الكاتب :أمل الجهورية
المصور :طرحت على مائدة الحوار بمدارس تعليمية محافظة شمال الباطنة أكثر من 10 ظواهر سلوكية طلابية وذلك خلال فعاليات البرنامج التربوي التوعوي لحلقات النقاش الزمرية بمدارس المحافظة الذي نظمته دائرة البرامج التعليمية ممثلة في قسم التوعية التربوية والرعاية الطلابية* تحت* شعار "سلوك الطالب رؤية تربوية اجتماعية " في الفترة من (14-21/4/2012م ).
تم* خلاله تنفيذ عدد من حلقات النقاش في مخلف مختلف مدارس المحافظة* بمشاركة من المختصين من الجهات التربوية والاجتماعية وكذلك أولياء الأمور والأخصائيين الاجتماعيين والطلبة والطالبات* وذلك بهدف الوقوف على الظواهر وتعريفها ومناقشة أسبابها ووضع أساليب العلاج المناسبة المبنية على الحوار الهادف والأخذ برأي الطالب الذي يعايش واقع المشكلات والسلوكيات المختلفة للوصول على أساليب علاجية ناجحة تساهم في القضاء على تلك الظواهر في بيئاتنا المدرسية وفق أسس علمية وتربوية سليمة .
*
ظواهر متنوعة
****** تتناول حلقات النقاش جملة من المواضيع منها : العبث بالممتلكات العامة والخاصة ، وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية ، وكذلك تعاطي التبغ بانواعه ، كماناقشت* ظاهرة تعلق الطالب والطالبة بمثله ،ووقفت على* آخر صيحات الموضة وأثرها على الزي المدرسي، هذا إضافة إلى* الاعتداء البدني واللفظي بين الطلبة والطالبات،* كما تمت مناقشة التسرب المدرسي ، وكذلك موضوع سوء استخدام الانترنت ، وأثر استخدام الهواتف النقالة في المدارس، و العلاقات العاطفية، والاعتداء على المعلم، والتحرش الجنسي ، حيث تضمنت كل حلقة التعريف بالظاهرة السلوكية ، واسبابها ، وآثارها على الفرد والمجتمع ، كما تم التوصل إلى توصيات هادفة طرحها المشاركون وكان للطلاب دور واضح في اثرائها من خلال معايشتهم لها في بيئاتهم المدرسية ،وحول أهمية هذا تنفيذ هذا البرنامج قال يوسف الشافعي نائب مدير دائرة البرامج التعليمية بالمحافظة : يأتي تنفيذ حلقات النقاش الرمزية بمدارس المحافظة انطلاقا من أهمية موضوع تعديل السلوك وتوجيهه كونه غاية التعليم وأساسه في العملية التربوية بصفة عامة ومحور رئيس في التوجيه والارشاد بصفة خاصة ، فوظيفة المدرسة لم تعد قاصرة على إمداد ذهن الطالب بالمعلومات فحسب وإنما تمتد إلى الاهتمام برعاية نمو شخصية الطالب بأبعادها المختلفة (جسميا -عقليا -اجتماعيا -انفعاليا - تربويا - مهنيا )والتأكيد على الناحية الروحية الإسلامية بحيث تكون هي الضابط والموجه الأول للسلوك الخاص والعام للفرد والمجتمع لتحقيق أقصى درجة ممكنة من السلوك التكيفي الملائم* ، وأضاف الفزاري قائلا : وفي اطار هذا الاهتمام* قامت المحافظة متمثلة في المعنيين بهذا المجال بوضع برنامج تربوي توعوي لحلقات النقاش الزمرية لمدارس المحافظة والتي تهدف إلى تعديل السلوك الطلابي وتوجيهه من خلال لقاء تربوي حر يعتمد على طرق* العصف الذهني والاستقصاء وحل المشكلات بهدف الوصول إلى تعديل السلوك بتقليله أو إطفائه وإعادة السلوك التكيفي واكتسابه .
*
أهداف فاعلة ..
