الرؤية – سلطان المقرشي
-

تشهد الجولة الـ 29 من الدوري الإيطالي لكرة القدم "السيريا آ "، مواجهة تاريخية بكل المقاييس والمعاير خارج حسابات كرة القدم وداخلها، اللقاء يجمع بين الرومان ممثلين في نادي العاصمة الايطالية روما، وبين نادي الشمال الإيطالي ميلانو بالزي "الأسود والأحمر"، بعد سيطرة مطلقة لأندية لمبارديا على بطولة الاسكوديتو يمني روما النفس بإخضاع ميلانو للقبول بالخسارة أو التعادل، صحيح أن روما لا يملك فرصة للمنافسة على اللقب، ولكن الأهم بالنسبة له أن يذهب "الاسكوديتو" لمدينة ميلانو مرة جديدة، ولا بأس أن ذهب لمدنية تورينو الحليف الروماني الآخر للعاصمة روما ممثلاً في نادي يوفنتوس أو الـ" فيكيا سنيورة". نادي ميلان حامل اللقب يدرك بأن كل ما يفصله عن يوفنتوس 4 نقاط للمحافظة على اللقب الذي ناله في الموسم الماضي، حيث يملك ميلان 60 على عرش "الكالتشيو" الإيطالي، في حين يحتل روما المركز الـ 6 في جدول الترتيب برصيد 44 نقطة، وكل ما يصبو إليه رفاق المدرب الأسباني لويس انريكة المنافسة على المقاعد الأوروبية، الصارع سيكون كبيرا بالرغم من تباين الطموحات بين الفريقين؛ لأن اليغري مدرب ميلانو يريد دخول التاريخ من أوسع أبوابه حين يتوج بالاسكوديتو للمرة الثانية على التوالي، وهو الرجل الذي كان مغموراً حين كان مدرباًَ لصغار الاندية الايطالية، اليغري أيضاً يمني النفس بأن ينجح الجار اللمباردي الآخر في إيقاف يوفنتوس حين يلتقيه في ذات الجولة .

السان سيرو وحرب القبائل

ستكون كتيبة الرومان على موعد مع قبيلة الشمال اللمباردية باللونين "الأسود والأحمر" أو الروسونيري كما تعود الطليان أن يطلقوها بلغتهم، اللقاء ستدور رحاه في مسرح السان سيرو في قلب عاصمة الأناقة العالمية ميلانو، في توقيت لن يتجاوز الساعة الـ 9:00 بإشارة برج الصحوة في قلب العاصمة مسقط، الميلان يعاني الأمرين على المستوى الهجومي بعد الإصابات الكثيرة التي لحقت به، حيث يملك المدرب اليغري مهاجمين فقط بلياقة جيدة على أنهما يفتقدان إلى الخبرة، فالرهان المؤكد لن يتجاوز الصغير ستيفان الشعرواي والأرجنتيني ماكسي لوبيز في تقديرات المدرب، نظراً لإصابة طويلة الأمد كان قد تعرض لها أنطونيو كاسانو، وتوجه البرازيلي ألكسندر باتو إلى الولايات المتحدة لمحاولة إيجاد حل لإصابة في فخذه، وتعرض مواطنه روبينهو لإصابة في كاحله، كما أصيب المخضرم فيليبو إنزاجي في فخذه وسيغيب ثلاثة أسابيع عن الملاعب، كما أن الاصابة تجددت بالعملاق السويدي ابراهموفيتش الذي يرجح أن يكون خارج التشكيلة للاستعداد لمواجهة برشلونة في دور الثمانية من دور الأبطال الأوروبي، في حين يتقدم كتيبة الرومان "جلاديتر" العاصمة ومعشوق جماهيرها توتي الذي دائماً ما يسطع في مثل هذه المواعيد، كما أن بويان الكتالوني السابق سيكون جاهزاً للمواجهة، كل هذا والكثير من الأمور ستكون ضمن نطاق زمني لا يتجاوز الـ 90 من المتعة والإثارة والتشويق، وسيكون للجماهير كلمة الفصل لتلك التي تكبدت عناء السفر من العاصمة روما، أو لأصحاب الضيافة جماهير ميلان أو " الميلانستا"، فهل ستكون النقطة الـ 63 لنادي ميلانو، مؤكداً طموح التتويج الاسكوديتو والمحافظة عليه أم أنه سيخضع للهدنة مع الرومان؟، أما أن توتي ورفاقه يحضرون مفاجأة غير سارة لجماهير ملاينو ويخرجون غانمين بالنقاط الـ 3؟، كل هذه التوقعات سنتهي مع صافرة النهاية للكلاسيكو الإيطالي الكبير.