لما كانت الأخوة في الله امتزاج روح بروح ، و تصافح قلب مع قلب … ولما كانت صفة ممزوجة بالإيمان ، مقرونة بالتقوى , ولما كانت لها من الآثار الإيجابية و الروابط الإجتماعيه هذا الاعتبار … فقد جعل الله لها من الكرامة والفضل و علو المنزلة … ما يدفع المسامين إلى استشراقها ، و الحرص عليها ، والسير في رياضها ، والتنسم من عبيرها. قال تعالى : ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) .
و عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من عباد الله لأناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء و الشهداء بمكانتهم من الله . فقالوا : يا رسول الله تخبرنا من هم ؟ قال : قوم تحابوا بينهم على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنوا إذا حزنوا ، ثم قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون).
و قال صلى الله عليه و سلم : ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه ، و قال أبو إدريس الخولاني لمعاذ : إني أحبك في الله ، قال : أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، يفزع الناس و هم لا يفزعون ويخاف الناس و هم لا يخافون و هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ، فقيل من هم يا رسول الله؟ قال : هم المتحابون في الله تعالى) .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مرصدته ملكا فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال :أريد أخا لي في هذه القرية ، فقال: هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟ فقال: لا غير أني أحببته في الله تعالى ، فقال الملك : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
المصدر موقع : ikhwan.net
تقبلوا خالص تحياتي
الصاعقة