ماهو الفرق بين الكرسي والعرش......؟؟

  • ماهو الفرق بين الكرسي والعرش......؟؟


    مــا هو الفرق بين الكرســـــي والعــــرش ..؟؟


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه ، والعرش أكبر من الكرسي .

    والعرش هو أعظم المخلوقات ، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله ، وله قوائم ، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق .

    وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً .


    وهذه أدلة ما سبق مع طائفة من أقوال اهل العلم

    عن ابن مسعود قال :
    بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم .


    قال الشيخ ابن عثيمين :

    هذا الحديث موقوف على ابن مسعود ، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها ، فيكون لها حكم الرفع ، لأن ابن مسعود لم يُعرف بالأخذ من الإسرائيليات .


    وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل هذا الحديث :

    ... التاسعة : عِظَم الكرسي بالنسبة إلى السماء .

    العاشرة : عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي .

    الحادية عشرة : أن العرش غير الكرسي والماء .


    وعرش الرحمن هو أعظم المخلوقات ، وأوسعها .

    قال تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم } وقال تعالى { وهو رب العرش العظيم } ، وقال تعالى { ذو العرش المجيد }


    قال القرطبي :

    خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه .


    وقال ابن كثير :

    { وهو رب العرش العظيم } أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل .


    وقال رحمه الله :

    { ذو العرش } أي : صاحب العرش العظيم العالي على جميع الخلائق ، و{ المجيد } : فيه قراءتان : الرفع على أنه صفة للرب عز وجل ، والجر على أنه صفة للعرش ، وكلاهما معنى صحيح .


    والمجيد : المتسع عظيم القدر .

    عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور " .

    وللعرش حملة يحملونه .

    قال تعالى : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )

    وهم على خِلقة عظيمة .

    عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُذِن لي أن أحدِّث عن ملَك من ملائكة الله من حملة العرش ، إنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام " .

    والحديث : قال عنه الحافظ ابن حجر : وإسناده على شرط الصحيح .

    والعرش فوق الكرسي بل فوق كل المخلوقات .

    قال ابن القيم :

    إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به ، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به ، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها ، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها ، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له .

    والعرش ليس هو المُلْك وليس هو الكرسي .

    قال ابن أبي العز الحنفي :

    وأما من حرَّف كلام الله وجعل العرش عبارة عن الملك ، كيف يصنع بقوله تعالى : { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } ، وقوله { وكان عرشه على الماء }؟ أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية ، وكان ملكه على الماء ويكون موسى عليه السلام آخذا بقائمة من قوائم المُلْك ؟ هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول .

    وأما الكرسي فقال تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض }، وقد قيل : هو العرش ، والصحيح : أنه غيره ، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره روى ابن أبي شيبة في كتاب " صفة العرش " والحاكم في " مستدركه " وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أنه قال : " الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى " .

    وقد روي مرفوعاً ، والصواب : أنه موقوف على ابن عباس ...

    قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض " .

    .. وهو كما قال غير واحدٍ من السلف : بين يدي العرش كالمرقاة إليه .


    وقال الشيخ ابن عثيمين :

    هناك من قال : إن العرش هو الكرسي لحديث " إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة " ، وظنوا أن الكرسي هو العرش .

    وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم ، فقالوا في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أي : علمه .

    والصواب : أن الكرسي موضع القدمين ، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه .

    والعلم : صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم . والله أعلم .
  • والله مشكوره يا سهاد على هاي المحاضره المفيدة
    بصراحه ما قصرت في تفسير الفرق بين الكرسي والعرش
    بارك الله فيك وادخلك جنة الفردوس ان شاء الله
    وشكرا
  • العرش
    (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم أستوى على العرش...)

    اللغة-مناقشة
    استوى:
    لسان العرب لأبن منظور: أستوى:أستولى وظهر.قال :
    قد أستوى: بِشر على العراق من غير سيف أو دمٍ مهراق
    الوجيز:استوى على الشيء:استولى وملك
    المنجد:استوى على:استولى وظهر.يقال : "استوى على سرير الملك" كناية عن التملك.
    وأقول:إن هذه المعاني,كلها تدل على المُلك وعلى السيطرة التامة الكاملة وإن لنا في هذا الأمر نظرات:

    1- قال تعالى: (استوى على العرش).ولقد يحسب الإنسان كما قد حسب الكثيرون,أن قوله سبحانه:(على) يدل على الاستعلاء والفوقية, إلا إنه ظن خاطئ وإليك السبب:
    انظر إلى قول الشاعر:"قد استوى بشر على العراق" تر أن"استوى" قد تبعها الحرف "على".ومعنى "استوى على " هنا, الذي أجمع عليه علماء اللغة هو:"استولى,وملك,وظهر",فالمقصود بالبيت أن بِشراً هذا قد ملك العراق,ووليه, وسيطر عليه, لا أنه صار فوقه.لا بل أن المعاجم قد أوضحت بجلاء أن قولهم : "استوى على سرير الملك" هو كناية عن التملك لا غير .فقولك :استويت على الشيء يعني ملكك له,وسيطرتك عليه,لا أنك صرت فوقه,وعلى هذا قد أجتمعوا.
    وبالإختصار,فإن قولك: استويت على الشيء ,هو كقولك ملكته وسيطرت عليه.

    2- لو فتحنا أي معجم على معنى "استوى على" وجدنا أن معناها:استولى وظهر وملك.فما هو المعنى المعجمي ل"استولى"؟

    "الوجيز":أصل استولى:وَلِيَ.وَوَلِيَ الشيء وعليه ولاية:ملك أمره وقام به.وَوَلِيَ البلد:تسلط عليه,وَوَلِيَ القوم:مَلَكَ أمرهم وقام به,فهو والٍ. وتولى الأمر:تقلده وقام به.
    واستولى على الامر:بلغ الغاية,واستولى عليه: تمكن منه وصار في يده. ومثله ما جاء في "المنجد".
    وهكذا فإن قوله تعالى "استوى على العرش" يبين ملكه تعالى ,وسيطرته التامة والمطلقة وقدرته وولايته وقيامه بأمر ملكه وتمكنه منه وعلمه, وإذا كان العرش هو ملك الله تعالى فإن الكون هو الشيء عينه.

    3- ظَهَرَ: برز بعد الخفاء.
    ظهر بعلمه: فَخَرَ به.
    ظَهَرَ عليه: غَلَبهُ.

    العرش:
    لسان العرب:العرش: الملك, وثُلَ عرشه: هُدِمَ ما هو عليه من قوام أمره.
    وقيل:وهى أمره وذهب عزّه , والعرش:البيت والمنزل.
    القرطبيّ: العرش: الملك والسلطان.يُقال ثُل عرش فلانٍ إذا ذهب ملكه وسلطانه وعزه.قال زهير:
    تداركتُما عَبْساً وقد ثُلّ عرشها وذُبيانُ إذْ ذَلّتْ بأقدامها النَعْلٌ
    بسم الله الرحمن الرحيم|e
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آما بعد

    بارك الله فيك أختي الفاضلة سهاد وجعل الله ما كتبتي في ميزان أعمالك ونفعك به يوم لا ينفع مال ولا بنون.

