أخي المسلم قبل أن تعصي الله...تذكر هذه الكلمات...

    • أخي المسلم قبل أن تعصي الله...تذكر هذه الكلمات...

      بسم الله الرحمن الرحيم


      أخي المسلم قبل أن تعصي الله تذكر هذه الكلمات........


      تذكر قبل أن تعصي أن الله يراك , ويعلم ما تخفي وما تعلن: (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شي عليم).

      تذكر قبل أن تعصي أن الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك وأعمالك وتكتب ذلك في صحيفتك , لا تترك من ذلك ذرة أو أقل ، قال تعالى: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) , وقال تعالى: (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شي شهيد) , وقال تعالى : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)
      تذكر قبل أن تعصي (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سؤ تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) .

      تذكر قبل أن تعصي يوم يقول المجرمون ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا).

      تذكر قبل أن تعصي يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ما ميل ويعرق الناس , فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق , فمنهم من يكون إلى ركبتيه, ومنهم من يكون إلى حقويه , ومنهم من يلجمه العرق إلجاما ً.

      تذكر قبل أن تعصي يوم يحشر الناس حفاه عراه قال صلى الله عليه وسلم " يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غلاً" قالت عائشة: يا رسول الله الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال صلى الله علية وسلم:" يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض" (متفق عليه).

      تذكر قبل أن تعصي يوم يجاء بأناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم, فيؤخذ بهم ذات الشمال, فيقول النبي صلى الله عليه وسلم "يا رب أصحابي" فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فيقول صلى الله علية وسلم قوله تعالى: (ما قات لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) فيقال له: انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".

      تذكر قبل أن تعصي ملك الموت وهو يعالج خروج روحك, ويذبحها ذبحا شديدا, تتقطع له جميع أعضائك من شدة جذبته, و تتمنى حينها أن تسبح تسبيحه واحده فلا تقدر, أو تكبر تكبيرة واحده فلا تقدر, أو تهلل تهليله واحده فلا تقدر, أو تصلي و لو ركعتين خفيتين فلا تقدر و أو تقرأ ولو آية واحده من القرآن فلا تقدر, فقد الجم اللسان, وشخصت العينان و ويبست اليدان والرجلان , وطاش العقل من شدة ما يرى.
      تذكر قبل أن تعصي القبر وعذابه , وضيقة وظلمته , و ديدانه وهوامه , فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار قال صلى الله وسلم " لوى أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر" (رواه مسلم).

      تذكر قبل أن تعصي وقفك بين يدي الله تعالى يوم القيامة , ليس بينك و بينه حجاب أو ترجمان , فأحذر أن يشدد عليك في الحساب , فقد قال صلى الله عليه و سلم "من نوقش الحساب عُذّب" (متفق عليه). و معنى ذلك أن من استقصى عليه الحساب ولم يسامح هلك ودخل النار والعياذ بالله , فاستكثر من الطاعات , واترك المعاصي و المنكرات يجعل الله حسابك يسيرا , ويتجاوز عنك في حسابك شيئا كثيرا.

      تذكر قبل أن تعصي شهادة أعضاء العصاة عليهم , كما قال سبحانه ( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإلية ترجعون).
      تذكر قبل أن تعصي أن لذة المعصية مهما بلغت فإنها سريعة الزوال , مع ما يعقبها من ألم وحسره وندم وضيق عيش في الدنيا , وتعرض في النار يوم القيامة.

      تذكر قبل أن تعصي أن المعاصي ظلمات بعضها فوق بعض , وأن القلب يمرض ويضعف ويظلم بسبب الذنوب والمعاصي , وقد يموت بالكليه , وإذا ما القلب تحتم الهلاك وتأكد الخسران , قال صلى الله عليه وسلم " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً , فأي قلب أشر بها نكتت فيه نكته سوداء , وأي قلب أنكرها نكتت فيه بيضاء , حتى تصير على قلبين , على أبيض مثل الصفا , فلا تضره فتنه مادامت السماوات والأرض , والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا , ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه" (متفق عليه) .

      وأخيراً تذكر قبل أن تعصي أن الذنوب تؤدي إلى قلة التوفيق , وحرمان العلم , وحرمان الرزق , وضيق الصدر و تعسير الأمور , و وهن البدن , و قصر العمر , و موت الفجأه , و فساد العقل , و ذهب الحياء و الغيرة و الأنفة و المروءة من القلب و المعاصي تزيل النعم , وتحل النقم , و تمحق بركة العمر , و بركة الرزق , و بركة العلم و بركة العمل و بركة الطاعة , وتعريض العبد لأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة وتخرج العبد من دائرة الإحسان , وتمنعه من ثواب المحسنين.
      ومن أعظم عقوباتها أنها تورث القطيعة بين العبد وربه و وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير , واتصلت به أسباب الشر.
      نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من عباده الطائعين , الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.


      |t |t |t |t