
يعتبر التهاب اللوزتين وتضخمهما من أشهر الأمراض التي تصيب المرضى، وخصوصا في فصل الشتاء اقترانا بإصابات الرشح والقصبات وغيرها. ويتسبب نمو حجم اللوزتين الملتهبتين في بعث بعض الاضطراب في نمو الطفل، وهو ما يسمى في الطب Sleep Apnoe.
ان تضخم اللوزتين والتهابهما يتسببان عادة ببعض الصعوبات في التنفس للطفل (عسر النفس) وهو نائم ويجري التعبير عن ذلك «بتوقفات» في التنفس تؤدي الى استيقاظ الطفل من نومه. وينصح الأطباء عادة، لإراحة الطفل ووالديه و تجنب إصابة الطفل لاحقا بأمراض القلب، بإزالة اللوزتين بعملية جراحية بدلا من استخدام المضادات الحيوية. وتثبت التجارب الطبية ان التهاب اللوزتين المستمر يؤدي الى تغيير مزاج الطفل بل الى تدهور تحصيله العلمي في المدارس لاحقا.
وسبق لطبيبة أطفال كندية ان ربطت بين «عسر التنفس» المرافق لاضطراب النوم واحتمالات الموت المفاجئ للأطفال الرضع. ورصدت الطبيبة في الدراسة التي نشرت في مجلة «لانسيت» وجود فترات انقطاع نفس يعاني منها الطفل قد يمتد طول بعضها الى 20 ثانية. وتساءلت الطبيبة ما اذا كانت فترات التوقف عن التنفس المذكورة قادرة على وقف قلب الرضيع اذا ما ترافقت مع قلة الاوكسجين وسرعة نبض القلب.
ويجرب الجراحون الاميركيون حاليا في مستشفيات الأطفال، في حال الرغبة في تجنب إزالة اللوز، طريقة جديدة لتصغير حجم اللوزتين، وبالتالي تقليل أعراض اضطرابات النوم، اذ يستخدم الجراحون في ذلك جهازا يساعدهم على كشط الأنسجة الخارجية الملتهبة عن اللوزتين من دون الإضرار بالنسيج الحقيقي للغدتين قبل التضخم.
ويقول الأطباء في سان دييغو، بعد ان جربوا الطريقة والجهاز على 243 طفلا من مختلف المستشفيات، ان الطريقة ناجحة وأثبتت فعالية افضل وأقل مخاطر ومضاعفات من طريقة الاستئصال الكامل للغدتين اللتين تقعان في مقدمة الجهاز التنفسي. كما نجحت الطريقة في تحرير الأطفال من حالات تقطع النوم المسائي وحسنت صحتهم عموما بشكل ملحوظ بالمقارنة مع بقية الأطفال. ومعروف ان هناك ثلاث طرق لإزالة اللوزتين المتضخمتين جراحيا بعد إخفاق بقية الطرق الاخرى، وهي استخدام المشرط او مبضع الليزر اوالحرارة الموضعية، وهي طرق لا تخلو من مضاعفات للأطفال. وتتراوح مضاعفات هذه العمليات بين الألم الذي قد يدوم لعدة أيام تلي العملية وفقدان الدم وصعوبة تناول الطعام..الخ.
تحياتي
