زوج رومانسي جدا ( 1-4) جديد أرض الأفراح

Warith AL Maawali · 28 مارس 2012، 17:53

كلما تذكرت تلك الليلة شعرت بمزيج من الحزن واليأس والغيظ يجتاح قلبها، وبخاصة عندما تستحضر تعبها الجميل، وانتظارها طوال أسبوع كامل أمضته في تحضير متقن.. كانت قد أعدت كل شيء بعد أن بحثت على مواقع الإنترنت ومنتدياته عن كيفية عمل ليلة رومانسية زوجية، وجدت ليالٍ بكل الألوان أبيض وأحمر وأسود، حتى الفوسفوري المشع كان له مكان.. تختار منها الزوجة ما تشاء، أفكار لا نهائية، ونصائح وتجارب صادقة أو مدعاة لتأثير هذه الليالي المبتكرة على الحياة الزوجية، وانبهار الأزواج اللا محدود بها.كانت في أمسّ الحاجة إلى تجديد حياتها الزوجية، وكسر روتينها الخانق، وإضفاء لمسات المودة والحب بينها وبين زوجها، بعد أن تحولا إلى ما يشبه الآلتين يؤديان مهام ويتبادلان حقوق في صمت عاطفي مزعج.دخل الزوج ليلتها فوجد حشدًا من المفاجآت بانتظاره، وبعد أن انهال عليه سيل البالونات، وبدأ يخطو فوق أوراق الورد المجفف وجد لوحات إرشادية على الحائط توجهه إلى مكان المفاجأة الكبرى، زحفت الابتسامة إلى شفتيه، وشعر ببعض الإثارة والاستغراب، وعندما وصل إلى غرفة النوم وجد أمامه علبة كبيرة عليها ورق ملون، فتح العلبة فوجد بداخلها زوجته.. إنها هي المفاجأة الكبرى.قبّل يدها ضاحكًا، وأبدى سعادة ودهشة بهذه الطريقة الجديدة للاستقبال، وأثنى على هيئة زوجته، وأحس بأن مجهودًا كبيرًا بُذل في كل شيء، وبخاصة في هذه التفاصيل الصغيرة من حوله، شموع عطرية، عشاء فاخر، ظلال عيون زوجته الذي ضم 4 ألوان مدموجة جيدًا.بدت الأمور على ما يرام.. نجحت المفاجأة، واستقبلها الزوج بقبول حسن، بعبارات الثناء وكلمات الإعجاب والاستحسان، ولكن الأمور انقلبت على مائدة العشاء، فبينما كانا يتناولان طعامهما في هذه الأجواء الحالمة، هجم على الزوجة إحباطًا لم تستطع دفعه.. لم يكن هذا هو ما انتظرته، كانت تنتظر رد فعل رومانسي..هذا ما فاجأت به زوجها كتتمة لمفاجآت الليلة.قالت بنبرة قطعها الإحباط: هذا هو كل شيء؟- وضع الملعقة على الطاولة وقد شعر باقتراب العاصفة، وسألها مصطنعًا الهدوء: كل شيء بالنسبة إلى ماذا؟- قالت دون أن تنظر إليه: هذا هو كل ما لديك كرد على مفاجأتي لك؟- حاول أن يبحث في رأسه عن أجوبة سريعة، فهو يعلم أن طول الصمت يضايقها، وقال: لا يا حبيبتي.. سنقضي ليلة جميلة.- وضعت كفيها على وجهها وقالت بنبرة حادة مجروحة، وكأنه طعنها بلا رحمة: لا .. ليس هذا ما انتظرته.- سألها: وماذا انتظرتِ إذًا؟- قالت: انتظرت حبّا.. لهفة.. اشتياقًا.. إعجابًا.. انبهارًا.- قال محاولًا استجماع هدوئه: واللهِ إنني لأحمل كل هذه المشاعر، والمفاجأة أبهرتني، وزينتك فتنتني، وأعتذر إن كنت قد فشلت في إيصال مشاعري.- قامت بخطى متعثرة، وهي تردد: عادي عادي.. هذا هو ما اعتدت عليه.وبدأت في تبديل ملابسها لارتداء ملابس البيت المعتادة، وهنا لم يستطع الزوج أن يقاوم غضبه فقام ثائرا وقد دفع أدوات الطعام على الأرض بقوة، وقال: هل يعقل أنكِ بذلتي كل هذا الجهد حتى تشعرينني بالذنب، ليتك تضعين لي "كتالوجً" وقائمة بردود الفعل المنتظرة حتى لا أخيب آمالك فيما بعد.. ما دامت طبيعتي تحبطك.قالت بغيظ: نعم.. استمر في الصراخ، فأنا أستحق غضبك ومقتك نتيجة فعلتي الدنيئة، ومحاولتي إسعادك.قال وقد ازداد صراخه: كان عليّ أن أموت من الفرحة فتصبحين أرملة الليلة الوردية، أو أن أفقد عقلي لمفاجئتك.. هذه هي ردود الفعل التي كانت ستسعدك.قالت بحنق شديد: لست مجنونة كما تحاول أن تصفني..ولكنني امرأة تاقت إلى نظرة إعجاب فقدتها طوال حياتها الزوجية، فبحثت عن طريقة ما لتحصل عليها، أنا زوجة ملّت من حياة جوفاء خالية من المشاعر.. أنا قارورة رقيقة اشتاقت إلى يد حانية تقدر نقاءها ورقتها وشفافيتها، ولكنني لم أجد منك إلا ما هو معتاد.. التكلف والاصطناع والفتور.ساد الصمت لبرهة، وقطعته قائلة بصوت مكلوم: كل الأفكار والألوان لا تستطيع أن تدفع رجلًا إلى محبة امرأة لا يميل إليها قلبه.قال وقد شعر بحزنها العميق: ولكنني والله العظيم أحبك.ردت بأسف: نعم تحبني.. كزوجة وفيّة تشاركها الحياة اليومية، ولكنك أبدًا لم تحبني كفتاة أحلامك، كامرأة خيالك، كعشيقة تشتاق إلى وجهها، وتطيل النظر في عينيها.. هذا هو الحب الذي أفتقده.. ومن فرط افتقادي له كرهته، وكرهت نفسي التي تتمناه.ودخلت حجرتها تبحث عن نوم ينهي تعاسة ليلتها، وقد تركت زوجها مذهولًا مخنوقًا في الخارج، مستاءً منها.. مستاءً من نفسه، ولم يجد ما يفرغ فيه غضبه وحيرته سوى هذه البالونات المتناثرة فأقبل عليها فرقعة وركلًا.موقع رسالة المرأةwoman.islammessage.com/article.aspx?id=5615

المصدر أرض الأفراح

مشاركة