هل يحق لهم الاختيار؟! - جديد ابداعات قلم

    • هل يحق لهم الاختيار؟! - جديد ابداعات قلم


      أستيقظت كعادتي على صوت صراخ جاري العجوز ، أمر كان يزعجني في البداية،لكن على ما يبدو ألفت الأمر لدرجة أنني إذا اختفى هذا الصراخ يوما أرسل شغالتي علىالفور إلى بيته للإطمئنان عليه، فهو يقطن مع شغالة من جنسية شغالتي، تقوم علىرعايته، فهو على ما يبدو شأنه شأن الكثيرين من عجائزنا عنيد و رفض الاقامة عند أحدأبنائه، أو هكذا فسرت الأمر، قياسا لحالة أحد شيابنا، الذي تجاوز الثمانين منالعمر و يعيش في البلدة وحيدا بعد أن توفيت رفيقة عمره، و رحل أبناء البلدة إلىالمدن القريبة، تاركينه و القلة القليلة ممن اختاروا البقاء برفقة عمال المزارعالبغاليين الذي ملئوا البلدة،حاول أبنائه بشتى الطرق إقناعه لترك البلدة و العيشمعهم، خوفا على حياته بعد أن وهنت قواه ولم يعد قادرا على الاعتناء بنفسه، لكنهرفض رفضا قاطعا، و كلما احتالوا عليه لنقله بالحيلة يختلق أعذارا غاية في الطرافةو الذكاء في آن واحد لإجبارهم على إعادته، و هكذا انقسم من في البيت إلى فرق،البعض مع الشايب و البعض الآخر ضده، فمن هم معه يرون أن الرجل يشعر بكيانه و قوتهعندما يكون في منزله، بالقرب من (حلاله) و البيت الذي عاش فيه كل حياته تقريبا، يشعرفيه بإستقلاليته و كرامته كرجل قائم على بيت، يمشي حافيا على الرمال الساخنة يومياإلى مسجد البلدة الصغير حيث يلتقي برجال البلدة يتسامر معهم، و نقله للعيش فيالمدينة في بيت بنته، يشعره بأنه عالة على الآخرين، كما أن حياة المدن لا تناسب منهم على شاكلته، خاصة و أن صحته تتدهور عندما يحبس بين جدران المنزل، في محيط غيرمألوف بالنسبة له، يجد نفسه دائما محاصرا بأفراد العائلة حيث لا خصوصية و لا هدوءمع وجود الصغار هو الذي إعتاد الحياة الهادئة..


      أما الفريق الآخر فيرى بأنه ليس في وضع يسمح له بالاختيار، فهو أصبح كطفلصغير لا يستطيع العناية بنفسه، ولا حتى إعادا الطعام، ولو لا سمح الله حدث لهمكروه لن يعلم بذلك أحد بعد هجران أهل البلدة لمنازلهم، و ستكون العائلة محط شماتهالناس، خاصة أن البلدة بعيدة نسبيا ولا يمكن لأفراد العائلة زيارته باستمرار، وهميعيشون قلقا دائما من أن مكروها قد يحدث له، و حينها لن يسامحوا نفسهم علىالاطلاق، وهو في البيت ووسط أبنائه سيكون في مأمن و سيوفر له كل أسباب الراحة، لكنالفريق الثاني فشل مرارا و تكرارا في تفيذ خططه لجلب الشايب عنوة، و بالحيلة فهوفي كل مرة يجد وسيلة للعودة، إلى أن جاءت الفرصة مؤخرا عندما اشتعلت النار فيبيته، فاضطر إلى الاستسلام...


      لكن بالطبع كما توقع الفريق الأول، هو لم يرتح للوضع البته، و تجده يتذمربشكل دائم، و يشتكي لكل من يأتي لزيارته، صحته أصبحت تتدهور، و حالته النفسية تسءرغم العناية الفائقة التي يحيطه بها أفراد الأسرة، وهو أمر لم يفهمه البعض، فها هوذا يعيش في غرفة خاصة مؤثثة بأفخر الأثاث، يقدم له أحسن الطعام متى أراد، و يستحميوميا، و يلبس أحسن الملابس، و الجميع محاطون به، يهتمون به و يدللوه، فلماذا هوغير راض بالوضع؟؟!!!


      لو كنت في وضع مشابه لإحدى هذه الأسر، مالذي ستفعله!!





      المصدر : مدونة ابداعات قلم


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions