البهيم ، وارتفع الصراخ ، قفزت نفيسه ام سليمان منمكانها ولطمت علي وجهها وشقت جلبابها فعرف الجميع ان اخيها " شفيق "زينة شباب النجع قد قتل ثأرا ، كانت تعرف نفيسه ان الدور عليه ، قُتل عاصم ولدالمحموديين شابا يافعا برصاصة خرجت من ظلمه حقول القصب ، المحمودين عرفوا ان ابنهممات برصاصه لشفيق ثأرا لمقتل ابن عمه الذي لم يترك الا شقيقات لن يحملن السلاحثأرا له ، تطوع شفيق وقرر يقتل عاصم ثارا لابن عمه وصديق ايام طفولته ، المحمودينعرفوا بأن ثأرهم عند شفيق وكذا عائله واكد عرفوا ان ابنهم مصيرة الموت ..
      عرفت نفيسه ان المحموديين لن يتركوا ثأرهم ولنيتوانوا عن الاخذ به من شفيق ، بكت نفيسه طويلا وقتما عرفت ان اخيها الوحيدسيغادرهم قريب ، نعم الاعمار بيد الله ، لكنها تعرف القوانين الصارمه لنجعهمالصغير ، من قتل يقتل ولو بعد حين ، هذا هو القانون الوحيد الذي يعرفه النجعويطبقه بمنتهي الصرامه ، عرفت نفيسه ان اخيها الكبير وفرحة ابيها سيقتل قريبا ،بكت ولطمت وتمنت لو مات المحموديين جميعا ليتركوا لشقيقها حياته وبقية ايام عمره ،كانت تعرف لكنها لم تطالبه بالهروب ولا بالاختفاء في الجبل مع المطاردين ، اختفاءهعار وهروبه عار وموته - لو افلح المحمودين في اصطياده وازهاق روحه وقفص حياته -موته واجب عليه سترد عائلته عليه وبسرعه بالقصاص من احد المحموديين حسب ترتيبالادوار ... لذا عندما دوي الرصاص في الليل ، عرفت ان ماكانت تخشاه قد حدث ..
      صبغت نفيسه وجهها بالنيلهالزرقاء وحلت شعرها ولطمت وصرخت وبكت زينه الشباب الذي انتهي عمره سريعا وفاءاللعبه الموت !!!
      اختفي شفيق من حياةسليمان وكان خاله الحبيب ، يصحبه للحقول ويعلمه صيد العصافير ويغني له بصوتهالرخيم مواويل السيرة الهلاليه وياخذه معه للصلاة يوم الجمعه ، كان خاله وكأنه شقيقهالاكبر فاوجعه اختفاءه وموته ، سال امه عن سبب موت خاله الشاب وهو يعلم ان الموتللعجائز ، شرحت له امه ان الثأر يقصف اعمار الشباب وكله واجب وحق وسلف ودينو................. سرعان مادوي الرصاص في الليل فزغردت امه وذبحت الخروف الذيكانت تسمنه لذلك اليوم واعلنت انها ستتقبل العزاء في اخيها ودره قلبها وان عائلهالواكد رجاله ولاد رجاله مايسيبوش تارهم ولا يتوانوا عنه ،و...................... ودوي الرصاص في الليل ................. ودوي الرصاص في الليل .................ودوي الرصاص فيالليل و.......................مات زينه الشباب من هناك ومن هناك ، من هذه العائلهوتلك و..................فقد سليمان وغيره كثيرين احبائهم في لعبه الموت التيتنتقل طابتها بين ايدي العائلات وبنادقهم ، الكل يقتل والكل يبكي والثأر مستمر!!!!




      ( 2 )

