كنت أفكر في معرض الكتاب صباح اليوم وكيف أنه في يومه الأخير وليس لدي اهتمام للذهاب هناك، والآن أشعر بالألم في قدمي وجيبي يشتكي من الإنفاق على الكتب، بدأ الأمر باتصال هاتفي من الأخ أسامة يسألني إن كنت أرغب في الذهاب إلى المعرض فوافقت، لم أحمل معي مالاً لأنني لا أرغب أو أنوي شراء شيء، وصلنا المعرض في الساعة الحادية عشر والنصف تقريباً ولم يكن مزدحماً، كررت هذه الملاحظة مرات عدة لأنني أستغرب حقاً كيف يكون المعرض غير مزدحم في الصباح كما كان في الماضي عندما كانت المدارس تأتي بالطلاب إلى المعرض، على إزعاجهم والفوضى التي يحدثونها إلا أن وجودهم أراه جزء مهماً من أهداف معرض الكتاب.
تجولنا بين الناشرين وبين حين وآخر أجد ما يلفت انتباهي ويثير الرعب في جيبي الفارغ، رأيت مجموعة من الكتب العلمية المفيدة للصغار والكبار من إصدار مؤسسة الكويت للتقدم العلمي - الموقع لا يعمل حالياً - وأخبرتني الأخت التي تعمل في قسم المؤسسة أنهم باعوا مجموعة كبيرة منها وأنا لا أرى إلا المتبقي فقط، لذلك إن كنت في معرض آخر أو حصلت على كتب المؤسسة فاحرص على شرائه للصغار أو الكبار.
مررت بدار نشر باكستانية ورأيت الكتب وعناوينها ولم أرغب بشراء شيء لكنني أردت التحدث مع الناشر وكان يجلس مع زميل له، سألتهم "باكستان؟" قالوا نعم، يتحدثون الإنجليزية فسألتهم عن كم مرة شاركوا في المعرض فكانت هذه مشاركتهم الرابعة لكنه اشتكى من أنهم لا يحصلون على عائد يبرر مشاركتهم، ذركت له المعرض السابق في المجمع الثقافي وكيف أنني أذكر بأن كل شيء تقريباً كان مجانياً للعارضين، هذه النقطة أعدت ذكرها لناشر آخر الذي رأى أن ميزة هذا المعرض قلة الناشرين وبالتالي زيادة المبيعات بينما المعرض السابق عدد الناشرين أكبر ولكن المعرض شبه مجاني لهم.
تعجب الناشر الباكستاني من مجانية المعرض السابق فذكرت له أنه إن لم تخني الذاكرة فتذاكر السفر والمواصلات وتخزين الكتب وساحة المعرض كلها كانت مجانية وكذلك المعرض يمتد لأسبوعين وسمعت كثيراً الشكوى من قصر المعرض الحالي، جرنا الحديث في الماضي إلى ذكر الشيخ زايد رحمه الله فذكر الأخ الباكستاني وزميله أنهم في باكستان يقدرون زايد ويحترمونه وهناك مستشفيات باسمه وساهم في مشاريع خيرية، زميل الناشر أخبرني أنه ذهب إلى مسجد الشيخ زايد ليدعوا له، أسعدني ذلك وشكرتهم وأعطاني الناشر بطاقته لأتواصل معه بالبريد وسأفعل إن شاء الله.
في تجوالنا وصلنا إلى ساحة المنظمة العربية للتنمية الإدارية وهي تتبع الجامعة العربية وهناك رأيت مجموعة من الكتب أتمنى شراؤها منذ وقت طويل، منذ أن كنت أقرأ عن الإدارة قبل سنوات، الكتاب هو موسوعة الإدارة العربية والإسلامية وفيه تاريخ الإدارة والحكم عند العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام وفي مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي، هذا الكتاب كنت أحلم بكتابته قبل أن أكتشف وجوده، كنت أرى ضرورة وجود كتاب عن تاريخ الإدارة بتفاصيلها في الإسلام وهذا الكتاب يحقق حلمي.
