امي

    • على تلك الرمال .. وحينما عانق الليل اطراف النهار .. بدت ملامح أمي تترائى في سماءي .. كانت دهشتي أكبر من أن الاحظ ملامحها التي طالما حلمت أن اشاهدها .. غرقت في اعماق تفكيري .. هل هذه هي أمي ؟؟ نهضت من مكاني .. بدأت أطالع بها بلهفه .. كانت صامته .. بيضاء اللون .. وكانت ذراعاها ممدوتان لي .. وكأنها تقول ( أقبل يا بني .. هذه أنا أمك ) .. حاولت الحراك من مكاني كي ارتمي بأحضان أمي .. ولكن وجدت أن قدماي قد أحتارتا بين لهفتي ودهشتي .. لم استطع تمييز شخصية هذه المرأه .. ارتميت على ركبتيّ .. خفضت رأسي للأسفل فإذا بدمعة تنهار مني وتخالط حبات الرمل .. ارتعشت الأرض من تحتي .. بدت في سماءي غيوم سوداء .. اختفى خيال أمي .. أمطرت السماء .. سمعت صوتاً يودعني .. وداعاً يا بني .. وداعاً .. صرخت بأعلى صوتي .. لااااااا .. ولكن صوت الرعد من فوقي كان اقوى من صوتي .. بعدها توقف المطر .. وانزاحت تلك السحب من سماءي .. فوجدت نفسي اعيش وللمرة الثانية حياة ذلك الطفل الرضيع الذي فقد أمه دون أي ذكرى أو بقايا لها تحدد ولو جزءً من ملامحها ............