      الحياة الذليلة



      *** الحكايه بدأت وقتماسال سليمان امه "" ليه يااماي "" لم تفهم سؤاله ، كرره عليها ""ليه يااماي ، ليه كان لازم يتقتلوا ؟؟؟ "" شرحت له ان العائلات تعيشبشرفها العالي والعائله لاشرف لها لو هرب رجالها من الثأر ، يموتوا لاجل العيلهوحكم العادات والتقاليد والشرف والهيبة !!! كل اجاباتها لم تقنعه ، كان يحب خاله شفيقويتمناه يعيش عمرا طويلا !!! شرحت له امه ""افهم ياولد علشان وقت الجد تسد ، افهم ، لما يكتلوا لينا كتيل مابدهاش نرد ونموتااقليتها واحد من عندهم ، لو سبناهم في حالهم يستوطوا حيطتنا ويجوروا علي هيبتناوتبقي الحياه ذليله مالهاش عازة !!! ""
      كانت تخطب في ابنهابمنتهي الحماس والقوة والثقه ، هذا هو شرف العائلات التي علي كل اولادها تحافظعليه ، كاد سليمان يصدقها لكن قطرات الدمع التي تتسلل من طرف عينيها تنزلق عليوجنتيها اربكته ، هل يصدق لسانها ام دمع عينيها !!!
      ""بس ايوة يعنييااماي ليه كتلوا خالي شفيق ده انا كنت باحبه قوي وخالي مظلوم ماكتلش حد ولا عملمعصية"" وانفجر في البكاء تأسيا علي خاله الذي مات في عز شبابه ، شاركتهنفيسه البكاء لكنها سرعان ماتمالكت نفسها ""حظه ونصيبه ياولد ومحدشبيموت قبل ميعاده ولاناقص عمر ، كل حي بيشوف نصيبه دي حياتنا وعوايدنا!!!""يبكي خاله ويبكي ويكره حياتهم وعوايدهم !
      ""الحياةالذليلة مالهاش عازة !!! ""عباره سمعها سليمان كثيرا من امه واخته وبقيهاهل النجع ... لكن سنوات عمره العشر وقتها لم تستوعب معني تلك العبارة بحق !!!
      ""الحياهالذليلة مالهاش عازة !!!"" ليتك ياسليمان فهمت ماقالته امك وقتها !!!




      ( 3 )

      النبوغ



      *** الحكاية بدأت وقتماقابل ابيه الشيخ عبد الكريم الفضل الخواجة ماتياس استاذ العلوم في المدرسهالابتدائية القديمة، تقابلا بعد صلاة العصر والشيخ عبد الكريم عائد لمنزله وماتياسايضا ، اوضح له ماتياس ان ابنه سليمان ، يبارك فيه الرب ، عقله منتبه ومصحصح والليزيه قليل ، لو عندي ولد زيه ياشيخنا ادفعه في طريق العلم ، ماتخليهوش في النجعياعم الشيخ ، النجع اصغر منه ومن عقله ومن ذكاوته ، ابعته يتعلم ، بكره يفلح وينبغويشرفك !!!! اقتنع عبد الكريم بحديث الخواجه وصمم يوفر لسليمان كل مايقوي عليهليتعلم وينبغ ويشرفه !!!




      وعندما بلغ سليمانالثلاثين من عمره

      بدأت حكايه جديدة



      ( 1 )