    الأخت الفاضلة احلى وردة بارك الله فيك ذكرت مانصه ( وهكذا فإن قوله تعالى "استوى على العرش" يبين ملكه تعالى ,وسيطرته التامة والمطلقة وقدرته وولايته وقيامه بأمر ملكه وتمكنه منه وعلمه, وإذا كان العرش هو ملك الله تعالى فإن الكون هو الشيء عينه.)
    فإذا كان الأمر كما تقولين فلماذا قال تعالى في آية أخرى:"وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ"

    والحديث هنا عن يوم القيامة وعن حمل الملائكة لشيء محسوس وهو العرش وليس عن شيء موصوف كما ذكرت وهو السيطرة التامة والمطلققة وقدرته وولايته وقيامه بأمر ملكه وتمكنه منه وعلمه.

    وإذا كان الأمر كما ذكرت فكيف تسطيع الملائكة حمل كل هذه الأشياء وهي أشياء معنوية وليست مادية مع عدم إغفال قدرة الله على كل شيء لكن الله جعل لكل شيءشرعة ومنهاج وهذا ماعلمناه من الكتاب والسنة النبوية المطهرة أن القدرة والمشيئة والسيطرة من الأمور المعنوية كما سبق.

    ويثبت ما أقول الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ اسْتَبَّ رَجُلاَنِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ، قَالَ الْمُسْلِمُ وَالَّذِى اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ الْيَهُودِىُّ وَالَّذِى اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ . فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ وَجْهَ الْيَهُودِىِّ ، فَذَهَبَ الْيَهُودِىُّ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ ، فَدَعَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمُسْلِمَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لاَ تُخَيِّرُونِى عَلَى مُوسَى ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَصْعَقُ مَعَهُمْ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ جَانِبَ الْعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِى أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِى ، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ » . لا حظي قول الرسول صلى الله عليه وسلم(بَاطِشٌ جَانِبَ الْعَرْشِ ) تدل على شيء محسوس يقف موسى عليه الصلاة والسلام جواره.

    كلمة إستوى تأتي بمعنى آخر في لغة العرب فيقول العربي إستويت على دابتي بمعنى إمتطيت ظهرها.

    وفي هذا المعنى يقول تعالى:"وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"

    والجودي هو الجبل الذي رست عليه سفينة نوح عليه الصلاة والسلام وهو في تركيا وقد تم إكتشاف أجزء من السفينة مؤخراً على قمة الجبل ولها جميع الصفات التي ذكر في أحاديث كثيرة.

    كما تأتي كلمة إستوى بمعنى بلغ رشده وفي ذلك قال تعالى:"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"

    والله أعلم
  • أخي أبو ساهر
    جزاك الله خيرا على ما اوضحت
    ولكن لا اريد في هذا المقام الجدال وما كتبته هو توضيح واظهارا للحقيقة وسوف اوافيك برد وشرح وافي مفصل عن هذا بأذن الله تعالى ولأنني لست أهلا للرد لقلة علم فسأخذ عدة أيام للرد وأن شاء الله سيهديني ربي للحق بأذنة
    أرجو منك أن تتمعن وترجع للكتب الشرعية لتعرف الحقيقة عن معنى العرش والاستواء وساوافيك ان امكنني ذلك بالشرح.
  • وأنا في إنتظارك أختي الفاضلة لكن صدقيني أن هذا هو الحق الذي تعلمناه من الكتاب والسنة ومن أقوال كبار أهل العلم من السلف مثل الإمام أحمد بن حنبل وابو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية ومن الخلف مثل الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين واللألباني رحم الله الجميع وجمعنا بهم في جناته جنات النعيم.

    أسئل الله العلي القدير أن يريني وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
  • ما معنى ان الله مستو على العرش؟

    يقول الله تعالى" الرحمن على العرش استوى " صدق الله العظيم ,, ليس معنى ذلك انه جالس على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل معنى استواء الله على العرش هو ملكه وقدرتة على العرش واستيلاوة على كل شيء فهو مستول على كل شيء قاهر لكل شيء.

    كما يقال استوى فلان على البلاد بمعنى استولى.

    فالله تعالى مستول على اكبر مخلوقاته وهو العرش , فهو مستول من باب اولى على ما هو دون العرش.
    ويراد بذلك ايضا الكناية كما يقال " جلس الحاكم على العرش " فلا يراد به حقيقة الجلوس بل هو كناية عن قهرة لرعيته واستيلاه على البلاد.

    فافهم واذا صعب عليك اقراء قصيدة غاية المراد في الاعتقاد ولا تاخذ معنى الايات بالظاهر فاللغة العربية بحر واسع
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آما بعد

    أختي الفاضلة بارك الله فيك وشكر لك حسن الحوار كما ذكرت فإن اللغة العربية بحر واسع والكلمة فيها تحتمل عدة معاني وقد ذكرت لك عدة معاني أخرى بالإضافة للمعنى لذي ذكرتيه مشفوعة بأدلتها من الكتاب وكون أن المعنى الذي ذكرته ورد في قصيدة (غاية المراد في الاعتقاد) لا يعني أنه هو المعنى الصحيح لها.

    كما لا أخفيك أنني لم أقرأ هذه القصيدة سابقاً أو أسمع عنها.

    أما المعنى الذي ذهبت إليه فقد قال به قديماً فرقة تسمى ( الجهمية ) ولا أدري هل أنت من المنتسبين لهذه الفرقة أم لا ؟

    أما بخصوص أخذ الآيات على الظاهر فلست ممن يأخذها على ظاهرها فمما تعلمناه أن الآيات تفسر بعضها بعضاً كما أن هناك كثير من الأحاديث التي تفسر الآيات.

    فيما يلي سأذكر لك مجموعة من الأحاديث التي تحدثت عن العرش وهي تؤكد المعنى الذي ذكرته لك وأطلب منك التوضيح إن كانت تدل على معنى آخر غير الذي ذهبت إليه وهي من أصح الأحاديث إسناداً من صحيح البخاري.

    حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَقَلْتُ نَاقَتِى بِالْبَابِ ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فَقَالَ « اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِى تَمِيمٍ » . قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا . مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ « اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ » . قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ قَالَ « كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَكَتَبَ فِى الذِّكْرِ كُلَّ شَىْءٍ ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ » . فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ . فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِىَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ تَرَكْتُهَا .

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِى أَفَاقَ قَبْلِى ، أَمْ جُوزِىَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ » .

    حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى دَعْوَةٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ « أَنَا سَيِّدُ الْقَوْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَنْ يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِى ، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ ، إِلَى مَا بَلَغَكُمْ ، أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَبُوكُمْ آدَمُ ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ ، أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا فَيَقُولُ رَبِّى غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَنَهَانِى عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ ، نَفْسِى نَفْسِى ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِى ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ . فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، أَمَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ رَبِّى غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، نَفْسِى نَفْسِى ، ائْتُوا النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَيَأْتُونِى ، فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَهُ » .

