مأساة أسبوعية تتكرر ....
ترسم على رأس وفكر كثير ممن يعايشها لوحة من الحيرة والاستغراب ، وتجعل الفكر يدور في استفهامات وتساؤلات تنظر جوابا ....
وقضية تحار منها عقول الكثيرين الذين تسمع من ألسنتهم أو تقرأ في أعينهم شجبا واستنكارا واستغرابا ....
نحضر لأداء الفريضة صلاة واستماعا وإنصاتا ومحاولة تدبر واستجلاب اعتبار وازدياد معلومة ورسوخ قيمة نؤمن بها وتلق لتنبيه أو ملاحظة على سلوك خاطئ أو إيجاد حل لقضية دينية أو اجتماعية أو أسرية أو شبابية أو محلية أو دولية ....
ولكن ...
منا من ينعس ..... ومنا من يسرح فكره ويمرح في أودية أخرى خارج ما يتفوه به الخطيب الممسك لذلك الكتاب الذي يقرأ منه الخطبة ويسردها على الحاضرين ... ومنا من تنهش فكره الحيرة ... ومنا من يفهم بعضا ولا يستوعب بعضا ....
وكثير ممن يسيرون في رحلة قصيرة حول أعمالهم وباقي يومهم بعد محاولة جهيدة للاستفادة مما يقال ، ومثابرة شبه يائسة لاقتناص علم وهدى منير ....
أجل .... لنكن صرحاء أمام أسئلة تفرض نفسها فرضا في قضية خطب الجمعة الحالية عندنا ...
أولا : لم تدور غالبية مواضيع الخطب حول السلام والإرهاب ونبذ العنف والانقطاع للعبادة واليسر والتخفيف والوحدة الإنسانية والدعوة للعولمة ومؤاخاة بني الإنسان والتسامح والتكاتل البشري والبيئة والنظافة والطبيعة وشكليات العبادة ؟؟!!!!!
ثانيا : عندما نمتن على المستمعين بالخروج عن هذه المواضيع وأشباهها فننتقل إلى بعض القيم الروحية كالشكر والصبر والقناعة وأشباهها ، لم نتحدث عنها بشكل عام بعيد جدا عن الواقع مكتفين بسرد بعض الآيات العامة في الموضوع والأحاديث التي تدل على فضيلة الأمر دون بحث أسباب أو ظروف أو عوامل أو نتائج أو توصيات ؟
ثالثا : لماذا تكون مواضيعنا عامة دوما ؟ ألا تستطيع خطبنا التركيز قليلا على نقطة أو نقاط معينة في الموضوع فتعطيها حقها ليخرج المستمع بفائدة جديدة بدل سرد كلام عام حول قضية عامة ربما يعرفه ثلاثة أرباع الجامع أو أكثر بقليل ؟؟!!!
رابعا : هل حاولت خطبنا فعلا البحث القضايا الأسرية في مجتمعنا كالمعاملة بين الزوجين بالحسنى وبعض التوصيات والملاحظات في فنون التعامل والعاطفة والمعاشرة الزوجية ؟
بل أين قضايا الأبناء وما يعايشه بعضهم من ضعف دراسي أو تشتت أسري أو هم نفسي في خطبنا ؟
خامسا : هل حاولت خطبنا فعلا معالجة قضايا المجتمع كالبطالة والعنوسة وغلاء المهور والفقر وفساد ذات البين ؟!!
سادسا : أين قضايا الأمة في خطبنا ؟؟!!! لم تعيش الأمة في واد وخطبنا في واد آخر ؟
أليس من المفترض أن يستمع المسلم المنتمي إلى جسد الآمة ويعتبر نفسه خلية فيه وهو يعايش قضية أو نكبة أو ألما أو أملا تمر على الأمة - أليس من حقه أن يسمع شيئا عن الأحداث الدائرة وشيئا من التوصيات والتوجيهات في كيفية التعامل معها وأمثالها ؟؟!!!
سابعا : لم الاهتمام بشكليات العبادة وعبادات المسجد وترك حياة الناس العامة والخاصة بعيدا عن مواضيعنا ؟ وتركهم يلتوون في دوامة أفكار وتساؤلات ؟!!!
ثامنا: ألا تصور خطبنا فعلا أن ديننا الإسلامي مقتصر على الصلاة والصوم وبعض القيم الروحية التي نتسلى ببعض الكليمات والعبارات فيها مغفلين التعمق فيها وتوظيفها أسريا واجتماعيا ؟؟!!!
تاسعا: ألا يوجد من يراجع هذه الخطب لمراجعة صحة ما يرد فيها من معلومات على الأقل ؟ وإذن فما معنى أن تأتي لنا خطبة برمتها لتقول لنا أن الإسلام ينهى عن التبتل ، ونحن نقرأ في كتاب الله قوله تعالى : " وتبتل إليه تبتيلا " ؟؟!!!
وما معنى أن تأتي لنا خطبة تتكلم عن تلوث البيئة لتجعل النهي عن أكل البصل والثوم أو الاعتزال عن الجماعة عند أكله إنما هو نهي عن تلوث البيئة ؟ أليس الحديث في إيذاء الآخرين ؟ وتجعل الفساد في الأرض إنما هو العبث بالصحاري والطبيعة والأشجار ، مغفلة النظر عن الكم الهائل من الفساد المستشري في جسم الأمة بيد أبناءها وأعداءها ؟؟!!!
عذراا فربما أخذتني الصراحة بعيدا فنسيت أن أشكر القائمين على الخطب على جهدهم ، وما قصدت إلا التنبيه إن أصبت فيما قلت ...
