مسقط - الرؤية
-

فاتك بن فهر آل سعيد يرعى اليوم افتتاح المشروع
- يوفر 35 مليون متر مكعب من المياه سنوياً
- السد لوحة بانورامية رائعة تجسد جهودًا كبيرة في التخطيط والتنفيذ
- روعة التصميم الهندسي وجودة التنفيذ.. أبرز مميزات المشروع
- السد سيساهم في تنمية الموارد المائية والحماية من خطر الفيضانات
- المشروع ضمن عطاءات عهد النهضة المباركة
يرعى صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد، اليوم، حفل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بافتتاح مشروع سد وادي ضيقة بولاية قريات، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وشيوخ ورشداء وأعيان وأبناء الولاية.
ويعد مشروع سد وادي ضيقة إضافة مهمة تضاف إلى اللبنات الأساسية لتنمية قطاع الموارد المائية بالسلطنة، كما يعد أحد أهم وأكبر المشاريع المائية التي نفذتها السلطنة على الإطلاق؛ تم تصميمه بهدف تنمية واستدامة الموارد المائية؛ وذلك وفق أعلى المعايير الهندسية وبمواصفات عالمية تضمن جوانب السلامة والأمان، وتقدرالسعة التخزينية لبحيرة السد بحوالي 100 مليون متر مكعب، كما يوفر السد حوالي 35 مليون متر مكعب سنوياً من المياه.
وقد عبر عدد من المواطنين بولاية قريات عن سعادتهم بافتتاح مشروع السد، الذي نفذته وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه كأحد أهم المشروعات المائية، ويضاف إلى سجل الإنجازات في هذا العهد الزاهر الميمون، ويدعم مسيرة التقدم والتنمية والتحديث لنهضة عمان المباركة التي يقودها باقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.
ثروة وطنية غالية
بداية، قال صالح بن محمد الحزامي: إن المياه تعد ثروة وطنية ينبغي المحافظة عليها والعمل على تنميتها وتطوير مصادرها، وهي نعمة من نعم الله علينا، فمشروع سد وادي ضيقة سيساهم بشكل مهم في الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية، ويؤكد بذلك على مدى الاهتمام المتزايد للحكومة في تحقيق هدفها المتمثل باستغلال هذه الموارد المائية الاستغلال الأمثل الذي له تأثير بالغ على استراتيجيات التنمية بالبلاد، خاصة أن الوضع المائي يبرز مدى تفاقم مشكلة نقص المياه، وما تعانيه بعض الولايات من عجز مائي؛ مما يستدعي معه تنفيذ مشاريع مائية تعنى بتنمية هذه الموارد المائية، ولعل ما تحقق خلال سنوات النهضة المباركة من إنجازات في مجال المياه، وما تم وضعة من سياسات وخطط طموحة لمواجهة التحديات المائية حاضراً ومستقبلاً يستوجب وقفة ترسم لوحة متكاملة لمختلف منجزات المياه بالسلطنة لإبراز مختلف جوانبها، مع التأكيد على متغيرات الوضع المائي وآفاقه المستقبلية، ومشروع سد وادي ضيقة يأتي على قائمة باكورة هذه المشاريع المائية.
تعزيز الموارد المائية
وقال المهندس أحمد بن حميد البلوشي: إن مشروع سد وادي ضيقة سيعزز حجم الموارد المائية، وسيساهم - بصورة كبيرة - في تنميتها بمحافظة مسقط على وجه العموم، وولاية قريات على وجه الخصوص؛ حيث كانت مياه وادي ضيقة سابقاً قبل إنشاء السد تذهب إلى البحر دون الاستفادة منها، ودون تحقيق الجدوى الاقتصادية من وراءها. كذلك فإن تنفيذ مشروع سد وادي ضيقة هذا المشروع المائي الضخم يعد في حد ذاته مفخرة لأهالي قريات، ودليلًا يبرز حجم إنجازات العهد الميمون مع الجهود التي تقوم بها الجهات الحكومية في سبيل تأمين المياه واستغلالها في مختلف المجالات الحياتية كالاحتياجات المنزلية والزراعية ومجالات التنمية الأخرى.
منجزات حضارية
وأشار سالم بن خميس الزهيمي إلى أن تنفيذ مشروع سد وادي ضيقة مكرمة ومفخرة تضاف لمنجزات العهد الزاهر، وستنعش مختلف النواحي الاقتصادية والزراعية والخدمية والجمالية والسياحية بالولاية، كما يمثل المشروع إضافة مهمة للمشاريع المائية الضخمة المنفذة بالسلطنة، وقال: يجب أن يتزامن مع هذا المشروع، خطوات أخرى كإنشاء مشاريع تنموية تقوم على هذا المخزون المائي الهائل، والذي يتمثل في تكون بحيرة مائية عذبة تحتضنها مرافق المشروع، كأن يتم مثلا تنفيذ مشروع لإمدادت المياه وتوصيلها إلى المواطنين.
عطاء مستمر
وحول تنفيذ مشروع سد وادي ضيقة، أشار عبدالله بن محمد العامري إلى أن المشروع يعد غيثًا من فيض لعطاء مستمر بإنجازات متعددة تحققت في عهد النهضة على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان، تفخر به ولاية قريات، حيث سيساهم المشروع في تنمية حرفة الزراعة التي امتهنها بعض أهالي الولاية والتي شكلت - ولا تزال - جزءا مهما من اقتصاد الولاية في توفير متطلبات حياتهم المعيشية، ومن ثم مثل توفير المياه العذبة تحديا ملحا للمواطنين بهدف الحفاظ على الزراعة العمانية كموروث حضاري تعتز به. وها هو اليوم الذي تشهد فيه ولاية قريات افتتاح مشروعها الحيوي، فتحية شكر وتقدير لكل من ساهم في ترجمة طموحات المواطنين والأهالي إلى واقع ملموس ومحسوس على أرض الواقع؛ من خلال تسخير السبل والإمكانيات البشرية والمادية الهادفة لخدمة مختلف فئات وقطاعات المجتمع المحلي وتلبية احتياجاته والنهوض بها والارتقاء بمفرداتها.
تأمين السلامة
أما سامي بن مبارك الغساني، فأشار إلى أن الفيضانات تشكل خطراً مباشراً على حياة وممتلكات الإنسان، وعادة ما تكون أغلب المناطق الصالحة للزراعة عرضة لمخاطر الفيضانات، خاصة مع توافر بعض العوامل مثل وجود الجبال المرتفعة شديدة الانحدار الخالية من الغطاء النباتي ومعدلات الامطار المتباينة كثيفة الهطول والتي تؤدي الى فيضانات شديدة، وبالتالي كان لابد من اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية تلك المناطق من خلال بناء السدود لحماية الانسان وممتلكاته ولأغراض أخرى. وإذ ما تطرقنا إلى تقلبات الجو والطقس وما شهدته ولاية قريات من أنواء مناخية استثنائية مؤخراً، والتي أحدثت خسائر في الممتلكات وتعطل حركة السير، جعل من أهم مطالب الأهالي إيجاد حلول تساهم في تأمين سلامتهم، ويأتي تنفيذ مشروع السد ليعزز هذا الجانب من خلال حجز وتجميع لمياه الفيضانات، ومن ثم تصريفها عبر معابر آمنة خصصت لهذا الغرض وتحقيق حلم الآمان لقاطني الولاية والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم الخاصة من منازل وممتلكات ومشاريع حيوية خاصة وإذا أخذنا في الاعتبار تواجد جميع الجهات الحكومية والخاصة ومعظم المرافق الخدمية بالولاية، فضلاً عن انعكاسات المشروع الإيجابية على الحركة الإنمائية والاقتصادية لعدد من مناطق الولاية.
تصميم متميز
وأشار سالم بن سعيد البطاشي الذي تحدث عن جمالية تصميم المشروع لسد وادي ضيقة والذي يجعله مقصداً للزائرين؛ إذ يمكن للمشاهد أن يرى أهم مرافق المشروع باحتضانه المفردات الطبيعية لتضاريس المنطقة من جبال وأودية وسهول، كذلك ومن الأماكن التي يسمح لمرتادي السد بالتنزه فيها الاستراحات الحديثة والحديقة والمرافق الجديدة التي أنشئت مؤخراً بالقرب من المشروع؛ مما يجعلها متنفساً للزائرين أثناء فترة العطلات والإجازات. كذلك فإننا نناشد الجهات المختصة ضرورة تنفيذ عدد من المشاريع والمرافق الخدمية والجمالية الضرورية الهادفة إلى توفير مختلف الخدمات لتتماشى مع حجم المشروع وليخدم زائريه من المواطنين والمقييمن والسياح بشتى الخدمات التي يحتاجها الزائر للمشروع، فمنطقة سد وادي ضيقة تضفي طابعاً سياحياً على المشروع بسبب وجود هذه البحيرة المائية التي تأخذ القلوب وتأسر الألباب والتي تضفي انطباعاً مهمًا لدى مشاهديها لحظة رؤيتها بجحم المشروع الكبير الدال على الاجتهاد بالدراسة والإدارة في التنفيذ والجد بالعمل من أجل تنمية الموارد المائية.
بانوراما مائية تجسد الواقع
وأوضح أيمن بن سعيد العامري أن طبيعة مكان منطقة سد وادي ضيقة تتسم بالجمال؛ حيث إن مرافقه تم إنشاؤها على ارتفاع شاهق، وتتمازج العناصر الطبيعة التي تحتضنها مرافق المشروع من انسياب مجرى مياه الأودية عبر منابعها الطويلة من سفوح الجبال، ثم تنحدر في مجارٍ تشبه الشلالات وتخترق الهضاب وتشق السهول لمسافات طويلة حاملة الحياة إلى الأرض بنشر الخضرة والنماء من حولها، مع براعة التنفيذ وتدخل يد الإنسان فيه بمعداته الحديثة؛ مما أعطاه ميزة خلابة سياحية، والتي تضفي على السد رونقاً متميزاً فريدًا من نوعه، وزاد من تلك الجمالية وجود المرافق الخدمية الأخرى، كما أن تنفيذ المشروع سيدعم حركة توافد السياح ويشجع الحركة السياحية بالولاية؛ مما ستشكل هذه العناصر مجتمعة تفاعلاً نموذجياً مهمًا ومنظومة رائعة؛ وذلك لارتباط العناصر الطبيعية من مفردات بيئية مع إبداعات الإنسان العماني.