    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِىُّ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِى كِتَابِهِ ، فَهْوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِى غَلَبَتْ غَضَبِى » .

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِى ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ « تَدْرِى أَيْنَ تَذْهَبُ » . قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ « فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا ، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا ، يُقَالُ لَهَا ارْجِعِى مِنْ حَيْثُ جِئْتِ . فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) » .

    حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ خَتَنُ أَبِى عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ - رضى الله عنه - سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ » .

    أسئل الله العلي القدير أن يريني وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
  • الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه ، والعرش أكبر من الكرسي

    ما المقصود بقدمي الرحمن. تعالى الله > هل هو شيء محسوس.????
    -----------------------------------------------------------

    لاَ تُخَيِّرُونِى عَلَى مُوسَى ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَصْعَقُ مَعَهُمْ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ جَانِبَ الْعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِى أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِى ، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ »

    هل يعني هذا ان نبي الله موسى خير من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟

    ---------------------------------------------------------

    اذا كان الله فوق العرش فاين كان قيل خلق العرش ام ان العرش هو ذات الله؟
  • كاتب الرسالة الأصلية ابو ساهر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آما بعد

    أختي الفاضلة بارك الله فيك وشكر لك حسن الحوار كما ذكرت فإن اللغة العربية بحر واسع والكلمة فيها تحتمل عدة معاني وقد ذكرت لك عدة معاني أخرى بالإضافة للمعنى لذي ذكرتيه مشفوعة بأدلتها من الكتاب وكون أن المعنى الذي ذكرته ورد في قصيدة (غاية المراد في الاعتقاد) لا يعني أنه هو المعنى الصحيح لها.

    كما لا أخفيك أنني لم أقرأ هذه القصيدة سابقاً أو أسمع عنها.

    أما المعنى الذي ذهبت إليه فقد قال به قديماً فرقة تسمى ( الجهمية ) ولا أدري هل أنت من المنتسبين لهذه الفرقة أم لا ؟

    أما بخصوص أخذ الآيات على الظاهر فلست ممن يأخذها على ظاهرها فمما تعلمناه أن الآيات تفسر بعضها بعضاً كما أن هناك كثير من الأحاديث التي تفسر الآيات.

    فيما يلي سأذكر لك مجموعة من الأحاديث التي تحدثت عن العرش وهي تؤكد المعنى الذي ذكرته لك وأطلب منك التوضيح إن كانت تدل على معنى آخر غير الذي ذهبت إليه وهي من أصح الأحاديث إسناداً من صحيح البخاري.

    حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَقَلْتُ نَاقَتِى بِالْبَابِ ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فَقَالَ « اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِى تَمِيمٍ » . قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا . مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ « اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ » . قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ قَالَ « كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَكَتَبَ فِى الذِّكْرِ كُلَّ شَىْءٍ ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ » . فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ . فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِىَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ تَرَكْتُهَا .

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِى أَفَاقَ قَبْلِى ، أَمْ جُوزِىَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ » .

    حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى دَعْوَةٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ « أَنَا سَيِّدُ الْقَوْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَنْ يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِى ، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ ، إِلَى مَا بَلَغَكُمْ ، أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَبُوكُمْ آدَمُ ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ ، أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا فَيَقُولُ رَبِّى غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَنَهَانِى عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ ، نَفْسِى نَفْسِى ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِى ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ . فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، أَمَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ رَبِّى غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، نَفْسِى نَفْسِى ، ائْتُوا النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَيَأْتُونِى ، فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَهُ » .

    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِىُّ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِى كِتَابِهِ ، فَهْوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِى غَلَبَتْ غَضَبِى » .

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِى ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ « تَدْرِى أَيْنَ تَذْهَبُ » . قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ « فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا ، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا ، يُقَالُ لَهَا ارْجِعِى مِنْ حَيْثُ جِئْتِ . فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) » .

    حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ خَتَنُ أَبِى عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ - رضى الله عنه - سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ » .

    أسئل الله العلي القدير أن يريني وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أخي الكريم بداية أنبه أن مثل هذه الأمور الخلافية لا نحبذ أن تساق هنا ، حيث أنه لا طائل من ورائها إلا المشاحنات والاتهامات وغير ذلك مما لا تحمد عقباه ، حيث جربنا هذا مررا وتكررا ونبهنا عليه ... وليت من يكتب ذلك يريد الحوار الجاد والنقاش الهادف ومن ثم الإستفادة ... ولكن نجد أن الأمر غير ذلك

    ثم أن مسألة الإستواء على العرش من المسائل العقدية الخلافية بين المذهب الإسلامية ... وقد خاض فيها العلماء قبلكم بكثير ولم يصلوا إلى نتيجة مرضية ، وكل تشبث بما معه ..
    والمهم هو أن ننزه الله سبحانه وتعالى كما نزه نفسه ... لكنت إن نصف أن لله قدمان وله عينان أو يدان أو ساق أو .. الخ مما هو للخلق فهذا تقول على الله ، وينبغي أن نترفع عنه ... ولو وصفنا الأخرون بالمعطلة والجهمية وغيرها من الألفاظ فماذا تقول في الحشوية المجسمة ؟؟

    وقولك تسأل الأخت التي ردت عليك إن كانت من الجهمية لإعتقادها هذا وحرصها على تنزيه الله ، فإن كنت تقصد بهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه فهو كذلك ونحن منهم ، وإن كنت تقصد بهم غيرهم فانظر ماذا تكون أنت منهم ...
    عموما فليس فيما أوردته من أحاديث ما يدل على معتقدك في جلوس الله على العرش كما وضح ابن تيمية في إحدى جلساته أن الله جالس على العرش كجلوسه على الكرسي وله أطيط كأطيط الرحى .. فاعتبر اخي الكريم وانتبه
    وليس فيما أوردته من أحاديث إلا ما يدل على أن العرش شيء مادي ... وهو لا شك من مخلوقات الله ... فلو قلنا بأن الله جالس عليه كالجلوس الذي تزعمون ... فأين كان قبل خلق العرش ؟؟
    ثم هل يتسع العرش له ؟؟
    وهل هو حال فيه لا يغادره ؟؟
    وأنى لمخلوق أن يتحمل الخالق ؟؟

    إلأى غير ذلك من الأسئلة العجيبة والغريبة التي قد تخطر على الذهن نتيجة لهذا المعتقد

    ثم ارجو أن تجيب على اسئلة الأخ حامد

    ومما أرجوه أكثر وأكثر من المشرفين ، أن يرسلوا مثل هذه المواضيع إلى الإرشيف ، أو يقومون بحذفها ، لأنها لا تأتي بخير ابدا
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آمابعد
    بارك الله فيك أخي الفاضل الطوفان وشكر الله لك ما ادليت به في الموضوع بأسلوب راقي لو حرص الجميع على إتباع مثل هذا الأسلوب فلا مانع من أن نناقش أشد المواضيع حساسية.
    وإن كان السلف قد ناقشوا هذه الأمور ولم يصلوا الى نتيجة فهذا لا يمنع صاحب الحق أن يبين مالديه من حق عسى أن يهدي به الله إلى منهج الحق.
    اعلم رحمك الله أن من منهج أهل السنة والجماعة أن نثبت لله ما أثبته لنفسه من صفات في كتابه العزيز او على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم دون تشبيه أو تكييف أو تمثيل.
    فلا نصف الصفة بشيء مما يتصف به البشر أو المخلوقات ولا نكيف صفاته بالسؤال عن كيفيتها أو نمثلها بالقول مثل كذا وكذا.
    وذلك لقوله تعالى:"فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"
    وقد أثبت الله لنفسه صفات وصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم فكيف لنا أن ننكر هذه الصفات؟

    يقول تعالى:"يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ"
    أثبت الله لنفسه من خلال هذه الآية الساق ونحن نقر بها دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف ومن أنكر هذا يلزمه الدليل

    حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا فَقَالَتِ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لَهَا لاَ يَدْخُلُهَا إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ . وَقَالَتِ النَّارُ - يَعْنِى - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِى . وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِى أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا - قَالَ - فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا ، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ . ثَلاَثًا ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ » . صحيح البخاري

    وعندما ينقل إلينا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه ثقات عن ثقات فكيف لنا أن ننكره!!

    يقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا"

    ولم نثبت لله صفة إلا بدليل من الكتاب أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم رواه ثقات عن ثقات.

    أما ما أوردته من أحاديث فلم أرد إلا أن اثبت لها أن العرش شيء مادي ليس كما قالت بأن العرش هو( ملكه تعالى ,وسيطرته التامة والمطلقة وقدرته وولايته وقيامه بأمر ملكه وتمكنه منه وعلمه, وإذا كان العرش هو ملك الله تعالى فإن الكون هو الشيء عينه)

    وأما قولنا بهذه الصفات لا يلزم بالضرورة أن نسأل ما أوردت من أسئلة وإن سئلت فلا يلزم بالضرورة الإجابة عليها إلا بدليل من الكتاب والسنة إذا وجد وإذا لم يجد فلا تلزم الإجابة.


    أسئل الله العلي القدير أن يريني وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
  • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    اللهم آمين

    شكرا لك أخي الكريم على حسن ردك واسلوبك الهادئ والذي من عهدناه ممن سبقوك في هذا الأمر ... على اية حال ،، كنت مما ذكرته في ردٍ لي سابق أن الإباضية إنما تأثروا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه الصحيحة ، ما زاغوا عنهما ، وعلى كلٍ فلزم علينا أن ننزه الله عز وجل فإنه ليس كمثله شيء ، ولا يجوز لنا أن نشببه بخلقه ، أو أن نصفه بصفات المخلوقين فالله سبحانه وتعالى ليس له شبه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء لانه سبحانه هو خالق الاشياء ولا تشبه الصنعة صانعها فالكائنات كلها مصنوعة من قبل الله تعالى وقد كان الله عز وجل قبل خلق هذه الاشياء بل كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان لم يحدث فيه خلق هذه المخلوقات أو خلق الزمان بالذات أو خلق المكان بالذات شيئا من تغير في ذاته فهو الآن على ما عليه كان لا يوصف بأي هيئة فلا يقال مثلا انه جالس على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولا يوصف بأنه متحيز فى مكان .
    وأنه ليس جسما والجسم هو الذي يستقل بنفسه وليس عرضا والعرض: ما كان لا يستقل بنفسه وانما يحتاج الى جسم كضوء الشمس مثلا فالشمس ذاتها جسم والضوء عرض وكذلك ضوء الفتيلة فالفتيلة جسم والضوء عرض وكذلك لون الجسم الجسم هو جسم واللون عرض وهكذا جميع الاشياء التي لا تستق كحركة المتحرك وسكون الساكن هي أعراض وهي تفتقر الى الأجسام والله تعالى خالق الأجسام والأعراض فندين أنه تعالى ليس جسما ولا عرضا أي نجزم بذلك جزما قاطعا . لكنه واحد في ذاته كملا :لكننا ندين بأنه واحد في ذاته لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء في ذاته .
    وهو تبارك وتعالى أيضا لا تكيفه الأوهام ولا تحده الأفكار لأن الأوهام لايمكن أن تصل الى ذاته والأفكار أيضا لايمكن أن تتوصل الى حقيقة ذاته تعالى وكما قلت سابقا قد كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ماعليه كان فلو كان سبحانه وتعالى حالا في مكان للزم اما أن يكون المكان سابقا على ذاته تعالى الله عن ذلك فيكون المكان أولى بالألوهية منه واما أن يكون قديما مع ذاته فيلزم أن يكون مشاركا له في الألوهيه واما أن يكون حادثا وهنا يتوجه السؤال : أين كان قبل خلق ذلك المكان؟ والملجأ من ذلك أن يقال أنه على ما عليه كان من قبل لا يحيط به مكان بل لا يحل في مكان ولا تجري عليه الأحوال في زمان .
    وهو سبحانه وتعالى مستو على العرش كما أخبر عن نفسه {اْلرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اْسْتَوَى } ولكن هذا الاستواء ليس هو كما قيل بمعنى الجلوس على العرش تعالى الله عن ذلك وانما هو ملكه وقدرته على العرش واستيلاؤه على كل شيء فهو مستول على كل شيء قاهر لكل شيء وليس معنى ذلك أنه قاعد على العرش .
    وإنما هو ـ كما اسلفنا ـ كناية عن استيلائه على كل شيء وقهره لكل موجود ... وأما قولك : (( اعلم رحمك الله أن من منهج أهل السنة والجماعة أن نثبت لله ما أثبته لنفسه من صفات في كتابه العزيز او على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم دون تشبيه أو تكييف أو تمثيل )) فإنك تقع فيما تفر منه ، وإنك لتقع بقولك أن له يد وساق وعين وو .. الخ ، ولا يغني قولك: ( نثبت له ما اثبته لنفسه دون كذا وكذا ...) فالحقيقة أنك تثبت له الجارحة ايا كان تعليلك لإثباتكِ لها ، ومما ينبغي أن يدركه كل مسلم أن في القرآن آيات متشابهة وجب تأويلها ، ومن ذلك هذه الآيات ، والتي أوردت بعضا منها مما يشير أن لله ساق أو يد
    واعلم أخي ان المقصود باليد : القدرة والقوة .
    وفي قوله تعالى " يد الله فوق ايديهم " قال ابن عباس : يد الله فوق ايديهم ، كانت للقوم عند الله بيعة حسنة ، وكانت اليد من الله الجزاء والثناء افضل من التي كانت لهم عند الله ، وقال الحسن : يد الله النعمة عليهم ان هداهم للإيمان أفضل من قبولهم ، قال ابن عباس : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) أي بقدرتي وصنعي ، قال علي ابن ابي طالب : بما خلقت أنا ، وكذلك ( مما عملت أيدينا أنعاما ) يقول : مما عملنا ، وقال الضحاك مثل ذلك ، وقال الحسن : بامري ، كقوله : ( إنما أمرنا لشيء اذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) ، ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون ).

    ومثل ذلك في العين ، كقوله تعالى : ( ولتصنع على عيني ) ، قال ابن عباس : ولتربى بامري ، قال الحسن : ولتربى بعلمي ، وقال مجاهد والضحاك : بعلمي ، وكذلك قوله : " تجري باعيننا " يعني بعلمنا وحفظنا ، فحفظ سفينة نوح عليه السلام من الطوفان ، وحفظ موسى عليه السلام من فرعون وقومه ، حتى بلغ الله به أن جعله رسولا مكلما ، فتلك الخاصة التي اختص الله به موسى عليه السلام ، ولو كان قوله " ولتصنع على عيني " على ما قال الجاهلون من أنه يراه بعينيه ، لما كان لموسى عليه السلام فضيلة ، لأنه يرى فرعون كما يرى موسى ، ولكنه أراد تصنع بحفظي وكلاءتي وحرزي ، حتى يبلغ عن الله ما أراد من رسالاته وأمره .
    فلزم علينا أن نأول اليد والعين والساق والوجه والنفس بما يتوافق وتنزيه الله سبحانه وتعالى ، وما يتوافق وقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
    فهنا ترى أنه لا بد من تأويل هذه الآيات ، غذ أننا لو أمضيناها على ظاهره لحص تشبيه وتجسيم من جهة ، ومن جهة أخرى لخالفة العقل والمنطق
    وإليكِ أيضا أمثلة أخرى على المتشابه من القرآن الكريم :
    1 ـ قال تعالى : (وَجَاءَ رَبُّكَ )(الفجر: من الآية22) أي جاء أمر ربك .
    وقال تعالى : ( فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِد)(النحل: من الآية26) يعني أمره وعقوبته .
    فالمجيء والذهاب لا يمكن أن يفهما بمعناهما الحقيقي ، ذلك أنه يستحيل في حق الله تعالى الزوال والإنتقال ، فلا بد من التأويل وإلا وقعنا في التشبيه .
    قال تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام : ( إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الصافات:99) فلا يمكن أن يفهم ذهابه عليه السلام إلى ربه بالمعنى الحقيقي إذ يستحيل على الله أن يتحيز في مكان ، فلا بد من التأويل ، ذاهب إلى ربي أي حيث امر ربي .

    2 ـ قال تعالى : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)(الأنعام: من الآية54) أي على ذاته .
    وقال تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه)(آل عمران: من الآية28) أي يحذركم إياه بمعنى يحذركم الله الله ، وقيل عقوبته. وقال تعالى : ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ)(الاسراء: من الآية7) أي لذاتكم ، وهنا لا يمكن أن يفهم أن ذات الله كذوات المخلوقات فذات الإنسان متبعضه ومجزأه ومتحيزه وهذا محال على الله تعالى .

    3 ـ قال تعالى : ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ)(الانسان: من الآية9) أي نريد ثواب الله تعالى ، أو لقصد رضى الله ؛ لوجه الله أي لله تعالى .
    وقال تعالى : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه)(البقرة: من الآية115) أي فثم توجيه الله أي تلقاء الكعبة والتوجه إلى الله .
    قال تعالى : ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن:27)
    ، وقال : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(القصص: من الآية88) أي ذات ربك ، وذات الله هي الله ، أي يبقى ربك ، وكل شيء هالك إلا الله ، إذ من صفاته الواجبة البقاء .

    4 ـ قال تعالى : ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي)(صّ: من الآية75) أي توليت أنا خلقه .
    وقال تعالى : ( مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا)(يّـس: من الآية71) أي خلقنا نحن .
    وقال تعالى : ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)(المائدة: من الآية64) ، أي نعمتاه الظاهرة والباطنة ، والعاجلة والآجلة .
    أو يراد بذلك النعمة والقدرة وقيل نعمة الدين ونعمة الدنيا .
    وقد فسرت نعمة اليد بهذا المعاني ابتعادا عن التشبيه والتجسيم والله تعالى ليس كمثله شيء حتى يشبه به .

    5 ـ قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )(البقرة: من الآية186) ، وقال أيضا : ( إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)(هود: من الآية61) ، فالقرب هنا بمعنى سرعة الإجابة .
    أما قوله تعالى : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)(قّ: من الآية16) ، وقوله تعالى : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ) (الواقعة:85) ، فالمعنى فيه قرب ملازمة القدرة عليه في جميع الأوقات ، وفي جميع الحالات ، فلا يمكن أن تفسر بقرب المسافة .

    من خلال هذه الأمثلة في تأويل المتشابه من القرآن الكريم ندرك أنه لا سبيل إلى اعتماد الظاهر في مثل هذه الآيات ، إذ يؤدي ذلك إلى تشبيه الخالق بالخلق ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهو القائل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11)
    كما أنه يؤدي إلى التناقض ، والقرآن متكامل متناسق ، يفسر بعضه بعضا ، وذلك برهان من براهين الإعجاز فيه ، قال تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) .
    فتأويل المتشابه إذاً يترتب عنه تنزيه الخالق تبارك وتعالى تنزيها مطلقا .
    أليس هو الواحد في ذاته وصفاته وأفعاله ؟!

    والله الهادي إلى سواء السبيل .
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آمابعد
    بارك الله فيك أخي الفاضل وشكر لك ثنائك علي وأسئل الله أن يجعلني خيراً مما تقول ويغفر لي مالا تعلم كما أسئله أن يغفر لي ولك ولجميع المسلمين.

    لقد أخذ بنا الموضوع منحنى إلى بداية الإختلاف في المسئلة وهي هل تحمل آيات الأسماء والصفات على ظاهرها أم تأول وقبل الخوض في هذه المسئلة ينبغي لنا معرفة ماهو المتشابه من الآيات.

    يقول تعالى:"هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ"

    قال جابر بن عبدالله، وهو مقتضى قول الشعبي وسفيان الثوري وغيرهما: (المحكمات من أي القرآن ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره والمتشابه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل مما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه، قال بعضهم: وذلك مثل وقت قيام الساعة، وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى، ونحو الحروف المقطعة في أوائل السور).

    يقول القرطبي:هذا أحسن ما قيل في المتشابه. وقد قدمنا في أوائل سورة البقرة عن الربيع بن خيثم (أن الله تعالى أنزل هذا القرآن فاستأثر منه بعلم ما شاء...)

    كما قال:(وإنما المتشابه في هذه الآية من باب الاحتمال والاشتباه، من قوله: "إن البقر تشابه علينا" [البقرة: 70] أي التبس علينا، أي يحتمل أنواعاً كثيرة من البقر. والمراد بالمحكم ما في مقابلة هذا، وهو ما لا التباس فيه ولا يحتمل إلا وجهاً واحداً).

    وقال ابن عباس: المحكمات هو قوله في سورة الأنعام "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم" [الأنعام:151] إلى ثلاث آيات، وقوله في بني إسرائيل: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" [الإسراء 23]
    قال ابن عطية: وهذا عندي مثال أعطاه في المحكمات. وقال ابن عباس أيضا: (المحكمات ناسخه وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات المنسوخات ومقدمه ومؤخره وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به)

    وقال ابن مسعود وغيره: (المحكمات الناسخات، والمتشابهات المنسوخات) وقاله قتادة والربيع والضحاك.
    وقال محمد بن جعفر بن الزبير: (المحكمات هي التي فيها حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل، ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه. والمتشابهات لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد)؛ وقاله مجاهد وابن إسحاق.
    قال ابن عطية:( وهذا أحسن الأقوال في هذه الآية).
    قال النحاس: (أحسن ما قيل في المحكمات، والمتشابهات أن المحكمات ما كان قائما بنفسه لا يحتاج أن يرجع فيه إلى غيره؛ نحو "لم يكن له كفوا أحد" [الإخلاص: 4] "وإني لغفار لمن تاب" [طه: 82]. والمتشابهات نحو "إن الله يغفر الذنوب جميعا" [الزمر: 53] يرجع فيه إلى قوله جل وعلا: "وإني لغفار لمن تاب" [طه: 82] وإلى قوله عز وجل: "إن الله لا يغفر أن يشرك به" [النساء: 48] ).

    نكتفي بما ذكر في الفرق بين المحكم والمتشابه ونعود إلى موضوعنا هل تحمل آيات الأسماء والصفات على وجها الذي ذكرت فيه أم تأول كما حصل من كثير من الفرق.

    وهذان المنهاجان متغايران تماماً، ويظهر تغايرهما بالمثال التالي:

    قال الله تعالى:" بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء".

    وقال فيما حكاه عن معاتبة إبليس حين أبى أن يسجد لآدم بأمر الله:" يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي".
    فقد اختلف أصحاب القولين في المراد باليدين اللتين أثبتهما الله تعالى لنفسه.

    فقال أصحاب القول الأول: يجب إبقاء معناهما على ظاهره، وإثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، على وجه يليق به.

    وقال أصحاب القول الثاني: يجب صرف معناهما عن ظاهره، ويحرم إثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، ثم اختلفوا في المراد بهما هل هو القوة، أو النعمة.

    وبهذا المثال يتبين أن منهاجي أهل المدرستين مختلفان متغايران، ولا يمكن بعد هذا التغاير أن يجتمعا في وصف واحد، هو "أهل السنة".

    إذاً فلابد أن يختص وصف أهل السنة بأحدهما دون الآخر، فلنحكم بينهما بالعدل، ولنعرضهما على ميزان القسط وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان من سلف الأمة وأئمتها. وليس في هذا الميزان ما يدل بأي وجه من وجوه الدلالة، المطابقة، أو التضمن، أو الالتزام صريحاً أو إشارة على ما ذهب إليه أهل المدرسة الثانية، بل في هذا الميزان ما يدل دلالة صريحة، أو ظاهرة، أو إشارية على ما ذهب إليه أهل المدرسة الأولى، وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدين، والجور ممتنع شرعاً، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً.

    وأما قول أهل المدرسة الثانية (المؤولين ) : لا مانع من تأويل أسماء الله وصفاته إذا لم يتعارض هذا مع نص شرعي.

    فنقول: مجرد صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل شرعي مخالف للدليل، وقول على الله تعالى بلا علم وقد حرم الله تعالى ذلك في قوله:" قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون".
    وقوله:" ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ".
    وهؤلاء المؤولون لأسماء الله تعالى وصفاته ليس لهم علم مأثور فيما أولوها إليه، ولا نظر معقول، سوى شبه يحتجون بها يناقض بعضها بعضاً، ويلزم عليها من النقص في ذات الله تعالى وصفاته، ووحيه أكثر مما زعموه من النقص في إثباتها على ظاهرها، وليس هذا موضع البسط في ذلك.

    وسأذكر لك فيما يلي بعض آيات الأسماء والصفات مع ما يؤيدها من أحاديث صحيحة بسندها وأنتظر منك أدلة بأحاديث صحيحة على ماذهبتم إليه من تأويل للصفات.

    يقول تعالى:"قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ"
    ويقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا"
    مايؤيد القول بأن الله سبحانه وتعالى له يدان من االسنة.

    حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ . فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا ، لِقَوْلِهِ ثُمَّ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) إِلَى قَوْلِهِ ( يُشْرِكُونَ ) . صحيح البخاري

    يقول تعالى:"يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ"
    أثبت الله لنفسه من خلال هذه الآية الساق ونحن نقر بها دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف ومن أنكر هذا يلزمه الدليل

    حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا فَقَالَتِ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لَهَا لاَ يَدْخُلُهَا إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ . وَقَالَتِ النَّارُ - يَعْنِى - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِى . وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِى أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا - قَالَ - فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا ، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ . ثَلاَثًا ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ » . صحيح البخاري

    وعندما نثبت لله اليد أو الساق والعين فليس بالضرورة أن تكون كما هي للبشر فقد قال الله عن نفسه:"فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"

    وأنا في إنتظار الأدلة على ما ذهبتم إليه من تأويل للصفات.

    أسئل الله العلي القدير أن يريني وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
  • السلام عليكم
    حسنا اخي ابو ساهر
    قل لي ماذا تفهم من قوله تعالى
    كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام

    هل يعني ان ساقه ويده تعالى فانيه؟
    ووجهه فقط هو الباقي
    ام نحمل اليد على القوه والوجه على ذات الله سبحانه وتعالى?
  • بارك الله فيك أخي الفاضل حميد ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.

    أرد عليك بسؤال لو فرضنا صحة قولك فهل يعني أن قوة الله فانية ويبقى ذاته تعالى الله علواً كبيراً؟؟؟

    وهذه من الشبهات التي تطرقت إليها فهل تنكر أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمور لم نكلف بالسؤال عنها!!!

    إذا أثبت الله سبحانه وتعالى لنفسه اليد وأثبتها له رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فكيف ننكرها لمجرد شبهات لم تستطع عقولنا إدراكها؟

    مازلت أنتظر منكم دليل من الكتاب أو السنة صحيح السند يقول أن يد الله هي (قوته) وعرشه( إستحواذه على الأمر ) وغيرها من الأمور التي أولتم بها الصفات.
  • اخي صفات الله سبحانه وتعالى هي ذاته
    وهذا جواب سؤالك

    لننظر الى قوله تعالى

    فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين
    والحديث هنا عن قرية اصحاب السبت
    فهل بالله عليك القريه لها ايد؟

    اخي اني لا املك العلم الكافي لاتيك بحديث يقول ان يد الله هي قوته
    ولكن لا اعتقد ان يقوم صلى الله عليه وسلم بتعليم الصحابه لغتهم العربيه
    وايضا لا املك العلم الكافي لدراسة سند ومتن الاحاديث التي جئت بها

    وما ذكرته لهو مثال بسيط على استخدام لفظ اليد في القرأان الكريم على غير معناها الحسي
    فكيف بنا ونحن نصف ذات الله تعالى هل نجسمه؟
  • بارك الله فيك أخي الفاضل حميد وغفر لي ولك ماتقدم وما تأخر وجمعني بك في جنات النعيم.

    أولاً :إنقسم الوحي إلى قسمين لا يستغنى بأحدها عن الآخر

    1- القرآن الكريم
    2- السنة النبوية

    وقد إنقسم الناس حولها فمنهم من إستغنى بالقرآن عن السنة ومنهم من أنكر القرآن أو بعضه مثل ما فعل بعض غلاة الشيعة.
    أما أهل السنة والجماعة فأخذوا بالوحيين الكتاب والصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترطوا شروط عديدة لثبوت صحة الحديث وعلى ضوء هذه الشروط إنبثقت العديد من العلوم الشرعية منها علم الجرح والتعديل وعلم الضبط.
    كما أن الكتاب والسنة يفسر بعضها بعضاً فيتحدث الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر أو يمر بموقف فيحكيه القرآن كما حدث في هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم:"إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

    وكذلك في قصة المجادلة وقد يمر بالمصطفى صلى الله عليه وسلم موقف فيستشهد بآية دلالة على معنى الآية كما في الحديث الذي رواه البخاري.
    حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ . فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا ، لِقَوْلِهِ ثُمَّ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) إِلَى قَوْلِهِ ( يُشْرِكُونَ ) .

    وقد يفسر المصطفى صلى الله عليه وسلم بعض الآيات والأحاديث في ذلك كثر أذكر منها مارواه البخاري
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِى ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ « تَدْرِى أَيْنَ تَذْهَبُ » . قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ « فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا ، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا ، يُقَالُ لَهَا ارْجِعِى مِنْ حَيْثُ جِئْتِ . فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) » .

    ومن هنا ينبغي علينا أن نعيد ماعجزنا عن فهمه في القرآن إلى مايفسره من السنة النبوية المطهرة .

    كما أن هناك أمر يجب أن لا يغفل في هذا الجانب وهو أن من شروط الإيمان بالله تعالى الإيمان بالغيب:"الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ"
    والغيب هو كل ما ستره الله عنا فقد أخبرنا الله بالجنة والنار والملائكة لكن لم يطلعنا علي هذه الأمور فيجب علينا الإيمان بها.
    كذلك أخبر الله عن صفات له مثل اليد والساق وأثبتتها أحاديث صحيحة فيجب علينا الإيمان بها حتى نستوفي شروط الإيمان بالله.
    أما إذا مرت بنا أمور وعجزنا عن فهمها أو عجزت عقولنا عن إدراكها فهنا ينبغي إحالتها إلى من هو أعلم منا:"وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً"

    ولو بحثت في جميع كتب الحديث لن تجد حديثاً صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بما ذهبتم إليه في تأويل الصفات.

    أسئل الله العلي القدير أن يريني وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
  • اخي ابو ساهر

    رغم اني لم اقتنع بردك الاخير الا انني اسأل الله تعالى ان يجمعنا واياك على الحق انه على كل شيئ قدير

    وارى انني في النهاية لست من اهل العلم لاكمل النقاش
    والسلام عليكم ورحمة الله
    اخوك حامد
  • بارك الله فيك أخي حامد وجمعني الله واياك على الحق.

    لا أعلم مالذي لم تقتنع به في ردي السابق لكن أختصره لك هنا.

    ما عنيته هو ينبغي علينا الرجوع إلى السنة النبوية فيما خفي علينا من القرآن وآيات الصفات في القرآن يوجد الكثير من الأحاديث يفسرها فلماذا نترك الحديث الصحيح الثابت ونتبع تأويلات وفرضيات لا أصل لها,
  • اخي اتفق معك في ما قلته
    ولكن الا ترى ايضا ان استخدام القرأن نفسه للمصطلحات الحسيه جاءت بغير معنا حسي
    فمثلا عندما يسند القرأان الكريم يدا لقرية ما فانه لا يعقل مثلا ان نقول انه قصد اليد الحسيه وانما هي دلالة على شيئ ما اخر
    كذلك عندما يسند الله تعالى اليد للنجوى وهو شيئ غير محسوس اصلا قاننا لا نقول ان له يد
    تمعن اخي مثلا في قوله تعالى (فقدموا بين يدي نجواكم صدقه)
    و من ثم اذا لزم ذلك في هذه الاشياء فان التقول على الله تعالى باثبات يد لله او غير ذلك ما هو الا تقول بغير علم
    فليس كمثله شيئ تعالى الله

    اخي انا لا اريد ان اطيل في النقاش فقد اخذ حقا اكثر مما يستحق. اسأل الله الهدايه لي اولا و لك ولسائر المسلمين
  • كاتب الرسالة الأصلية ابو ساهر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آمابعد

    نكتفي بما ذكر في الفرق بين المحكم والمتشابه ونعود إلى موضوعنا هل تحمل آيات الأسماء والصفات على وجها الذي ذكرت فيه أم تأول كما حصل من كثير من الفرق.

    وهذان المنهاجان متغايران تماماً، ويظهر تغايرهما بالمثال التالي:

    قال الله تعالى:" بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء".

    وقال فيما حكاه عن معاتبة إبليس حين أبى أن يسجد لآدم بأمر الله:" يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي".
    فقد اختلف أصحاب القولين في المراد باليدين اللتين أثبتهما الله تعالى لنفسه.

    فقال أصحاب القول الأول: يجب إبقاء معناهما على ظاهره، وإثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، على وجه يليق به.

    وقال أصحاب القول الثاني: يجب صرف معناهما عن ظاهره، ويحرم إثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، ثم اختلفوا في المراد بهما هل هو القوة، أو النعمة.

    وبهذا المثال يتبين أن منهاجي أهل المدرستين مختلفان متغايران، ولا يمكن بعد هذا التغاير أن يجتمعا في وصف واحد، هو "أهل السنة".

    إذاً فلابد أن يختص وصف أهل السنة بأحدهما دون الآخر، فلنحكم بينهما بالعدل، ولنعرضهما على ميزان القسط وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان من سلف الأمة وأئمتها. وليس في هذا الميزان ما يدل بأي وجه من وجوه الدلالة، المطابقة، أو التضمن، أو الالتزام صريحاً أو إشارة على ما ذهب إليه أهل المدرسة الثانية، بل في هذا الميزان ما يدل دلالة صريحة، أو ظاهرة، أو إشارية على ما ذهب إليه أهل المدرسة الأولى، وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدين، والجور ممتنع شرعاً، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً.

    وأما قول أهل المدرسة الثانية (المؤولين ) : لا مانع من تأويل أسماء الله وصفاته إذا لم يتعارض هذا مع نص شرعي.

    فنقول: مجرد صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل شرعي مخالف للدليل، وقول على الله تعالى بلا علم وقد حرم الله تعالى ذلك في قوله:" قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون".
    وقوله:" ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ".
    وهؤلاء المؤولون لأسماء الله تعالى وصفاته ليس لهم علم مأثور فيما أولوها إليه، ولا نظر معقول، سوى شبه يحتجون بها يناقض بعضها بعضاً، ويلزم عليها من النقص في ذات الله تعالى وصفاته، ووحيه أكثر مما زعموه من النقص في إثباتها على ظاهرها، وليس هذا موضع البسط في ذلك.