وعل في الحديث بقية ......... وأترك لكم المجال إخوتي
__________________
ترسم على رأس وفكر كثير ممن يعايشها لوحة من الحيرة والاستغراب ، وتجعل الفكر يدور في استفهامات وتساؤلات تنظر جوابا ....
وقضية تحار منها عقول الكثيرين الذين تسمع من ألسنتهم أو تقرأ في أعينهم شجبا واستنكارا واستغرابا ....
نحضر لأداء الفريضة صلاة واستماعا وإنصاتا ومحاولة تدبر واستجلاب اعتبار وازدياد معلومة ورسوخ قيمة نؤمن بها وتلق لتنبيه أو ملاحظة على سلوك خاطئ أو إيجاد حل لقضية دينية أو اجتماعية أو أسرية أو شبابية أو محلية أو دولية ....
ولكن ...
منا من ينعس ..... ومنا من يسرح فكره ويمرح في أودية أخرى خارج ما يتفوه به الخطيب الممسك لذلك الكتاب الذي يقرأ منه الخطبة ويسردها على الحاضرين ... ومنا من تنهش فكره الحيرة ... ومنا من يفهم بعضا ولا يستوعب بعضا ....
وكثير ممن يسيرون في رحلة قصيرة حول أعمالهم وباقي يومهم بعد محاولة جهيدة للاستفادة مما يقال ، ومثابرة شبه يائسة لاقتناص علم وهدى منير ....
أجل .... لنكن صرحاء أمام أسئلة تفرض نفسها فرضا في قضية خطب الجمعة الحالية عندنا ...
أولا : لم تدور غالبية مواضيع الخطب حول السلام والإرهاب ونبذ العنف والانقطاع للعبادة واليسر والتخفيف والوحدة الإنسانية والدعوة للعولمة ومؤاخاة بني الإنسان والتسامح والتكاتل البشري والبيئة والنظافة والطبيعة وشكليات العبادة ؟؟!!!!!
ثانيا : عندما نمتن على المستمعين بالخروج عن هذه المواضيع وأشباهها فننتقل إلى بعض القيم الروحية كالشكر والصبر والقناعة وأشباهها ، لم نتحدث عنها بشكل عام بعيد جدا عن الواقع مكتفين بسرد بعض الآيات العامة في الموضوع والأحاديث التي تدل على فضيلة الأمر دون بحث أسباب أو ظروف أو عوامل أو نتائج أو توصيات ؟
ثالثا : لماذا تكون مواضيعنا عامة دوما ؟ ألا تستطيع خطبنا التركيز قليلا على نقطة أو نقاط معينة في الموضوع فتعطيها حقها ليخرج المستمع بفائدة جديدة بدل سرد كلام عام حول قضية عامة ربما يعرفه ثلاثة أرباع الجامع أو أكثر بقليل ؟؟!!!
رابعا : هل حاولت خطبنا فعلا البحث القضايا الأسرية في مجتمعنا كالمعاملة بين الزوجين بالحسنى وبعض التوصيات والملاحظات في فنون التعامل والعاطفة والمعاشرة الزوجية ؟
بل أين قضايا الأبناء وما يعايشه بعضهم من ضعف دراسي أو تشتت أسري أو هم نفسي في خطبنا ؟
خامسا : هل حاولت خطبنا فعلا معالجة قضايا المجتمع كالبطالة والعنوسة وغلاء المهور والفقر وفساد ذات البين ؟!!
سادسا : أين قضايا الأمة في خطبنا ؟؟!!! لم تعيش الأمة في واد وخطبنا في واد آخر ؟
أليس من المفترض أن يستمع المسلم المنتمي إلى جسد الآمة ويعتبر نفسه خلية فيه وهو يعايش قضية أو نكبة أو ألما أو أملا تمر على الأمة - أليس من حقه أن يسمع شيئا عن الأحداث الدائرة وشيئا من التوصيات والتوجيهات في كيفية التعامل معها وأمثالها ؟؟!!!
سابعا : لم الاهتمام بشكليات العبادة وعبادات المسجد وترك حياة الناس العامة والخاصة بعيدا عن مواضيعنا ؟ وتركهم يلتوون في دوامة أفكار وتساؤلات ؟!!!
ثامنا: ألا تصور خطبنا فعلا أن ديننا الإسلامي مقتصر على الصلاة والصوم وبعض القيم الروحية التي نتسلى ببعض الكليمات والعبارات فيها مغفلين التعمق فيها وتوظيفها أسريا واجتماعيا ؟؟!!!
تاسعا: ألا يوجد من يراجع هذه الخطب لمراجعة صحة ما يرد فيها من معلومات على الأقل ؟ وإذن فما معنى أن تأتي لنا خطبة برمتها لتقول لنا أن الإسلام ينهى عن التبتل ، ونحن نقرأ في كتاب الله قوله تعالى : " وتبتل إليه تبتيلا " ؟؟!!!
وما معنى أن تأتي لنا خطبة تتكلم عن تلوث البيئة لتجعل النهي عن أكل البصل والثوم أو الاعتزال عن الجماعة عند أكله إنما هو نهي عن تلوث البيئة ؟ أليس الحديث في إيذاء الآخرين ؟ وتجعل الفساد في الأرض إنما هو العبث بالصحاري والطبيعة والأشجار ، مغفلة النظر عن الكم الهائل من الفساد المستشري في جسم الأمة بيد أبناءها وأعداءها ؟؟!!!
عذراا فربما أخذتني الصراحة بعيدا فنسيت أن أشكر القائمين على الخطب على جهدهم ، وما قصدت إلا التنبيه إن أصبت فيما قلت ...
وعل في الحديث بقية ......... وأترك لكم المجال إخوتي
__________________