*وحول التعريف بماهية هذا البرنامج حدثنا عيسى بن سيف الشامسي رئيس قسم التوعية التروية والرعاية الطلابية بتعليمية محافظة شمال الباطنة قائلا : البرنامج عبارة عن* أسلوب يقوم علي التعاون وتبادل الآراء والأفكار والخبرات عن طريق الاستقصاء وحل المشكلات* من أجل هدف واحد محدد ومنشود وتكون المحصلة تعلم أفراد المجموعة من بعضهم البعض واكتشاف النتائج السلبية للسلوك ومعالجتها* وهي إحدى طرق التفاعل الاجتماعي والتي تشجع* على التواصل وتبادل الآراء بطرق مختلفة ،وعن أهداف حلقات النقاش أشار الشامسي قائلا :هدفت* حلقات النقاش إلى ايجاد أنماط جديدة للتعامل مع القضايا والموضوعات الأساسية في كافة نواحي الحياة ،ورفع الوعي الفكري* الاجتماعي والثقافي للطلاب ، كما تهدف إلى تمكين الطلاب من** مهارات إدارة الحوار الهادف،وبناء اتجاهات إيجابية أثناء حلقة النقاش نحو احترام الرأي و الرأي الأخر ، وكذلك تمكينهم من المهارات العملية لإدارة الحوار في حلقة النقاش ،وتشجيع التوجيهات الإيجابية لأراء الحوار مع الرأي الآخر .وتقييم قدراتهم* ومهاراته للحد من السلوكيات غير المرغوبة بالمدرسة، هذا إضافة على إتاحة* الفرصة أمام الطلبة لتوجيه السلوك وتقويم التصرفات نظرا لزيادة الاحتكاك بين الطلبة وأقرانهم ، والتاكيد على أهمية التعاون بين المدرسة والبيت والمجتمع لتسهيل المعطيات العلمية والتربوية من خلال قنوات البحث الكامل والجدي للمشكلات والظواهر السلوكية، وذكر عيسى الشامسي أن هذا البرنامج يهدف ايضا إلى تحليل المشاكل السلوكية غير المرغوبة وإيجاد الحلول المناسبة لها سواء ما كان على صعيد المدرسة أو صعيد المجتمع،وتفعيل الحوار الفعال مع الطلبة وتبادل الآراء لإطلاق العنان لخياله للمساهمة بشكل إيجابي في التصدي للسلوكيات غير المرغوبة وإيجاد الحلول المناسبة* وتنامي المسيرة السلوكية للطالب، وانتهاج أسلوب العمل الجماعي ،الأمر الذي يساعد الطالب على تبني أفكار والتوصل إلى نتائج وحلول للمشكلات، وكذلك الحرص على أهمية مناقشة بعض السلوكيات التي يلزم بالطالب التمسك بها أو نبذها سواء كان داخل المدرسة أو المجتمع المحيط به وضرورة الربط بينهما.
*
حوار فاعل ومناقشات هادفة
المشاركون في حلقة النقاش اكدوا على مدى استفادتهم جيث قال خالد السعدي أخصائي اجتماعي بمدرسة السويق للتعلم مابعد الاساسي : تكمن أهمية حلقات النقاش في علاج المشكلات الطلابية كونها* تتيح للطلبة عرض المشكلة بأنفسهم وإعطاء الأسباب وأخذ النتائج وإيجاد الحلول والتوصيات وهي تمكنهم من إدارة الحوار وتبادل الآراء بينهم كما توجد نوع من التعاون بين المدرسة والمجتمع ،وعن دوره في التصدى للظواهر السلبية في المدرسة قال:* يمكن للأخصائي الاجتماعي الحد من انتشار السلوكيات الغير مرغوب فيها عن طريق معرفة مسببات هذه السلوكيات وطريقة انتشارها وإيجاد الحلول المناسبة لها بالإضافة إلى التوعية المستمرة للطلبة وتعريفهم بالنواحي السلبية لهذه السلوكيات ،والقيام بالتوعية والإرشاد لمساعدة الطلبة في الحد من هذه السلوكيات وإشراك البيت والمجتمع في ضبط هذه السلوكيات ومن ثم إيجاد القوانين التي تساعد على ضبط هذه السلوكيات، وذكرت نورة السنانية اخصائية اجتماعية بمدرسة مريم ابنة عمران قائلة : تعتبر حلقات النقاش أفقاً رحباً لطالبات المدرسة يمكن من خلالها عرض الآراء المختلفة مهما تضادت مع بعضها البعض وهي فرصة لتبادل الآراء والأفكار والمقترحات التي تسهم بلا شك في حل الكثير من هذه المشكلات، مما لا شك فيه أن الاعتراف بوجود المشكلة هو جزء كبير من حلها ولذا يجب في البداية التنويه على الطلبة بوجود المشكلات أو الظواهر السلوكية الغير مرغوب فيها والتوعية بأهمية الابتعاد عنها من خلال الإذاعة المدرسية والنشرات والمحاضرات التوعوية المختلفة والمشاريع التي يقوم الأخصائي بتنفيذها في المدرسة.
*
*
استفادة واضحة ..
***** الطلبة والطالبات وجدوا من خلال هذه الحلقات فرصة سانحة للحوار المباشر يطرحون خلاله أفكارهم ويعرضون مقترحاتهم وتوصياتهم للحد من الظواهر السلوكية بمدارسهم* وعن مشاركتها في هذا البرنامج حدثتنا الطالبة ذكرى بنت حمد القطيطية للحلقات النقاشية أهمية كبيرة فهي تنمي المسؤولية لدى الطلبة والقدرة على مناقشة المشكلات التربوية وإيجاد الحلول وتطبيقها على الواقع، والمساهمة في التقليل من المشكلات الطلابية من خلال المشاركة في حلقات النقاش وعمل البرامج الإذاعية المؤثرة على الطالبات والتي تكون في محتواها أفكار تتصدى للسلوكيات السلبية وكذلك من خلال عمل الندوات والمحاضرات التوعوية اكتساب مهارة إيجاد الحلول والمشاركة الفاعلة مع الطالبات وبالتالي يكسب الثقة النفسية، وعزز لدي العطاء الدائم للتصدي للمشكلات التربوية لدى الطالبات، أما الطالب ناذر السعدي* فقال: تتمثل أهمية الحوار من خلال حلقات النقاش لانها* تناقش الظواهر الموجودة في المدرسة وتعمل مع المجتمع في حل هذه المشكلات وتساعد أيضا المعلم في معرفة بعض المشكلات من خلال هذه الحوارات كما تساعد الطالب على إتقان الحوارات والنقاش، وعن دوره في الحد من ظاهرة تخريب الممتلكات العامة التي تمت مناقشتها في مدرسته* فذكر قائلا : يتمثل دوري في النصح والتوعية للطلبة بعدم التخريب في الممتلكات و توعية الطلبة بأن هذا التخريب يكلف المدرسة الأموال لإصلاحها ، وكذلك إبلاغ المدرسة بالمشكلات التي تخصها ان وجدت .
*
تعزيز الثقة بالنفس ، والمشاركة في صنع القرار
*
وقالت خلود البادية من مدرسة صحم للتعليم مابعد الأساسي : وجدت في حلقة النقاش التي نفذت في مدرستي حول سلبيات استخدام الهاتف النقال فرصة لعرض المشكلة مع زميلاتي ومناقشة سلبياتها وآثاارها وكيف يمكن ضبط ذلك التاثير حيث وقفنا على مختلف الاسباب واقترحنا العلاج مع الأخصائية الاجتماعية في المدرسة ، كما ان هذه الحلقات النقاشية تعزز ثقة الطالب بنفسه كونه يساهم في صنع قرار وعلاج مشكلة ،وأشار الطالب* ناصر الخروصي من مدرسة السويق :عن مثل هذه الحلقات النقاشية تعرف الطالب على أهمية النقاش والأسلوب في الكلام، وتكسبه مهارة الحوار،وتطبيق مبدأ الشورى للتقليل من أضرار المشكلة، وعن دوره كطالب في التعامل مع السلوكيات السلبية في مدرسته قال توعية الطالب بالسلوك الخاطئ،و تقديم النصح والإرشاد للطلبة عن أضرار السلوكيات الخاطئة،ومعرفة الأسباب التي تدفع الطالب للقيام بالسلوكيات السلبية.
*



وزارة التربية والتعليم