واشنطن تبرر اجراءاتها الصارمة على الرحلات التجارية ومرافقة مقاتلاتها لها

    • واشنطن تبرر اجراءاتها الصارمة على الرحلات التجارية ومرافقة مقاتلاتها لها


      مسافرون في مطار لوس انجليس


      واشنطن تبرر اجراءاتها الصارمة على الرحلات التجارية ومرافقة مقاتلاتها لها

      يقف الطيارون الاميركيون ومقاتلاتهم من جميع الانواع على اهبة الاستعداد على مدار الساعة لحماية الاجواء الاميركية والتدخل عند الضرورة لاسقاط اي طائرة يمكن ان يستولي عليها الارهابيون.

      ودافعت الحكومة الاميركية عن الاجراءات الصارمة التي اتخذتها في اواخر العام الماضي والتي تسببت في الغاء سبع رحلات جوية متوجهة الى الولايات المتحدة وكذلك مرافقة مقاتلات اميركية من طراز اف-16 رحلات اخرى الى المطارات الاميركية وسط مخاوف من وقوع هجمات ارهابية.

      والغيت ثلاث رحلات متوجهة من فرنسا الى الولايات المتحدة واثنتان من بريطانيا واثنتان من المكسيك بسبب مخاوف امنية منذ ان رفعت الحكومة الاميركية حالة التاهب في البلاد في 21 كانون الاول/ديسمبر الماضي.

      والغت الخطوط الجوية البريطانية (بريتش ايرويز) رحلاتها التي تتوجه بعد الظهر من لندن الى واشنطن لليوم الثاني على التوالي الجمعة وسط تكهنات "بوجود تهديد حقيقي ومؤكد" من وقوع هجوم مماثل لهجمات 11 ايلول/سبتمبر على العاصمة الاميركية.

      كما تاخرت رحلتان الجمعة من مدينة مكسيكو الى لوس انجليس بسبب قيام مسؤولي امن اميركيين بتفتيش المسافرين وامتعتهم طبقا لمصادر في المطار.

      وتعليقا على الغاء الرحلات المكسيكية قالت ريشيل سانبارغر المتحدثة باسم وزارة الامن القومي لوكالة فرانس برس "لدينا معلومات محددة حول تهديد محتمل لهذه الرحلات ونقلنا تلك المعلومات للحكومة المكسيكية التي قررت الغاء الرحلات".

      وصرح اسا هاتشينسون نائب وزير الامن القومي لشؤون امن الحدود والنقل ان الغاء الرحلات له ما يبرره الا انه ربما لا يمكن ابدا معرفة ما اذا كان تم منع وقوع هجوم ارهابي.

      وصرح في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاخبارية "لقد اتخذنا القرارات الصائبة" مضيفا ان القرارات لالغاء رحلات الطيران "استندت الى مخاوف استخباراتية معينة لدينا".

      وتبنت الحكومة الاميركية اجراءات اكثر صرامة لتفتيش الركاب المتوجهين في رحلات الى الولايات المتحدة من فرنسا وبريطانيا في الاسبوع الماضي وساهم ذلك في الغاء العديد من الرحلات طبقا لما افاد به المتحدث باسم وزارة الامن القومي الاميركية امس الجمعة.

      وتقوم السلطات الاميركية حاليا بتفحص قوائم المسافرين على رحلات الخطوط الفرنسية المتوجهة الى الولايات المتحدة قبل ساعة على الاقل من مغادرة الطائرة الاراضي الفرنسية حسب المتحدث.

      وكان موظفون اميركيون يقومون في السابق بفحص قوائم الركاب بعد اقلاع الطائرة.

      والغت خطوط بريتش ايرويز البريطانية الرحلة رقم 223 المتوجهة من لندن الى واشنطن للمرة الثانية على التوالي يوم الجمعة "لاسباب امنية" مع استمرار عمليات التحقق الاميركية التي تسبق اقلاع الطائرة.

      واوضح المتحدث باسم وزارة الامن القومي ان "هذا هو البروتوكول الذي نامل ان يتم استخدامه كنموذج مع دول اخرى للسماح للقيام بالشيء نفسه مع خطوط الدول الاخرى".

      وبدأ بعض المسؤولين الاجانب بطرح الاسئلة حول تلك الاجراءات الصارمة.

      وصرح مساعد مدير الخطوط المكسيكية فيرناندو كيفالوس لوكالة فرانس برس في مكسيكو ستي ان الغاء الرحلات في 31 كانون الاول/ديسمبر والاول من كانون الثاني/يناير كلف شركة الطيران اكثر من 150 الف دولار اشتملت على توفير السكن والطعام وتعويض المسافرين الذين اصبحت تذاكر سفرهم لاغية.

      وافاد المتحدث باسم الرئاسة المكسيكية اوغستين غوتيريز كانيت ان "الولايات المتحدة لم تقدم لنا بعد تفسيرا رسميا لسبب الغاء الرحلة".

      واشتبهت اجهزة الاستخبارات الاميركية بوجود ارهابيين محتملين على متن الطائرات الفرنسية الا ان مسؤولين فرنسيين واميركيين اقروا ان ايا من اسماء الركاب هي اسماء لاشخاص يشتبه في انهم ارهابيين.

      وصرحت وزارة الامن القومي الاميركية ان رحلة الخطوط البريطانية الى واشنطن كانت اخر رحلة ترافقها طائرات اف-16 المقاتلة في 31 كانون الاول/ديسمبر.

      وقال متحدث باسم قيادة الدفاع الجوي في اميركا الشمالية المخولة بحماية الاجواء الاميركية انها رافقت رحلات تجارية اكثر من 1600 مرة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

      واوضح قائد قيادة الدفاع الجوي في اميركا الشمالية الجنرال رالف ايبرهارت انه في تشرين الاول/اكتوبر تدرب طياروه عدة مرات اسبوعيا للاستعداد لاسقاط طائرات تجارية كخيار اخير.

      وبلغ عدد الركاب الذي غادروا الاراضي الاميركية او وصلوا اليها جوا خلال العام المالي 2002 الذي انتهى في 30 ايلول/سبتمبر حوالي 122 مليون شخص طبقا لاحصاءات الحكومة.

      ورفعت الولايات المتحدة حالة التاهب اثناء عطلات نهاية العام الماضي خشية تكرر هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي استهدفت نيويورك وواشنطن.