دعوة بعض المنتسبين للسلفية لتعدد الزوجات على طريقة بني إسرائيل جديد أرض الأفراح

    • دعوة بعض المنتسبين للسلفية لتعدد الزوجات على طريقة بني إسرائيل جديد أرض الأفراح





      تعلمت من أوليات عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم وسطبين أهل البدع فهم في باب القدر وسط بين الجبرية والقدرية، وفي باب الإيمان وسطبين الخوارج والمرجئة، وفي أسماء الله تعالى وصفاته وسط بين المشبهة والمجسمة وبينالمعطلة والمؤولة، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام وسطبين الروافض والنواصب.
      هذا ما فهمته عن علماء الإسلام الكرام أمثال شيخ الإسلامابن تيمية .. فكم من بدعة نشأت ردا على بدعة،وكم من ضلال انبثق من رحم الرغبة فيمحاربة ضلال آخر، ولكنها مساعي خائبة لأنها حادت عن الطريق واكتفت بأن تكون مجرد"رد فعل" وحبست نفسها في دائرته، فحرمت من روح المبادرة الإسلامية،والتوسط الذي هو أسمى مكان وأعلاه.
      وفي هذه الصحوة الإسلامية الكبيرة التي ملأت العالم نجدألوانا مختلفة ..ولكن الكثير منها للأسف الشديد اكتفى بأن يكون رد فعل، وتصور أنكل العقول والقلوب تشربت ضلالات الاستشراق، وتشبعت بأهواء محاربة الإسلام، فجاءخطابا هو مجرد" انعكاس" حاد وسريع وتعميمي.


      وفي عصرنا الحديث نجد بعضالمفكرين والقانونيين والحقوقيين عملوا على إلغاء تعدد الزوجات، وكثيرا ما كتبالمستشرقون وغيرهم اعتراضا عليه وهجوما على الإسلام من هذا الباب .. فما كان منكثير من دعاة الصحوة الإسلامية ورموزها إلا أن دافعوا عن تعدد الزوجات بطريقةغريبة أوصلتهم إلى أن يجعلوا منه الأصل بل ويعيبوا على من لا يعدد..
      وهم في هذا الطريق ينعون على من رد على المنكرين بأن هذاالأمر له ضوابطه وحالاته، ووسموه بالمتخاذل الذليل، فهل يا ترى دعوتهم للتعددكأصل.. والعيب على من لا يريد أن يقوم بذلك في حياته الخاصة..هل هذا علمي؟
      للأسف لا.. بل جاء على طريقة بني إسرائيل في كتمان بعضالحق، ففي خضم هذه الدعوات لتعدد الزوجات التي وجدت على إثرها فتيات في عمر الزهوريشعرن بالإثم لعدم قبولهن الزواج من شخص متزوج، في هذا الخضم لم تنقل لنا كلماتبعض أهل العلم مثل ابن القيم في زاد المعاد
      وما بوب له السفاريني بقوله ( مطلب الاقتصار على زوجةواحدة) في غذاء الألباب..ونقل عن صاحب الإقناع قوله: ويستحب أن لا يزيدعلى واحدة إن حصل بها الإعفاف ، وكل هذا لقوله تعالى { فانكحوا ما طاب لكم من النساءمثنى وثلاث ورباع ، فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أن لاتعولوا }.
      وقال : " تتمة " كان الناس في الصدرالأول لهم شأن غير شأن أهل هذا الزمان ، فقد كان لداود عليه السلام مائة امرأة ، ولولدهسليمان عليه السلام ألف امرأة ، وكان لنبينا صلى الله عليه وسلم عدة من النساء ، وماتعن تسعة وسريتين ، وكان لأمير المؤمنين بعد وفاة سيدة نساء العالمين ، وبضعة خاتم المرسلينأربع حرائر وسبع عشرة سرية ، وتزوج ابنه الحسن بنحو من أربعمائة امرأة ، فكانوا قدأيدوا بالقوة وهن بالصبر بخلاف عصرنا لكل زمان دولة ورجال .
      ولكن عذرا يا سفاريني فبعض دعاة الصحوة المعاصرين لايأبهون بما ذكرت، ولا يكتفون بالدعوة للتعدد باعتباره مستحبا وليس مباحا.. بليذمون من لا يجد في نفسه الرغبة أو الطاقة لذلك.



      ورغم أن تراث شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله متداولومطلوب بين أبناء الصحوة الإسلامية، ولكن بعض علمه يخفى فلا يعرج عليه أحد منالداعين إلى التعدد باعتباره واجبا أو مستحبا، والراغبين في تشكيل المجتمع وفقأهواء نفوسهم وليس وفق دين الله، وإلا فلماذا لا يذكر قوله رحمه الله في زادالمعاد في فصل منعه صلى الله عليه وسلم عليا أن يجمع بين فاطمة وبنتأبي جهل:
      ((فيؤخذ من هذا أن المشروطعرفا كالمشروط لفظا ، وأن عدمه يملك الفسخ لمشترطه ، فلو فرض من عادة قوم أنهم لا يخرجوننساءهم من ديارهم ولا يمكنون أزواجهم من ذلك البتة واستمرت عادتهم بذلك كان كالمشروطلفظا ، وهو مطرد على قواعد أهل المدينة ، وقواعد أحمد رحمه الله أن الشرط العرفي كاللفظيسواء ، ولهذا أوجبوا الأجرة على من دفع ثوبه إلى غسال أو قصار ، أو عجينه إلى خباز، أو طعامه إلى طباخ يعملون بالأجرة ، أو دخل الحمام أو استخدم من يغسله ممن عادتهيغسل بالأجرة ونحو ذلك ، ولم يشرط لهم أجرة أنه يلزمه أجرة المثل . وعلى هذا ، فلوفرض أن المرأة من بيت لا يتزوج الرجل على نسائهم ضرة ولا يمكنونه من ذلك ، وعادتهممستمرة بذلك ، كان كالمشروط لفظا .
      وكذلك لو كانت ممن يعلم أنها لا تمكنإدخال الضرة عليها عادة لشرفها وحسبها وجلالتها ، كان ترك التزوج عليها كالمشروط لفظاسواء .
      وعلى هذا فسيدة نساء العالمين ، وابنة سيد ولدآدم أجمعين أحق النساء بهذا ، فلو شرطه علي في صلب العقد كان تأكيدا لا تأسيسا)).
      وقال الإمام الذهبي - رحمه الله - في سير أعلام النبلاء في ترجمته لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: من كرامتها عليه أنه لم يتزوج امرأة قبلها ، ورزقه الله منها عدة أولاد ، ولم يتزوج عليها قط ، ولا تسرى إلى أن قضت نحبها ، فوجد لفقدها )) سير أعلام النبلاء (3 / 56)
      وقد يظن بعض السطحيين أنني أقول هذا لأني امرأة وتملكنيالغيرة ونحو هذا الكلام.. ولكن الحقيقة هي أنني رأيت فتيات مقبلات على الله، فيعمر الزهرات يعشن أياما كالحة بسبب إشعارهن بالذنب أنهن لا يقبلن الزواج برجالمتزوجين.. وتلسعهم ألسنة حداد بأنهن غير متجردات في طلب الآخرة، وغير نقيات منلوثات الإعلام والأفلام.
      والحق أن هؤلاء الدعاة يحرفون ويكتمون ولا ينشرون منالعلم إلا ما وافق هواهم أو كان وفق رؤيتهم.
      رحم الله الإمام السلفي وكيع بن الجراح.. قالفأحسن وصدق: ((أهل العلم يكتبون ما لهم و ما عليهم،و أهل الأهواء لا يكتبون إلاّ ما لهم ))





      المصدر أرض الأفراح


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions