القيامـه.. صغرى و كــبرى.. الموت ... والاحتضار ... حسـن الخاتمه

*ما الموت؟...

الموت... هو الشيء الوحيد الذي تفهمه كــل المخلوقات...الانس


الجن...البشر والحيوانات ... لا يحتاج إلى تعريف طويل.. ولا شرح


وتفصيل... فالموت باختصار هو::


مفارقة النفس _ الروح _ الجسد بخروجها منه...



والموت ليس فناء للروح فإن الروح لا تفنى , وإنما تفارق الجسد


فتنعم أو تعذب... وقد يكون النعيم أو العذاب على الروح فقط . أو


على الروح والبدن.


والإيمان بالموت يتضمن الإيمان بأن الهلاك متحتم على كل


المخلوقات, وكل نفس ذائقة الموت...


قال تعالى (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ).


قال تعالى ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).



وقال تعالى(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ)


وكان صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث ابن عباس رضي


الله عنه : " أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت والجن


والإنس يموتون"

والموت قد وكل به ملك الموت....

*لا يدري أحد أين مكان موته؟




قال تعالى : (و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت أن الله
عليم خبير )...

وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تبارك وتعالى إذا أراد قبض روح
عبد بأرض جعل له فيها حاجه"

وهذا واقع مشاهد ... فكم من إنسان يسمع عن بلد ولم يفكر يومًا

يسافر إليها... والله تعالى قد كتب منذ الأزل أنه سيموت فيها.. فإذا اقتربت

ساعة موته جعل الله له حاجه تحمله إلى ذلك البلد... من علاج أو تجارة

أو عمل.. أو غيرها ... فيقبضه الله تعالى هناك...


*تذكر الموت:





قال صلى الله عليه وسلم : "أذكروا ذكر هادم اللذات"يعن الموت...

وقال صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنه: "كن في الدنيا

كأنك غريب أو عابر سبيل"

وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول : "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, وإذا

أصبحت فلا تنتظر المساء , وخذ من صحتك لمرضك , ومن حياتك لموتك"...

إنتظروني في التكمله .. الاستعداد للموت...الاعمال النافعه بعد الموت,,,

*الاستعداد للموت...




على العبد أن يستعد للموت قبل نزوله... فهو لا شك نازل بنا جميعا,

يهجم على الكبير والصغير, ولا يؤجل العبد ولا يعطيه فرصه , ليحسن

حاله.

~فكيف يستعد الإنسان للموت؟

~ وما الأعمال النافعة بعد الموت؟

*مدخل:






التوبة والعمل الصالح .. طريق لصلاح الحال بعد الموت...





قال تعالى : (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(

وقال صلى الله عليه وسلم: " اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك , وصحتك قبل سقمك,

وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك".



*أعمال تنفع بعد الموت:

السعي في تربية الأولاد ليكونوا صالحين , ليدعون لأهلهم , والاجتهاد في طلب العلم

الشرعي النافع ونشرة , وعمل الصدقات الجارية , وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم

هذه الفضائل في حديث واحد , فقال صلى الله عليه وسلم :

" إن مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقه جارية, وعمل ينتفع به,وولد صالح

يدعو له".

ومن الصدقة الجارية التي تلحق المسلم بعد موته ,ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم ::

"إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علمًا علمه ونشره,وولدًا صالحًا تركه,

ومصحفًا ورثه , أو مسجدًا بناه , أو بيتًا لابن سبيل بناه, أو نهرًا أجراه , أو صدقه أخرجها

من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موتة"...




*كتابة الوصية ::

من الأستعداد للموت كتابة الوصية , ويسن أن توصي الإنسان بشيء من ماله صدقه,

فقد اوصى بعض الصحابة بثلث ماله , وبعضهم بربع ماله , كما قال

صلى الله عليه وسلم::

" إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم وزيادة لكم في أعمالكم"

وقال صلى الله عليه وسلم: " ما حق امرىء مسلم له شيء يريد أن يوصي به أن يبيت

ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده"...