      النيلة الزرقا



      *** والحكايه بدأت وقتما دويصوت الرصاص في سماء النجع المنتظر لطائر الموت ، الشيخ رجب قتل وثأره ستدويرصاصاته سريعا ، هاهي الرصاصات تمزق حجب الترقب والفزع ، تسمع نفيسة دوي الرصاصوينقبض قلبها ، ليست طرفا في ذلك الثأر لكن قلبها يخطرها بمصيبه حطت علي دارها ،طرقات علي بابها تعلن ان القتيل يخصها ، مصطفي غارق في دماءه محمولا علي اعناقالرجال ، لم تصوت ولم تصرخ ولم تبكي ، و.......... صبغت ام مصطفي وجهها بالنيلهالزرقاء وصمتت وقلبها محروق علي مصطفي ومااصابه ، تنتظر سليمان ومالذي سيفعله ثأرالاخيه ، ساعات قليله بعد دفن مصطفي والحزن مشتعل في كل القلوب ، نادته وكأنهاتخبره بخبر لايعرفه "" الولد سميح كتل مصطفي ياداكتور"" همس حزينا علي اخيه " انتم اللي قتلتم مصطفي وكل مصطفي زيه ،واحد يقتل والتاني يتقتل وسيف وداير علي رؤوس الرجال ، كل ده بسبب العاداتوالتقاليد وسلو الاهالي ، بصراحه ده جهل فظيع كل اللي بيحصل ده "" وقررينصب صوان العزاء ويتلقي العزاء في اخيه الحبيب و" كفايه جهل بقي وكفايه دم "!!!! لطمت صفية وتواري الرجال من صوان العزاء حزنا وقهره علي مصطفي اللي مات" فطيس " !!!!
      مات الاب وقتل مصطفيوقهرت الام و..............غادر سليمان النجع ليعيش في القاهره تاركا عائلته تعيشعارها لان ثأر مصطفي لم ياخذه سليمان وحذرهم " مش بتقولوا ده تاري انا ، خلاصمحدش منكم له دعوة " واختفي من النجع !!!! مرت سنوات كثيره وهو يترددعلي النجع في اجازاته القصيرة ويبقي معظم وقته في القاهره ، سنوات متلاحقه يغيب ويعود يتمني يجد النجع قد خلع عباءتهوافكاره وعاداته وتقاليده ، وكل مره يمني بالفشل فالنجع يزداد صرامه وقسوه وانغلاقعلي نفسه !!!! سنوات طويلة يغيب ويعود ،وهو غريب عن النجع وغربته تزداد ، يتوه في الدروب ولايعرف الاطفال ولا يحمل سلاحهفوق كتفه ولا يرتدي الجلباب والعباءه ولا يرفع راس امه التي قهرها الحزن علي قتلمصطفي وضياع دمه بلا ثأر ولا كرامه !!! وحين يعود للنجع ، كل مرهتساله " ياولد ماصعبش عليك اخوك ، تاخد تاره وتريحه في جبره " يسخر منهابادب " هو مرتاح ياحاجه " تهمس بوجع " بس حنا مش مرتاحين وروحهبتتعارك معانا كل يوم ، لاعيل مستنينه يكبر ياخد تاره ولا اخ حافظ علي كرامته ولاراجل يستجري يزيحك وياخد دروك ويبرد نارنا " يربت علي كفها " ربكمابيعملش غير الخير ياام مصطفي واللي حصل كله خير ، كفايانا قتل بقي ، ومصطفي اللهيرحمه مات واستريح ، ادعي له ياامه " تنصت لكلامه وتلمح البرود في مقلتيهفتخرس غاضبه وتتمناه مات " مضع " مصطفي وبقي لها الابن الفالح يشرفهالكن العذاب نصيبها والابن الفالح مات و ""بقي سليمان كيف الخواجات""بجوارها يجرس ولا يشرف !!!!
      و..... ""اهياغلبك ياام مصطفي وياحظك الشين في ابنك اللي لامحصل رجاله ولا محصل حريم !!!!ا..سنه خلف سنه وسميح في السجن وسليمان في القاهره ومصطفي في قبره والام تبكي والاختتنوح والنجع يغرق اكثر واكثر في قسوته وظلامه الرهيب !!!


      ( 2 )

      من ساب داره اتقل مقداره



      *** والحكايه بدأت منذزمن بعيد ، وقتما سافر سليمان يدرس خارج النجع وخارج الوطن وعاد دكتور "كبارة " يرتدي البدله والكرافته ويحمل في قلبه شوق لبلاد الخواجات وتأفف منالنجع المتخلف بعاداته وتقاليده ... كيف سافر ولماذا عاد ، هذا ليس موضوع حكايتناوليس مهم !!! المهم انه وقتما عاد للنجع وكأنه مازال ابنه ،عاد مغتربا ، دون يدري ودون ينتبه انتمي للبلاد البعيدة التي سافر اليها ولميعد ، وحين اقام ابيه الحاج عبد الكريم ليلة لاهل الله احتفالا بعودة ابنه من بلادالغربة ، وقف سليمان يستقبل ضيوف ابيه بالبدله ورفض يعود لاصله ويرتدي الجلابيةوالعباءة الانيقة الموشاة بالذهب التي اشتراها له ابيه فرحا بعودته وشهادتهالكبيرة والمقام العالي الذي وصل اليه فشرف اهل النجع كلهم - او هكذا كان يظن - ،وقف سليمان وسط الرجال عاري الراس بلا عمة كمثل ابيه واخيه وبقيه رجال النجعفصدمهم جميعا واولهم ابيه ، احسه عائد بلا قلب وبلا روح فاخذ يحدق فيه طويلا يبحث عن ابنه الذي عادوكأنه اخر غريب يحتل جسده بلا قلب وبلاروح!!! سليمان في بلاد الغربة ، انتمي لبلاد الغربه وحلم يبقي فيها لكن دموعامه اعادته للوطن والنجع ، ترك صديقته الخواجايه بشعرها الاصفر وترك العالم المتقدموعاد للنجع لايفكر الا في الرحيل وميعاده ، تمني ابيه يفتح له مستشفي تحمل اسمالعائله ويديرها انبغ ابناءها لكن النجع اصغر من المستشفي و اكبر من المستوصف الذييعالج فيه ابناء النجع فبقيت الامنيه في قلب صاحبها ورحلت معه وقتما رحل عنالدنيا ، تمني سليمان يقوي يفاتح ابيه برغبته في الاقامه في القاهرة ، هناك سيمارسالطب ويعيش حياه اكثر حريه وتمدن من النجع الصغير الغارق في عاداته وتقاليدهوقسوته ، لكن ابيه لم يمنحه تلك الفرصه ، امسك قلبه وتوجع منه واشتكي من ضيق النفسوالم في ذراعه الايسر وسرعان مالفظ انفاسه الاخيره بين ذراعية في نوبه قلبيهمفاجئه عجز الابن الطبيب عن معالجته منها ، ففقد النجع الثقه في الدكتور المغتربالذي عجز عن انقاذ حياه ابيه وعجز يلقنه الشهادتين وتعلثم في نطقها لولا اخيهمصطفي الذي انقذ ابيه من عذاب الاخره وقهره الدنيا فهجم عليه وانطقه بالشهادتينفمات مؤمن وموحد بالله !!!! تهامس الناس في النجع ، اذا كان عجز عن علاج ابيه وتاجراسه مالذي سيفعله في اولادنا الذين لايهموه!!! همهم الرجال في النجع وتناسواشهادته الكبيره وتجاهلوه !!! هو سليمان ابن عبد الكريم ولد الفضل وبس كده ، ولادكتور ولاحكيم ولا كشف ولا برشامه ، مالناش صالح به ، هكذا قرروا!!! سالتهالام وقتما عرفت موت ابيه بين ذراعيه وعجزه عن علاجه "امال العلام لزمته ايهياولد ؟؟" فنهرها مصطفي ان الاعمار بيد الله ، ونعم بالله ، همست الام لكنسؤالها بقي بلا اجابه !!!!




      ( 3 )

      الغائب الغائب



      ***والحكايه بدأت وقتما عاد سليمان من بلاد الغربه ولم يعد ، صدم عائلته واهل النجعوقتما وقف في عزاء ابيه يبكي ، صدم الرجاللايصدقون ان ولد عبد الكريم وابن عائلة الفضل الاستاذ الدكتور سليمان نسي "عوايدهم " ووقف علي باب الصوان يبكي وينوح مثل النساء ، امه كادت تلطمه عليوجهه عندما علمت بال" مصيبة " التي ارتكبها ، تذكره بمكانته التياحتلها بعد موت ابيه " صرت الكبير والكبير مايعومش علي عوم الصغار والرجالهماتنوحش الا لو اتكسرت الشر عنك بعيد " شرح لها ان البكاء احساس انساني طبيعيوانه كان يحب ابيه وحزين لفقده !!! لم تفهم امه كل تلك الكلمات لكنها احست العارالذي جلبه الدكتور ببكاءه وسط الرجاله ، " لو حرمه افهم ولو اني حريمنامابينوحش ، لكن تعفر شنبك بدمع العين ، ماافهماش ابدا مهما قلت ومهما تجول" !!!
      مصطفي اخيه الصغير ، وقففي الصوان ، ملو هدومه ، راجل من ضهر راجل ، شنب وجلابيه وعبايه وعصايه ابوهوسبحته الكهرمان ، يستقبل الرجاله ويودعهم وروح ابيه فوق كتفه تشهد له برجولة اصيلةلاتخفي عن احد ، مصطفي هو الكبير ، هكذا قالت الام لنفسها ، ستعتمد عليه في شئونهاوالطين في حجره والنسوان في رقبته والفلوس في خزنته وهو اللي تأمن له وتسند عليه ،لكن سميح ولد الرضوانيه لم يتركها تهنأ بمصطفي ولا تركن ذراعها علي ساعده وحرمهامن قوته التي سيحمل بها نعشها يوم "الروحة الاخيرة" ، سميح ولدالرضوانية قتل مصطفي ثأرا لابيه ، بعدما تهور بيومي ابن فاطنه الشقيقه الصغريللحاج عبد الكريم وقتل الشيخ رجب ثأرا لابن اخته الشاب الارعن الذي سخر مناحد الرضوانيه فقتله احد خادميهم عقابا علي قله ادبه وقله ربايته!!!!
      بيومي قتل الشيخ رجب كبيرعائله الرضوانيه ثأرا للشاب الارعن عقيل !!!
      والمقام غير المقاموالهيبه غير الهيبه والراس غير الراس !!!
      بيومي قتل الشيخ رجب غدر، الشيخ رجب يعرف ان احد شباب الرضوانيه قتل ، عرف ولم يكترث ، سمع صراخ الرضوانيهفسأل عما حدث ، اخبروه ان عقيل قتل برصاصاحد خدمهم ، عرف ان في عائلتهم قتيل قريب ، شاب سيموت ثارا لقتل عقيل ، لم يكترثالشيخ رجب ، عقيل شاب صغير وثأره مع شاب اخر تافه مثله ، الشيخ رجب لم يأخذ حذرهولم يحتاط لرعونه بيومي ، كيف يدرك انه صغير لدرجه انه لايحترم التقاليد ولاالعادات ولايفهم فيها ، لم يتصور الشيخ رجب ان عقيل سيقتله برصاصه حمقاء وهو عائدلداره ليلا وانه متربص به وينتظره علي راس الدرب الصغير الملتوي المظلم !!!
      قتل بيومي الشيخ رجب كبيرعائله الرضوانيه ثارا للشاب الصغير عقيل !!!!
      يانهار اسود وياسنه طين!!! صرخت نسوة الفضل في النجع !!!
      عقيل ارتكب جرما كبيراوقتما " طير " الرأس الكبيرة للرضوانيه ثأرا لولد صغير!!!
      ادركت نساء الفضل انكارثه ستلحق بهم واغلقوا عليهم الابواب وخبئوا الصغار وارتعبوا علي الكبار !!!
      عقيل قتل الشيخ رجب ،فاشتعلت الدنيا وقامت حريقتها ، الرضوانيه اصابتهم فجيعهفقدان الشيخ الكبير والفضل نهش الخوف قلوبهم لايعرفوا من ستطير رقبته!!!
      سميح ولد الرضوانيه قتلمصطفي الفضل عامدا متعمدا ، قتله لانه الابن الفالح بمعايير النجع ، راس العائلهوسندها وقلب امها ودراعها ، قتله وسار في شوارع النجع يطلق رصاصات بندقيته زهواوفخرا ، ودخل نقطه الشرطه بسلاحه ودم مصطفي علي جلبابه وطرف بلغته وفوهه بندقيته ،دخل نقطه الشرطه وسلم نفسه فخورا بقتل مصطفي ، لكن عائله الرضوانيه لم تنصب صوانالعزاء للشيخ رجب واعلنت ان ثأرها " الف راجل قصد سيد الرجاله وعين اعيانالنجع " وان بقية الثأر لسميح وان طال الزمن ، اوضح الرضوانيه ان بقيه ثأرالشيخ رجب مؤجل حتي يخرج سميح من السجن فلن يقتل رجال عائله الفضل الا برصاصهوان "" التأر متأجل والعزا كمان والسجن للرجاله والعار للمساخيط الليمالهمش عهد ولا كلمه ولابيحترموا قانون الثأر ولا طريقته المتعارف عليها ..




      ( 4 )