    وسأذكر لك فيما يلي بعض آيات الأسماء والصفات مع ما يؤيدها من أحاديث صحيحة بسندها وأنتظر منك أدلة بأحاديث صحيحة على ماذهبتم إليه من تأويل للصفات.

    يقول تعالى:"قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ"
    ويقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا"
    مايؤيد القول بأن الله سبحانه وتعالى له يدان من االسنة.

    حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ . فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا ، لِقَوْلِهِ ثُمَّ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) إِلَى قَوْلِهِ ( يُشْرِكُونَ ) . صحيح البخاري

    يقول تعالى:"يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ"
    أثبت الله لنفسه من خلال هذه الآية الساق ونحن نقر بها دون تشبيه أو تمثيل أو تكييف ومن أنكر هذا يلزمه الدليل

    حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا فَقَالَتِ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لَهَا لاَ يَدْخُلُهَا إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ . وَقَالَتِ النَّارُ - يَعْنِى - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِى . وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِى أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا - قَالَ - فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا ، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ . ثَلاَثًا ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ » . صحيح البخاري

    وعندما نثبت لله اليد أو الساق والعين فليس بالضرورة أن تكون كما هي للبشر فقد قال الله عن نفسه:"فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"

    وأنا في إنتظار الأدلة على ما ذهبتم إليه من تأويل للصفات.

    أسئل الله العلي القدير أن يريني وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.[/SIZE]


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    وبعد
    أخي الكريم أبا ساهر
    عليك أولا أن تتأكد من صحة الأحاديث التيث استشهدت بها سندا ومتنا ، واعلم انه ليس كل حديث جاء في صحيح البخاري أو مسلم يلزم أن يكون صحيحا بل هناك ما هو غير ذلك ، ولعلك أن لو رجعت إلى كتابي السيف الحاد والطوفان الجارف لفضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي ستجد ذلك
    بالنسبة للحديث عن الأصابع فقد أعجبني تعليق في الساحة العربية للاخت بنت الأصول على هذا الحديث حيث قالت : (( إثبات الجوارح والأصابع الخمسه ، والرسول يأخذ علمه من أحبار اليهود ويصمت عن إخبار هذا الحبر ولم يعترض ليعلن رضاه فيصبح حديث الحبر خبرا صحيحا في دين الإسلام مع علمه ( صلى الله عليه وآله وسلم )أنه مكلف من الله بتبليغ الناس ومأمور بنشر الحقائق عن ذات الله عن الله وبعلمه وليس بعلم اليهود المنحرفين ( إنها والله الرزيه ) أ.هـ ))
    ويكفي أن آتيك بما أورده الإمام الربيع في مسنده حيث قال : قال جابر بن زيد : سئل ابن عباس عن قول الله عز وجل : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) الآية فقال : كانت اليهود أعداء الله اتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد صف لنا ربك ، فارتعد النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (( كيف أستطيع أن اصف ربي الذي خلق السماوات والأرض )) فقالوا : لو كنت نبيا لوصفته ، ثم قالوا : هل هو كذا وكذا فأنزل الله تكذيبا لققولهم ( وما قدروا الله حق قدره ) اي وما عظموا الله حق عظمته ، ( والأرض جميعا قبضته ) أي في قدرته ، ( والسماوات مطويات بيمينه ) اي في ملكه ، كيف يستطيع أن يصفني هؤلاء الفسقة ولم يروا سماواتي ولا أرضي ثم نزه نفسه فقال : ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) لأن الصفة التي كانت منهم شرك ، قال ابن عباس : ( فمن زعم أن لله خنصرا او بنصرا فقد اشرك ، لأن الله ليس كمثله شيء ولو كان كما قالت اليهود لما قال ك ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) ولكنهم وصفوه بغير صفته فنزه نفسه عما يقولون ، وقالوا أن قول الله : ( وما قدروا الله حق قدره ) أي وما عظموا الله حق عظمته ، إذ قالوا : إن الأرض جميعا قبضته ، وعنوا الأصابع ، وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا: السماوات مطويات بيمينه على ما ذكروا على التحديد والتشبيه قال الله : ( سبحانه ) فنزه نفسه عما يقولون ويشركون )
    وأما عن حديث تخاصمت الجنة والنار فقد جاء في كتاب نظرة عابرة الى الصحاح الستة ص 281 : (( وفي رواية لمسلم (حتى يضع الله رجله)، وذهب المحققون إلى أنّ الراوي أراد أن يذكر الجنة فذهل فسبق لسانه إلى النار.
    فهذا الحديث ونظائره ـ وهي كثيرة ـ يبعد على المتكّلم أن يقول بصحتها فضلاً عن أن يجزم بذلك! وإذا اُلجيء إلى القول بصحتها لم يأل جهداً في تأويلها، ولو على وجه لا يساعد اللفظ عليه بحيث يعلم السامع أن المتكّلم لا يقول بجوازه في الباطن )) وجاء ايضا في نفس الكتاب قول الجزائري : (( ومن الغريب في ذلك محاولة بعض الاغمار ممّن ليس له إلمام بهذا الفن لا من جهة الرواية ولا من جهة الدراية، لنسبة الغلط اليه كانّه ظن انّ النقد قد سد بابه على كل أحد أو ظن انّ النقد من جهة المتن لا يسوغ لاَنّه يخشى أنّ يدخل منه أرباب الاَهواء، ولم يدر انّ النقد إذا جرى على المنهج المعروف لم يستنكر ))

    عموما أخي الكريم ما أريدك أن تنتبه له أنه يجب علينا أن ننزه الله سبحانه وتعالى ، وأن لا نشبهه بأحد من خلقه ، حيث تعلم أنه ليس كمثله شيء
    واعلم أن القرآن عندما نزل نزل على عرب فصحاء خبراء باللغة ومواقعها والمراد منها إذا أتت في اي عبارة كانت .... ولو ذهبنا إلى ما ذهبتم إليهم من عدم تأويل هذه الآيات وأخذناها بحسب الظاهر لأسأنا الأدب مع الله تعالى .... فانظر إلى ما أورده الأخ حامد من آيات عن اليد فهل للنجوى وللقرية ايادي ؟؟
    ثم قوله تعالى : (( تجري بأعيننا )) فهل السفينة تجري بعين الله والتي هي عين جارحة معكم كما تفسرونها ، وما تأويلك لقوله تعالى (( ولتصنع على عيني )) الخ
    إنه لا بد من تأويل اخي الكريم
    أم أن نقول بأن لله اصابع وان لله ساق وقدم يضعها في النار وأن لله كذا وكذا مما هو للخلق فهذا أمر خطير
    ولعل المشكلة في الإقرار بالمجاز من عدمه في القرآن الكريم أو غيره ، فكثير من علمائكم لا يؤمنون به ، على الرغم من انغماسهم فيه
    ثم إذا اردت أحاديثا في هذا الجانب فإني أنصحك بقراءة الجزء الثالث من مسند الإمام الربيع ـ رحمه الله تعالى ـ وستجد ضالتك بإذن الله تعالى حيث أن هناك تأويلات لابن عباس في جميع ما ذكر في هذا الموضوع وباسانيد صحيحة . [/]