*علاقة الموت بالروح:

اختلف الناس في حقيقة الروح التي في البدن .. وهي خفيفة حية تسرى في الأعضاء

سريان الماء في الورد, وسريان الدهن في الزيتون , والروح بها حياة البدن, والروح

والنفس شيء واحد ,مسكنها الجسد , وإذا فارقت الروح الجسد فارقته الحياة.

والروح مخلوقه ,لكنها لا تموت بموت الجسد , وموت الأرواح هو مفارقتها

لأجسادهم , وخروجها منها, ولكنها لا تعدم , بل هي باقية بعد فناء الجسد, وتكون

هي في النعيم أو العذاب.




~حقيقة ~

من أحب الله أحب الله لقاءه ..

ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه..

أحكام الميت..





مع انتشار العلم , وتطور الطب اليوم, أصبحت مظاهر وعلامات الموت التي تظهر على الميت فيتيقن بها الحاضرون

عنده بموته , أصبحت هذه العلامات واضحه.ولكن قد يموت الشخص بعيدا عن الطبيب والأجهزة الطبية , فكان لزامًا أن يعرف المرءعلامات الموت

ليعرف الميت من المغمى عليه..فالموت له أحكام شرعية , ومسائل فقهية , تتعلق به , لذا كان من المهم معرفة كيفية حصول الموت

وعلاماته إذا وقع, وكيفية التغسيل والتكفين ...

~فماعلامات الموت؟؟

~وكيفنغسل الميت ونكفنه؟؟

~وماكيفية الصلاة عليه ودفنه؟؟

*علامات الموت:

للموت علامات تظهر على الميت إذا خرجت روحه, منها:

-شخوص البصر , فكأن العين تنظر إلى شيء فوقها ذهب بعيدًا.

-انحراف الأنف عن اليمين أو الشمال.

-ارتخاء الفك السفلي لارتخاء الأعضاء عمومًا.

-برودة الجسم عامة.

-سكون القلب ووقوف ضرباته .


فهذه العلامات إذا ظهرت على الشخص , أو ظهر بعضها , دل على الموت , أو وقوعه.


*حمل الجنازة للقبر:



يستحب الإسراع بتجهيز الجنازة وحملها إلى القبر, قال صلى الله عليه وسلم::

"إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال علىأعناقهم . فإن كانت صالحه قالت:قدموني

قدموني . وإن كانت غير صالحه قالت: يا ويلها! أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل

شي إلا الإنسان ولو سمعه لصعق".

ويسن التعجيل بتجهيز الميت , والمسارعة بدفنه , كما قال صلى الله عليه وسلم:::

" أسرعوا بالجنازة , فإن تك صالحه فخيرتقدمونها إليه , وإن تك سوى ذلك فشر

تضعونه عن رقابكم".


*يتبع الميت ثلاثة::


الإنسان خلال حياته يهتم بأمور , منها جمع المال, وشراء الأثاث , واقتناء السيارات

الحسنه , وامتلاك البيوت , ويهتم بأهله وولده ونسائه, ويهتم أيضا بعمله ,سواء كان عملًا صالحًا أو سيئًا .

فإذا مات ابن ادم تبعه الثلاثة: ماله .. منسيارات وغيرها, وأهله .. من أخوان وأبناء , وعمله الصالح أو السيئ

..فإذا دفن في التراب تولى عنه اثنان ودخل معه في قبره واحد!

نعم ... تولى عنه الأهل والأصحاب , والأموال والأحباب, وبقي معه عمله,يدخل معه في قبره ,


كما قال صلى الله عليه وسلم: " يتبع الميت ثلاث ,فيرجع اثنان

ويبقى واحد: يتبعه أهله وماله وعمله . فيرجعأهله وماله .. ويبقى عمله".


والميت بمجرد مفارقة روحه جسده ينتقل منالحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية ...


~وقفه~


وااااعجبي!!

نحن في دنيانا نهتم بمن يتولى عنا...

و نهمل من يدخل القبر معنا..!!

الحياة البرزخية...






البرزخ هو الحد الفاصل بين شيئين ,كما قال تعالى عن البحر والحلو المالح ::

( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ)..