كتاب آخر أردت شرائه منذ سنوات ورأيته هناك هو موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، النسخة التي اشتريتها هي الموسوعة الموجزة وتأتي في جزئين بينما الكاملة تأتي في ثمانية أجزاء، والموسوعة في نسختها الموجزة موجهة لعامة الناس ممن قد يمنعهم حجم الكاملة من قرائتها.
في تجوالنا مررنا على دار نشر لديها كتاب عن تاريخ زنجبار وبالتحديد حكم أهل عُمان في زنجبار وهذا تاريخ منسي غير معروف لدى كثير من الناس وأنا منهم والكتاب يسد هذه الفجوة، رأيت كذلك كتاباً عن تاريخ الكتاب فسجلت اسمه واسم دار النشر في دفتري الصغير لكي أعود له لاحقاً.
في المساء عدت وضعت هناك! لم أجد مكان المنظمة العربية للتنمية الإدارية وحتى عند البحث عنها بالحاسوب لم أجد نتيجة لأنني كنت أظن أنهم يعملون باسم الجامعة العربية، كنت أسأل عنها الناشرين الآخرين "لو سمحت، تعرف وين مكان الجامعة العربية؟" وأجد البعض يجيبني بابتسامة صغيرة على استحياء وهو يكتم نكتة أو تعليقاً فكاهياً سياسياً، أحدهم ضحك وقال لا أعرف، قلت له "ضاعت الجامعة العربية" فضحك أيضاً، بعد قطع مساحة المعرض مرتين أو ثلاث دلني احدهم عليها ولم أجد البائع هناك، انتظرته ساعتين تقريباً وفي هذا الوقت تجولت واشتريت مزيداً من الكتب دون تخطيط.
عدت لجناح المنظمة العربية للتنمية الإدارية ولا زال البائع غائباً عنها، سألت الناشر الذي يعرض في الجهة المقابلة عن ما يمكن فعله فأخبرني بأنني أستطيع وضع مبلغ من المال مقابل الكتاب الذي أريده وأضع ملاحظة، بدأت بكتابة ملاحظة ستحوي رقم هاتفي وتنبيهاً أنني أخذت موسوعة الإدارة ووضعت المبلغ الفلاني في المكان الفلاني وإن كان هناك أي مشكلة فليتصل بي، لم أكمل كتابة الملاحظة حتى عاد البائع وعرفني لأنني زرته في الصباح وأخبرني أنه كان يريد أن يعطيني هاتفه، أخبرته بالملاحظة فقال أنني لو فعلت ذلك فلن تكون هناك أي مشكلة، هناك آخرون يفعلون ذلك ... الأخوة المصريين، هذا كلام أوجهه لكم ولبلادكم، اليوم تحدثت مع المصريين أكثر من غيرهم في المعرض ويعلم الله أني أحب بلدكم وأتمنى زيارتكم، أسعدني كثيراً تعامل البائع في الجناح وثقته ولطفه في التعامل، لو كنا في بلاد أخرى أجنبية فربما لن يرضا أحد أن أحمل الكتب وأضع تكلفتها في جناح الناشر دون أن يراني الناشر، هذه نعمة أن يكون هناك مستوى من الثقة يبسط الأمور.
بائع في أحد الأجنحة اشتريت منه مجموعة من الكتب الصغيرة وألقيت تعليقاً "كثير من الكتب، قليل من الوقت" فرأيت الحسرة في وجهه، يخبرني أن البركة عدمت في الوقت، بل المطر لم يعد ينزل، ليستغفر الناس فقط والمطر سينزل والبركة ستعود ثم نصحني أنني إن أردت القراءة فعلي بالوضوء والصلاة ركعتين وسأرى البركة في الوقت، وعدته أن أنفذ ذلك.
هذا كل ما أذكره من يومي هناك وهو آخر يوم للمعرض، كنت أود الحديث مع الناشرين الأجانب وهناك عدد منهم والمعرض مخصص لبريطانيا، وهناك أجنحة لألمانيا وفرنسا وكوريا واليابان، للأسف لم أتوقف عند الجناح الياباني وإلا كان لدي الكثير لأتحدث عنه معهم، هذه المرة لم أنتبه لسلوك الناس وما يفعلونه هناك لأنني كنت منهمكاً حقاً في البحث عن الناشر وشراء ما أريده، في العادة تكون مراقبة الناس عادة أمارسها لكي أجد شيئاً يستحق أن أكتب عنه.