معلم تنموي
وأكد عبدالعزيز بن مبارك البوسعيدي أن مشروع سد وادي ضيقة يعتبر من أهم المعالم السياحية في الولاية، ويعد الأول من نوعه في السلطنة في تصميمه الهندسي وحجمه الكبير، والذي عبّر عن قدرة الإنسان العماني وعزيمته الكبيرة على بناء وطنه. كما أعطى الولاية ميزة يمكن توظيفها في عدة أنشطة ومجالات سياحية، وكلها لها مردود في عملية جذب السياح وانعاش السياحة البيئية، والتي ستؤدي بدورها إلى قيام مشاريع اقتصادية وأنشطة تجارية في هذه المواقع؛ مما يعود بالنفع على السكان، وللمشروع أهمية كبيرة في ازدهار السياحة بالولاية، خاصة أنها لا تزال تحتضن عدداً من المناطق البكر بمرافقها الطبيعية من بحر وجبال ومزارع ومبانٍ تراثية كالأبراج والقلاع؛ مما يؤهلها لشغل مكانة متميزة في عالم السياحة، وتنفيذ السد سيعزز مكانة هذه المرافق.
إطار تنموي متكامل
وقال محمد بن سالم السوطي: إن تنفيذ المشروع يأتي في إطار تنموي متكامل؛ بهدف تطوير البنية الأساسية بالولاية؛ من خلال استغلال هذه المياه في مجالات التنمية ومشاريعها المختلفة وتنفيذ عدد من المشاريع الضخمة الواعدة لدعم التنمية وتحقيق قفزة حقيقية في مشاريع ومرافق البنى الأساسية، كما تبرز أهمية هذا السد كونه يحتجز جزءا من مياه الفيضانات والأمطار للاستفادة منها في تغذية الخزان الجوفي والحد من تداخل مياه البحر إلى خزانات التغذية الجوفية، ولا شك أن اهتمام الحكومة بولاية قريات واسع ومتعدد الجوانب، خاصة أن الولاية تحتضن عددا من المرافق والمشاريع المهمة؛ منها: الطريق الجديد، والذي يربط الولاية بمحافظة مسقط وولاية صور.
الارتقاء بالخدمات البلدية
وأوضح محمد بن عيسى السيابي أن وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه تعد إحدى أهم الوزارات الخدمية ارتباطاً بحياة المواطن؛ نظراً لما تقدمه من خدمات تتمثل في تنفيذ مشاريع تلامس بصورة دائمة، ونظراً للدور المتميز الذي تقوم به أجهزة البلديات الذي أصبح مجال عملها ضرورة لا غنى عنها؛ من خلال السعي المستمر للارتقاء بمستوى الخدمات البلدية وتنمية الموارد المائية؛ حيث تم تحقيق العديد من الأهداف للرقي بخدمة المجتمع المحلي للولايات العمانية يتمثل في تنفيذ مشاريع حيوية ومنها تنفيذ مشروع سد وادي ضيقة، والذي يهدف إلى فتح آفاق جديدة لتنمية الموارد المائية لوادي ضيقة بعدما كانت مياهه على مدى السنوات الغابرة تذهب باتجاه البحر دون فائدة.
تنمية المقومات السياحية
وقال سعيد بن جمعة البطاشي: إن ولاية قريات تعتبر من ولايات السلطنة السياحية؛ حيث تتميز بمقومات سياحية أهلتها لأن تكون مزاراً للعديد من السياح بمختلف الجنسيات، خاصة خلال فترة الصيف حيث يتوافد العديد من الزوار إليها لمشاهدة ما تتمتع به هذه الولاية من مزارات سياحية موزعة بمختلف مناطقها؛ سواء كانت الساحلية أو الزراعية أو التاريخية التي تتمثل في القلاع والحصون والأبراج، وبعض الأسوار والمساجد الطينية القديمة ذات التصميم الهندسي الرائع وموروثات الأجداد الخالدة والأودية، ووجود التكوينات الهندسية الفريدة في جبالها وشواطئها الجميلة.. كل هذه المعالم مجتمعة تشكل دعما لمنظومة السياحة الحديثة، كما أن سد وادي ضيقة - تلك التحفة المعمارية ذات اللمسات الجمالية الجذابة - سيصبح ضمن المزارات السياحية التي تنفرد بها الولاية، مما يشكل عنصراً جديداً ومفردة سياحية بولاية قريات.