أي :بين الماء المالح وحاجز يفصل بينهما فلا يختلطان.

والحياة البرزخية هي الحياة الفاصلة بين الحياتين , الحياة الدنيا والحياة الاخرة , وهي

ما بين موت الإنسان إلى البعث ,سواء دفن هذا الميت أو أحرق أو غرق أو أكلته السباع,

أو غير ذلك. فكل من مات فإنه يدخل في الحياة البرزخية ويبقى فيها إلى يوم يبعثون,

كما قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونًِ[B] لَعَلِّى أَعْمَلُ صَـلِحاً فِيَما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[/B])

القبر...


القبر هو بيت الإنسان وسكنه إلى قيام الساعة , وقد عرف الإنسان القبر ودفن الميت منذ أن قتل

ابن ادم أخاه فدفنه ..

الصالحون يتخذون من رؤية القبور عبرة وعظه , وتدمع عيونهم , وتخشع قلوبهم, لأنهم

يعلمون أنهم ساكنوها يومًا من الأيام.


~فما هو القبر؟؟

~وما حال الإنسان فيه؟؟

~ولماذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور؟؟

قصــه :

خرج عمر بن عبد العزيز .. في جنازة بعض أهله .. فلما دسه في التراب .. التفت إلى الناس

فقال:: أيها الناس:: إن القبر قد ناداني فقال: يا عمر بن عبد العزيز ..ألا تسألني ما صنعت

بالأحبه؟؟ قلت : بلى . قال : خرقت الأكفان .. ومزقت الأبدان .. ومصصت الدم ... وأكلت

اللحم... ألا تسألني ما صنعت بالأوصال؟؟ قلت: بلى. قال: نزعت الكفين من الذراعين ..

والذراعين من العضدين .. والعضدين من الكتفين ... والوركين من الفخذين .. والفخذين من

الركبتين .. والركبتين من الساقين .. والساقين من القدمين.

ثم بكى عمر وقال: ألا إن الدنيا

بقاؤها قليل.. وعزيزها ذليل.. وشبابها يهرم.. وحيها يموت.. فالمغرور من اغتر بها... أين

سكانها الذين بنوا مدائنها ... ما صنع التراب بأبدانهم ؟ والديدان بعظامهم وأوصالهم؟ كانوا

في الدنيا على أسرة ممهده ... وفرش منضده ... بين خدم يخدمون ...وأهل يكرمون .. فإذا

مررت فنادهم .. وانظر إلى تقارب قبورهم من منازلهم...وسل غنيهم وما بقى من غناه ؟ وسل

فقيرهم ما بقى من فقره؟ سلهم عن الألسن .. التي كانوا بها يتكلمون ...وعن الأعين التي كانوا

إلى اللذات بها ينظرون .. سلهم عن الجلود الرقيقة.. والوجوه الحسنة ... والأجساد الناعمة..

ما صنع بها الديدان ؟ ومحت الألوان .. و أكلت اللحمان .. وعفرت الوجوه .. ومحت

المحاسن..وكسرت القفا .. وأبانت الأعضاء ... ومزقت الأشلاء... أين خدمهم وعبيدهم...

أين جمعهم ومكنوزهم؟؟ والله ما زودوهم فرشًا .. ولا وضعوا هناك متكئًا ... أليسوا في

منازل الخلوات.. وتحت أطباق الثرى في الفلوات؟؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ قد حيل

بينهم وبين العمل .. وفارقوا الأحبة والأهل ...قد تزوجت نساؤهم .. وترددت الطرق أبنائهم..

وتوزعت القربات ديارهم وتراثهم... ومنهم والله الموسع له في قبره..الغض الناضر فيه..

المتنعم بلذاته...

ثم بكى وقال:: يا ساكن القبر غذًا .. ما الذي غرك من الدنيا !!.. أين رقاق ثيابك.. أين طيبك..

أين بخورك.. كيف أنت على خشونة الثرى.. ليت شعري بأي خديك يبدأ الدود البلى.. ليت

شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خرجي من الدنيا ... وما يأتيني به من رسالة ربي..