      الثأر او العار



      *** الحكايهبدأت وقتما قتل الشيخ رجب ولد الرضوانية راس العائله وعين اعيانها خسه ونداله ثأرالمقتل عقيل شاب تافه من عائلة الفضل لاتتساوي بينهما الرؤوس ولا المقامات ، عائلهالرضوانيه كانت تعرف ان عليها ثأر عقيل وجهزت بعض شبابها التافه ليموت وفاءا للدينوالندر والكرامة ، لكن بيومي الاحمق قتل الشيخ رجب ولد الرضوانيه وكبيرها ثأرا لمقتلعقيل واعلن ان راس التافه في عائله الفضل تتساوي برأس كبير عائله الرضوانيه ،يومها اختلط الحابل بالنابل وتغير القانون الذي يعرفه اهل النجع ويحترموه طيلهحياتهم ، التافه بالتافه والكبير بالكبير والصغير بالصغير والثأر سجال ، غير بيوميالقانون وقتل الشيخ الكبير ثأرا للصغير التافه فاعلنت الحرب واشتعلت نيرانها ،عائله الرضوانيه قررت الاتكتفي برجل او عشره ثارا لقتل الشيخ رجب ، وعائله الفضل قررتبعدما عاقبت بيومي بتسليمه للشرطه واهانته لتجاوزه قوانيهم واهدارها ، قررت تقدمشقيق بيومي واتفه ابناءها قربانا للثأر واعلن كبارها ""بعدما ياخدوا بتارهم من اخو القاتلمالناش عندهم تار ولايلزمناش رجاله منهم تاني كفايه اللي حصل " لكن عائلهالرضوانيه لم تلعب بقواعد عائله الفضل ورفضت تقتل اخو القاتل وقتلت مصطفي ولمتكتفي وتوعدت بقتل سليمان وكل رجاله عائله الغدارين ، وحبس سميح ومرت الاياموالسينين ليخرج هذه الايام فتبدأ الحكايه مره اخري ، الحكايه بدأت يوم قتل الشيخرجب خسه ونداله وخيمت الغربان السوداء فوق دور ولاد الرضوانيه واعطت الحاجه كاملهلولدها سميح البندقيه الالية ورجته يقتل كل رجال الفضل ، صبغت وجهها بالنيلهالزرقاء وربطت راسها بعصابه سوداء وانتظرت الدماء لتزغرد وتاخذ عزاء زوجها ، لكنسميح اطلق رصاصات خمس قتلت مصطفي وبحث عن سليمان في النجع وقتها فلم يجده فسلمنفسه للشرطه ، الحاجه كامله ذهبت للمحكمه وسخرت من القاضي ومن القانون ، وهمستلابنها في القفص " الحبس لاحيزودك ولا حينجصك ، لكن لو اتكتب لك عمر بعدماتخرج حتلاقي سلاحك مستنيك واللي اتفقنا علينا يحصل ويكون ، عايشه او ميته ده دينفي رجبتك ورجبه سلسلاك كله ووعد ومكتوب مامنوش مهرب " سميح وافقها ووعدهايقتل كل رجال عائله الفضل بعدما يخرج من محبسه وهاهي السنين والايام مرت واخرجهحسن السير والسلوك قبل ميعاده و.... كل شيء مقدر ومكتوب!!!


      ( 5 )

      شفيق



      *** والحكايه بدأت وقتما قرر سليمانالا ياخذ بثأر مصطفي ، لن يقتل " شفيق " اخر بلا ذنب ، كفانا شفيق واحد، شفيق مات ومصطفي مات ، من سيأتي عليه الدور يانجع الهم ، لن اقتل ثارا لمصطفيفيقتل اخر شفيق جديد ثأرا لدمه وتدور الدائره وتدور ويموت شفيق والف شفيق !!!!






      وعندما بلغ سليمان الخمسهوثلاثين من عمره

      بدأت حكايه جديدة





      ( 1 )

      العشق



      *** الحكايه بدأت بعد ماقتلمصطفي بعدة سنوات واكثر ، جلس سليمان بجوار امه في فراشها بعد الفجر ، ادركت انهسيخبرها بامر هام ، هذه عادته منذ كان صغيرا ، وقتما يرغب في الحديث معها "برواقه " و" هدوء " يتسلل لفراشها بعد الفجر ، يجدها تتمتمبالادعيه والاوراد ، يجلس بجوارها حتي تنتهي ويصبح عليها " يسعد صباحك يااممصطفي " ويبدأ حديثه ومباشرة ، اليوم عندما دخل عليها كانت تبكي ، نعم منذقتل مصطفي وهي تبكي كل صباح وقتما تدعوه له بالرحمه وعلي قاتليه بنار جهنم ، مسحتدموعها وقتما رأته ، لاتقبل يراها ضعيفه ، لست ضعيفه ياسليمان ولن اكون ، انا قويهكما ينبغي اكون ، ابوك مات وانا بميت راجل ، رساله ترسلها له كل ثانيه ، اقتدي بيياولدي وبابيك وكن رجل مثلما نفهم معني الرجوله ، احمل سلاحك واقتل الرضوانيه ثأرالاخيك ، يتسلم رسالتها ويتجاهلها ، جلس بجوارها وهي تدعو علي قتله مصطفي بالحرق فيالنار ، انتظرها تنتهي واخطرها برغبته في خطبة لبني ، ابنة الدكتور انور مديرالمستشفي الذي يعمل فيه ، اوضح لها "هي زميلتي ياامه وباحبها " حدقت فيهامه بعيونها الباكية " بتعشقها وهي بقي اللي سبيتك وخلتك تنسي اهلك وبلدكوتار اخوك " انتفض سليمان غاضب " ياامه دي حكايات قديمه وراحت لحالها ، عشرسنين واكتر علي موت مصطفي ولبني مالهاش دعوة باللي حصل في الماضي وفات وخلص"اشاحت بيديها في وجهه " عشر سنين ولا مية ، اهي ايام ولسه ليها بقيه ، مافيشحاجه خلصت ولا حتخلص ، ومصطفي ماماتش ، مصطفي اتكتل وتاره ضايع ، ياولد اسمعنيمافيش حاجه بتروح لحالها وتار اخوك في رقبتك وبدل ماتفكر تاخده ازاي ومن مين عايزتتجوز وتعشق وتعيش وكأن اخوك كلب ومات " رفضت امه طلبه واعلنت انه لن تحضر لهفرح وان بينها وبين فرحه تار مصطفي " مايبقاش ولدي محروق في قبره وانت عايزتعشق وتتعشق ولا كان اللي في عروقك ميه بارده مش دم رجاله احرار " اعلنت الامرفضها لطلبه وكذا صفيه ،صفيه تشاجرت معه " وفيها ايه لبني دي يزيد عن قمراتالنجع ، بنات متصانه وعائلات واصول وطين ونسب يشرف ، مين دي ومين ابوها وهي مينعلشان نفتح لها دورنا وبيوتنا وقلوبنا وتبقي واحده مننا " صفيه تريده يخطبواحده من بنات النجع ، يناسب عائله تمنح عائلته قوه وشرف ، نسب تتباهي به امام اهلزوجها الذي يسمعوها كل يوم كلام سم بعدما تنازل اخيها سليمان عن ثأر مصطفي ،ومعايرته المستمرة لها بان احد لن يخطيء مثله ويناسب عائلتهم التي تخلو من الرجالاصحاب الكلمه والهيبه !!! نظر لها سليمان لايصدق كلامها ولامبرر غضبها ، هو يحبلبني ولبني تحبه وهذا يكفيه ليتزوجها ولا يعنيه من ابيها ؟؟ ولا اصل عائلتها ،نظرت له صفيه لاتصدقه " وكأنك اتبدلت ياسليمان ولاكأنك عشت في وسطينا يومواحد !!!! وعاد سليمان للقاهره بغضب امه واصرار اكبر علي الزواج من لبني التي يحبها!!!! واللعنه علي النجع و" قمرات " النجع !!!!




      ( 2 )

      الزين للزينة !!!





      *** والحكايه بدأت وقتمانظر الدكتور انور لسليمان وسأله ، والست الوالدة مش حتشرفنا ، هز سليمان رأسه نفياوشرح لحماه العزيز ان " الوالده بعافية شويه ومابتخرجش من البلد " وصمتكانه يقول له ان الكلام في هذا الموضوع مغلق تماما ... بدي عدم الارتياح علي وجهالدكتور انور ، ليس صغير المقام حتي يزوج ابنته الجميله لرجل لاترضي عنه اسرته ،نعم هذا استنتاجه ورأيه ، فسليمان عريس ابنته من الصعيد وهم اهل واجب واصول وحينيتركوه يخطب وحده كاليتامي فهذه رساله عدم الرضاء عنه لايفهمها الا ابناء الاصولوالعائلات الاصيلة .. كاد يرفض طلبه لكن ابنته لبني التي تحب زميلها الدكتورسليمان شرحت لابيها انها وسليمان " متفقين علي كل حاجه يابابا زي ماانت عارف" وهي رساله لاتترك اراده او قرار للدكتور انور الذي ربي بناته علي الشجاعهوحريه الرأي والحق في اختيار شريك الحياه حتي لو كان رجلا لاترضي عنه اسرته ... لميحك سليمان لحماه قصته مع امه وثأر مصطفي الذي تنازل عنه ، لم يحك له كل هذا ، لكنالدكتور انور بذكاءه الشديد عرف ان سليمان ابن الجنوب ارتكبا جرما لايغتفر حتيتغضب عليه اسرته فلا يصاحبوه يوم خطبته ولا يقدموا له واجبهم وسندهم ودعمهمودعاءهم له بالفرح والذريه الصالحه !!!




