عصر السرعة

    • عصر السرعة

      الصداقة في عصر السرعة .. ؟!
      الصداقة هي شيء خاص، تعني أن يقترب الإنسان من إنسان آخر بصورة كبيرة يمنحه ثقته وإخلاصه ومحبته، ويقف بجواره في المحن والأزمات والأفراح والمسرات، وعادة ما يوافق هذا الصديق ذلك الإنسان في كثير من صفاته وطباعه وأخلاقه.

      وأعلى من مرتبه الصداقة، مرتبة الأخوة التي جاءت في ديننا الحنيف، والتي هي أقوى من أخوة الدم والنسب، وفي عصرنا هذا -عصر السرعة- بدأت هذه المعاني تختفي تدريجيا، إلا عند بعض الملتزمين ، حيث ينظرون إلى هذه المعاني على أنها عبادة يتقربون بها إلى الله تعالى.

      وفي عصر السرعة هذا يسعى كل إنسان لإيجاد لقمة العيش، وينافس الآخرين في المطالب والكماليات التي لا تنتهي، ولذا كانت أعظم الصداقات هي التي تتم في مرحلة الطفولة والشباب المبكر ، حيث لا مطامع ولا أهداف ولا مصالح .

      لتكوين صداقات حميمة هي أن تحاول أن تكون اجتماعيا بدرجة كبيرة، وأن تتعرف على أكبر قدر ممكن من الزملاء في محيط الجيرة أو العمل أو الدراسة ، حيث تكتسب حبهم ومودتهم من خلال المعاملة والسمعة الطيبة .

      ان عملية الانتقاء من أهم عوامل تكوين الصداقة الحميمة والطيبة .. حيث تختار من تستريح إليه ويستريح إليك، ويوافقك في طباعك وأخلاقك ليكون صديقا لك، ويتم تثبيت هذه الصداقة من خلال المواقف المختلفة التي يظهر فيها حبك وإخلاصك له، وإيجاد مثل هذا الصديق ليس بالشيء اليسير في عصرنا هذا .. عصر المادة والمصالح الشخصية .