ثم بكى بكاءً ...ثم انصرف ..فما بقى بعد ذلك إلا جمعة .. ومات .. رحمه الله...


... عبرة ...

القبر دارك..

فأعمرها ... أو أهملها...

حال الإنسان في قبره...

القبر دار يحصل فيها أحداث , أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بها, لنستعد لها.. وتختلف

أحوال الناس في قبورهم بحسب اختلاف أحوالهم في الدنيا...

وقد فصل النبي صلى الله عليه وسلم أحوال الميت , وخروج روحه, وشهود الملائكة, وكيف

تفتح أبواب السماء للمؤمنين , وتغلق في وجوه غيرهم.

~فما الفرق بين المؤمن وغيره؟؟

؟؟؟؟؟؟؟؟

مســاء الخير ... بالفعل فرق كبير بين حال المؤمن والكافر في القبر...

مثل ما ذكرت أخي المؤمن يكون وجهه به نور عكس الكافر تسود

وجوههم...

وهذا هو حال المؤمن:

بارك الله فيك,,:)


*حال المؤمن:



قال البراء بن عازب رضي الله عنه: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة ,

فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبر, وجلسنا حوله , كأن على رؤوسنا الطير, وهو

يلحد له. فقال صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من عذاب القبر. قلنا :: نعوذ بالله من عذاب

القبر. قال صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من عذاب القبر. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر.

قال صلى الله عليه وسلم::تعوذوا بالله من عذاب القبر. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر..

ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا , وإقبال من الاخرة,

نزل إليه ملائكة من السماء ,بيض الوجوه , كأن وجوههم الشمس , معهم كفن من أكفان الجنة ,

وحنوط من حنوط الجنة , حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت رضي الله عنه ,

حتى يجلس عند رأسه , فيقول :أيتها النفس الطيبة, أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ,

فتخرج تسيل ,كما تسيل قطرة من في السقاء, فيأخذها , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة

عين,حتى يأخذها فيجعلوها في ذلك الكفن, وفي ذلك الحنوط , ويخرج منها كأطيب نفحة مسك

وجدت على وجه الأرض.

رحلة إلى السماء::


ثم قال صلى الله علي وسلم:: فيصعدون بها , فلا يمرون علة ملأ من الملائكة, إلا قالوا : ما هذا

الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان بن فلان ,بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا , حتى

ينتهوا بها إلى السماء الدنيا, فيستفتحون له, فيفتح لهم , فيشيعه من كل سماء مقربوها , إلى

السماء التي تليها, حتى ينتهي به إلى السماء السابعة , فيقول الله عز وجل::أكتبوا كتاب عبدي

في علنيين, و أعيدوه إلى الأرض , فإني منها خلقتهم , وفيها أعيدهم , ومنها أخرجهم تارة

أخرى. فتعاد روحه في جسده , فيأتيه ملكان , فيجلسانه , فيقولان له : من ربك؟ فيقول :ربي

الله , فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام , فيقولان له::ما هذا الرجل البعث فيكم؟

فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله

فأمنت به وصدقت.. فينادي مناد في السماء : أن صدق عبدي , فافرشوه من الجنة, وألبسسوه

من الجنة , و أفتحوا له بابا إلى الجنة. فيأتيه من روحها , وطيبها , ويفسح له في قبره مد

بصره , ويأتيه رجلا حسن الوجه , حسن الثياب , طيب الريح , فيقول : أبشر بالذي يسرك,

هذا يومك الذي كنت توعد ! فيقول له: من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير !! فيقول : أنا

عملك الصالح , كنت والله سريعا في طاعة الله, بطيئا عن معصية الله, فجزاك الله خيرا.

نعم يقول له:: أنا عملك الصالح , فما عمله الصالح؟؟

إنه صلاته وصومه, إنه بره وصدقته, أنه بكاؤه وخشيته, إنه حجه وعمرته , إنه قراءته للقران

وحبه للرحمن, إنه قيامه في الاسحار, وصومه في النهار , وخوفه من العزيز الجبار, إنه بره

لوالديه, إنه طلبه للعلم, إنه دعوته إلى الله, إنه جهاده في سبيل الله, فإذا رأى العبد المؤمن هذا

الوجه الصبوح يبشره , والتفت حوله فرأى قبره قد أصبح واسعا , فيه فرش من الجنة, ونظر

إلى لباسه فإذا هو منن الجنة , علم أن هذا النعيم لا يساوي شيئًا بجانب ما ينتظره في الجنة,

فيدعوا ربه ويقول: ربي أقم الساعة, حتى أرجع إلى أهلي ومالي.

*حال الكافر أو الفاسق:



ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن العبد الكافر أو الفاسق, إذا كان في إنقطاع من الدنيا, وإقبال من

الآخرة, نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ,معهم المسوح ,فيجلسون منه مد البصر.

ثم يجيء ملك الموت ,حتى يجلس عند رأسه , فقال : يا أيتها النفس الخبيثة , أخرجي إلى

سخط من الله وغضب, فتفرق في جسده , فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول,

فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض , وكل ملك في السماء , فيأخذها , فإذا أخذها ,لم يدعوها

في يده طرفة عين, حتى يجعلونا في تلك السموح, ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على

وجه الأرض, فيصعدون بها , فلا يمرون بها على ملأ من الملائكه, إلا قاولوا: ما هذا الروح

الخبيث؟! فيقولون : فلان بن فلان , بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا , حتى ينتهي به

إلى السماء الدنيا, فيستفتح له, فلا يفتح له . ثم قرأ صلى الله عليه وسلم :

( لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ )

فتعاد روحه في جسده , ويأتيه ملكان , فيجلسانه , فيقولان له: من ربك؟ فيقول : هاه هاه , لا

أدري , فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: هاه هاه , لا أدري, فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث

فيكم؟ فيقول : هاه هاه , لا أدري, فيقولان : لا دريت ولا تلوت . فينادي مناد من السماء :

أن كذب فافرشوا له من النار , و افتحوا له بابًا إلى النار , فيأتيه من حرها , وسمومها ,

ويضيق عليه قبره , حتى تختلف فيه أضلاعه , ويأتيه رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب , منتن

الريح , فيقول : أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد , كنت بطيئًا عن طاعة الله

سريعا في معصية الله فجزاك االله شرًا , فيقول: من أنت ؟ فوجهك وجه يجيء بالشر , فيقول:

أنا عملك الخبيث...

نعم, يقول له أنا عملك الخبيث , فما عمله الخبيث؟

أنه وقوعه في الشرك, إنه حلفه بغير الله , إنه طوافه على القبور, وشربه للخمور, بل ,إنه

وقوعه في الزنا, وأكله للربا , وسماعه للغناء, إنه تكبره على الناصحين, وجرأته على رب

العالمين, عندها يتحسر هذا العبد , وهل تغني الحسرات ,!! ويشتد ندمه , وهل تنفعه

العبرات.!! أين كان هذا البكاء , وأنت تنظر إلى المحرمات ؟ وتواقع الفواحش زال شهوات ؟

كم نصحت بحفظ فرجك , وصيانة سمعك وبصرك , فابك اليوم أو لا تبك , فلن تنجو من

العذاب, عندها يوقن هذا العبد , أن ما يلقاه بعد القبر أشد وأبقى.

قال صلى الله عليه وسلم:: " فيقول : رب لا تقم الساعة, ثم يقيض له أعمى , أصم , أبكم ,في

يده مرزبة , لو ضرب بها جبل كان ترابًا , فيضربه ضربه , حتى يصير ترابًا , ثم يعيده الله

كما كان , فيضربه ضربة أخرى , فيصيح صيحة يسمعه كل شيْ إلا الثقلين"

فهذه أحوال الناس في قبورهم , إذا علمها المسلم استعد لها , وآمن بها , واشتاق أن يكون في

قبره روضة من الجنان , فأكثر من العمل الصالح....



... دعاء ...

اللهم أجعل قبورنا من رياض الجنان,,

وأعذنا من حفر النار...