      ( 3 )

      لما قالوا لي دي بنيةمالت الحيطه علي



      *** والحكايه بدأت وقتماتزوج سليمان من لبني بسرعه وفي حفل صغير واسكنها في بيت جميل اشتراه لها بعدما باعمن ميراث ابيه فدانين اشتراهم زوج شقيقته حتي لاتخرج ارض العائله في يد الغرباء ،تزوجها وطلب منها تستقيل من عملها وتحجج براحتها وعدم ارهاقها في العمل ومواعيدهالصعبه ، وافقته لانها كانت تحبه ، لم ينتبه للجنوبي القابع في بدنه لايقبل بخروجالنساء للعمل ولا احتكاكهن بالغرباء ، ولم تنتبه هي للجنوبي الذي يحتله فلم تفهمسر الحاحه عليها لترك العمل والتفرغ لرعايته ورعايه اطفاله الكثر ، باعتبارماسيكون باذن الله ، وافقته واستقالت من عملها وتفرغت لرعايته وسرعان ماحملت فيابنته التي لم يحب احد في الدنيا مثلها ، انجبت لبني "هنا " الابنةالصغيرة التي عشقها الاب ، حملها للنجع وقدمها لامه ، بنتي ياام مصطفي ، امه تعرفبزواجه لكنها لم تباركه ولم تبارك له ولم تحمل الواجب لبيت العروسه ولم تطلقالزغاريد ولم تذبح الذبائح اعلانا لاهل النجع ان سليمان قد تزوج ودخل دنيا ، عرفتانه تزوج وتوقعته ينجب فتاه ، فالرجل الذي لاياخذ بثأر اخيه لاينجب رجالا ، هكذاقررت وتوقعت واتت "هنا" لتؤكد رايها في ابنها الدكتور الذي غادرتالرجولة روحه وجسده وماء الحياة في بدنه ، لن تنجب الا الاناث ياسليمان ، همستوقتما عرفت بزواجه ، وربنا يكفيك عارهم ، خائفه عليه من نذالته ترتد عليه في بناتهوشرفهن ، لم يخطرها قبلما يصحب زوجته وابنته لدارها ، قرر يفاجئها ، تصورها ستصفحعنه وقتما تري صغيرته في حضنها ، احبت امه الصغيرة وابتسمت للزوجه بادب وهنئتهابالزواج وبكت بكاءا مريرا فمصطفي قتل قبلما ينجب الولد ويمد فرع العائله ويعلياسمها ، وجسده في القبر يحترق بالثأر الذي لم ياخذه سليمان !!!!
      وبعدها بخمس سنوات ،انجبت لبني " فرح " الابنه الثانية لسليمان ، حملها لامه ، قبلتها وسخرتمنه في قراره نفسها ، عمرك ماحتمد جدر ياسليمان ولا ترفع اسم ولا تشيل رايه ،خلفتك كلها بنات لو خلفت مراتك ميت بطن ، وبعدها بسنتين انجبت لبني " نور" وفرح سليمان بالابنه الثالثه وتمني في اعماقه لو تنجب زوجته صبيا يحمل اسمالعائله ، لكن لبني اجهضت قبل تمام حملها ومات الصبي الذي حلم به سليمان قبلمايخرج للحياه ، يومها بكت امه وهمست لابنتها ، محدش حيشيل اسمه يابتي فرعه مايلمالوش جدر ، محدش حيشيل اسمه لان الفضايح كفت اصحابها وربك عالم بحاله مش حيديهواد لانه لايقدر يشرفه ولا يقدر يخليه يرفع راسه لفوق !!!!ا وتمردت عليه لبنيواكتفت ببناتها الثلاث و" ربنا يقدرنا عليهم " انصاع لهم غاضبا وتمناهاتحاول الف مره حتي تمنحه صبي يحمل اسم عائله الفضل و........ كأن الجنوبي القابعبداخله استيقظ فجأ بعد طوال موات!!!!
      ( نهايه الجزء الاولويتبع بالجزئين الثاني والثالث )











      المصدر : مدونة ميرو


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions