اعترافات سمين - جديد عبدالله المهيري

    • اعترافات سمين - جديد عبدالله المهيري



      عرفت قبل أيام أن وضعي الصحي يسمى "ما قبل" فأنا في مرحلة ما قبل ضغط الدم وما قبل السكري وما قبل أي مصيبة أخرى سببها البدانة، أصبح شرب كوبين من الشاي مع سكر خفيف كاف لإرسال مستوى السكر إلى ما بعد السقف ولست بحاجة لقياسه فأنا أشعر به في كل جسمي وأشعر كذلك بضغط الدم عند ارتفاعه وهو يرتفع غالباً بعد تناول وجبة دسمة، لذلك قررت تغيير بعض العادات لكي أعود لما كنت عليه من قبل.

      إن كنت مراهقاً أو في العشرينات من عمرك فاقرأ جيداً واسمع نصيحتي، أنا جربت ولست بحاجة لتكرار التجربة فتعلم من أخطائي، كم يقال السعيد من اتعض بغيره، في سنين المراهقة وما بعدها كنت في صحة وعافية وكنت أستطيع ممارسة أي نشاط بدني لوقت طويل دون أي مشكلة، الجري مسافات طويلة لا يجعلني ألهث كما يحدث الآن عندما أركض مسافات قصيرة بين باب غرفتي وغرفة الطعام! كنت أستطيع الجري وأتنفس بشكل طبيعي حتى في آخر الجري ولا تدرون كم هي نعمة عظيمة أنني كنت قادراً على فعل ذلك، جسمي كان طبيعياً أو كما ردد علي أخي "مثالياً" من ناحية أنني لست بالرفيع الدقيق ولست سميناً ولدي قابلية لبناء جسم رياضي لو تمرنت لكن لم أتمرن واكتفيت بالمشي كرياضة وحيدة وقد كانت كافية في ذلك الوقت.

      طعامي في ذلك الوقت لم يكن صحياً لكن لأنني ما زلت مراهقاً أو في العشرينات من عمري لم يكن يؤثر علي الطعام كثيراً أو هكذا كنت أظن، بما انني أمشي كل يوم ساعة أو أكثر كان هذا كافياً للحفاظ على صحتي، لكن لظروف مختلفة بدأت أتراجع عن المشي كل يوم وبدأت المسافة التي أمشيها تتقلص وفي نفس الوقت لم يتغير طعامي فاختلت المعادلة هنا وبدأت أكسب الوزن ... ويا إلهي ماذا فعلت بنفسي؟

      مع ازياد الوزن ذهبت اللياقة وأصبح ما كنت أفعله بسهولة في الماضي صعباً، أصبح الطعام يؤثر علي فعلاً من ناحية زيادة الكسل والبلادة، لا يمكن أن أضع ما أشاء من الطعام في هذا البطن دون أن يكون له أثر على الجسم والعقل، من ناحية الجسم فهناك الكرش الواضح وهناك الملابس التي لم تعد تناسبني وحتى الثوب - أو الكندورة - أصبحت أقصر لأن كرشي يأخذ مساحة أكبر! مع أنني لا أكترث لما يقوله الناس إلا أنني أحدث نفسي بأن شكلي أصبح بالفعل محرجاً ولا أريد الخروج من المنزل إلا مضطراً لكي لا أعرض نفسي للإحراج وهذا بدوره فاقم المشكلة لأنني لم أعد أمارس الرياضة بأي شكل، النوم أصبح مشكلة لأسباب مختلفة، من ناحية نفسي اسألوا البدناء، الكسل والخمول مجرد نقطة واحدة، الاكتئاب والرغبة في الابتعاد عن الناس نقطة ثانية وهذا يجعل البعض يريد أن يأكل أكثر لكي يبعد عنه هذا الشعور مما يعني تفاقم مشكلة البدانة.

      لم أفكر بكل هذا عندما كنت مراهقاً فصحتي كانت ممتازة في ذلك الوقت، المشكلة أن التغيير نحو الاتجاه الخطأ كان تدريجياً ولم أنتبه له إلا بعد فوات الأوان والآن الخروج من هذا الوضع أصبح صعباً واسألوا البدناء كم مرة حاولوا تحسين صحتهم والتخلص من الوزن الزائد، مرات ومرات ومرات، بل يصيب اليأس بعضهم.

      عند الحديث عن مثل هذا الموضوع يلقي البعض باللوم على المجتمع والبيئة والثقافة والمنزل، دعني ألقي باللوم على البدناء أنفسهم فأنا واحد منهم، عندما يصبح لدى أحدنا وعي كافي فليس لديه عذر لعدم التغيير لأنني متأكد أنه لا أحد يرغمنا على تناول شيء لا نريده أو يجبرنا على عدم ممارسة أي نشاط بدني، هذا ما أؤمن به، حالتي هذه سببها أنا ولا أحد غيري.

      من ناحية أخرى البيئة والمجتمع والمنزل والثقافة لهم تأثير على الناس، من عاش في بيت صحي سيعيش حياة صحية، من عاش في بيت المحشي والمقلي والمكبوس والبرياني وسموم الغرب من ماكدونالز وبرجر كينج وغيرها فهو سيعيش حياة غير صحية، التوعية هنا ليست مهمة فقط بل ضرورة عاجلة وعلى جميع المستويات.


      نحن بحاجة لتوعية من ناحية الطبخ وإعداد الطعام فمن هنا تبدأ المشكلة، فكرة أن الطعام الصحي هو طعام بلا طعم أو ذوق ولا يمكنك الاستمتاع به صحيحة إن كنت لا تعرف كيف تعد طعاماً صحياً وشهياً وهذه الفكرة تجعل البعض يعود للطعام غير الصحي، لذلك نحن بحاجة لتوعية في هذا المجال، الرياضة مجال ثاني وهذه بحاجة لتأكيد أكثر فالناس غالباً يعرفون فوائد الرياضة فلم لا نحولها إلى نوع من التنافس، الإدارات في المؤسسات الحكومية والخاصة يمكنها أن تساهم في زيادة النشاط البدني للموظفين من خلال مسابقات ومكافئات، تكلفة المكافئات لن تزيد بأي شكل عن تكلفة الرعاية الصحية التي ستضطر الدولة لتحملها عاجلاً أو آجلاً إن لم يتحول الناس إلى أسلوب حياة صحي.

      تحدثت عن تصميم المدن سابقاً لذلك لن أطيل هنا: صمموا المدن للناس ولتشجيعهم على المشي، من يردد أن الجو غير مناسب فأخبرني كيف كان أجدادنا يعيشون بلا سيارات ولا مكيفات؟ هناك وسائل لتلطيف الجو وكما أذكر لم يكن الحر يمنعنا من ممارسة الرياضة.

      وزني كبير لدرجة أستحي فيها من كتابته هنا، ببعض الرياضة يمكنني الدخول في منافسة السومو لولا أنهم لا يلبسون ما يستر عوراتهم! المسألة هنا أنني تعبت من كوني متعباً خاملاً طوال الوقت، أريد العودة لما كنت عليه وأكثر من ذلك، أريد أن أعود للهند لكي أتسلق الجبل الذي لم أستطع إكمال تسلقه بسبب وزني الزائد، أريد المشي كما كنت أفعل في الماضي، لساعتين أو أكثر دون أي عناء ... ببساطة تعبت من نفسي.




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions