الى كل الشباب

    • الى كل الشباب

      تمر الدنيا بالناس وهم يتقلبون فيها وفي ظروفها التي تواجههم فإما إنسانا سعيدا بما وجد و إما باكيا مهموما مما ووجد حالها حال التي لا يأمن جانبها فهذا حال الدنيا لم تخلق لنقول فيها إننا مرتاحين أو حتى إننا مهمومين خلقت متغيرة متنوعة.. ولكن هل فكر الإنسان حينما تهب الدنيا عليه بظروفها ماذا يفعل ؟ وما هي الإجراءات التي من المفروض أن يقوم بها حتى يعدل من حياته أو حالته ويقلب الأمور من الأسوأ إلى الأحسن وهل هناك ما يقال عليه الحظ السيئ أو الحسن إن هذه المسميات ما هي إلا مسميات لشرح الوضع الذي يكون فيه الإنسان في وقتا من الأوقات فترى إنسانا يندب حظه ويبكي ويرى الدنيا و الحياة من خلال منظارا قاتم لا يكاد يرى منه إلا أحزانه التي ألم يبحث عن حلولا ليتخلص منها فسوف تدمره .
      إن كل ما يحدث في هذا العالم هو من قبل الله سبحانه وتعالى وليس للإنسان يد فيما يحدث ولكن لا ننسى أن هناك مسببات كانت تمهد لحدوث هذا الشي فأنا لا أتكلم عن أسباب الأعاصير التي قتلت ألوفا من الناس ولا الزلازل التي أنهت بلده بام الإيرانية ولكن أسأل لماذا مات هؤلاء كلهم؟ فلو جئنا إلى الناس الذين لقوا حتفهم في الأعاصير نجد أن هذه الناس لم تعبا بالإنذارات التي تنذرهم بوجود الإعصار وعدم اخذ الاحتياطات من اجل الابتعاد عن موطن الخطر فهناك مثالا أخر على الزلازل عندما نجد زلزال بام نجد انه دمر منازل كانت حين النظر إليها بيوتا متهالكة ينظر فيها القدم والتهالك إذا لماذا لم يستعد الناس إلى يوما كهذا؟ ولو جئنا إلى منطقة كإيران نجد أنها منطقه حدثت فيها زلازل كثيرة.. إذا لما لم يحتاط السكان أو الأهالي ليوما ربما سيأتي على منطقتهم .
      نعم من الله كل ما يحدث ولكن على الإنسان أن يحتاط أو يتخذ الأسباب لدرء السوء عنه و ليساعده الله لينال ما يريد لقد مكن الله تعالى ذي القرنين في الأرض فحكمها ولكن بأخذ الأسباب أولا والاتكال على الله قال الله سبحانه وتعالى واصفا ذي القرنين ((انا مكنا له في الأرض وأتيناه من كل شيء سببا * فاتبع سببا)) إذا لقد نصر الله ذي القرنين باتخاذه الأسباب والاتكال على الله فلا يوجد نصر دون سلاح ولا يوجد مالا دون عمل ولا توجد جنه بدون عباده كل شيء يحتاج إلى اتباع الأسلوب الأمثل والتفكير الواقعي في الحياة ومعرفة
      الأسباب لا أن نتواكل ويغلب علينا الكسل والخمول ثم ننتظر من الله أن يرزقنا ونحنوا نيام بل علينا السعي والتفكير والبحث فلم توضع العقول في الرؤوس إلا لتأمل والتفكير والبحث .

      فلنعطي هنا مثال قريب مما يحدث في الوقت الحاضر فمثلا شابا يبحث عن وضيفة يكسب منها ويكون نفسه ويستمر في البحث عن هذه الوظيفة مدة طويلة ولكن هل فكر هذا الشخص أو الشاب لماذا لم يجد الوظيفة التي يحلم بها؟ تعالوا نفكر قليلا فلو نظرنا إلى المؤهل العلمي نرى انه اكتفى بالشهادة التي حصل عليها دون أن يطور نفسه سواء في التعلم لمهارة تساعده وان رد وقال لا املك المال.. ألا يستطيع أن يتعلم لغة تساعده ولو قليلا في مجاله الحياتي فان رد وقال لا املك المال لكي ادخل دورة في معهد لتعلم اللغة التي أريدها سارد عليه أن المعاهد ليس لها دور على الشخص فربما متعلم يخرج من المعهد دون أن يستفيد إن لم يكن لديه أي استعداد ولكن إن قام هذا الشخص بشراء كتابا صغير الحجم يعلم اللغة التي يريدها وعنده الاستعداد لتعلم فسوف يتعلمها بدون معهد وبدون أن يصرف الأموال ، ومثال موظف لم يحصل على ترقيه منذ زمن.. ألم يفكر يوما أن يطور مهارته أو أن يتعلم شيئا جديدا لكي يستطيع الوصول إلى الترقية التي يردها إن لكل شيء سبب فلا يوجد نجاحا بدون مذاكرة ولا يوجد منصب بدون تعب كل شيئا جعل له سببا للوصول والتوفيق من الله تعالى .

      إذا علينا الأخذ بالأسباب لكي نصل إلى ما نريد وان نجعل أهدافنا على مرمى من أنظارنا لكي نصل إليها لقد تغلب عقل الإنسان على المسافات باختراع وسائل المواصلات واخضع نواميس الكون كالبرق في الكهرباء والهواء لا إدارة مراوحه والنار وغيرها أتمنى من الله أن يوفقكم واعذروني على التطويل ولكم الشكر .