في المعرض القادم إن شاء الله ستكون مكتبتي أصغر بشكل ملحوظ لكي أجد مساحة للكتب التي أرغب بشرائها، حالياً هذه حصيلتي من معرض الكتاب وليس لها مكان:

تجولنا بين الناشرين وبين حين وآخر أجد ما يلفت انتباهي ويثير الرعب في جيبي الفارغ، رأيت مجموعة من الكتب العلمية المفيدة للصغار والكبار من إصدار مؤسسة الكويت للتقدم العلمي - الموقع لا يعمل حالياً - وأخبرتني الأخت التي تعمل في قسم المؤسسة أنهم باعوا مجموعة كبيرة منها وأنا لا أرى إلا المتبقي فقط، لذلك إن كنت في معرض آخر أو حصلت على كتب المؤسسة فاحرص على شرائه للصغار أو الكبار.
مررت بدار نشر باكستانية ورأيت الكتب وعناوينها ولم أرغب بشراء شيء لكنني أردت التحدث مع الناشر وكان يجلس مع زميل له، سألتهم "باكستان؟" قالوا نعم، يتحدثون الإنجليزية فسألتهم عن كم مرة شاركوا في المعرض فكانت هذه مشاركتهم الرابعة لكنه اشتكى من أنهم لا يحصلون على عائد يبرر مشاركتهم، ذركت له المعرض السابق في المجمع الثقافي وكيف أنني أذكر بأن كل شيء تقريباً كان مجانياً للعارضين، هذه النقطة أعدت ذكرها لناشر آخر الذي رأى أن ميزة هذا المعرض قلة الناشرين وبالتالي زيادة المبيعات بينما المعرض السابق عدد الناشرين أكبر ولكن المعرض شبه مجاني لهم.
تعجب الناشر الباكستاني من مجانية المعرض السابق فذكرت له أنه إن لم تخني الذاكرة فتذاكر السفر والمواصلات وتخزين الكتب وساحة المعرض كلها كانت مجانية وكذلك المعرض يمتد لأسبوعين وسمعت كثيراً الشكوى من قصر المعرض الحالي، جرنا الحديث في الماضي إلى ذكر الشيخ زايد رحمه الله فذكر الأخ الباكستاني وزميله أنهم في باكستان يقدرون زايد ويحترمونه وهناك مستشفيات باسمه وساهم في مشاريع خيرية، زميل الناشر أخبرني أنه ذهب إلى مسجد الشيخ زايد ليدعوا له، أسعدني ذلك وشكرتهم وأعطاني الناشر بطاقته لأتواصل معه بالبريد وسأفعل إن شاء الله.
في تجوالنا وصلنا إلى ساحة المنظمة العربية للتنمية الإدارية وهي تتبع الجامعة العربية وهناك رأيت مجموعة من الكتب أتمنى شراؤها منذ وقت طويل، منذ أن كنت أقرأ عن الإدارة قبل سنوات، الكتاب هو موسوعة الإدارة العربية والإسلامية وفيه تاريخ الإدارة والحكم عند العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام وفي مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي، هذا الكتاب كنت أحلم بكتابته قبل أن أكتشف وجوده، كنت أرى ضرورة وجود كتاب عن تاريخ الإدارة بتفاصيلها في الإسلام وهذا الكتاب يحقق حلمي.
كتاب آخر أردت شرائه منذ سنوات ورأيته هناك هو موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، النسخة التي اشتريتها هي الموسوعة الموجزة وتأتي في جزئين بينما الكاملة تأتي في ثمانية أجزاء، والموسوعة في نسختها الموجزة موجهة لعامة الناس ممن قد يمنعهم حجم الكاملة من قرائتها.
في تجوالنا مررنا على دار نشر لديها كتاب عن تاريخ زنجبار وبالتحديد حكم أهل عُمان في زنجبار وهذا تاريخ منسي غير معروف لدى كثير من الناس وأنا منهم والكتاب يسد هذه الفجوة، رأيت كذلك كتاباً عن تاريخ الكتاب فسجلت اسمه واسم دار النشر في دفتري الصغير لكي أعود له لاحقاً.
في المساء عدت وضعت هناك! لم أجد مكان المنظمة العربية للتنمية الإدارية وحتى عند البحث عنها بالحاسوب لم أجد نتيجة لأنني كنت أظن أنهم يعملون باسم الجامعة العربية، كنت أسأل عنها الناشرين الآخرين "لو سمحت، تعرف وين مكان الجامعة العربية؟" وأجد البعض يجيبني بابتسامة صغيرة على استحياء وهو يكتم نكتة أو تعليقاً فكاهياً سياسياً، أحدهم ضحك وقال لا أعرف، قلت له "ضاعت الجامعة العربية" فضحك أيضاً، بعد قطع مساحة المعرض مرتين أو ثلاث دلني احدهم عليها ولم أجد البائع هناك، انتظرته ساعتين تقريباً وفي هذا الوقت تجولت واشتريت مزيداً من الكتب دون تخطيط.
عدت لجناح المنظمة العربية للتنمية الإدارية ولا زال البائع غائباً عنها، سألت الناشر الذي يعرض في الجهة المقابلة عن ما يمكن فعله فأخبرني بأنني أستطيع وضع مبلغ من المال مقابل الكتاب الذي أريده وأضع ملاحظة، بدأت بكتابة ملاحظة ستحوي رقم هاتفي وتنبيهاً أنني أخذت موسوعة الإدارة ووضعت المبلغ الفلاني في المكان الفلاني وإن كان هناك أي مشكلة فليتصل بي، لم أكمل كتابة الملاحظة حتى عاد البائع وعرفني لأنني زرته في الصباح وأخبرني أنه كان يريد أن يعطيني هاتفه، أخبرته بالملاحظة فقال أنني لو فعلت ذلك فلن تكون هناك أي مشكلة، هناك آخرون يفعلون ذلك ... الأخوة المصريين، هذا كلام أوجهه لكم ولبلادكم، اليوم تحدثت مع المصريين أكثر من غيرهم في المعرض ويعلم الله أني أحب بلدكم وأتمنى زيارتكم، أسعدني كثيراً تعامل البائع في الجناح وثقته ولطفه في التعامل، لو كنا في بلاد أخرى أجنبية فربما لن يرضا أحد أن أحمل الكتب وأضع تكلفتها في جناح الناشر دون أن يراني الناشر، هذه نعمة أن يكون هناك مستوى من الثقة يبسط الأمور.
بائع في أحد الأجنحة اشتريت منه مجموعة من الكتب الصغيرة وألقيت تعليقاً "كثير من الكتب، قليل من الوقت" فرأيت الحسرة في وجهه، يخبرني أن البركة عدمت في الوقت، بل المطر لم يعد ينزل، ليستغفر الناس فقط والمطر سينزل والبركة ستعود ثم نصحني أنني إن أردت القراءة فعلي بالوضوء والصلاة ركعتين وسأرى البركة في الوقت، وعدته أن أنفذ ذلك.
هذا كل ما أذكره من يومي هناك وهو آخر يوم للمعرض، كنت أود الحديث مع الناشرين الأجانب وهناك عدد منهم والمعرض مخصص لبريطانيا، وهناك أجنحة لألمانيا وفرنسا وكوريا واليابان، للأسف لم أتوقف عند الجناح الياباني وإلا كان لدي الكثير لأتحدث عنه معهم، هذه المرة لم أنتبه لسلوك الناس وما يفعلونه هناك لأنني كنت منهمكاً حقاً في البحث عن الناشر وشراء ما أريده، في العادة تكون مراقبة الناس عادة أمارسها لكي أجد شيئاً يستحق أن أكتب عنه.
في المعرض القادم إن شاء الله ستكون مكتبتي أصغر بشكل ملحوظ لكي أجد مساحة للكتب التي أرغب بشرائها، حالياً هذه حصيلتي من معرض الكتاب وليس لها مكان:


المصدر : مدونة عبدالله المهيري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions